سعي الرافضة لخراب المساجد على مر التاريخ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سعي الرافضة لخراب المساجد على مر التاريخ*

الخطبة الأولى:

إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ تعالى وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)(1).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(2).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)(3).
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيرَ الحدِيثِ كَلامُ اللهِ، وخَيرُ الهُدْى هُدْى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ، أَمَّا بَعْدُ ...
أيُّها المسلمون ... تعلمون حفظكم الله أنَّ المساجد معاقل الإسلام والمسلمين، وأنَّها منابع لنشر الإسلام، وموؤل للقيام به، ولإقامته والدعوة إليه، والإنطلاق منها، وأنَّ المساجد بيوت الله رب العالمين، وبيوت عباده الصالحين، ولهذا رفع اللهُ قدرَ مَن يقوم بالعناية بالمساجد: ببنائها، وعمارتها بناءًا حسيًا ومعنويًا.
قال ربُّنَا في كتابه الكريم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ*رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)(4).
وقال في كتابه الكريم: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ)(5).
فربُّ العالمين بيَّنَ عظيم الخيرية في مَن يقوم بعمارة المساجد بالعبادة فيها والتعليم فيها والدعوة إلى الله فيها، كذلك أيضًا الخيرية عظيمة في مَن بناها البناء الحسي؛ لكن المطلوب أن تُؤسس على التقوى، فعلى مَن يقومون ببناء المساجد البناء الحسي أن يحرصوا على أن تكون نواياهم حسنة، وأن يكونوا مخلصين لله، وأن يكون الغرض من بناء المساجد إقامة الدِّين، وأن يكون الغرض من إقامة المساجد وبنائها إقامة الدِّين، فمتى بُنيت المساجد لوجود البِدع فيها والمخالفات فيها فذلك أمرٌ خطير على البَانيِّ وعلى مَن يعين على ذلك ويسعى إلى ذلك.
وبالمقابل فإنَّ مَن سعى في هدم بيوت الله وفي خرابها، فإنَّه يُعَدُّ مِن أعداء الله ربّ العالمين سبحانه وتعالى، قال ربُّنَا في كتابه الكريم: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمُ)(6)، هذه الآيةُ الكريمة تُبَيِّنُ عظيم الجرم الذي يرتكبه مَن يسعى في خرابِ بيتٍ من بيوت الله ربّ العالمين سبحانه، فقال ربُّنَا: (وَمَنْ أَظْلَمُ) أي لا أظلم من هذا الذي يسعى في خراب بيوت الله، ويمنع من أداء العبادةِ فيها، ويَحول بين المصلين وبين الساجدين والراكعين وبين العبادة فيها، فقالَ ربُّنَا: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) والسعيُّ في خراب المساجد على قسمين:
إمَّا أن يكون سعيًا في خرابها من جهة أن لا يعبد الله فيها ... أن لا يعبد فيها ربّ العالمين سبحانه، فيَحول بين الناس وبين أداء العبادة في المساجد.
والثاني: أن يسعى في هدمها، في هدم البنا، وكلاهما عملان من الأعمال الإجرامية ـ عياذًا بالله ـ قال: (وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) أمَّا السعيُّ في خرابها من جهة منع الناس عن عبادة الله فيها فقد قَالَ الله في كفار قريش (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)(7) فصد النَّبيِّ في ذلك العصر والصحابة من قبل قريش ... ذلك من الخراب الذي سعت إليه قريشٌ، والثاني وهو الخراب للبنا قالَ الله: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ) أي يُخَرِّبُوا (مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)(8) فخراب المساجد، وهدم المساجد إنَّما عُرِف به الكفار ... فهذا شأنهم حينما يَقهَرُون ويتغلبون على المسلمين يفعلون هذا ... ألا وإنَّه قد نَبَتَ في أوساط المسلمين نابتة تسعى إلى خراب المساجد ... إلى خرابها التخريب المطلق، التخريب العام ... نعم يا عباد الله، ومن ذلك:
