القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > سـاحــة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني - حفظه الله - > نبر الأسئلة والفتاوى المنتظرة للأرشفة
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-01-2008, 10:25AM
أشرف الشيخ أشرف الشيخ غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: جـــدة
المشاركات: 55
تم طرح بعض الاسئلة عن الاستواء نرحو من فضيلتكم الاجابة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قمت بنقل فائدة جميلة لخصتها بعد الاستماع الى شريطكم الاسلام هو السنة واليكم نص الكلام الذي نقلته من المحاضرة

في صحيح مسلم من حديث معاذ بن حكم السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جارية فقال لها أين الله ؟؟ قالت في السماء فقال لها من أنا ؟؟ قالت : رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة فدل ذلك على أنها دخلت في الإيمان لانها أثبتت العلو للرحمن ...
ولقد كفر الإمام الأجري رحمه الله الحلولية الذين يقولون الله في كل مكان وكذلك كفرهم الامام أبو حنيفة وابن خزيمة فقال ابو حنيفة في كتابه العلو للعلي الغفار من قال ان الله في كل مكان فقد كفر .... وقال ابن خزيمة ان الذي يقول ان الله في كل مكان ستحق أن تضرب عنقه ويدفن خارج مقابر المسلمين حتى لا يتأذى المسلمين بريح نتنه وقال أمير المؤمنين في الحديث عبدالله بن المبارك رحمه الله : الله مستو على عرشه بائن من خلقه معنا بعلمه ولا نقول كما تقول الجهمية هو هنا وهنا وهنا وهنا فالعلماء نقلوا عشر اجماعات على ان الله فوق في السماء مستو على عرشه معنا بعلمه كما قال تعالى ( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ) أي بعلمه وقال تعالى ( َنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ولا يكون القربان هنا بذاته بمعنى انه يخالط الوريد او يخالط أبداننا حاشاه سبحانه وتعالى فقربانه سبحانه وتعالى هو قربان يليق بجلاله فيكون بعلمه وسمعه وبصره ولا يكون ذلك القربان بمخالطة الناس في اماكنهم وبساتينهم فمقتضى ذلك الكفر كما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية فلقد قال في الحموية لازم قولهم ان الله في كل مكان ان الله سبحانه يحل في الكلب والخنزير و الخلاء واذا كان اللازم فاسداً فكذلك الملزوم فإذاً قوله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ) معناه أي إله عند أهل الارض وإله عند أهل السماء وليس معناه انه في الارض وفي السماء ....

.وقام احد اقاربي وهو يعيش في الصين بطرح عدد من الاسئلة بناءا على هذا الكلام واليك الاسئلة بالترتيب
1- التفسير الذي اوردته للآية يعني في اللغة المجاز ويقال ذكر الكل وأراد الجزء وهذا انا افهمه واقبله ولكني احب ان اقول اني ذات مرة سمعت ان الشيخ بن باز افتى بان القرآن ليس فيه مجاز - فان كان كذلك فكيف تحمل الاية السابقة المعنى الذي ذكرته
2- حديث الجارية اخرجه الامام مسلم والنسائي وابو داوود والكثيرون يستدلون به للاستدال على وجود الله في السماء والاستدالال على جواز السؤال ولكن ما اعجب له شخصيا ان احدا من هؤلاء الائمة الاعلام لم يورد الحديث في كتاب العقيدة أو الايمان وانما أورده مسلم في الصلاة وكذلك النسائي وأورده ابو داوود في الصلاة والنذور سؤالي بكل بساطة لماذا وما هي مدلولات ذلك
3- هل صح عن الامام مالك قول الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة
4- ما حكم من لم يكلف نفسه عناء هذا السؤال اقرارا بعظمة الله تعالى بمعنى انه ايقن وجود الله وايقن ان الله هو الخالق وان الامر كله لله ولكنه - اي الشخص - لم يسأل نفسه ولا أحدا من الناس اين الله يقينا منه بانه اقل شانا ان يسال عن الله تعالى سؤالا كهذا
5- الكلام الذي اوردته عن ابو حنيفة وابن خزيمة يحتاج لسند ومصدر
6- ما أوردته عنهم هل هو عن الحلولية المعروفون ام هو عن مثل من أوردته في النقطة 4 وما هي عقيدة الحلول
وجزاكم الله كل خير
  #2  
قديم 24-01-2008, 07:14PM
أشرف الشيخ أشرف الشيخ غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: جـــدة
المشاركات: 55
في انتظاركم يافضيلة الشيخ
  #3  
قديم 25-01-2008, 08:38PM
المغربي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي القاعدة السادسة: يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين: أحدهما: التمثيل. والث

ف من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين، وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
أما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(90). وقوله: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)(91). وقوله: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)(92). وقوله: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(93).

وأما العقل فمن وجوه:

الأول: أنه قد علم بالضرورة أن بين الخالق والمخلوق تبياناً في الذات، وهذا يستلزم أن يكون بينهما تباين في الصفات؛ لأن صفة كل موصوف تليق به، كما هو ظاهر في صفات المخلوقات المتباينة في الذوات، فقوة البعير مثلاً غير قوة الذرة، فإذا ظهر التباين بين المخلوقات مع اشتراكها في الإمكان والحدوث، فظهور التباين بينها وبين الخالق أجلى وأقوى.

الثاني: أن يقال: كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق المربوب الناقص المفتقر إلى من يكمله، وهل اعتقاد ذلك إلا تنقص لحق الخالق؟! فإن تشبيه الكامل بالناقص يجعله ناقصاً.

الثالث: أننا نشاهد في المخلوقات ما يتفق في الأسماء ويختلف في الحقيقة والكيفية، فنشاهد أن للإنسان يداً ليست كيد الفيل، وله قوة ليست كقوة الجمل، مع الاتفاق في الاسم، فهذه يد وهذه يد، وهذه قوة وهذه قوة، وبينهما تباين في الكيفية والوصف، فعلم بذلك أن الاتفاق في الاسم لا يلزم منه الاتفاق في الحقيقة.

