|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تحذير البشر من أصول الشر الأصل السادس والعشرون: الفتور
بسـم الله الرحمن الرحيم منقول من بيت السلفيات / والشكر موصولٌ لإدارتها جزاهم الله خيرًامن كتاب الشيخ محمد بن عبدالله الإمام تحذير البشر من أصول الشر الأصل السادس والعشرون: الفتور وفتور المسلم عن التمسك بدينه والثبات على طاعة ربه أمر نبه عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وبين خطره. روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو، والبزار عن ابن عباس ، والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل عمل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته لإلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل)). فأنظر إلى هذا الخطر الذي يهدد كل مسلم يعمل بدينه، راغب في التمسك به، لا يريد به بديلا، ثم سرعان ما يتحول هذا المسلم بعد القوة إلى ضعف، وبعد الإقبال إلى الله إلى إدبار ، وبعد الرغبة في الحق إلى نفرة عنه، وبعد النشاط إلى كسل. فإذا كان كذلك فما أسرع الهلاك. وداء الفتور يصيب العلماء ودعاة وطلبة العلم، كما يصيب غيرهم ، إلا من رحم الله. وينتج عن هذه الحالة: 1)إستثقال الطاعات والتباطؤ عنها. 2)التخبط في المنهج، فتارة يميل إلى الحق ، وتارة يميل إلى الباطل، وتارة ييأس، وتارة ينهار. 3)التغير والتبديل، فترى هذا الصنف يحاول أن يتغير، بل قد يصر ويجزم بضرورة التغير، فيغير السنة إلى بدعة، والأخوة إلى حزبية، وما إلى ذلك. 4)التسويف والتأجيل للأعمال النافعة وكثرة الأماني ، فتراه قليل العمل، يمني نفسه بالخير وهو بعيد عنه، ويعد أن يقوم ولا يفعل ، وأن يحضر فلا يحضر ، وأن يلتزم فلا يلتزم. 5)الهزيمة النفسية، فتراه آيسا من تحقيق الخير فيه، أو في أسرته، أو في مجتمعه، مثبط من يعزم على فعل ذلك. وحال المسلمين – إلا من رحم الله – قد عمها الفتور، وطال الرقاد وعظمت الغفلة، وتمكن حب الشر من القلوب ، فالنجاء النجاء! والمبادرة إلى استئصال هذا الداء. وعلاج الفتور يكون بالآتي: 1) تعاهد الإيمان وتجديده. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم)) رواه الحاكم والطبراني. وتعاهد الإيمان وتجديده يكون بحضور المحاضرة النافعة، والدروس القيمة، وسماع الأشرطة الطيبة، والقراءة في كتب السنة الميسرة لدى الشخص، فغفلة المسلم عن الأمراض التي تدب فيه خطر عظيم عليه. 2) الاهتمام باللقاء بمن يعينه على إصلاح نفسه بعد التأكد من ذلك ، فلا يبعد عن إخوانه ، ولا يتغيب عنهم كثيرا إلا لعذر. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد ، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)). رواه أحمد والترمذي والحاكم عن عمر رضي الله عنه. 3) فقه المسلم لواقعه وماذا يدور في ساحته من خير وشر، والجهل بهذا يؤدي بالشخص إلى الاصطدام بأمور ما كان يتوقعها ، فلهذا ترى بعضهم عند أن يبدأ بالالتزام بدينه يسعى لإصلاح الناس كلهم في نظره، فيجد أمورا ما كان يتوقعها ، فيقتصر على جيرانه فلا يجد استجابة كاملة ، فيقتصر على أسرته فيجد من بعضهم أو كلهم معارضة شديدة ، فربما حصل له الانهيار والتحطيم وأيس من صلاح قريب وبعيد. 4) تنويع العبادات والعمل الصالح على وفق ما شرع الله، والنشاط الذي يقدر عليه ، فتارة يتعلم ، وتارة يدعو ، وتارة يزور إخوانه ، وتارة يعمل في أمور دنياه بما لا يشغله عن طاعة ربه. وهذا الموضوع من أهم المواضيع التي تحتاج إلى عناية وإدراك واهتمام، والله المستعان. |
#2
