|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
إن الإمامة عند الشيعة كما هو معلوم ليست انتخاباً ، إنما هي إلهية المصدر والتكوين ( زعموا ) ، بمعنى أن الله تعالى هو الذي عيّن هؤلاء الأئمة ، وليس البشر ، وقد ذكر الكليني في الكافي : باب أن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد . وباب ثَبَات الإمامة في الأعقاب وأنها لا تعود في أخ . وباب ما نص الله ورسوله على الأئمة واحداً واحداً . وباب ما جاء في الإثني عشر والنص عليهم ،... فهي لا تخضع لمتغيرات الزمان والمكان ، وأنه لا سلطة للأب في تعيين الإمام من ذريته ، لأن الله تعالى عيّنهم منذ الأزل ، وأنزل في ذلك البيان .
فلما تُوفِّي إسماعيل بن جعفر الصادق رحمهما الله تعالى في حياة أبيه ، واضطر الصادق رحمه الله تعالى إلى تعيين ولده الآخرـ وهو الأصغرـ موسى الكاظم إماماً اصطدم مع معتقدهم ، أن الإمامة في الأعقاب ولا تنتقل إلى الأخوة ، لذا فكر الشيعة في الخروج من هذا المأزق ، فنسبوا هذا التغيير إلى الله تعالى ، مُؤْثِرِين إضافة النقص إلى الله تعالى، لا إلى الأئمة، والقاعدة التي قعّدوها ، بأن الإمامة هي أمر رباني وليس للبشر دخل فيه . وقد تكرر ذلك عندما توفِّي أبو جعفر في حياة أبيه ، فعيّن ولدَه الآخر الحسن . لأنهم لو أبقوها من غير دعوى البِداء فإنه لا يحق لجعفر الصادق رحمه الله تعالى بعد وفاة ولده إسماعيل أن يُعيِّن ـ ولدَه الأصغر ـ موسى الكاظم رحمه الله تعالى ، بل تنتقل إلى الابن الأكبر من ظهر إسماعيل ـ وهذا ما نشأ عنه فرقة الإسماعيلية، التي تطالب بذلك حسب قواعد الإمامة عند الشيعة ( وهي في الأعقاب ولا تنتقل إلى الأخوة ) فَلِكَي تخرج الشيعة من هذا المأزق قالت بفكرة البِداء ، لتُلقي مسؤوليةَ انتقال الإمامة من إسماعيل إلى موسى الكاظم ، ومن أبي جعفر إلى الحسن على الله تعالى ، وليس على الإمام . ولم تظهر فكرة البداء إلّا في القرن الثالث ، في عصر الإمامين العاشر والحادي عشر ، عندما بدأ التيار الإسماعيلي يشق طريقه إلى الوجود ، شاقّاً وحدةَ الشيعة . ذكر النوبختي عن سليمان بن جرير إنه قال لأصحابه : إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين ، لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبداً ، وهما : القول بالبداء ، وإجازة التقية . فأما البداء ؛ فإن أئمتهم لما أحلّوا أنفسَهم من شيعتهم محلَّ الأنبياء من رعيتها ؛ في العلم فيما كان ويكون ، والإخبار بما يكون في غد ، وقالوا لشيعتهم : إنه سيكون في غد وفي غابر الأيام كذا وكذا . ـ فإن جاء ذلك الشيءُ على ماقالوه، قالوا لهم : ألم نُعلمكم أن هذا يكون، ونحن نعلمُ من قِبل الله عز وجل ما علمته الأنبياء، وبيننا وبين الله عزوجل مثل تلك الأسباب التي علمت به الأنبياء عن الله ما علمت . ـ وإن لم يكن ذلك الشيء الذي قالوا إنه يكون على ما قالوا ، قالوا لشيعتهم : بدا لله في ذلك . وأما التقية : فكما هو معلوم من أمرها . فرق الشيعة (85 ـ 86 ) فهي عقيدة يهودية : إذا قال الإمام قولاً أو أخبر أنه سيكون له كذا وكذا، ثم لم يقع ، أو وقع خلافه ، يقول الإمامُ : بدا لله تعالى في ذلك الأمر فأتى بغيره . فيلقون باللوم على الله تعالى ولا ينسبون الكذب وخلفَ الوعد لهم . وقد احتلت هذه الفكرة حيِّزاً كبيراً في فكر الشيعة ، وأفردوا لها فصولاً وكتباً مطولة للدفاع عنها . انظر لذلك الشيعة والتصحيح (147 ـ 151) فقد ذكرها وذكر فكرة التصحيح فيها . إنهم يستسهلون الطعن بالله تعالى ، ولا يفادون بالطعن أو تغيير الآراء عند أئمتهم ، إنهم نسوا أنهم ينسبون الجهلَ إلى الله تعالى الخبير العليم ، فهل يَعقِل هؤلاء ما يصدر عنهم ، وامتلأت به كتبهم ، أم هي لوثة يهودية ؟ .
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
|
#2
|
|||
|
|||
|
والشيعة ذهبوا إلى أن البداء متحقق في الله عز وجل كما يدل عليه مايلي :
ذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتابه "أصول الكافي" بابا كاملا في البداء وسماه (باب البداء) وأتى فيه بروايات كثيرة نذكر بعضها: (عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: ما عبد الله بشيء مثل البداء، وفي رواية ابن أبي عمير عن هشام ابن سالم عن أبي عبدالله عليه السلام: ما عظم الله بمثل البداء). وعن مرازم بن حكيم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة). عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله نبيا إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء). ونقل الكليني أيضا (بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون. وأبو محمد ابني الخلف من بعدي وعنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة) . أصول الكافي ص40 . ونقل الكليني: عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة(يعني ذلك أن الله لم يكن عنده علم أن الحسين سيموت فلما علم بذلك أخر الأمر. (أهلكهم الله).) فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)) قال أبوحمزة: فحدثت بذلك أبا عبدالله عليه السلام فقال: قد كان ذلك . أصول الكافي ص232 مطبوعة الهند.
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
