|
#1
|
|||
|
|||
|
قال شيخ الإسلام العالِم الرباني أبو العباس أحمد بن تيمية -رحمه الله تعالى- في "مجموعة الفتاوى" (6/144-153) فَصْـل في القاعدة العظيمة الجليلة في مسائل الصفات، والأفعال، من حيث قدمها ووجوبها، أو جوازها ومشتقاتها، أو وجوب النوع مطلقًا، وجواز الآحاد معينًا. فنقول: المضافات إلى الله ـ سبحانه ـ في الكتاب والسنة، سواء كانت إضافة اسم إلى اسم، أو نسبة فعل إلى اسم، أو خبر باسم عن اسم، لا تخلو من ثلاثة أقسام: أحدها: إضافة الصفة إلى الموصوف، كقوله تعالى:{وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ} [البقرة:255]، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ} [الذاريات:58]. وفي حديث الاستخارة:( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك)([1])، وفي الحديث الآخر: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق)([2])، فهذا في الإضافة الاسمية. وأما بصيغة الفعل، فكقوله: {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ} [البقرة:187]، وقوله: {عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [المزمل: 20]. وأما الخبر الذي هو جملة اسمية، فمثل قوله: {وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [البقرة:282]، {إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:148]. وذلك لأن الكلام الذي توصف به الذوات: إما جملة، أو مفرد. فالجملة إما اسمية كقوله: {وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}، أو فعلية كقوله:{عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ}، أما المفرد فلابد فيه من إضافة الصفة لفظًا أو معنى كقوله:{بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ}، وقوله: {هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [فصلت:15]. أو إضافة الموصوف كقوله: {ذُو الْقُوَّةِ}. والقسم الثاني: إضافة المخلوقات كقوله:{نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} [الشمس:13]، وقوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [الحج: 26]، وقوله:{رَّسُولُ اللَّهِ} [الفتح:29] و{عِبَادَ اللَّهِ} [الصافات:40]،وقوله: {ذُو الْعَرْشِ} [البروج:15]، وقوله:{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}. فهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق، كما أن القسم الأول لم يختلف أهل السنة والجماعة في أنه قديم وغير مخلوق. وقد خالفهم بعض أهل الكلام في ثبوت الصفات، لا في أحكامها، وخالفهم بعضهم في قدم العلم، وأثبت بعضهم حدوثه، وليس الغرض هنا تفصيل ذلك. الثالث ـ وهو محل الكلام هنا: ما فيه معنى الصفة والفعل، مثل قوله: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 64]، وقوله:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82]، وقوله: {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف:109]، وقوله: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح:15]، {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ} [البقرة:75]، وقوله: {إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ} [المائدة:1]، {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود:107، البروج:16]. وقوله:{فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة:90]، وقوله:{وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ} [النساء:93]،وقوله:{فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف:55]، وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد:28]، وقوله:{رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة:8]. وقوله:{وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا}[الأعراف:23]،{وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} [المؤمنون:118]، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ} [البقرة:286]. وكذلك قوله: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[التغابن:3]، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75]، وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة:4]، {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر:22]، {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ} [البقرة:210]، {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ} [الأنعام:158]. وفي الأحاديث شىء كثير، كقوله في حديث الشفاعة: (إن ربي قد غضب اليوم غضبًا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله)([3])، وقوله: (ضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة)([4])، وقوله: (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا)([5])، الحديث. وأشباه هذا، وهو باب واسع. وقوله: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات)([6]) . . . . .([7]) فالناس فيه على قولين: أحدهما: وهو قول المعتزلة، والكُلابيّة، والأشعرية، وكثير من الحنبلية، ومن اتبعهم من الفقهاء والصوفية، وغيرهم: أن هذا القسم لابد أن يلحق بأحد القسمين قبله، فيكون إما قديمًا قائمًا به عند من يجوز ذلك، وهم الكلابية، وإما مخلوقًا منفصلاً عنه، ويمتنع أن يقوم به نعت أو حال أو فعل، أو شىء ليس بقديم. ويسمون هذه المسألة: مسألة حلول الحوادث بذاته. ويقولون: يمتنع أن تحل الحوادث بذاته، كما يسميها قوم آخرون: فعل الذات بالذات، أو في الذات، ورأوا أن تجويز ذلك يستلزم حدوثه؛ لأن الدليل الذي دلهم على حدوث الأجسام قيام الحوادث بها، فلو قامت به لزم أحد الأمرين: إما حدوثه، أو بطلان العلم بحدوث العالم. ومن خالفهم في ذلك قال: دليل حدوث العالم امتناع خلوه عن الحوادث، وكونه لا يسبقها، وأما إذا جاز أن يسبقها لم يكن في قيامها به ما يدل على الحدوث. ويقول آخرون: إنه ليس هذا هو الدليل على حدوث العالم، بل هو ضعيف. ولهم مآخذ أخر. ثم هم فريقان: أحدهما: من يرى امتناع قيام الصفات به ـ أيضًا ـ لاعتقاده أن الصفات أعراض، وأن قيام العَرَض به يقتضي حدوثه ـ أيضًا ـ وهؤلاء نفاة الصفات من المعتزلة،فقالوا حينئذ: إن القرآن مخلوق، وأنه ليس لله مشيئة قائمة به، ولا حُبٌّ، ولا بُغْضٌ، ونحو ذلك. وردوا جميع ما يضاف إلى الله إلى إضافة خلق، أو إضافة وصف، من غير قيام معنى به. والثاني: مذهب الصفاتية أهل السنة وغيرهم، الذين يرون قيام الصفات به، فيقولون: له مشيئة قديمة،وكلام قديم،واختلفوا في حبه وبغضه، ورحمته وأسفه، ورضاه، وسخطه ونحو ذلك، هل هو بمعنى المشيئة، أو صفات أخرى غير المشيئة؟ على قولين. وهذا الاختلاف عند الحنبلية والأشعرية وغيرهم. ويقولون: إن الخلق ليس هو شيئًا غير المخلوق، وغير الصفات القديمة، من المشيئة والكلام. ثم يقولون للمتكلمين في الخلق، هل هو المخلوق؟ أربعة أقوال: أحدها: أن الخلق هو المخلوق. والثاني: أنه قائم بالمخلوق. والثالث: أنه معنى قائم بنفسه. والرابع: أنه قائم بالخالق. قال القاضي أبو يعلى الصغير: من أصحابنا من قال: الخلق هو المخلوق، ومنهم من قال: الخلق غير المخلوق، فالخلق صفة قائمة بذاته، والمخلوق الموجود المخترع. وهذا بناء على أصلنا، وأن الصفات الناشئة عن الأفعال موصوف بها في القدم، وإن كانت المفعولات محدثة. قال: وهذا هو الصحيح. ويقولون في الاستواء والنزول، والمجىء وغير ذلك من أنواع الأفعال، التي هي أنواع جنس الحركة: أحد قولين: إما أن يجعلوها من باب النسب والإضافات المحضة؛ بمعنى أن الله خلق العرش بصفة التحت، فصار مستويًا عليه، وأنه يكشف الحجب التي بينه وبين خلقه فيصير جائيًا إليهم ونحو ذلك، وأن التكليم إسماع المخاطب فقط. وهذا قول أهل السنة من أهل هذا القول، من الحنبلية ومن وافقهم فيه، أو في بعضه من الأشعرية وغيرهم. أو يقول: إن هذه أفعال محضة في المخلوقات من غير إضافة، ولا نسبة، فهذا اختلاف بينهم، هل تثبت لله هذه النسب والإضافات ؟! مع اتفاق الناس على أنه لابد من حدوث نسب وإضافات لله ـ تعالى ـ كالمعية ونحوها، ويسمى ابن عقيل هذه النسب: الأحوال لله، وليست هي الأحوال التي تنازع فيها المتكلمون مثل العالمية، والقادرية، بل هذه النسب والإضافات يسميها الأحوال. ويقول: إن حدوث هذه الأحوال،ليس هو حدوث الصفات، فإن هذه الأحوال نسب بين الله و بين الخلق، فإن ذلك لا يوجب ثبوت معنى قائم بالمنسوب إليه، كما أن الإنسان يصعد إلى السطح فيصير فوقه، ثم يجلس عليه فيصير تحته، والسطح متصف تارة بالفوقية والعلو، وتارة بالتحتية والسفول، من غير قيام صفة فيه ولا تغير. وكذلك إذا ولد للإنسان مولود، فيصير أخوه عما، وأبوه جدًا وابنه أخا، وأخو زوجته خالاً، وتنسب لهم هذه النسب والإضافات من غير تغير فيهم. والقول الثاني ـ وهو قول الكرامية، وكثير من الحنبلية، وأكثر أهل الحديث، ومن اتبعهم من الفقهاء والصوفية وجمهور المسلمين، وأكثر كلام السلف ومن حكى مذهبهم حتى الأشعري، يدل على هذا القول ـ إن هذه الصفات الفعلية ونحوها، المضافة إلى الله (قسم ثالث) ليست من المخلوقات المنفصلة عنه، وليست بمنزلة الذات والصفات القديمة الواجبة، التي لا تتعلق بها مشيئته، لا بأنواعها ولا بأعيانها. وقد يقول هؤلاء: إنه يتكلم إذا شاء، ويسكت إذا شاء، ولم يزل متكلما، بمعنى أنه لم يزل يتكلم إذا شاء، ويسكت إذا شاء، وكلامه منه ليس مخلوقًا. وكذلك يقولون: وإن كان له مشيئة قديمة فهو يريد إذا شاء، ويغضب ويمقت. ويقر هؤلاء أو أكثرهم ما جاء من النصوص على ظاهره مثل قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: 4] أنه استوى عليه بعد أن لم يكن مستويا عليه، وأنه يدنو إلى عباده ويقرب منهم، وينزل إلى سماء الدنيا ويجىء يوم القيامة، بعد أن لم يكن جائيًا. ثم من هؤلاء من قد يقول:تحل الحوادث بذاته، ومنهم من لا يطلق هذا اللفظ: إما لعدم ورود الأثر به، وإما لإيهام معنى فاسد، من أن ذلك كحلول الأعراض بالمخلوقات، كما يمتنع جمهور المتكلمين من تسمية صفاته أعراضا، وإن كانت صفات قائمة بالموصوف كالأعراض. وزعم ابن الخطيب أن أكثر الطوائف والعقلاء، يقرّون بهذا القول في الحقيقة، وإن أنكروه بألسنتهم؛ حتى الفلاسفة والمعتزلة والأشعرية.