أنَّ بعض فرق الشيعة سلكت هذا المسلك، ومِن تلكُم الفِرق الخائبة والخاسرة: القرامطة، والعبيديون الفاطميون الإسماعيليون، هذه الفِرقة من فِرق الشيعة التي أظهرت ... التي أدَّعت حُبَّ آلِ بيت النّبوة رضي الله عن آلِ بيت النبوة؛ ولكنها أكفر من اليهود والنصارى كما أجمع على ذلك علماء الإسلام، وكذلك أيضًا أجمع على ذلك علماء أهل البِدع ... لماذا؟!! كانت القرامطة الباطنية والعبيدية الإسماعيلية أكفر من اليهود والنصارى لأنَّهم: لا يؤمنون بالله، ولا ببعثة الأنبياء والرُّسُل، ولا يؤمنون بلقاء الله ربِّ العالمين؛ وهم يصلون كما نصلي!! ويصومون كما نصوم، ويحجون؛ ولكن صلاتهم وصيامهم ودينهم كُلُّهُ لإمامهم، ودينهم كُلُّهُ لإمامهم على خلاف ما عليه المسلمون أنَّهم يؤدون هذه العبادات لله رب العالمين مع حُسنِ الاعتقاد.
فظهرت فِرقة القرامطة في البحرين، فقام أبو طاهر الجنابي وبنى له دارًا سمَّاها (دار الهجرة) في البحرين، وأرادَ أن يحُجَّ المسلمون إليها، فلم يقبل المسلمون منه ذلك، فأبوا أن يَحُجُّوا إلى (دار الهجرة) في البحرين التي بناها أبو طاهر، فتحرك بجيوشه، وذهب إلى بيت الله الحرام ... إلى الكعبة، وجعل جيوشه يواجهون الحجاج على مداخل مكة، وعلى منافذها فيقضون عليهم، وكذلك أيضًا عَمِلَ السيف في الراكعين والساجدين والعاكفين عند الكعبة المكرمة ... عَمِلَ فيهم السيف، فقتلَ آلافًا مؤلفة، وأتى إلى باب الكعبة وخلع الباب، وأتى إلى ذهب الكعبة وكنوزها وسلب ذلك، وأتى إلى الركن الأسود واقتطعه واختلعه وذهب به إلى البحرين، فبقيَ الركن الأسود في البحرين قُرابةَ عشرين سنة على ما يذكره بعضهم.
كانت هذه أول جريمة لم يعرفها التاريخ الإسلامي، ولم يُعتدى على بيت الله الحرام قبل ذلك إلا مِن قِبل أبرهة الحبشي النصراني, وقد علمتم ماذا عمل الله بمَلِكِ الحبشة حينما اعتدى على بيت الله الحرام، أنتم تقرأون هذه السورة جميعًا، قال الله: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ)(9) ... فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ.
كذلك أيضًا (الحاكم بأمر الله) أحد العبيديين الذين كانوا يحكمون في أرض الكنانة في مصر، هذا الرجل بنى مسجدًا كبيرًا في باب الفتوح في القاهرة، وأراد أن يحول الحجَّ إلى ذلكم المسجد؛ ولكن عاجله اللهُ بالموت فلم يصنع من ذلك شيئا.
فتلكم الفِرق الباطنية والإسماعيلية كانت تسعى إلى هدم دِين المسلمين، وإلى القضاء على المسلمين، ودمرها الله في وقت قصير بحمد الله ربِّ العالمين، فوَرِثَتْ طريقة الباطنية والقرامطة والإسماعيلية الشيعةُ الرافضــة ... الرافضة الاثني عشرية.
فالرافضة الاثني عشرية وَرِثَتْ الباطنية والإسماعيلية، فكتبهم مُلِئت بأنَّ مهديهم الذي سيخرج في آخر الزمان ـ على حسب دعواهم ـ وهو (مهدي السرداب!!!) وهو مهدي الخرافة عند المسلمين، وإن كانت الرافضة تجعله الإمام الثاني عشر الإمام الاثني عشر من أئمتهم المعصومين، ماذا تقول كتب الرافضة في أعمال هذا المهدي عندما يخرج؟!!
ففي كتاب (بِحَار الأنوار) للمجلسي، وفي كتاب (الغيبة) للطوسي: أنَّه عندما يقوم سيهدم المسجد النبوي، وسيهدم المسجد الحرام ... وسيهدم المسجد الحرام.
وفي كتاب (الوافي) للكاشاني يقول فيه: إنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (إنَّ الكوفة حرم الله، وحرم رسوله، وحرم أمير المؤمنين علي، ومَن صَلَّى فيها صلاة واحدة فهي بألف صلاة ـ فهي بألف صلاة(!!) ـ والدرهم فيها بألف درهم ـ أي مَن يتصدق ها هناك(!!) ـ).

