|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نقد الدعاة في قولهم أن الذين فجروا ليسوا خوارج وإنما بغاة
بسم الله الرحمن الرحيم
نقد الدعاة في قولهم أن الذين فجروا ليسوا خوارج وإنما بغاة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،، أما بعد إنتشر القول عند بعض المدافعين عن المفجرين المعتدين قتلة المعاهدين والمسلمين أنهم ليسوا خوارج مارقين وإنما هم من البغاة الظالمين فخطأ عند هؤلاء معاملتهم على ذلك الوصف المشين فذلك ظلم لهم مضاد لتقوى رب العالمين0 بل نقول قولكم هذا هو الباطل في الدين والمخالف لهدي السلف الأولين من أوجه عدة نذكرها ونحن على ربنا من المتوكلين : الوجه الأول / ماشاع عند المتأخرين من حصر وصف الخوارج أنهم الذين يكفرون بالكبائرفقط ليس بصحيح بل أن من كفر بفعل كبيرة واحدة كالحكم بغير ما أنزل الله يقال له خارجي ولا يشترط ان يكفر بفعل كل الكبائر حتى يطلق عليه هذا الوصف فإن الخوارج في عهد علي لم يذكر أنهم كفروا من وقع في الكبائر بل كفروا في زعمهم من حكم بغير ماأنزل الله حتى قيل أن الذي قتل علي قال وهو يقتله إن الحكم إلا لله ياعلي ولما ذكرت هذا لشيخنا صالح الفوزان أقره وقال نعم يقال خوارج وإن كفروا بكبيرة واحدة ولم يكفروا بالباقي0 الوجه الثاني / أن هؤلاء ما فجروا كما هو معلوم إلا بعد ماكفروا كما سمع من بعضهم وهم يواجهون الأمن السعودي في مكة بالذخيرة الحية يقول أقتلوا ذراري بوش على إخواننا العسكريين حملة لاإله إلا الله فهم من المسلمين (((واقرأ كتابي حوار مع أهل التكفير قبل التفجير)))) الوجه الثالث / إن أبرز مايوسوسون به لإتباعهم في تكفير حكامنا كما هو معلوم الحكم بغير ما أنزل الله وإدخال اليهود والنصارى عندنا وإقامتهم في جزيرة العرب وموالاة الكفار ولا دليل على أن ماتقدم لو كان واقع أنه مكفر إلا بقيود لادليل عندهم في تحققها فيشترط في الحاكم بغير ماأنزل الله أن يكون جاحدا لحكم الله حتى يكفر كما قال ابن عباس حبر الأمة إذا جحد الحاكم حكم الله فهو الكافر وإذا لم يجحد فهو فاسق ظالم كما في صحيفة ابن أبي طلحة الصحيحة ومجرد حكمه بغير ماانزل الله لايعني جحوده حتى ينطق قائلا حكمي مثل حكم الله أو يسوغني ترك حكم الله أو أنه لايصلح حكمه تعالى في هذا الزمن 0وأما إدخال اليهود والنصارى فجائز لمصلحة يقدرها الإمام كما أفاده كلام الشافعي بدليل أن النبي لم يطردهم بعد ما قال أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ولم يخرجهم أبو بكر وكذلك عمر ثم رأى أن يخرجوا فأخرجهم 0فكيف يعد بقائهم من المكفرات 0ويشترط في تكفير الحاكم المسلم إذا ناصر الفار ضد المسلمين حتى يكون من الكافرين أن يناصرهم حبا في كفرهم أو لينتر الكفر على الإسلام أو بغضا في الإسلام لاأن يناصرهم لثأر أو أن يكون له السلطة أو إتقاءا لشرهم فإن ذلك معصية لاتصل إلى حد الكفر كما أفاده حديث حاطب فإن النبي قال لعمر لما أراد قتله لعل الله إطلع على أهل بدر فقال إعملوا ما شأتم فقد غفرت لكم فحسنة بدر لاتكفر الكفر لو وقع فيه حاطب على أن حكامنا يحكمون بما أنزل الله وجلبوا الكفار لمصلحة ثم غادر كثير منهم إن لم يكن كلهم والباقي في الطريق ولو أبقاهم لغير مصلحة لم يسمى كفرا بل معصية 0 فإذا كفروا بأحد ماتقدم فهم خوارج فمن كفر بذنب واحد فهو خارجي فتنبه0 الوجه الرابع / أن أسامة ابن لادن يكفر حكام هذه