أما الفلاسفة، فإن عندهم أن الإضافات موجودة في الأعيان، والله موجود مع كل حادث. و"المعية" صفة حادثة في ذاته، وقد صرح أبو البركات البغدادي صاحب "المعتبر" بحدوث علوم، وإرادات جزئية في ذاته المعينة. وقال: إنه لا يتصور الاعتراف بكونه إلها لهذا العالم إلا مع القول بذلك. ثم قال: الإجلال من هذا الإجلال واجب، والتنزيه من هذا التنزيه لازم. وأما المعتزلة، فإن البصريين ـ كأبي علي وأبي هاشم ـ يقولون بحدوث المرئي والمسموع، وبه تحدث صفة السمعية والبصرية لله، وأبو الحسين البصري يقول بتجدد علوم في ذاته بتجدد المعلومات، والأشعرية أيضًا يقولون بأن المعدومات لم تكن مسموعة ولا مرئية، ثم صارت مسموعة مرئية بعد وجودها، وليس السمع والبصر عندهم مجرد نسبة، بل هو صفة قائمة بذات السميع البصير، وقد يلزمون بقولهم:بأن النسخ هو رفع الحكم أو انتهاؤه. وقولهم: علمه بالجزئيات، وكذلك بانقطاع تعلق القدرة والإرادة منه. والتحقيق: أن التصريح بالخلاف في هذا الأصل موجود في عامة الطوائف، ليس مخصوصًا بأهل الحديث. ثم النفاة، قد يقال: إن هذا القول يلزمهم إذا أثبتوا لله نعوتًا غير قديمة، فيصير هذا الأصل متفقًا عليه، وهم قد يعتذرون عن تلك اللوازم، تارة بأعذار صحيحة، فلا يكون لازمًا لهم، وتارة بأعذار غير صحيحة فيكون لازمًا لهم، وهذا لا ريب فيه. وأما نصوص الكتاب والسنة، فلا ريب أن ظاهرها موافق لهذا القول، لكن الأولون قد يتأولونها أو يفوضونها، وأما هؤلاء فيقولون: إن فيها نصوصًا لا تقبل التأويل، وأن ما قبل التأويل قد انضم إليه من القرائن والضمائم([8]). ما يعلم قطعًا أن الله ورسوله أراد ذلك، أو أن هذا مفهوم. ويقولون: ليس للنفاة دليل معتمد وإنما معهم التقليد لأسلافهم بالشناعة والتهويل على المخاطبين، الذين لم يعرفوا دقيق الكلام، وأن هذا مذهب عامة أهل الملل وخواص عباد الله، وإنما خالف ذلك أهل البدع في الملل، والأولون قد يقولون: هذا خلاف الإجماع وهذا كفر، وهذا يستلزم التغير والحدوث، وقد رأيت للناس في هذا الأصل عجائب. وقال الإمام أحمد ـ في الجزء الذي فيه الرد على الجهمية والزنادقة ـ: وكذلك الله تكلم كيف شاء، من غير أن نقول: جوف ولا فم ولا شفتان. وقال بعد ذلك: بل نقول: إن الله لم يزل متكلمًا إذا شاء، ولا نقول: إنه كان ولا يتكلم حتى خَلَق. وكلامه فيه طول. [1]- رواه البخاري (7390)، وأبوداود (153، الترمذي (480)، والنسائي (3253)، وابن ماجه (1383)، وأحمد(3/344)، وقال الترمذي (حديث صحيح غريب). [2]- أخرجه النسائي(1305)، والحاكم (1/524)، من طريق حماد بن زيدعن عطاء بن السائب عن أبيه عن عمار بن ياسر، وقال الحاكم "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي وأقرهما الألباني، ومن طريق أخرى أخرجه النسائي (1306)، أحمد (4/264)، أنظر "أصل صفة صلاة النبي" (3/1008-1010). [3]- متفق عليه. [4]- متفق عليه. [5]- متفق عيله. [6]- أخرجه أبو داود (473، والبخاري (4701)، و(4800)، و(7481) بنحوه، أنظر "الصحيحة" (3/282-283). [7]- بياض بالأصل.(منه) [8]- كذا بالأصل. (منه) |
|
#2
|
|||
|
|||
|
هداك الله000
ليس هذا الكلام القيم مكانه منبر الأسئلة بل منبر العقيدة وكان مالك لايحب ذكر تفصيات الصفات علانية للعامة من باب حدثوا الناس بمايعرفون حتى لايقوم في ذهنهم التشبيه إلا (وهذا الإستثناء ) قولي إذا وقع المقتضي فنقدم مقدمة ليفهم العامة والله أعلم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
|
#3
|
|||
|
|||
|
اقتباس:
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "مجموعة الفتاوى" (5/258) : (وقد قال مالك بن أنس : إن اللّه فوق السماء، وعلمه في كل مكان. إلى أن قال: فمن اعتقد أن اللّه في جوف السماء محصور محاط به، وأنه مفتقر إلى العرش، أو غيـر العرش ـ من المخـلوقات ـ أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على كرسيه ـ فهو ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنه ليس فوق السموات إله يعبد، ولا على العرش رب يصلى له ويسجد، وأن محمدًا لم يعرج به إلى ربه، ولا نزل القرآن من عنده ـ فهو معطل فرعوني، ضال مبتدع. . .). وقال أيضاً في "الفتاوى الكبرى"(5/7-17)[دار المعرفة-بيروت،1386 هـ الطبعة الأولى ،بتحقق حسنين محمد مخلوف]،و[طبعة دار الكتب العلمية-بيروت،1408هـ الطبعة الأولى ، تحقيق وتعليق وتقديم محمد ومصطفى عبدالقادر عطا (6/327-338)]،و "التسعينية" (1/121-175)[دراسة وتحقيق : الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان] : (الوجه الثاني : إن قول القائل نطلب منه أن لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام، ولا يكتب بها إلى البلاد ولا في الفتاوى المتعلقة بها. يتضمن إبطال أعظم أصول الدين ودعائم التوحيد، فإن من أعظم آيات الصفات آية الكرسي التي هي أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح، و{قل هو الله أحد} التي هي تعدل ثلث القرآن، كما استفاضت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فاتحة الكتاب التي لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان، مثلها كما ثبت ذلك في الصحيح أيضا، وهي أم القرآن التي لاتجزئ الصلاة إلا بها، فإن قوله : {الحمد الله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} [الفاتحة :1-3] كل ذلك من آيات الصفات باتفاق المسلمين، و{قل هو الله أحد} قد ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قل هو الله أحد}، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه)، وهذا يقتضي أن ما كان صفة لله من الآيات فإنه يستحب قراءته، والله يحب ذلك ويحب من يحب ذلك، ولا خلاف بين المسلمين في استحباب قراءة آيات في الصفات للصلاة الجهرية التي يسمعها العامي وغيره، بل {بسم الله الرحمن الرحيم} من آيات الصفات، وكذلك أول سورة الحديد إلى قوله : {والله بما تعملون بصير}، هي من آيات الصفات وكذلك آخر سورة الحشر، هي من أعظم آيات الصفات بل جميع أسماء الله الحسنى هي مما وصف بها نفسه كقوله : (الغفور، الرحيم، العزيز، الحكيم، العليم، القدير، العلي، العظيم، الكبير، المتعال، العزيز، القوي، الرزاق، ذو القوة المتين، الغفور، الودود، ذو العرش المجيد، فعال لما يريد، وما أخبر الله بعلمه، وقدرته، ومشيئته، ورحمته، وعفوه، ومغفرته، ورضاه، وسخطه، ومحبته، وبغضه، وسمعه، وبصره، وعلوه، وكبريائه، وعظمته) وغير ذلك من آيات الصفات فهل يأمر من آمن بالله ورسوله بأن يعرض عن هذا كله، وأن لا يبلغ المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآيات ونحوها من الأحاديث، وأن لا يكتب بكلام الله وكلام رسوله الذي هو آيات الصفات وأحاديثها إلى البلاد ولا يفتي من ذلك ولا به، وقد قال الله تعالى : {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} [الجمعة :2]، وأسوأ أحوال العامة أن يكونوا أميين فهل يجوز أن ينهى عن أن يتلى على الأميين آيات الله أو عن أن يعلموا الكتاب والحكمة. ومعلوم أن جميع من أرسل إليه الرسول من العرب كانوا قبل معرفة الرسالة أجهل من عامة المؤمنين اليوم، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم ممنوعاً من تلاوة ذلك عليهم وتعليمهم إياه أو