والشعراء ـ شعراء الرافضة الاثني عشرية ـ قد صرَّحوا بأنَّ كربلاء عندهم أجَلّ وأجلّ من مكة المقدسة، قال قائلهم:

ولحديث كربلاء والكعبة *** لكربلاء بَانَ علو الرتبة

أي ظهر علو الرتبة على بيت الله الحرام!!
وقَــال آخر:

هي الطفوفُ فطفْ سبعًا بمُغناها *** فما لمكة معنى مثل معناها
أرضٌ ولكنها الســبع الشــداد لهـا *** دَانت وطأطأت أعلاها لأدناها

هكذا يقول: إنَّ أرض الكوفة هي أرض الطواف، وهي أفضل من الكعبة، وأنَّ أرض الكوفة دَانت لها السماوات السبع ... دَانت لها وخضعت لها السماوات السبع.
وكذلك أيضًا من أقوالهم فيما تعلق بأمر الكوفة، وأنَّهم يَرون أنَّها الحرم الحقيقي الذي سيتحقق لهم عند ظهور مهديهم على حسب زعمهم، أنَّه سَيُقيم هنالك الدِّين، وأنَّ الحجَّ سيحول إلى ذَلكم المكان ... إلى ذَلكم المكان!!
وقد قام الخميني في عصرنا وهو إمام الضلالة، وإمام الغواية قام وجاء ببدعة شنيعة، أدخلها في دِين الرافضة الاثني عشرية، وما هي؟!! هــي ولايـــة الفقيـــه؛ كانوا مِن سابق ... الرافضة ينتظرون خروج مهدي السرداب مِن أجل أن يقود المسيرة لهم على حد زعمهم، فالخميني عَمِلَ حيلة وقَـال:
(الإمام له نوَّاب ... الإمام له نوَّاب)، وأدَّعى أنَّه النائب للإمام الغائب على حسب عقائد الرافضة الاثني عشرية، فماذا صَنَعَ؟ ماذا صنعَ الخميني؟!
ففي عـام (1986) ميلادية، حَصَلَ أنَّ السلطات السعودية ضبطت مع الحجاج الإيرانيين واحدًا وخمسين كيلو جرام من المفجرات في (95) حقيبة يحملها حُجاج إيرانيون، كان الغرض أن يُلَغِّموا وأن يُفَجِّروا في الحرمين الشريفين، وأدهى من هذا وأمرَّ وأعظم من هذا، والكلام الأول صدر ببيان مِن قبل الجهة السعودية وقُريء البيان على التلفاز وسمعه مَن سمعه مِن العالم.
وأدهى من هذا وأمر ما حصل في السادس ... في اليوم السادس من عشر ذي الحجة؛ إنَّ الرافضة بعد صلاة الجمعة تجمعوا وقاموا بمظاهرة كبيرة عريضة وتوجهوا إلى الحرم، وحَالوا بين الناس وبين الطواف وبين الصلاة في الحرم، فأدى ذلكم إلى أن قُتِلَ أكثر من أربعمائة شخص وجُرِحَ وأصيب أكثر من ستمائة ووجدت السلطات السعودية في الزمازم التي يحملونها بترولًا وكان غرضهم أن يُشعِلوا وأن يحرقوا الكعبة المشرفة؛ ولكن فشلوا فذهبوا يصبون البترول على السيارات وعلى الرجال، فاحترقت سيارات كثيرة ... احترقت سيارات كثيرة، هذه حادثة من جملة الأحداث التي صنعها الخميني.
وقد وجد تقرير أنَّ في هذه المظاهرة ... أنَّ فيها زعماء من زعماء الرافضة الذين كانوا يُسَيِّرون هذا العمل الإجرامي في داخل مكة ... في داخل مكة!! وفي بيت الله الحرام.
وحصل أنَّ هذا الحادث أزعج المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أيَّما إزعاج حتى قامت أربعة وأربعون دولة من الدول الإسلامية ونددت ودانت واستنكرت ما صنعته الرافضة وهي عن طريق الدولة الإيرانية، وحصل عند المسلمين الاجتماعات والمؤتمرات لهذا الحادث الذي يهدد دِين المسلمين، والذي يعلن بالسحق للأماكن المقدسة التي هي قِبلة المسلمين.
نعم يا عباد الله، كان هذا من جملة الأحداث التي حصلت عن طريق الخميني الذي يدعي أنَّه نائب الإمام الغائب!!
هكــذا يا عباد الله عقيدة الرافضة ... عقيدة الرافضة، أين هم من المسلمين؟!! أربعة وأربعون دولة تستنكر هذا الإجرام، فانظروا الرافضةَ مَن معهم؟! ومع مَن هم أيضًا؟! ... ومع مَن هم؟ ولقد صرَّح بالحقيقةِ نعمة الله الجزائري أحد كبار علماء الرافضة الاثني عشرية فقال:
(لا نجتمع معهم ـ يعني المسلمين الذين ليسوا برافضة ـ ... لا نجتمع معهم، لا في ربٍّ، ولا في نبيٍّ، ولا في خليفة)، هكــذا ... افهمـــوا دِين الرافضــة الاثني عشرية، وأنَّهم ضد الإسلام وإن تظاهروا بشيءٍ من ذلك.
نعم، إنَّ الرافضة الاثني عشرية تدعي أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام خَصَّ عليًّا بصحيفة بل بصحف، ومن هذه الصحف صحيفة تسمى (العبيطة) ماذا في هذه الصحيفة صحيفة العبيطة؟!!
لقد ذكَرَ غير واحد من علماء الرافضة الاثني عشرية قالوا: (بهرجة لا دِين لهم، ولا إسلام لهم، وليس لهم إلا السيف) ... فهذا إعــلان بقتل العرب، وهذا من أول ما يفعله المهدي الذي يدعون خروجه.
وفي كتاب (الجَفر) المشهور عند الرافضة الاثني عشرية: أنَّ الإمام المهدي المُدَّعى والمعتقد فيه عندهم يقولون: (أول ما يعمله أنَّه يضع السيف في العرب حتى يقضي عليهم) هذه فُرسية فلمَ يُحَارَبْ العرب، والنَّبي عربي، وآل بيت النَّبوة عرب، والقرآن عربي، والعرب هم أصل الإسلام وحماة الإسلام والإسلام فيهم إلى قيام الساعة؟!
هكــذا يوجد في كتب الرافضة الاثني عشرية إلى غير ذلك مما يوجد في كتبهم من الأقوال التي تدل على تكفيرهم للمسلمين من غيرهم، وعلى استباحتهم دماء المسلمين من غيرهم، وأموال المسلمين من غيرهم، كفانا الله شرهم، استغفر الله إنَّه هو الغفــور الرحيم.