البلاد كما سمع في بعض القنوات وهم مع أسامة وجهين لعملة واحدة كما هو معلوم إن لم يكن أميرهم فيما جاءوا من أجله في هذا البلد من تفجير وتخريب وزعزعة للأمن وأسامة على مقتضى ما تقدم خارجي فإلفته الظواهري التكفيري الجلد فكما قال بعضهم من خفيت علينا نحلته لم تخفى علينا إلفته 0 الوجه الخامس / أن من صفات الخوارج أنهم يتأولون القرآن بالرأي دون الرجوع للسنة وهدي السلف المسطر في كتب التفسير بالمأثور كالطبري وابن كثير والدر المنثور فكفروا الحاكم إذا ظنوا أنه حكم بغير ما أنزل الله مطلقا أخذا بظاهر قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون دون الأخذ بكلام ابن عباس في تفسير الآية وقوله إذا جحد الحاكم حكم الله فهو الكافر وإذا لم يجحد فهو فاسق ظالم وأخذوا بظاهر قوله تعالى ومن يتوله منكم فإنه منهم دون الرجوع إلى هدي السنة في معاملة النبي لحاطب فلم يكفره لأنه ماناصرهم حبا في الشرك وأهله وإنما لتكون له يد كما مضى 0000000وهكذا وهؤلاء يتأولون القرآن بلا فهم السلف كما سمع من ابن لادن يسشهد بآيات ولكن في غير موضعها يكفر حكامنا ويهيج الناس على الأمراء ويقول بلاد الحرمين محتلة من أمريكا قال ابن عبدالبر في الإستذكار(2-499) : روى بن وهب وغيره عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد قال ذكرت الخوارج واجتهادهم يعني في الصلاة والصيام وتلاوة القرآن عند بن عباس فقال ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى ثم هم يضلون وأما قوله يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم فمعناه أنهم لم ينتفعوا بقراءته إذ تأولوه على غير سبيل السنة المبينة له وإنما حملهم على جهل السنة ومعاداتها وتكفيرهم السلف ومن سلك سبيلهم وردهم لشهاداتهم ورواياتهم تأولوا القرآن بآرائهم فضلوا وأضلوا فلم ينتفعوا به ولا حصلوا من تلاوته إلا على ما يحصل عليه الماضغ الذي يبلع ولا يجاوز ما في فيه من الطعام حنجرته قلت وهذا هو سبيلهم فهي صفتهم من مفجري ومكفري هذا الزمان قال ابن حجر في فتح الباري : . قَوْله ( وَكَانَ اِبْن عُمَر يَرَاهُمْ شِرَار خَلْق اللَّه إِلَخْ ) وَصَلَهُ الطَّبَرِيُّ فِي مُسْنَد عَلِيّ مِنْ تَهْذِيب الْآثَار مِنْ طَرِيق بُكَيْر بْن عَبْد اللَّه بْن الْأَشَجّ أَنَّهُ سَأَلَ نَافِعًا كَيْف كَانَ رَأْي اِبْن عُمَر فِي الْحَرُورِيَّة ؟ قَالَ : كَانَ يَرَاهُمْ شِرَار خَلْق اللَّه , اِنْطَلَقُوا إِلَى آيَات الْكُفَّار فَجَعَلُوهَا فِي الْمُؤْمِنِينَ . قُلْت : وَسَنَده صَحِيح قلت وهم الآن كذلك يأتون كما هو معلوم بآيات نزلت في الكفار فيكفروا بها المسلمين0 الوجه السادس / قد لوحظ على هؤلاء بالإضافة إلى صفة التأويل بالرأي عندهم دون الرجوع للسنة حتى وقعوا في التفجير بعد التكفير صغر أسنانهم وسفاهة عقولهم وأحلامهم وقد روى البخاري في صحيحه عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قال ابن حجر في شرح هذا الحديث في الفتح. وَقَوْله ( حُدَثَاء الْأَسْنَان ) أَيْ صِغَارهَا , وَ " سُفَهَاء الْأَحْلَام " أَيْ ضُعَفَاء الْعُقُول . وَقَوْله ( يَقُولُونَ مِنْ قَوْل خَيْر الْبَرِيَّة ) أَيْ مِنْ الْقُرْآن كَمَا فِي حَدِيث أَبِي سَعِيد الَّذِي قَبْله " يَقْرَءُونَ الْقُرْآن " وَكَانَ أَوَّل كَلِمَة خَرَجُوا بِهَا قَوْلهمْ : لَا حَكَم إِلَّا اللَّه , وَانْتَزَعُوهَا