مأموراً به ؟! أوليس هذا من أعظم الصد عن سبيل الله ……) إلى آخر كلامه رحمه الله. وسُئل العلامة الشيخ محمد الألباني –رحمه الله- في شريط رقم (314) من "سلسلة الهدى والنور" عمن (يقول بأنه يجب على الدعاة إلى الله أن لا يتحدثوا في هذا الباب أمام عامة الناس وغوغائهم لأن الخوض في هذا يؤدي إلى وقوع الشك في نفوسهم. فما هو مدى صحة هذا الكلام؟) فأجاب –رحمه الله- ( أولاً : نقول لهؤلاء تحدثوا أنتم أمام العامة بخير من هذا الكلام، فإذا كان لا يعجبكم هذا الكلام فواجبكم أن تتحدثوا بما يعجبكم من غير هذا الكلام، وإذا لم تفعلوا ولن تفعلوا، فستسمعون ما لا يرضيكم، وهذا الذي لا يرضيكم، المهم أنه يُرضي ربكم. وهذا هو الذي وصلنا من علم السلف وندين الله به، والعامة كما قلنا لكم هم على الفطرة، إذا قيل لهم (لا فوق ولا تحت) استنكرته قلوبهم، ولكن إذا قيل لهم (الله فوق المخلوقات كلها وليس فوقه أي مخلوق)، هذا هو الذي يلتقي مع الفطرة السليمة، {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ})اهـ. التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن عبدالمنعم ; 09-04-2008 الساعة 08:28PM |
|
#4
|
|||
|
|||
|
يبدو أنك لم تفهم ومن يرد الله به خيرا يفقه في الدين فتفقه قبل أن تكتب تفقه وفقك الله وهداك لفهم عبارات العلماء
هل لي سلف في ماذكرت من النهي عن ذكر تفصيلات الصفات لامجمل الكلام في الصفات فبينهما فرق لقلة معرفتك بالعلم لم تميزه فمالك هو الذي قال ذلك فهل يخفى على مالك ماذكره شيخ الإسلام بن تيمية وإنما أراد شيخ الإسلام بن تيمية مجمل الكلام مثل مانقل عن مالك الإستواء معلوم والكيف مجهول وأما التفصيلات الأخرى كنقل شبه المعطلة والمشبة كوقوع الحوادث بذاته ونحو ذلك كذكر الأصابع فهه لابد من مقدمة تحجب عنهم بها قيام التشبيه والشبه في أنفس العامة ولقد قال بن مسعود ماأنت محدث قوما حديثا لم تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة فبعد المقدمة التي يعرف بعدها أن العامي استوعب القواعد اللازمة لطرد التشبيه من رأسه فحينئذ يفصل له على قدر قدرته في الفهم وأمابيان توحيد الصفات كما جاء في الكتاب والسنة فهذا فرض ولكن يكتم من لوقت محمدود حتى يفهموا ميكون إظهاره فيه فتنة لاتبلغها عقولهم كما قيل باب كتمان العلم لمصلحة والنبي صلى الله عليه وسلم أمر أن لايخبر معاذا بأن من قال لاإله إلا الله دخل الجنة مع أن ذلك حق ولكن يؤدي إلى مفسدة راجحة فيؤخر حتى يزول اللبس فافهم هداك الله ولاتعجل فالعجلة من الشيطان
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| قواعد في منهج أهل السنة والجماعة للشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله | احمد الشهري | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 2 | 03-11-2007 11:50PM |
| مـلـخـص الـقـواعـد الـفـقـهـيـة | عبد الله بن حميد الفلاسي | منبر أصول الفقه وقواعده | 1 | 18-10-2007 02:40PM |
| شـرح القواعد الأربـع | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 1 | 13-10-2007 10:48PM |
| [صوتي] النصيحة ببعض الكتب الجليلة النافعة والتحذير من بعض كتب أخرى للشيخ السحيمي -شريط مفرغ- | أم ياسر آل شاوي الجزائرية | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 0 | 17-01-2007 06:50PM |
| دروس من الحج (1) | عبد الله بن حميد الفلاسي | منبر أصول الفقه وقواعده | 0 | 19-12-2003 06:39PM |