والتشبيه كالتمثيل، وقد يفرق بينهما بأن التمثيل التسوية في كل الصفات، والتشبيه التسوية في أكثر الصفات،لكن التعبير بنفي التمثيل أولى لموافقة القرآن:(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(94).

وأما التكييف: فهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا، من غير أن يقيدها بمماثل. وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
أما السمع: فمنه قوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)(95). وقوله: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(96). ومن المعلوم أنه لا علم لنا بكيفية صفات ربنا؛ لأنه تعالى أخبرنا عنها ولم يخبرنا عن كيفيتها، فيكون تكييفنا قفواً لما ليس لنا به علم، وقولاً بما لا يمكننا الإحاطة به.
وأما العقل: فلأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته أو العلم بنظيره المساوي له،أو بالخبر الصادق عنه،وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله - عز وجل - فوجب بطلان تكييفها.
وأيضاً فإننا نقول: أي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى؟
إن أي كيفية تقدرها في ذهنك، فالله أعظم وأجل من ذلك.
وأي كيفية تقدرها لصفات الله تعالى فإنك ستكون كاذباً فيها؛ لأنه لا علم لك بذلك.
وحينئذ يجب الكف عن التكييف تقديراً بالجنان، أو تقديراً باللسان، أو تحريراً بالبنان.
ولهذا لما سئل مالك - رحمه الله تعالى - عن قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(97) كيف استوى؟ أطرق رحمه الله برأسه حتى علاه الرحضاء (العرق) ثم قال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" وروى عن شيخه ربيعة أيضاً: "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول". وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان. وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه.
فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك، قال الله تعالى: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(98
  #4  
قديم 25-01-2008, 08:40PM
المغربي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.

فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" "انظر القاعدة الخامسة في الأسماء).
ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه:
الأول:التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها.
الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع، ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء).
الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين، الدال عليها - على الترتيب - قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى)(99) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث(100). وقول الله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً)(101). وقوله: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(102).
  #5  
قديم 25-01-2008, 08:49PM
المغربي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
القواعد المثلى في صفات الله وإسمائه الحسنى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

قواعد في صفات الله تعالى



القاعدة الأولى: صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والرحمة، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، وغير ذلك. وقد دل على هذا السمع، والعقل، والفطرة.

أما السمع: فمنه قوله تعالى: (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(50). والمثل الأعلى هو الوصف الأعلى.

وأما العقل: فوجهه أن كل موجود حقيقة، فلابد أن تكون له صفة. إما صفة كمال، وإما صفة نقص. والثاني باطل بالنسبة إلى الرب الكامل المستحق للعبادة؛ ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ)(51). وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ* أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)(52). وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً)(53)، وعلى قومه: (أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(54).

ثم إنه قد ثبت بالحس والمشاهدة أن للمخلوق صفات كمال، وهي من الله تعالى، فمعطي الكمال أولى به.

وأما الفطرة: فلأن النفوس السليمة مجبولة مفطورة على محبة الله وتعظيمه وعبادته، وهل تحب وتعظم وتعبد إلا من علمت أنه متصف بصفات الكمال اللائقة بربوبيته وألوهيته؟

وإذا كانت الصفة نقصاً لا كمال فيها فهي ممتنعة في حق الله تعالى كالموت والجهل، والنسيان، والعجز،والعمى،والصمم ونحوها؛لقوله تعالى:(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)(55). وقوله عن موسى: (فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)(56). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(57). وقوله: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(58).وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الدجال:"إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"(59). وقال: " أيها الناس، أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائباً"(60).

وقد عاقب الله تعالى الواصفين له بالنقص، كما في قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(61). وقوله: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)(62).

ونزه نفسه عما يصفونه به من النقائص، فقال سبحانه: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ* وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(63). وقال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)(64).

وإذا كانت الصفة كمالاً في حال، ونقصاً في حال، لم تكن جائزة في حق الله ولا ممتنعة على سبيل الإطلاق، فلا تثبت له إثباتاً مطلقاً، ولا تنفى عنه نفياً مطلقاً بل لابد من التفصيل: فتجوز في الحال التي تكون كمالاً، وتمتنع في الحال التي تكون نقصاً وذلك كالمكر، والكيد، والخداع، ونحوها. فهذه الصفات تكون كمالاً إذا كانت في مقابلة من يعاملون الفاعل بمثلها؛ لأنها حينئذ تدل على أن فاعلها قادر على مقابلة عدوه بمثل فعله أو أشد، وتكون نقصاً في غير هذه الحال، ولهذا لم يذكرها الله تعالى من صفاته على سبيل الإطلاق وإنما ذكرها في مقابلة من يعاملونه ورسله بمثلها،كقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(65). وقوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً* وَأَكِيدُ كَيْداً)(66). وقوله: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ*وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(67).وقوله:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(68). وقوله: (قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(69).

ولهذا لم يذكر الله أنه خان من خانوه فقال تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(70). فقال: (فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )، ولم يقل: فخانهم؛ لأن الخيانة خدعة في مقام الائتمان، وهي صفة ذم مطلقاً.

وبهذا عرف أن قول بعض العوام: "خان الله من يخون" منكر فاحش، يجب النهي عنه.

القاعدة الثانية: باب الصفات أوسع من باب الأسماء:

وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في القاعدة الثالثة من قواعد الأسماء، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى، وأفعاله لا منتهى لها، كما أن أقواله لا منتهى لها، قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(71).

ومن أمثلة ذلك: أن من صفات الله تعالى المجيء، والإتيان، والأخذ والإمساك، والبطش، إلى غير ذلك من الصفات التي لا تحصى كما قال تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك)(72). وقال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ)(73). وقال: (فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ)(74). وقال: (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ)(75). وقال: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)(76). وقال: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(77). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا"(78).

فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد، ولا نسميه بها، فلا نقول إن من أسمائه الجائي، والآتي، والآخذ، والممسك، والباطش، والمريد، والنازل، ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك عنه ونصفه به.

القاعدة الثالثة: صفات الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ثبوتية، وسلبية:

فالثبوتية: ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك.

فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل.

أما السمع: فمنه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً)(79).

فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته. والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله. وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن: الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله - عز وجل.

وأما العقل: فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتي حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح بما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله - عز وجل - فوجب قبول خبره على ما أخبر به.

وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبراً وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بياناً، فوجب قبول ما أخبر به على ما هو عليه.

والصفات السلبية: ما نفاها الله - سبحانه - عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب.

فيجب نفيها عن الله تعالى - لما سبق - مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له، فلا يكون كمالاً كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر:

قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل
وقول الآخر:

لكن قومي وإن كانوا ذوى حسب ليسوا من الشر في شيء وإن هانا


* مثال ذلك: قوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوت)(80).

فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.

* مثال آخر: قوله تعالى:(وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)(81).نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله.

* مثال ثالث: قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ)(82). فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته. ولهذا قال بعده: (إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً). لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب الإيجاد، وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله تعالى وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السموات ولا في الأرض.

وبهذا المثال علمنا أن الصفة السلبية قد تتضمن أكثر من كمال.

القاعدة الرابعة: الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال، فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.

ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم.

أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً إلا في الأحوال التالية:

الأولى: بيان عموم كماله كما في قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(83)، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(84).

الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون، كما في قوله: (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً)(85).

الثالثة: دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين، كما في قوله: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ)(86). وقوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ)(87).

القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية:

فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين.

والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا.

وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً. وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(88). وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته. وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجزعن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه - سبحانـه - لا يشاء شيئاً إلا وهو موافق للحكمة ، كما يشير إليه قوله تعالى : (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشـَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)(89)الى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده، لا لمجرد نفيه؛ لأن النفي ليس بكمال، إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال، وذلك لأن النفي عدم، والعدم ليس بشيء، فضلاً عن أن يكون كمالاً، .
  #6  
قديم 25-01-2008, 08:52PM
المغربي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
(51) سورة الأحقاف، الآية: 5.

(52) سورة النحل، الآيتان: 20، 21.

(53) سورة مريم، الآية: 42.

(54) سورة الأنبياء، الآيتان: 66، 67.

(55) سورة الفرقان، الآية: 58.

(56) سورة طه، الآية: 52.

(57) سورة فاطر، الآية: 44.

(58) سورة الزخرف، الآية: 80.

(59) رواه البخاري، كتاب الفتن (7131)، ومسلم، كتاب الفتن (2933).

(60) رواه البخاري، كتاب المغازي (4202)، ومسلم، كتاب الذكر (2704).

(61) سورة المائدة، الآية: 64.

(62) سورة آل عمران، الآية: 181.

(63) سورة الصافات، الآيات: 180 - 182.

(64) سورة المؤمنون، الآية: 91.

(65) سورة الأنفال، الآية: 30.

(66) سورة الطارق، الآيتان: 15، 16.

(67) سورة الأعراف، الآيتان: 182، 183.

(68) سورة النساء، الآية: 142.

(69) سورة البقرة، الآيتان: 14، 15.

(70) سورة الأنفال، الآية: 71.

(71) سورة لقمان، الآية: 27.

(72) سورة الفجر، الآية: 22.

(73) سورة البقرة، الآية: 210.

(74) سورة آل عمران، الآية: 11.

(75) سورة الحج، الآية: 65.

(76) سورة البروج، الآية: 12.

(77) سورة البقرة، الآية: 185.

(78) رواه البخاري، كتاب التهجد (1145)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين (758).

(79) سورة النساء، الآية: 136.

(80) سورة الفرقان، الآية: 58.

(81) سورة الكهف، الآية: 49.

(82) سورة فاطر، الآية: 44.

(83) سورة الشورى، الآية: 11.

(84) سورة الإخلاص، الآية: 4.

(85) سورة مريم، الآيتان: 91، 92.

(86) سورة الأنبياء، الآية: 16.

(87) سورة ق، الآية: 38.

(88) سورة يس، الآية: 82.

(89) سورة الإنسان، الآية: 30.

(90) سورة الشورى، الآية: 11.

(91) سورة النحل، الآية: 17.

(92) سورة مريم، الآية: 65.

(93) سورة الإخلاص، الآية: 4.

(94) سورة الشورى، الآية: 11.

(95) سورة طه، الآية: 110.

(96) سورة الإسراء، الآية: 36.

(97) سورة طه، الآية: 5.

(98) سورة فصلت، الآية: 36.

(99) سورة طه، الآية: 5.

(100) سبق تخريجه.

(101) سورة الفجر، الآية: 22.

(102) سورة السجدة، الآية: 22.
  #7  
قديم 02-02-2008, 05:23AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

الجواب على تلك الإشكالات الآتية

قال السائل :
1- التفسير الذي اوردته للآية يعني في اللغة المجاز ويقال ذكر الكل وأراد الجزء وهذا انا افهمه واقبله ولكني احب ان اقول اني ذات مرة سمعت ان الشيخ بن باز افتى بان القرآن ليس فيه مجاز - فان كان كذلك فكيف تحمل الاية السابقة المعنى الذي ذكرته


الجواب:

أي آية تقصد00000لاأذكر
والذي ذكره شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز هو الحق ومن قبله شيخ الإسلام لأن لفظ المجاز ومعناه لايعرف عن أئمة السلف كمالك والشافعي والأوزاعي وغيرهم وبخاصة أن الشافعي له تصنيف في أصول الفقه وهو كتاب الرسالة فلم يعرف عنهم هذا المصطلح غلا مانقل عن الشافعي رحمة الله عليه لما قال وهذا مجاز في اللغة قال شيخ الإسلام قصده جائز في اللغة وليس معناه المجاز الذي يعنونه
أقول فغن المجاز الذي يعنونه قد جعل طريقا لتعطيل صفات الرب وتحريفها عن ظاهرها كما صنعته الأشاعرة بمختلف أقسامهم فالمجاز هو الإنتقال من المعنى الأول إلى المعنى الثاني لقرينة صارفة
كقولهم رأيت الأسد في المعركة يحمل البندق لايقوم أحد مقامه والمقصود الجندي والقرينة الصارفة للمعنى الثاني امتناع أن يحمل الأسد البندقية فهذا يسمونه مجاز مثلا وليس هو في الحقيقة إلا حقيقة فأن المعنى الأول المتبادر مباشرة في الذهن الجندي وهو ظاهر فلاانتقال يوصف بأنه مجاز بل حقيقة في الجندي الشجاع وبهذا يعرف أن قولهم في قوله تعالى ينزل ربك أنه مجاز وأن التأويل تنزل رحمة ربك
باطل فليس هناك معنى أول وثاني انتقل إليه لقرينة بل نقول لايلزم من نزوله مشابهة الخلق فالتماثل في الأسماء لايعني التماثل في الصفات فهو نزول لكن ليس كنزولنا بل نزولا يليق بجلاله وعظمته
فلانقول ننتقل من النزول الحقيقي معنا إلى معنا آخر لقرينة أن الله لايشبه خلقه قلنا كلا بل نزول على ظاهر الحديث لأنه لايلزم أن يكون كنزولنا فلامجاز لافي اللغة ولاالقرآن0





2- حديث الجارية اخرجه الامام مسلم والنسائي وابو داوود والكثيرون يستدلون به للاستدال على وجود الله في السماء والاستدالال على جواز السؤال ولكن ما اعجب له شخصيا ان احدا من هؤلاء الائمة الاعلام لم يورد الحديث في كتاب العقيدة أو الايمان وانما أورده مسلم في الصلاة وكذلك النسائي وأورده ابو داوود في الصلاة والنذور سؤالي بكل بساطة لماذا وما هي مدلولات ذلك


الجواب :

لامعنى لهذا السؤال لأنه لايشترط حشد الإمام لكل دليل بل دليل يكفي عن دليل وهذا تشكيك لامحل له
ومع ذلك فقد ذكره البيهقي في كتابه الأسماء والصفات
قالقول الله عز و جل : ( أأمنتم من في السماء (1) ) ما جاء في قول الله عز وجل : ( أأمنتم من في السماء ) . قال أبو عبد الله الحافظ : قال الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه : « قد تضع العرب » في « بموضع » على « قال الله عز وجل : ( فسيحوا في الأرض (2) ) وقال : ( لأصلبنكم في جذوع النخل ) ومعناه : على الأرض وعلى النخل ، فكذلك قوله : ( في السماء (3) ) أي على العرش فوق السماء ، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم . قلت : يريد ما مضى من الروايات »

ثم تحته برقم 851 قال - أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ، ثنا أبو العباس الأصم ، أنا العباس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي ، ثنا الأوزاعي ، ثنا يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، حدثني عطاء بن يسار ، حدثني معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث بطوله ، قال : ثم أطلعت غنيمة ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية ، فوجدت الذئب قد أصاب منها شاة ، وأنا رجل من بني آدم آسف (1) كما يأسفون (2) ، فصككتها (3) صكة (4) ، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته فعظم ذلك علي ، قال : فقلت يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟ قال : « بلى إيتني بها » . قال : فجئت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : « أين الله ؟ » قالت : الله في السماء . قال : « من أنا ؟ » فقالت : أنت رسول الله . قال : « إنها مؤمنة فأعتقها »

وأورده ابن مندة في الإيمان
باب ذكر ما يدل على أن المقر بالتوحيد إشارة إلى السماء بأن الله في السماء دون الأرض ، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم 00000
أورده برقم 90 فقال أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن منده ، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، أنبأ محمد بن يوسف ، ثنا الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني هلال بن أبي ميمونة ، حدثني عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم ، قال : بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلعت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية ، فوجدت الذئب ذهب منها بشاة ، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ، فصككتها (1) صكة (2) ، ثم انصرفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته ، فعظم ذلك علي ، فقلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ ، قال : « ادعها » ، فقال لها : « أين الله ؟ » ، قالت : في السماء ، قال : « من أنا ؟ » ، قالت : أنت رسول الله ، قال : « أعتقها فإنها مؤمنة » . هذا حديث أخرجه مسلم والجماعة إلا البخاري
__________


وأورده بن خزيمة في كتابه التوحيد

باب ذكر الدليل على أن الإقرار بأن الله عز وجل في السماء من الإيمان

برقم 145 5 - حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال : ثنا مبشر يعني ابن إسماعيل الحلبي ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني هلال بن أبي ميمون ، قال : حدثني عطاء بن يسار ، قال : حدثني معاوية بن الحكم السلمي ، قال : وكانت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد والجوانية ، فوجدت الذئب قد أخذ منها شاة ، وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون ، فصككتها (1) صكة (2) ، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعظم ذلك علي ، فقلت : يا رسول الله ، أفلا أعتقها ؟ قال : « بلى ، ائتني بها » ، فجئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : « أين الله ؟ » قالت : في السماء ، قال : فمن أنا ؟ « قالت : أنت رسول الله ، قال : » إنها مؤمنة ، فأعتقها « حدثنا بندار ، وأبو قدامة قالا : ثنا يحيى وهو ابن سعيد قال : بندار ثنا الحجاج ، عن يحيى بن أبي كثير ، وقال أبو قدامة عن حجاج ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : وكانت لي جارية ترعى غنما لي فذكر الحديث بتمامه وفي الخبر ، فقال : » ائتني بها « ، فقال : » أين الله ؟ « قالت : في السماء قال : » من أنا ؟ « قالت : رسول الله قال : » أعتقها فإنها مؤمنة