الخطبة الثانيــة:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه، أمَّا بعد ...
أيُّها المسلمون ... إذا سمعتم أن الرافضة الاثني عشرية ما تريد أن تَدَعَ الحرمين؟ فما بالكم بغير ذلك من المساجد، فخرابُها وهدمها عليهم أسهل من هذا بكثير؛ ولكن ساقرأ لكم من هذا الكتاب، هذا الكتاب (للكاظمي) أحد علمائهم إلا أنَّه ناصح لهم .... إلا أنَّه ناصح لهم، هو يتحدث في أحد فصول هذا الكتاب وأبوابه عن المساجد في إيران وفي العراق التي تحت الشيعة الاثني عشرية، لتعلموا خرابهم للمساجد حسيًّا ومعنويًا، تارة هكذا وتارة بالكُل، قال هنا: (المساجد ... لا جمعة ولا جماعة فيها على الأغلب، والأذان لا يرفع منها إلا ثلاث مرات فقط)، قال: (وهكذا أمست المساجد مجرد هياكل معطلة عن المقصد الذي من أجله أمر الله أن تُبنى وأذِنَ أن تُرفع، قَارِنْ ذلك بالتوسع في بناء المزارات والمراقد والمقامات توسعًا مذهل بحيث لا يخلو مكان أو تجمع سكاني ولو في قرية صغيرة منعزلة من مزار، لمَّا وجدوا من منافع مادية وغيرها، أمَّا المساجد فتكاد تختفي وتتوارى من حياة هؤلاء المساكين، الذين لا يعرفون من أمور دينهم غير طقوس الزيارة) ـ زيارة الضرائح وعبادة الضرائح من دون الله ـ ... قال: (لا يعرفون من أمور دينهم غير طقوس الزيارة وأدائها في تلك القباب والأبنية التي ضاهوا بها بيوت الله، واهتموا بها وزينوها، ورفعوها ووسعوها، وتوسعوا في بنائها، وأعدادها أكثر من المساجد التي أمر الله بها في كتابه، وعلى لسان رسوله، وهكذا وكنتيجة واقعية مشاهدة لا يمكن لأحد أن يكابر في إنكارها عطَّلنا المساجد وعَمَرنا بدلها المراقد والمشاهد، ومن الملفت للنظر أنك إذا اقتربت من أي مدينة فإنك أول ما تشاهد منارات المراقد وقبابها وقببها لا منارات المساجد).
هذا حال المساجد عند الرافضة في العراق وإيران أنَّها مُعطلَّة من الجمعة والجماعات، ومن القرآن ومن السُّنَّة، ومن التعليم النافع؛ ولكن الاهتمام بالمساجد التي فيها القبــور التي تُعبد من دون الله ربِّ العالمين، وعلى كُلٍّ سَمِعَ بعضكم أنَّ هناك مَن ذهب ولَغَّم وفجَّر ضريح الإمام (علي الهادي) والإمام (الحسن العسكري) العاشر والحادي عشر من أئمتهم المعصومين ـ على حسب عقيدة الرافضة ـ، هذا الذي ذهب وفجر مجهول على حسب ما سمعنا ـ والله أعلم بحقائق الحال ـ.
وعلى كُلٍّ نقول للمسلمين في العراق من غير الرافضة: لا يجــوز لكم أن تسلكوا هذا المسلك ألا وهو التفجير والتلغيم للقباب والمشاهد سواءٌ كانت تابعة للرافضة أو لغير الرافضة ما دمتم غير قادرين؛ لأن إزالة القباب والمشاهد وهدمها مطلب شرعي ... مطلب شرعي لابُدَّ من ذلك؛ ولكن مَن الذي ينفذ ذلك؟! هو الذي يقدر على ذلك ... مَن قدر على ذلك ينفذ.
أمَّا هؤلاء فلا ... أمَّا المسلمون في العراق فليس عندهم قدرة على أن يفعلوا هذا، وما داموا ليسوا قادرين على أن يهدموها فلا يجوز لهم أن يسلكوا هذا المسلك وهو التلغيم والتفجير لها، فأنا اعتبر أنَّ هذا التصرف إن كان من المسلمين في العراق من غير الرافضة ... فهذا خطأ لا نرضى به ولا نقره، ولا نرضى لهم أن يسلكوا هذا المسلك، وإن كان من قبل غير المسلمين ممن يسعى في الاصطدامات بين المسلمين في العراق، فذلك مما نحمد الله أن جَنَّب المسلمين هذا الفعل.