مِنْ الْقُرْآن وَحَمَلُوهَا عَلَى غَيْر مَحْمَلهَا . قلت وهم الآن كما كما كانوا في قديم الزمان في عهد علي والصحابة الكرام كفروا بالحكم بغير ماأنزل الله وركزوا عليه وأثاروا هذه القضية في عصرنا كذلك ليخرج الناس معهم حتى فجروا وخربوا فلاحول ولاقوة إلا بالله0 وقوله في آخر الحديث أينما لقيتموهم فاقتلوهم رد على ناصر العمر القائل أن الأمن ليس بحل معهم وإنما الحوار0 الوجه السابع / أن الخوارج يخرجوا غضبا للدين كقولهم إن الحكام كفار وظهور التبرج وموالاة الكفار0وإستباحة الربا 000 أما البغاة فلطلب الدنيا والملك لاغضبا للدين قلت وقد يكونوا متأولين في الدين غير أنهم لايكفروامن قاتلوهم كمن قاتل علي وعمار فقد سموا بغاة لاخوارج والمفجرون خرجوا لتكفيرهم الحكام وأنهم موالون للكفار ولايحكمون الشريعة ولم يطردواالنصارى من جزيرة العرب ولايعدلون كمازعم كبيرهم في عهد النبي أن النبي لم يعد فتبين من هذا أن المفجرين خوارج قال ابن حجر في الفتح0000000 وَقِسْم خَرَجُوا لِطَلَبِ الْمُلْك فَقَطْ سَوَاء كَانَتْ فِيهِمْ شُبْهَة أَمْ لَا وَهُمْ الْبُغَاة .( وكأن ظاهر سياقه في الفتح جعله البغاة قسم من الخوارج فالله أعلم )!!! الوجه الثامن / أن من قاتل عليا من الصحابة سموا بغاة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عمار تقتله الفئة الباغية ولم يسموا خوارج فإنهم ماكفرواإخوانهم من الصحابة بل لتأويل واجتهاد 0 الوجه التاسع / قولهم كيف يطاردوهم اليوم في البيوت ويعلنوا عنهم وقد جاء في الأثرعن الخوارج أنه لايجهز على جريحهم ولايتبع منهزمهم ولايقتل أسيرهم أو كما جاء قلنا إن صح ذلك فليس هؤلاء كذلك لأنهم مفجرون مخربون إذا ماقبض عليهم وإلا قتلوا وفجروا وأهلكوا الحرث والنسل0 قال النووي في شرح مسلم في الفرق بين البغاة والخوارج لَكِنْ لَا يُجْهَزُ عَلَى جَرِيحهمْ وَلَا يُتْبَعُ مُنْهَزِمُهُمْ , وَلَا يُقْتَل أَسِيرهُمْ , وَلَا تُبَاح أَمْوَالهمْ , وَمَا لَمْ يَخْرُجُوا عَنْ الطَّاعَة وَيَنْتَصِبُوا لِلْحَرْبِ لَا يُقَاتَلُونَ , بَلْ يُوعَظُونَ وَيُسْتَتَابُونَ مِنْ بِدْعَتهمْ وَبَاطِلهمْ , وَهَذَا كُلّه مَا لَمْ يَكْفُرُوا بِبِدْعَتِهِمْ , فَإِنْ كَانَتْ بِدْعَة مِمَّا يَكْفُرُونَ بِهِ جَرَتْ عَلَيْهِمْ أَحْكَام الْمُرْتَدِّينَ , وَأَمَّا الْبُغَاة الَّذِينَ لَا يَكْفُرُونَ فَيَرِثُونَ وَيُورَثُونَ , وَدَمهمْ فِي حَال الْقِتَال هَدَر , وَكَذَا أَمْوَالهمْ الَّتِي تُتْلَف فِي الْقِتَال , وَالْأَصَحّ أَنَّهُمْ لَا يَضْمَنُونَ أَيْضًا مَا أَتْلَفُوهُ عَلَى أَهْل الْعَدْل فِي حَال الْقِتَال مِنْ نَفْسٍ وَمَالٍ , وَمَا أَتْلَفُوهُ فِي غَيْر حَال الْقِتَال مِنْ نَفْس وَمَالٍ ضَمِنُوهُ , وَلَا يَحِلّ الِانْتِفَاع بِشَيْءٍ مِنْ دَوَابِّهِمْ وَسِلَاحِهِمْ فِي حَال الْحَرْب عِنْدَنَا وَعِنْد الْجُمْهُور , وَجَوَّزَهُ أَبُو حَنِيفَة الوجه العاشر / ماذا يريد المفرقون بقولهم هم بغاة ليسوا خوارج أيريدون دفع القتل والبطش بهم وقد فجروا وعصوا وطغوا وقتلوا فلا فرق حينئذ فجميعهم يسلط الإمام السيف عليهم قال النووي في قوله : ( فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا ) هَذَا تَصْرِيحٌ بِوُجُوبِ قِتَال الْخَوَارِج وَالْبُغَاة , وَهُوَ إِجْمَاع الْعُلَمَاء , قَالَ الْقَاضِي : أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْخَوَارِج وَأَشْبَاهَهُمْ مِنْ أَهْل الْبِدَع وَالْبَغْي مَتَى خَرَجُوا عَلَى الْإِمَام وَخَالَفُوا رَأْي الْجَمَاعَة وَشَقُّوا الْعَصَا وَجَبَ قِتَالهمْ بَعْد إِنْذَارهمْ , وَالِاعْتِذَار إِلَيْهِمْ . قَالَ اللَّه تَعَالَى : { فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّه0 وأما اليوم فكيف يلتقى بهم قبل التفجير فينذرون فإنهم متخفون في الكهوف والإستراحات لايرون إلا وقد فجروا وخربوا فكيف لايطاردوا فيؤخذ على أيدهمِ فالله المستعان 0 الوجه الحادي عشر / أن الخوارج الذين خرجوا مع تكفير ولو بكبيرة واحدة كالحكم بغي ما أنزل الله والبغاة من خرج بتأويل سائغ ولم يكفر وقد تقدم أن ابن حجر جعلهم ممن خرج طمعا في ملك وأما الخوارج فبتايل ديني وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج أن من صفاتهم أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان فمن كانت هذه صفته فهو منهم ومن صفاتهم التحليق على جهة الدوام من غير حج ولا عمرة كما قال صلى الله عليه وسلم سيماهم التحليق والضابط الذي ذكر في تعين فرد أو جماعة أنه منسوب إلى فرقة إذا إعتفد صحة أصل من أصولها كمن كفر بكبيرة فإنه خارجي ولو لم يخرج وكمن أرجع معرفة الصفات إلى العقل والتحسين وموالتقبيح العقليين فهو جهمي فلا يشترط أن يعتقد جميع عقائدهم حتى ينسب إليهم كما سمى الأشاعرة جهمية بذلك الإعتبار وقد ذكر شيخ الإسلام الفرق بين الخوارج والبغاة فقال : ((وأما جمهور أهل العلم؛ فيفرقون بين ((الخوارج المارقين)) وبين ((أهل الجمل وصفين)) وغير أهل الجمل وصفين ممن يعد من البغاة المتأولين، وهذا هو المعروف عن الصحابة، وعليه عامة أهل الحديث والفقهاء والمتكلمين، وعليه نصوص أكثر الأئمة وأتباعهم؛ من أصحاب مالك، وأحمد، والشافعي، وغيرهم. وذلك أنه قد ثبت في ((الصحيح)) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين، تقتلهم أولى الطائفتين بالحق))(1)، وهذا الحديث يتضمن ذكر الطوائف الثلاثة، ويبين أن المارقين نوع ثالث ليسوا من جنس أولئك؛ فإن طائفة علي أولى بالحق من طائفة معاوية، وقال في حق الخوارج المارقين: ((يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة))(2) ، وفي لفظ: ((لو يعلم الذين يقاتلونهم ما لهم على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل))(3) ، وقد روى مسلم أحاديثهم في الصحيح من عشرة أوجه، وروى هذا البخاري من غير وجه، ورواه أهل السنن والمسانيد، وهي مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم متلقاة بالقبول، أجمع عليها علماء الأمة من الصحابة ومن اتبعهم، واتفق الصحابة على قتال هؤلاء الخوارج. وأما ((أهل الجمل وصفين))؛ فكانت منهم طائفة قاتلت من هذا الجانب، وأكثر أكابر الصحابة لم يقاتلوا لا من هذا الجانب ولا من هذا الجانب، واستدل التاركون للقتال بالنصوص الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ترك القتال في الفتنة، وبينوا أن هذا قتال فتنة. وكان علي رضي الله عنه مسروراً لقتال الخوارج، ويروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأمر بقتالهم، وأما قتال ((صفين))؛ فذكر أنه ليس معه فيه نص، وإنما هو رأي رآه، وكان أحياناً يحمد من لم ير القتال. وقد ثبت في ((الصحيح)) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في الحسن: ((إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين))(1)؛ فقد مدح الحسن وأثنى عليه بإصلاح الله به بين الطائفتين: أصحاب علي، وأصحاب معاوية، وهذا يبين أن ترك القتال كان أحسن، وانه لم يكن القتال واجباً ولا مستحباً. و((قتال الخوارج)) قد ثبت عنه أنه أُمر به وُحَّض عليه؛ فكيف يسوى بين ما أُمر به وحُضَّ عليه، وبين ما مُدح تاركه وأُثني عليه؟! فمن سوَّى بين قتال الصحابة الذين اقتتلوا بالجمل وصفِّين وبين قتال ذي الخويصرة التميمي وأمثاله من الخوارج المارقين والحرورية المعتدين؛ كان قولهم من جنس أقوال أهل الجهل والظلم المبين، ولزم صاحب هذا القول أن يصيـر من جنـس الرافضـة والمعتــزلة الذين يكفــرون أو يفســقون المتقاتلين بالجمل وصفين، كما يقال مثل ذلك في الخوارج المارقين؛ فقد اختلف السلف والأئمة في كفرهم على قولين مشهورين، مع اتفاقهم على الثناء على الصحابة المقتتلين بالجمل وصفين والإمساك عما شجر بينهم؛ فكيف نسبة هذا بهذا ؟! وأيضاً؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بقتال ((الخوارج)) قبل أن يقاتلوا، وأما ((أهل البغي))؛ فإن الله تعالى قال فيهم {وإنْ طائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنينَ اقْتَتَلوا فَأصْلِحوا بَيْنَهُما فإنْ بَغَتْ إحْداهُما عَلَى الأخْرَى فَقَاتِلوا التي تَبْغِي حَتَّى تَفيءَ إلى أمْرِ اللهِ فإنْ فاءَتْ فَأصْلِحوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وأقْسِطوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ}(1)؛ فلم يأمر بقتال الباغية ابتداءً، فالاقتتال ابتداءً ليس مأموراً به، ولكن إذا اقتتلوا أمر بالإصلاح بينهم، ثم إن بغت الواحدة قوتلت، ولهذا قال من قال من الفقهاء: إن البغاة لا يبتدئون بقتالهم حتى يقاتلوا، وأما الخوارج؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم: ((أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة))(2)، وقال: ((لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد))(3) . وكذلك مانعو الزكاة؛ فإن الصديق والصحابة ابتدؤوا قتالهم، قال الصديق: والله؛ لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقاتلتهم عليه. وهم يقاتلون إذا امتنعوا من أداء الواجبات وإن أقروا بالوجوب. ثم تنازع الفقهاء في كفر من منعها وقاتل الإمام عليها مع إقراره بالوجوب؟ على قولين، هما روايتان عن أحمد، كالروايتين عنه في تكفير الخوارج، وأما أهل البغي المجرد؛ فلا يكفرون باتفاق أئمة الدين؛ فإن القرآن قد نص على إيمانهم وأخوتهم مع وجود الاقتتـال والبغي، والله أعلم)*.
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 25-10-2007 07:38PM |
شرح مسائل الجاهلية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 8 | 25-10-2007 06:33PM |
تفسير القرآن العظيم ( تفسير الإمام السعدي ) رحمه الله تعالى . | الداعية/ أبوسعد العتيبي | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 16-10-2007 01:48AM |
بين تفجيرات المكفِّرين وتقلُّبات المتلونين... مقال للأخ/ عبد الرحمن الشميم . | طارق بن حسن | منبر الملل والنحل | 0 | 30-05-2004 12:41AM |
نقد الدعاة في قولهم أن الذين فجروا ليسوا خوارج وإنما بغاة | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر الملل والنحل | 0 | 22-09-2003 09:02AM |