وكذلك الدارمي في الرد على الجهمية

اب استواء الرب تبارك وتعالى على العرش وارتفاعه إلى السماء ، وبينونته من الخلق وهو أيضا مما أنكروه وقد قال الله تبارك وتعالى : ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش (1) ) . وقال : ( تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) . وقد قال : ( الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش مالكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ) . وقوله : ( إني متوفيك ورافعك إلي (2) ) . وقوله : ( وهو القاهر فوق عباده ، وهو الحكيم الخبير (3) ) . وقوله : ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون (4) ) . وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (5) ) . وقوله : ( ذي المعارج ، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (6) ) . وقوله : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ، فستعلمون كيف نذير (7) ) . ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم (8) ) قال أبو سعيد : أقرت هذه العصابة بهذه الآيات بألسنتها ، وادعوا الإيمان بها ، ثم نقضوا دعواهم بدعوى غيرها ، فقالوا : الله في كل مكان ، لا يخلو منه مكان . قلنا : قد نقضتم دعواكم بالإيمان باستواء الرب على عرشه ، إذ ادعيتم أنه في كل مكان . فقالوا : تفسيره عندنا : أنه استولى عليه وعلاه . قلنا : فهل من مكان لم يستول عليه ولم يعله حتى خص العرش من بين الأمكنة بالاستواء عليه ، وكرر ذكره في مواضع كثيرة من كتابه ؟ فأي معنى إذا لخصوص العرش إذ كان عندكم مستويا على جميع الأشياء كاستوائه على العرش تبارك وتعالى . هذا محال من الحجج ، وباطل من الكلام ، لا تشكون أنتم إن شاء الله في بطوله واستحالته ، غير أنكم تغالطون به الناس . أرأيتم إذ قلتم : هو في كل مكان ، وفي كل خلق . أكان الله إلها واحدا قبل أن يخلق الخلق والأمكنة ؟ قالوا : نعم ، قلنا : فحين خلق الخلق والأمكنة ، أقدر أن يبقى كما كان في أزليته في غير مكان ؟ فلا يصير في شيء من الخلق والأمكنة التي خلقها بزعمكم ، أو لم يجد بدا من أن يصير فيها ، أو لم يستغن عن ذلك ؟ قالوا : بلى ، قلنا : فما الذي دعا الملك القدوس إذ هو على عرشه في عزه وبهائه ، بائن من خلقه ، أن يصير في الأمكنة القذرة وأجواف الناس والطير والبهائم ، ويصير بزعمكم في كل زاوية وحجرة ومكان منه شيء ؟ . لقد شوهتم معبودكم إذ كانت هذه صفته ، والله أعلى وأجل من أن تكون هذه صفته ، فلا بد لكم من أن تأتوا ببرهان بين على دعواكم من كتاب ناطق ، أو سنة ماضية ، أو إجماع من المسلمين ، ولن تأتوا بشيء منه أبدا . فاحتج بعضهم فيه بكلمة زندقة أستوحش من ذكرها ، وتستر آخر من زندقة صاحبه فقال : قال الله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) . قلنا : هذه الآية لنا عليكم ، لا لكم ، إنما يعني أنه حاضر كل نجوى ، ومع كل أحد من فوق العرش بعلمه ، لأن علمه بهم محيط ، وبصره فيهم نافذ ، لا يحجبه شيء عن علمه وبصره ، ولا يتوارون منه بشيء ، وهو بكماله فوق العرش ، بائن من خلقه : ( يعلم السر وأخفى (9) ) . أقرب إلى أحدهم من فوق العرش من حبل الوريد ، قادر على أن يكون له ذلك ، لأنه لا يبعد عنه شيء ، ولا تخفى عليه خافية في السموات ولا في الأرض ، فهو كذلك رابعهم ، وخامسهم ، وسادسهم ، لا أنه معهم بنفسه في الأرض كما ادعيتم ، وكذلك فسرته العلماء . فقال بعضهم : دعونا من تفسير العلماء ، إنما احتججنا بكتاب الله ، فأتوا بكتاب الله قلنا : نعم ، هذا الذي احتججتم به هو حق ، كما قال الله عز وجل ، وبها نقول على المعنى الذي ذكرنا ، غير أنكم جهلتم معناه ، فضللتم عن سواء السبيل ، وتعلقتم بوسط الآية ، وأغفلتم فاتحتها وخاتمتها ، لأن الله عز وجل افتتح الآية بالعلم بهم ، وختمها به ، فقال : ( ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم (10) ) إلى قوله : ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) . ففي هذا دليل على أنه أراد العلم بهم وبأعمالهم ، لا أنه نفسه في كل مكان معهم كما زعمتم ، فهذه حجة بالغة لو عقلتم ، وأخرى : أنا لما سمعنا قول الله عز وجل في كتابه : ( استوى على العرش ) . و ( استوى إلى السماء (11) ) . وقوله : ( ذي المعارج ، تعرج الملائكة والروح إليه ) . وقوله : ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه (12) ) . و ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) . ( وهو القاهر فوق عباده ) . و ( إني متوفيك ورافعك إلي ) . وما أشبهها من القرآن آمنا به ، وعلمنا يقينا بلا شك أن الله فوق عرشه فوق سمواته كما وصف ، بائن من خلقه ، فحين قال : ( ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) . قلنا : هو معهم بالعلم الذي افتتح به الآية وختمها ، لأنه قال : في آي كثيرة ما حقق أنه فوق عرشه ، فوق سمواته ، فهو كذلك لا شك فيه ، فلما أخبر أنه مع كل ذي نجوى ، قلنا : علمه وبصره معهم ، وهو بنفسه على العرش بكماله كما وصف ، لأنه لا يتوارى منه شيء ، ولا يفوت علمه وبصره شيء في السماء السابعة العليا ، ولا تحت الأرض السابعة السفلى ، وهذا كقوله تعالى لموسى وهارون : ( إنني معكما أسمع وأرى (13) ) من فوق العرش . فهل من حجة أشفى وأبلغ مما احتججنا به عليك من كتاب الله تعالى ، ثم الروايات لتحقيق ما قلنا متظاهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ، سنأتي منها ببعض ما حضر إن شاء الله تعالى ، ثم إجماع من الأولين والآخرين ، العالمين منهم والجاهلين ، أن كل واحد ممن مضى وممن غبر إذا استغاث بالله تعالى ، أو دعاه ، أو سأله ، يمد يديه وبصره إلى السماء يدعوه منها ، ولم يكونوا يدعوه من أسفل منهم من تحت الأرض ، ولا من أمامهم ، ولا من خلفهم ، ولا عن أيمانهم ، ولا عن شمائلهم ، إلا من فوق السماء ، لمعرفتهم بالله أنه فوقهم ، حتى اجتمعت الكلمة من المصلين في سجودهم : سبحان ربي الأعلى ، لا ترى أحدا يقول : ربي الأسفل ، حتى لقد علم فرعون في كفره وعتوه على الله أن الله عز وجل فوق السماء ، فقال : ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا (14) ) . ففي هذه الآية بيان بين ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء ، فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح ، ورام الاطلاع إليه . وكذلك نمرود - فرعون - إبراهيم ، اتخذ التابوت والنسور ، ورام الاطلاع إلى الله لما كان يدعوه إبراهيم إلى أن معرفته في السماء . وكذلك كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إليه الناس ، ويمتحن به إيمانهم بمعرفة الله عز وجل
__________
ثم ذكره فقال 20 - حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، ثنا أبان وهو ابن يزيد العطار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، رضي الله عنه قال : كانت لي جارية ترعى غنما لي في قبل أحد والجوانية ، وإني اطلعت يوما اطلاعة فوجدت ذئبا ذهب منها بشاة ، وإني رجل من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، فصككتها (1) صكة (2) ، فعظم ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أفلا أعتقها ؟ ، فقال : « ادعها » ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : « أين الله ؟ » قالت : في السماء . قال : « فمن أنا ؟ » قالت : أنت رسول الله قال : « أعتقها ، فإنها مؤمنة