فماذا كان من الرافضــة في العراق حينما فُجِّر مشهد الرجلين المذكورين؟!!
ما كان منها إلا أن انطلقت بدون حدود ... بدون حدود إلى القضاء على مساجد كثيرة من مساجد المسلمين في العراق الذين ليسوا برافضة، فلهذا بحثنا وقرأنا وسمعنا فوجدنا أخبارًا متفاوتة في كمية وعدد المساجد التي سعت رافضة العراق في إحراقها أو في تفجيرها وفي تدنيسها، ومن ذلك إحراق القرآن الكريم ... أخشى أن يُحرقهم الله ... أخشى أن يُحرقهم الله.
فما ذنب المساجد؟!! ...
ما ذنب المساجد حتى يسعوا في إحراقها، وفي هدمها، وفي تلغيمها؟!! ...
نعم إنَّها العقيدة الرافضية الاثني عشرية ... عقيدة ليبقى الشرك ويذهب الإسلام ... ويذهب الإسلام، هذه الغيرة وهذه النعرة إنَّها من أجل معالم الشرك كما سمعتم، فالقباب على الضرائح معالم للشرك ... معالم للشرك، روى الإمام مسلم من حديث علي بن أبي طالب: (أنَّ الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام لمَّا بعثه إلى اليمن قال: "لا تجعل قبرًا ، مشرفًا إلا سويته، ولا صورة إلا طمستها")؛ ولكننا نعلم علم اليقين أنَّ الرافضة ليست مع عليِّ رَضِي اللَّه عَنْه وليست مع آل بيت النبوة وإنَّما هم مع الفرس؛ ولكنهم يتظاهرون ويتشيعون لآل بيت النبوة.
فكما سمعتم هذا الإجرام المُهين، وهذا الإجرام الجسيم ... ذَكَرَ بعض مَن نشر ما حصل أنَّ المساجد التي أُحرقت من مساجد المسلمين في العراق والتي فُجِّرت أنَّها بلغت إلى مئة وثمانين مسجدًا، والله اعلم بصحة العدد؛ لكن الفعل فعل من لا يخاف الله ومَن لا يُعَظِّم حرمات الله، هذه مساجد الله ... هذه بيوت الله فما ذنبها حتى يُتعامل معها بهذه المعاملة؟! ولكن الرافضة لعلها تحلم الآن بسبب قيام دولتين: دولة إيـران ودولة العراق لها، أنَّها تقضي على المسلمين كما حَلِمَ الخميني قبلهم بقليل، وكما حَلم مَن كان قبلهم.
نعم يا عباد الله ... فالقضية قضية خطيرة، مؤامرة رافضية على دِين الإسلام ... على دِين الإسلام، فهذا سعيهم كُلَّما تيسر لهم، ما يردهم إلا العجز على أن يكفروا بالقرآن، ويُظهِروا كفرهم به، فلهذا سَهُل عليهم أن يدوسوه وأن يحرقوه في بيوت الله؛ لأن الرافضة الاثني عشرية عندهم عقيدة، وعندهم دعوى: أنهم عندهم قرآن فاطمة وأنَّه مثل القرآن الكريم ثلاث مرات (!!) وقالـوا: (هذا القرآن مع صاحب السرداب سيخرج ويحكم به المسلمين).
فليسوا معنا إلا بالمظاهر والدعايات، مع أننا لا نُكَفِّر جماهير الرافضة ... لا نُكَفِّرهم؛ ولكنهم في ضلالٍ مبين ... في ضلالٍ مبين نعوذ بالله من الفتن.
فلهذا يا معشر المسلمين أحــذروا الرفضَ في اليمن وغيره، مع أني لا أنسى في وقتي هذا أنَّ أمريكــا دمرها الله أيضًا قد قامت بالاعتداء على بعض المساجد في العراق، والهدم والتفجير لبعضها هذا حاصل؛ ولكن ليس بغريب أن اليهود أو النصارى أو أو من الكفار أنهم يفعلون هذا؛ لأنهم كفار؛ ولكن الغريب أن يحصل هذا ممن يصلي، وممن يصومُ، وممن يدعي أنَّه من حماة الإسلام ورعاته!!!