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيرا أختي أم سالم
وللفائدة سئل الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- ما أسباب الفتور عن طلب العلم؟ جواب الشيخ رحمه الله أسباب الفتور في طلب العلم أو غيره من فعل الطاعات: أولاً: ضعفُ الهمَّةِ والعزيمة؛ وإلاَّ فالإنسان ينبغي كلما ازداد في طلب العلم أنْ يزداد نشاطاً؛ لأنه يجد زيادة في معلوماته، فيَفرح كما يفرح التاجر إذا ربح في سلعة فتجده ينشط. فإذا ربح في نوع من السلع ربحًا كثيرًا تجده يحرص على أن يحصُل على كمية كبيرة من هذا النوع. كذلك طالب العلم ما دام جادًّا في طلبه الصَّادق ، فإنَّه كلما اكتسب مسألة ازداد رغبة في العلم. أمَّا الإنسان الذي لا يطلب العلم إلا ليقضي وقته فقط؛ فهذا يلحقه الفتور والكسل. ثانيًا: أنَّ الشَّيطان يُيئِّس طالب العلم؛ يقول: " المدى بعيد, ولا يمكن أن تدرك ما أدرك العلماء " ، فيكْسَل ويدعُ الطَّلب, وهذا غلط ذَكر أحد المؤرِّخين عن أحد أئمَّة النَّحو -وأظنُّه الكسائي- أنَّه همَّ بطلب العلم -وهو معروف أنَّه إمامٌ في النحو-، ولكنه صَعُبَ عليه -وأظنُّ أنَّ النَّحو صعبٌ على كثيرٍ منكم- فهمَّ أن يَدعه ، فرأى نملة تحمل طُعامًا معها تريد أن تصعد جدارًا, فكلما صعدت سقطت, كلما صعدت سقطت, إلى عشر مرات أو أكثر! وفي النِّهاية -وبعد التعب والإعياء- صعدت؛ فقال: "هذه النَّملة تكابد وتكدح كل هذه المرَّات حتى أدركت إذن لأفعلنَّ " ، فجدَّ في الطَّلب ، حتَّى أدرك الإمامة فيه. ثالثًا: مصاحبة الأشقياء ، فإنَّ الصحبة لها تأثيرٌ على الإنسان, ولهذا حثَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على مصاحبة الأخيار, وأخبر أنَّ الجليس الصَّالح مثله كحامل المسك ، إمَّا أنْ يُهدي لك منه, وإمَّا أنْ يبيع، وإمَّا أنْ تجد منه رائحة طيبة, وأنَّ الجليس السيِّئ كنافخ الكير؛ إمَّا أن يُحرق ثيابك، وإمَّا أن تجد رائحة كريهة. وهذه مسألة لها تأثيرٌ عظيم ، حتى أنَّها تؤثر على الإنسان، لا في ترك طلب العلم فقط، بل حتى في العبادة ، فإنَّ بعض الملتزمين يُسلِّط الله عليه رجلاً سيِّئًا فيَصحَبه ، ثم يهوي به في النَّار -والعياذ بالله-. رابعًا: التَّلهي عنه بالمغريات, وإضاعة الوقت, مرة يخرج يتمشَّى, وبعض الناس يكون مفتونًا بمشاهدة ألعاب الكرة، وما أشبه ذلك. خامسًا: أنَّ الإنسان لا يُشعِر نفسه بأنَّه حال طلبِهِ للعلم ، كالمجاهد في سبيل الله؛ بل أبلغ؛ يعني: أنَّ طلب العلم من حيث هو أفضل من الجهاد في سبيل الله, لا شكَّ في هذا، لأنَّ طالب العلم يحفظ الشريعة ويُعلِّمُها النَّاس, والمجاهد غاية ما فيه أنَّه يصدُّ واحدًا من الكفَّار عن التأثير في الدِّين الإسلامي ، لكن هذا ينفع الأمَّة كلها. صحيح أننا قد نقول لهذا الشخص الجهاد أفضل لك ، لأنَّه أجدر به , ونقول للآخرطلب العلم أفضل لك ، لكن قصدي أنَّ طلب العلم من حيث هو أفضل من الجهاد في سبيل الله ، وقد قال الله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} التوبة:122 ، أي: وقعد طائفة؛ {لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} التوبة:122 ، أي: القاعدون ، {وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } التوبة:122. هذا ما حضرنا -الآن- من أسباب الفتور في طلب العلم ، فعليك أيُّها الطَّالب أن تكون ذا همَّةٍ عالية , وأن تترقَّب المستقبل , وأنَّك بإخلاصك النيِّة لله قد تكون إمامًا في الإسلام. لقاء الباب المفتوح الشريط 206
الوجه الأول |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|