وذكره بن أبي عاصم في كتاب السنة

باب ما ذكر أن الله تعالى في سمائه دون أرضه

ثم ذكره فقال 396 - ثنا هدبة ، ثنا أبان بن يزيد العطار ، عن يحيى بن أبي كثير ، حدثني هلال بن أبي ميمونة ، ثنا عطاء بن أبي يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت : يا رسول الله إنه كانت لي جارية (1) ترعى قبل أحد والجوانية ، وإني أطلعها يوما اطلاعة ، فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة ، وأنا من بني آدم آسف لما يأسفون ، فصككتها (2) صكا . فعظم ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم . قال : قلت : يا رسول الله أعتقها ؟ قال : « ادعها إلي » ، فقال لها : « أين الله ؟ » قالت : في السماء . قال : « ومن أنا ؟ » قالت : رسول الله . قال : « أعتقها ؛ فإنها مؤمنة » .


وذكره صاحب كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة وهو اللالكائي

في باب ما روي في قوله تعالى الرحمن على العرش استوى (1) وأن الله على عرشه في السماء وقال : عز وجل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (2) وقال : أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض (3) وقال : وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة (4) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ذلك من الصحابة : عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء : مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل
__________


ثم ذكره 495 - أخبرنا أحمد بن عبيد ، قال : أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر ، قال : ثنا أحمد بن سنان ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبان ، يعني العطار ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت : يا رسول الله كانت لي جارية ، ترعى غنيمات لي من قبل أحد والجوانية ، وإني أطلعتها يوما إطلاعة ، فوجدت ذئبا قد ذهب منها بشاة ، وأنا من بني آدم ، آسف كما يأسفون ، فصككتها (1) صكة (2) ، فعظم ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألا أعتقها ؟ فقال : ادعها إلي ، فقال لها : أين الله ؟ قالت : الله في السماء ، قال : فمن أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة


ولقد سئل ابن عمر كما في صحيح مسلم عن القدرية فما أجاب إلا بحديث واحد والآيات في الرد عليهم مشهورة فاجاب بحديث أبيه المشهور وهو حديث جبريل وفيه أن تؤمن بالقدر خيره وشره فليس بلازم أن تذكر كل الأدلة بل بعضها يغني عن بعض وقد يذكر إمام ويترك إمام بحسب طريقته في التصنيف
وفيما مضى نقله دليل على بطلان الدعوى والحمدلله رب العالمين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
  #8  
قديم 02-02-2008, 05:51AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

ومابقي من الإشكالات الآتية

- هل صح عن الامام مالك قول الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة


الجواب :

لاشك أنه صحيح عنه وقد تلقت الأمة قوله والعلماء بالقبول ولم ينكرها عنه أحد قال شيخ الإسلام بن تيمية لِأَنَّ التَّكْيِيفَ مَأْثُورٌ نَفْيُهُ عَنْ السَّلَفِ كَمَا قَالَ رَبِيعَةُ ، وَمَالِكٌ وَابْنُ عيينة وَغَيْرُهُمْ - الْمُقَالَةُ الَّتِي تَلَقَّاهَا الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ - الِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ وَالْكَيْفُ مَجْهُولٌ وَالْإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ "



وأكمل كلامه للفائدة


فَاتَّفَقَ هَؤُلَاءِ السَّلَفُ : عَلَى أَنَّ التَّكْيِيفَ غَيْرُ مَعْلُومٍ لَنَا فَنَفَيْت ذَلِكَ اتِّبَاعًا لِسَلَفِ الْأُمَّةِ . وَهُوَ أَيْضًا مَنْفِيٌّ بِالنَّصِّ فَإِنَّ تَأْوِيلَ آيَاتِ الصِّفَاتِ يَدْخُلُ فِيهَا حَقِيقَةُ الْمَوْصُوفِ وَحَقِيقَةُ صِفَاتِهِ وَهَذَا مِنْ التَّأْوِيلِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ إلَّا اللَّهُ كَمَا قَدْ قَرَّرْت ذَلِكَ فِي قَاعِدَةٍ مُفْرَدَةٍ ذَكَرْتهَا فِي التَّأْوِيلِ وَالْمَعْنَى وَالْفَرْقُ بَيْنَ عِلْمِنَا بِمَعْنَى الْكَلَامِ وَبَيْنَ عِلْمِنَا بِتَأْوِيلِهِ وَكَذَلِكَ التَّمْثِيلُ : مَنْفِيٌّ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ الْقَدِيمِ مَعَ دَلَالَةِ الْعَقْلِ عَلَى نَفْيِهِ وَنَفْيِ التَّكْيِيفِ ، إذْ كُنْهُ الْبَارِي غَيْرُ مَعْلُومٍ لِلْبَشَرِ ، وَذَكَرْت فِي ضِمْنِ ذَلِكَ كَلَامَ الخطابي الَّذِي نَقَلَ أَنَّهُ مَذْهَبُ السَّلَفِ وَهُوَ إجْرَاءُ آيَاتِ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ عَلَى ظَاهِرِهَا مَعَ نَفْيِ الْكَيْفِيَّةِ وَالتَّشْبِيهِ عَنْهَا ، إذْ الْكَلَامُ فِي الصِّفَاتِ فَرْعٌ عَلَى الْكَلَامِ فِي الذَّاتِ ، يُحْتَذَى فِيهِ حَذْوُهُ وَيُتَّبَعُ فِيهِ مِثَالُهُ فَإِذَا كَانَ إثْبَاتُ الذَّاتِ : إثْبَاتَ وُجُودٍ لَا إثْبَاتَ تَكْيِيفٍ فَكَذَلِكَ إثْبَاتُ الصِّفَاتِ : إثْبَاتُ وُجُودٍ لَا إثْبَاتُ تَكْيِيفٍ فَقَالَ أَحَدُ كِبَارِ الْمُخَالِفِينَ : فَحِينَئِذٍ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : هُوَ جِسْمٌ لَا كَالْأَجْسَامِ فَقُلْت لَهُ أَنَا وَبَعْضُ الْفُضَلَاءِ الْحَاضِرِينَ : إنَّمَا قِيلَ إنَّهُ يُوصَفُ اللَّهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ وَلَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَنَّ اللَّهَ جِسْمٌ حَتَّى يَلْزَمَ هَذَا السُّؤَالُ وَأَخَذَ بَعْضُ الْقُضَاةِ الْحَاضِرِينَ وَالْمَعْرُوفِينَ بِالدِّيَانَةِ : يُرِيدُ إظْهَارَ أَنْ يَنْفِيَ عَنَّا مَا يَقُولُ وَيَنْسُبُهُ الْبَعْضُ إلَيْنَا فَجَعَلَ يَزِيدُ فِي الْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ التَّشْبِيهِ وَالتَّجْسِيمِ فَقُلْت : ذَكَرْت فِيهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ وَقُلْت فِي صَدْرِهَا : وَمِنْ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ الْإِيمَانُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ ، وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ ثُمَّ قُلْت : وَمَا وَصَفَ الرَّسُولُ بِهِ رَبَّهُ مِنْ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَبُولِ وَجَبَ الْإِيمَانُ بِهَا كَذَلِكَ إلَى أَنْ قُلْت : إلَى أَمْثَالِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ الَّتِي يُخْبِرُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ بِمَا يُخْبِرُ بِهِ فَإِنَّ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ - أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ - : يُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ كَمَا يُؤْمِنُونَ بِمَا أَخْبَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ بَلْ هُمْ وَسَطٌ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ كَمَا أَنَّ الْأُمَّةَ هِيَ الْوَسَطُ فِي الْأُمَمِ فَهُمْ وَسَطٌ فِي بَابِ صِفَاتِ اللَّهِ بَيْنَ أَهْلِ التَّعْطِيلِ الجهمية وَبَيْنَ أَهْلِ التَّمْثِيلِ الْمُشَبِّهَةِ وَلَمَّا رَأَى هَذَا الْحَاكِمُ الْعَدْلُ : مُمَالَأَتَهُمْ وَتَعَصُّبَهُمْ وَرَأَى قِلَّةَ الْعَارِفِ النَّاصِرِ وَخَافَهُمْ قَالَ : أَنْتَ صَنَّفْت اعْتِقَادَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فَتَقُولُ هَذَا اعْتِقَادُ أَحْمَدَ يَعْنِي وَالرَّجُلُ يُصَنِّفُ عَلَى مَذْهَبِهِ فَلَا يُعْتَرَضُ عَلَيْهِ فَإِنَّ هَذَا مَذْهَبٌ مَتْبُوعٌ وَغَرَضُهُ بِذَلِكَ قَطْعُ مُخَاصَمَةِ الْخُصُومِ فَقُلْت : مَا جَمَعْت إلَّا عَقِيدَةَ السَّلَفِ الصَّالِحِ جَمِيعِهِمْ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ اخْتِصَاصٌ بِهَذَا ، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ إنَّمَا هُوَ مُبَلِّغُ الْعِلْمِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوْ قَالَ أَحْمَدُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ مَا لَمْ يَجِئْ بِهِ الرَّسُولُ لَمْ نَقْبَلْهُ وَهَذِهِ عَقِيدَةُ مُحَمَّدٍ وَقُلْت مَرَّاتٍ : قَدْ أَمْهَلْت كُلَّ مَنْ خَالَفَنِي فِي شَيْءٍ مِنْهَا ثَلَاثَ سِنِينَ فَإِنْ جَاءَ بِحَرْفِ وَاحِدٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ - الَّتِي أَثْنَى عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ : " { خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ } - يُخَالِفُ مَا ذَكَرْته فَأَنَا أَرْجِعُ عَنْ ذَلِكَ وَعَلَيَّ أَنْ آتِيَ بِنُقُولِ جَمِيعِ الطَّوَائِفِ - عَنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ تُوَافِقُ مَا ذَكَرْته - مِنْ الْحَنَفِيَّةِ ، وَالْمَالِكِيَّةِ ، وَالشَّافِعِيَّةِ ، وَالْحَنْبَلِيَّةِ ، وَالْأَشْعَرِيَّةِ ، وَأَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَالصُّوفِيَّةِ ، وَغَيْرِهِمْ وَقُلْت أَيْضًا : فِي غَيْرِ هَذَا الْمَجْلِسِ : الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - لَمَّا انْتَهَى إلَيْهِ مِنْ السُّنَّةِ وَنُصُوصِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرُ مِمَّا انْتَهَى إلَى غَيْرِهِ وَابْتُلِيَ بِالْمِحْنَةِ وَالرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ : كَانَ كَلَامُهُ وَعِلْمُهُ فِي هَذَا الْبَابِ أَكْثَرَ مَنْ غَيْرِهِ فَصَارَ إمَامًا فِي السُّنَّةِ أَظْهَرَ مَنْ غَيْرِهِ وَإِلَّا فَالْأَمْرُ كَمَا قَالَهُ بَعْضُ شُيُوخِ الْمَغَارِبَةِ - الْعُلَمَاءِ الصُّلَحَاءِ - قَالَ : الْمَذْهَبُ لِمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَالظُّهُورُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَعْنِي أَنَّ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَحْمَدُ عَلَيْهِ جَمِيعُ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ وَإِنْ كَانَ لِبَعْضِهِمْ مِنْ زِيَادَةِ الْعِلْمِ وَالْبَيَانِ وَإِظْهَارِ الْحَقِّ وَدَفْعِ الْبَاطِلِ مَا لَيْسَ لِبَعْضِ وَلَمَّا جَاءَ فِيهَا : وَمَا وَصَفَ بِهِ النَّبِيُّ رَبَّهُ فِي الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ : الَّتِي تَلَقَّاهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْقَبُولِ وَلَمَّا جَاءَ حَدِيثُ أَبَى سَعِيدٍ - الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : " { يَا آدَمَ فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وسعديك . فَيُنَادِي بِصَوْتِ : إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُك أَنْ تَبْعَثَ بَعْثًا إلَى النَّارِ } الْحَدِيثَ - سَأَلَهُمْ الْأَمِيرُ هَلْ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ ؟ فَقُلْت : نَعَمْ . هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ وَاحْتَاجَ الْمُنَازِعُ إلَى الْإِقْرَارِ بِهِ وَوَافَقَ الْجَمَاعَةُ عَلَى ذَلِكَ
00000إلخ