طهًّر الله البلاد ... طهًّر الله البلاد والعباد من دُعاة الشرك، ومن دُعاة الخرافة ...
اللهم إنَّا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرضى ...
اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا عدوًا إلا قصمته ...
اللهم أحفظنا في دورنا ... اللهم أمَّنا في دورنا ...
اللهم عليك بأمريكا ومن معها، اللهم خذهم من فوقهم ومن تحتهم ...
اللهم عليك بدولة اليهود، أجعلها غنيمة للمسلمين ...
اللهم أصلحنا وأصلح ولاة أمورنا، واستغفر الله ...

قامت بتفريغ الخطبة: أُمُّ سَلَمَــة

غفر الله لها ولوالديها ولجميع المسلمين
22/جمادي الآخرة/1428 للهجرة النبوية

**********************
(*) خطبة جمعة للشيخ مُحَمَّد بن عبدالله الإمام حفظه الله تعالى، ألقاها بتاريخ 3 ـ صفر ـ 1427 للهجرة النبوية.
(1) سورة آل عمران: (102).
(2) سورة النساء: (1).
(3) سورة الأحزاب: (70-71).
(4) سورة النور: (36-37).
(5) سورة التوبة: (18).
(6) سورة البقرة: (114).
(7) سورة الفتح: (25).
(8) سورة الإسراء: (7).
(9) سورة الفيل: (1-5).

ويمكن الاستماع للخطبة عن طريق الرابط التالي:
http://www.olamayemen.com/html/sound....php?linkid=27
وجزى الله الإخـــوة القائمين على موقع (علماء الدعوة السلفية في اليمن) خير الجزاء لتوفيرهم هذه المادة القيمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزى الله خيرا أختنا الفاضلة خير الجزاء

على هذا النقل الطيب النافع

والمجهود المبارك

ونسأل الله تعالى أن ينفع ويبــصّر به كل مخدوع غافل

أو مغرر به جاهل بهذه الطائفة الخبيثة التي تنخر في الأمة فسادا وإضلالا

وإفسادا في الأرض للبلاد والعباد كفانا الله شرّهم وطهر بلاد الإسلام منهم

وهذا ملف "بي دي أف" مرفق لنفس الخطبة المفرّغة من طرف الأخت الفاضلة وفقها الله لمراضيه.