وقال صاحب تذكرة الحفاظ في الجزء الأول 209 صح عن مالك القول بالإستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة





4- ما حكم من لم يكلف نفسه عناء هذا السؤال اقرارا بعظمة الله تعالى بمعنى انه ايقن وجود الله وايقن ان الله هو الخالق وان الامر كله لله ولكنه - اي الشخص - لم يسأل نفسه ولا أحدا من الناس اين الله يقينا منه بانه اقل شانا ان يسال عن الله تعالى سؤالا كهذا



الجواب :

هذا أمر لايمكن تصوره في الواقع إلا عند الجهمية الكفار والذين تغيرت فطرهم فكل واحد بالفطرة يعلم أن الله في السماء أي على عرشه سبحانه بائن من خلقه كما ذكره ابن المبارك ونقله البخاري عنه أنه بائن من خلقه مستوي على عرشه ولانقول كما تقول الجهمية هو هنا وهنا

فالصغير والكبير يعرف هذا بفطرته ولقد أوقفت طفلا صغيرا على شاطيء البحر فقلت له أين الله فقال فوق فقد دلت الفطرة والأدلة المتواترة من الكتاب والسنة والعقل والإجماع على فوقية الله وعلوه على خلقه ولاأدل من قوله تعالى عن ملائكته الذين في السماء يخافون ربهم من فوقهم وهذا نص على الفوقية والعلو فالعامي يعرف ذلك بفطرته لوسألته إلا من غير أهل البدع فطرته من الجهمية وغيرهم من أهل الإلحاد والزندقة نعوذ بالله ممن حرف معاني كلام الله عن إجماع السلف فاستحق النار وبئس المصير فلقد قال الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا0


5- الكلام الذي اوردته عن ابو حنيفة وابن خزيمة يحتاج لسند ومصدر

أما أبو حنيفة فراجع كتاب العلو للذهبي والذهبي نقاد ولم يضعفه عنه
وأما بن خزيمة فلا إشكال في أن من جحد آية كفر وارتد واستحق أن تضرب عنقه ولايدفن في مقابر المسلمين لأنه صار من الكافرين فالآية قوله تعالى ءامنتم من في السماء
ولقد وجدته في بعض المصنفات ولاأذكره الآن ولاضير مادام أن المعنى صحيح وقد ذكر تكفيره أبوحنيفه كما نقله عنه الذهبي 0وهو متقدم عن ابن خزيمة



6- ما أوردته عنهم هل هو عن الحلولية المعروفون ام هو عن مثل من أوردته في النقطة 4 وما هي عقيدة الحلول



الجواب :

نعم هم الحلولية والذين يعتقدون أن الله يحل في كل مكان ولقد كفرهم الآجري في كتابه الشريعة
وقال بن تيمية في الحموية لازم قولهم أن الله يحل في الكلب والخنزير والخلاء وفساد اللازم يؤدي إلى فساد الملزوم فقد عطلو علو الرب على خلقه وكفروا بآياته وحرفوا معانيها وجحدوا الفطرة وبدلوا دين الله تبديلا
ولقد قال تعالى الرحمن على العرش استوى والعرش في السماء وهو سقف الجنة
وغير ذلك من الأدلة والله أعلم 0
وجزاكم الله كل خير
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd