|
#1
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول الله تعالى { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا } الآية ص -358- باب قول الله تعالى { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا } الآية وقول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}1. شرح الكلمات: يعرفون نعمة الله: أي يعترفون بأن النعم كلها من عند الله. ثم ينكرونها: أي ثم ينكرون النعم، وذلك بأفعالهم القبيحة من عبادة غير الله، وبأقوالهم حيث قالوا حصلت هذه النعمة من الله بشفاعة الأصنام، أو قالوا ميراثا من الآباء والأجداد. وأكثرهم: أي كلهم. الكافرون: أي الكافرون بالله عزوجل أو الجاحدون للنعم. الشرح الإجمالي: ينكر الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية على كل من يعترف بنعمة الله عزوجل في قرارة نفسه، ثم ينكرها بأفعاله وأقواله، وذلك بنسبتها إلى الأصنام تارة وإلى ميراث الآباء والأجداد تارة أخرى. ويخبر - سبحانه وتعالى - أن كل من فعل هذا فهو كافر بالله جاحد لنعمه. الفوائد: 1. إقرار الكفار بتوحيد الربوبية. 2. لا يتم الشكر إلا بالقول والعمل مع الاعتقاد. 3. استعمال نعم الله بالمعاصي كفر بها. 1 سورة النحل آية : 83. ص -359- مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية على أن من نسب النعمة إلى غير الله فقد كفر بها. مناسبة الآية للتوحيد: حيث كفرت الآية من نسب النعمة إلى غير الله؛ لأنه جعله شريكا مع الله في الإنعام. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها، وأكثرهم الكافرون. ب. اشرح الآية شرحا إجماليا. ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد. قال مجاهد ما معناه: "هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن آبائي". مناسبة الأثر للباب: حيث أفاد الأثر أن مجاهدا يرى أن من نسب النعمة إلى غير الله فقد كفر بها. مناسبة الأثر للتوحيد: حيث يرى مجاهد كفر من نسب النعمة إلى غير الله؛ لأن ذلك شرك مع الله في إنعامه. ص -360- وقال عون بن عبد الله: "يقولون: لولا فلان لم يكن كذا". الشرح الإجمالي: يرى عون بن عبد الله في هذا الأثر أن تعليق وجود النعم على قدرة مخلوق من المخلوقين كفر؛ لأن ذلك يتضمن إضافة النعمة إلى من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، وإنكارا لفضل المنعم الحقيقي وهو الله. مناسبة الأثر للباب: حيث دل الأثر على أن عون بن عبد الله يرى أن تعليق وجود النعم بقدرة المخلوقين كفر بها. المناقشة: أ. اشرح الأثرين شرحا إجماليا. ب. وضح مناسبة الأثرين للباب. وقال ابن قتيبة: "يقولون: هذا بشفاعة آلهتنا". الشرح الإجمالي: يخبرنا ابن قتيبة - رحمه الله تعالى - أن المشركين ينسبون ما بهم من النعم إلى شفاعة أصنامهم، وبذلك يجمعون بين الشرك بالله حيث عبدوا من دونه الآلهة، وبين الكفر بالنعم حيث نسبوها إلى غير المنعم الحقيقي وهو الله سبحانه وتعالى. مناسبة الأثر للباب: حيث دل الأثر على أن ابن قتيبة يرى أن إضافة النعمة إلى شفاعة الأصنام كفر. ص -361- المناقشة: أ. اشرح الأثر شرحا إجماليا. ب. وضح مناسبة الأثر للباب. وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي جاء فيه أن الله تعالى قال : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر "1 الحديث، وقد تقدم -: "وهذا كثير في الكتاب والسنة، يذم - سبحانه وتعالى - من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به. قال بعض السلف: هو كقولهم كانت الريح والملاح حاذقا، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة الكثيرين". الشرح الإجمالي: معنى الأثر المذكور أن السفن إذا جرين بريح طيبة بأمر الله جريا حسنا، نسبوا ذلك إلى طيب الريح وحذق الملاح في سياسة السفينة وقيادتها، ونسوا ربهم الذي أجرى لهم الفلك في البحر رحمة بهم، فيكون نسبة ذلك إلى طيب الريح وحذق الملاح من جنس نسبة المطر إلى الأنواء، وإن كان المتكلم بذلك لم يقصد أن الريح هو الفاعل لذلك من دون خلق الله وأمره، وإنما أراد أنه سبب لكن لا ينبغي أن يضيف ذلك إلا إلى الله وحده؛ لأن غاية الأمر في ذلك أن يكون الريح والملاح سببا أو جزءا من السبب، ولو شاء الرب - تبارك وتعالى - لسلبه سببيته فلم يكن سببا أصلا فلا يليق 1 البخاري : الأذان (846). ومسلم : الإيمان (71). والنسائي : الاستسقاء (1525). وأبو داود : الطب (3906). وأحمد (4/117). ومالك : النداء للصلاة (451). ص -362- بالمنعم عليه المطلوب منه الشكر أن ينسى من بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير، ويضيف النعم إلى غيره، بل يذكرها مضافة منسوبة إلى مولاها والمنعم بها، وهو المنعم على الإطلاق فهو المنعم بجميع النعم في الدنيا والآخرة وحده لا شريك له. الفوائد: 1. إضافة النعم إلى المخلوق شرك في الربوبية، إن اعتقد أن ذلك المخلوق هو الفاعل استقلالا، وإن أضاف النعمة إليه معتقدا أنه سبب فذلك سوء أدب مع الله المنعم الحقيقي. مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث أفاد الأثر أن ابن تيمية يرى أن من نسب النعمة إلى غير الله فقد كفر بها، وأشرك مع الله غيره. المناقشة: أ. اشرح الأثر شرحا إجماليا. ب. استخرج فائدة من الأثر مع ذكر المأخذ. ج. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: { فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . ص -363- باب قول الله تعالى: { فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . وقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}1. شرح الكلمات: اعبدوا: العبادة لغة: أقصى غاية الخضوع والتذلل. وشرعا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. خلقكم: أي أنشأكم وأوجدكم من العدم. لعلكم تتقون: لكي تتقوا الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. فراشا: أي وطاء تستقرون عليها. أندادا: أي نظراء وأمثال. وأنتم تعلمون: وأنتم تعلمون أنه لا ند له يشاركه في فعله. الشرح الإجمالي: يأمر الله الناس بأن يخلصوا له العبادة؛ وذلك لأنه هو الذي أوجدهم وأوجد من كان قبلهم من العدم، وأسبغ عليهم كثيرا من النعم، فجعل الأرض مستوية يستقرون عليها، وأنزل من السماء ماءً عذبا فيه مصدر كثير من أرزاقهم وصلاح معيشتهم، ثم بين - سبحانه وتعالى - أنهم يتخذون 1 سورة البقرة آية : 21-22. ص -364- له الأشباه والنظراء مع علمهم أن الله هو الخالق لهم والمنعم عليهم، وذلك إصرار منهم على الكفر والمعاصي والشرك. الفوائد: 1. بيان بعض نعم الله على خلقه. 2. الاستدلال على توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية. 3. وجوب إفراد الله بالعبادة وحده دون سواه. مناسبة الآية للباب وللتوحيد: حيث دلت الآية على وجوب تجنب الشرك الظاهر والخفي، ومن الخفي قول القائل: لولا الحارس لأتانا اللصوص. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: اعبدوا، خلقكم. لعلكم تتقون، فراشا. ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا. ج. استخرج ثلاث فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد. قال ابن عباس في الآية: " الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص. وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت. وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانا.. هذا كله به شرك " رواه ابن أبي حاتم. ص -365- مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث دل الأثر على أن ابن عباس يرى أن من الشرك الخفي القسم بغير الله كقولك: وحياتك، وكذا تعليق نفع على فعل مخلوق كقولك لولا الحارس لأتانا اللصوص، وكذلك تعليق نفع على فعل الله ومعه غيره كقولك: لولا الله وفلان لاحترق المنزل. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم1. شرح الكلمات: كفر: أي كَفَر كُفْر جحود مخرج من الملة، وقيل: كُفْر دون كُفْر. أو أشرك: أي عبد مع الله غيره (وأو) شك من الراوي أو تكون بمعنى الواو. الشرح الإجمالي: يخبرنا الراوي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في هذا الحديث أن القسم بغير الله كفر وإشراك مع الله غيره، وذلك لأن مبنى القسم على التعظيم، والتعظيم من خصائص الرب عزوجل، وصرفه لغير الله شرك. 1 رواه الترمذي (1535) في الأيمان والنذور، باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله. ورواه أحمد في المسند (2/ 69). والحاكم في المستدرك (1/ 18) و ( 4/ 297) من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -. وقال الأرناؤوط: "حديث صحيح". ص -366- الفوائد: 1. أن القسم بغير الله شرك أصغر، وقيل: شرك أكبر. 2. الإقسام بغير الله لا كفارة له وإنما يتوب ويستغفر. مناسبة الحديث للباب وللتوحيد: حيث دل الحديث على أن الإقسام بغير الله شرك. ملاحظة: أ. الجمع بين هذا الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم: "أفلح وأبيه إن صدق"، وما في معناه من الأحاديث: قيل فيه أقوال كثيرة أرجحها أن الأحاديث التي تفيد جواز الإقسام بغير الله منسوخة بحديث الباب وما في معناه. ب. الإقسام بغير الله لا ينعقد، وليس فيه كفارة يمين كالحلف بالله، وإنما كفارته أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ثم ينفث عن يساره ثلاثا ويتعوذ ولا يعود لذلك. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية، كفر أو أشرك. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. ص -367- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ". الشرح الإجمالي: يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنهفي هذا الأثر أن كلا من الحلف بالله كاذبا، والحلف بغير الله صادقا إثم لكن إثم الحلف بالله مع الكذب أخف من إثم الحلف بغير الله وإن كان صادقا، لأن الحلف بالله مع الكذب مجرد كبيرة، والحلف بغير الله شرك أصغر، والشرك أكبر الكبائر. الفوائد: 1. تحريم الحلف بالله كاذبا. 2. جواز الحلف بالله صادقا. 3. تحريم الحلف بغير الله كذبا أو صدقا. 4. ارتكاب أخف الضررين إذا كان لا بد من فعل أحدهما. 5. دقة فهم ابن مسعود. 6. اليمين بغير الله أشد إثما من اليمين الغموس. مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث دل الأثر على أن ابن مسعود يرى أن الحلف بغير الله حرام؛ لأن ذلك تعظيم للمخلوق المحلوف به، والتعظيم عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك. المناقشة: أ. اشرح الأثر شرحا إجماليا. ب. استخرج خمس فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ. ج. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد. ص -368- وعن حذيفة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان " رواه أبو داود بسند صحيح1. الفوائد: 1. تحريم عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو؛ لأن (الواو) تفيد التشريك. 2. جواز عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بثم؛ لأن (ثم) تفيد الترتيب دون التشريك. 3. إثبات المشيئة لله. مناسبة الحديث للباب وللتوحيد: حيث دل الحديث على تحريم عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو؛ لأن (الواو) تفيد التشريك بين المتعاطفين، وذلك شرك في الربوبية. المناقشة: 1. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. 2. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. 1 رواه أبو داود (4980) في الأدب, باب لا يقال: خبثت نفسي. وأحمد في المسند (5/ 384). وصححه الألباني في الصحيحة (137). ص -369- وجاء عن " إبراهيم النخعي أنه يكره أن يقول الرجل: أعوذ بالله وبك، ويجوز أن يقول: أعوذ بالله ثم بك. قال ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان ". مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث دل الأثر على أن إبراهيم النخعي يرى تحريم عطف الاستعاذة بالمخلوق على الاستعاذة بالله بالواو؛ لأن (الواو) تقتضي التشريك بين المتعاطفي،ن وذلك يؤدي إلى الشرك بالله، وهو محمول على الشرك الأصغر وكذا تعلق منفعة على فعل الله ومعه غيره، كقولك: لولا الله وفلان لما شفيت. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد ص -370- باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله " رواه ابن ماجه بسند حسن1. شرح الكلمات: لا تحلفوا بآبائكم: أي لا تقسموا بآبائكم ولا بغيرهم، وذكر الآباء؛ لأن ذلك هو المستعمل عند العرب غالبا. فليصدق: الصدق هو الخبر المطابق للواقع. فليرض: أي فليقبل عذر أخيه المسلم ويحسن به الظن ما لم يتحقق كذبه. الشرح الإجمالي: في هذا الحديث ينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلف بغير الله؛ لأن ذلك يستلزم تعظيم المخلوقين والخضوع لهم، والإسلام يربأ بأبنائه عن الخضوع لغير الله، ثم يأمر صلى الله عليه وسلم من حلف بالله أن يصدق؛ لأن الصدق فضيلة إذا كان مجردا فكيف إذا أكد بالقسم بالله عزوجل؟ ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المحلوف له بأن يقبل عذر أخيه المسلم إذا حلف له بالله ما لم يتحقق كذبه؛ لأن ذلك حسن ظن بأخيه المسلم، ومن لم يرض فليس من الله في شيء. 1 رواه ابن ماجة رقم (2101) في الكفارات, باب من حلف له بالله فليرض. وصححه الألباني في صحيح الجامع (7124). ص -371- الفوائد: 1. تحريم الحلف بغير الله. 2. جواز الحلف بالله إذا كان صادقا. 3. تحريم الحلف بالله كاذبا. 4. وجوب الرضا على من حلف له بالله، وذلك ما لم يتحقق كذب الحالف. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على وجوب رضا من حلف له بالله. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث دل الحديث على وجوب رضا من حلف له بال؛له لأن ذلك تعظيم لله وذلك من كمال التوحيد. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: لا تحلفوا بآبائكم، فليصدق، فليرض. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول ما شاء الله وشئت ص -372- باب قول ما شاء الله وشئت عن قتيلة1 " أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة. وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت " رواه النسائي وصححه2. شرح الكلمات: يهوديا: اليهود هم كل من يدعي أنه على دين موسى - عليه السلام - سواء كان من إسرائيل أو من غيرهم. الكعبة: الكعبة في اللغة تطلق على كل بناء مربع، والمراد بها هنا بيت الله في مكة المكرمة الذي أمر الله بحجه واستقباله في الصلوات. الشرح الإجمالي: تخبرنا قتيلة - رضي الله عنها - أن رجلا من اليهود جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد القدح والطعن في الإسلام فقال: يا محمد إنكم تشركون بالله فتحلفون بغير الله كالكعبة، وتشركون مع الله غيره في مشيئته. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن ذلك حتى لا يكون في دينهم مغمز لعدوهم، وأرشدهم إلى الطريق الحق، وذلك بأن يقسموا برب الكعبة وهو الله عزوجل، وأن يعطفوا على مشيئة الله بثم؛ لأن (ثم) لا تفيد التشريك كما تفيده الواو. 1 هي قتيلة -بالتصغير- بنت صيفي الأنصارية, صحابية مهاجرة. 2 رواه النسائي (7/ 7) في الأيمان والنذور, باب الحلف بالكعبة. وأحمد في المسند (6/ 371 , 372). وصححه الألباني في الصحيحة (136). ص -373- الفوائد: 1. معرفة اليهود بالشرك الأصغر. 2. معرفة الشخص بالحق لا يدل على إيمانه به. 3. عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو شرك أصغر. 4. القسم بغير الله شرك أصغر مهما كانت منزلة المقسم به. 5. وجوب قبول الحق مهما كان مصدره. 6. فيه إثبات صفة المشيئة لله سبحانه وتعالى. 7. إثبات المشيئة للمخلوق لكنها تابعة لمشيئة الله. 8. جواز عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بثم. مناسبة الحديث للباب وللتوحيد: حيث دل الحديث على أن قول ما شاء الله وشئت شرك أصغر. المناقشة: أ. اشرح الكلمات التالية: اليهود، الكعبة. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. وله أيضا عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: " أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال: أجعلتني لله ندا؟ ما شاء الله وحده "1. 1 أحمد في المسند (1/ 214). والبخاري في الأدب المفرد (783). والنسائي في عمل اليوم والليلة (995). وابن ماجه (2117) في الكفارات، باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت. والحديث حسنه الألباني وغيره. ص -374- شرح الكلمات: أجعلتني: أصيرتني والاستفهام للإنكار. ندا: أي شبيها ونظيرا. الشرح الإجمالي: يخبرنا ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أمر له فقال: ما شاء الله وشئت يا رسول الله، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا القول، وأخبره أن عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو شرك لا يجوز للمسلم أن يتلفظ به، ثم أرشده إلى القول الحق، وذلك بأن يفرد الله في مشيئته ولا يعطف عليه مشيئة أحد بأي نوع من أنواع العطف. الفوائد: 1. وجوب إنكار المنكر. 2. يعذر الجاهل بجهله. 3. أن عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو شرك أصغر. 4. إثبات صفة المشيئة لله تعالى. مناسبة الحديث للباب وللتوحيد: حيث دل الحديث على أن قول: ما شاء الله وشئت شرك أصغر. ملاحظة: الجمع بين هذا الحديث وقول صلى الله عليه وسلم: "قل ما شاء الله ثم شئت" أن قول الشخص: ما شاء الله ثم شئت، جائز لكن قوله: ما شاء الله وحده أفضل. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: أجعلتني، ندا. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ص -375- ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. ولابن ماجه عن الطفيل أخي عائشة لأمها قال: " رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود، قلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: عزير ابن الله، قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى فقلت إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: المسيح ابن الله، قالوا: وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته قال: هل أخبرت بها أحدا؟ قلت: نعم، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : أما بعد فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده "1. شرح الكلمات: نفر: النفر يطلق على جماعة الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى عشرة. إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله: أي الكاملون في القومية، ومعناها نعم القوم أنتم أي نعم أنتم لولا سبكم لله حيث نسبتم 1 رواه ابن ماجة برقم (2118) في الكفارات، باب النهي أن يقال: ما شاء الله وشئت. وأحمد في المسند (5/ 393). وصححه الأرناؤوط في تخريجه لكتاب التوحيد. ص -376- له الولد وقد تبرأ منه. والمراد بعزير رجل من أنبياء بني إسرائيل. النصارى: النصارى هم كل من يدعي أنه على دين عيسى ابن مريم، وهم المسمون بالمسيحيين تلطيفا لاسمهم وتمويها على المسلمين. لولا أنكم تقولون: أي نعم أنتم لولا مسبتكم لله بنسبة الولد إليه وقد تبرأ منه. المسيح ابن الله: والمسيح ابن مريم هو عيسى ابن مريم أحد أولي العزم من الرسل. حمد الله: الحمد: هو الثناء على الممدوح مع محبته. وأثنى عليه: الثناء: هو تكرار المحامد. يمنعني كذا وكذا: أي أنه لم يؤمر بإنكارها، فلما جاء الأمر الإلهي بالرؤيا الصالحة أنكرها. الشرح الإجمالي: يخبرنا الطفيل - رضي الله تعالى عنه - أنه رأى في منامه اليهود والنصارى، وأنه امتدح كلا من الفريقين غير أنه عاب عليهم أنهم يشركون مع الله فينسبون إليه الولد، وقد تبرأ منه. ثم أخبرنا رضي الله عنه أن اليهود والنصارى بادلوه نفس الشعور، فامتدحوا المسلمين غير أنهم عابوا عليهم أنهم يعطفون مشيئة الرسول صلى الله عليه وسلم على مشيئة الله بالواو، فلما استيقظ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا، وبعد أن حمد الله وأثنى عليه نهى المسلمين عن عطف مشيئته على مشيئة الله، وأمرهم بأن يوحدوا الله بالمشيئة، ثم أخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه يكره هذا القول، لكنه لم يؤمر بالإنكار عليهم، فلما جاء الأمر بالرؤيا الصالحة أنكر عليهم ولم يخف في الحق لومة لائم. ص -377- الفوائد: 1. فضل الطفيل رضي الله عنه. 2. إثبات المشيئة لله. 3. تحريم عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو، حمل على الشرك الأصغر. 4. أن الرؤيا قد تكون سببا لتشريع بعض الأحكام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. 5. فيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم حيث لم يحتجب عن الناس. 6. مشروعية ابتداء الخطيب بحمد الله والثناء عليه. 7. مشروعية الخطبة في الأمور الهامة. 8. مشروعية أما بعد في الخطبة. 9. مشروعية التثبت وعدم التسرع في الأمور. 10. الأمر بإفراد الله بالمشيئة. مناسبة الحديث للباب وللتوحيد: حيث دل الحديث على تحريم عطف مشيئة المخلوق على مشيئة الله بالواو؛ لأن الواو تقتضي التشريك بين المتعاطفين، وذلك يؤدي إلى الشرك بالله. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: نفر، إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون عزير ابن الله، النصارى، لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله، حمد الله، وأثنى عليه، يمنعني كذا وكذا. ص -378- ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب من سب الدهر فقد آذى الله ص -379- باب من سب الدهر فقد آذى الله وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ}1. شرح الكلمات: ما هي إلا حياتنا الدنيا: أي لا حياة إلا حياة الدنيا تكذيبا منهم بالبعث بعد الموت. نموت ونحيا: أي يموت قوم ويعيش آخرون. وما يهلكنا إلا الدهر: أي وما يفنينا إلا مر الليالي والأيام. وما لهم بذلك من علم: أي وليس لهم بهذا القول يقين علم. إن هم إلا يظنون: إن هم إلا يتوهمون ويتخيلون. الشرح الإجمالي: يخبرنا الله - سبحانه وتعالى - في هذه الآية عن الكفار الدهريين من العرب وغيرهم أنهم لا يؤمنون بحياة غير الحياة الدنيا، وأنهم يعتقدون أنه لا رب لهم، وإنما يفنيهم مر الليالي والأيام، ثم يفند الله قولهم هذا واعتقادهم مبينا أنه لا مستند لهم صحيح في ذلك، وإنما يعتمدون على التخمين والأوهام التي لا تصلح حجة ودليلا. الفوائد: 1. نسبة الخير أو الشر إلى الدهر من صفات الملحدين. 2. إثبات حياة أخرى للإنسان بعد الموت. 1 سورة الجاثية آية : 24. ص -380- 3. أن الدهر ليس من أسماء الله تعالى. مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية على ذم من نسب الحوادث إلى الدهر، وذلك إيذاء لله؛ لأنه يكرهه. مناسبة الآية للتوحيد: حيث ذمت الآية من نسب الحوادث إلى الدهر؛ لأنه قد جعل الدهر شريكا مع الله بفعله. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: ما هي إلا حياتنا الدنيا، نموت ونحيا، وما يهلكنا إلا الدهر، وما لهم بذلك من علم، إن هم إلا يظنون. ب. اشرح الآية شرحا إجماليا. ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد. وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله - تبارك وتعالى -: " يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، أقلب الليل والنهار "1. وفي رواية: " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر "2. 1 رواه البخاري (الفتح 8/ 4826) في التفسير، باب سورة الجاثية. ومسلم (2246) في الأدب، باب النهي عن سب الدهر. 2 رواه مسلم برقم (2246) في الأدب، باب النهي عن سب الدهر. ص -381- شرح الكلمات: يؤذيني ابن آدم: أي يأتي ما أكره من الأقوال والأفعال. يسب الدهر: أي يذم الزمن على أساس أنه فاعل للمصائب، أو على أساس أنه ظرف لها. وأنا الدهر: أي أنا رب الدهر المتصرف به وبما يقع فيه. فإن الدهر هو الله: فالله هو المتصرف بالدهر وبما يقع فيه. الشرح الإجمالي: يخبرنا الله عزوجل في هذا الحديث القدسي أن ابن آدم قد يرتكب أشياء يكرهها الباري عزوجل، ومن ذلك سب الدهر ونسبة المصائب إليه؛ وذلك لأن الله - سبحانه وتعالى - هو مالك الدهر والمتصرف به وبما يقع فيه، فيكون سب الدهر سبا لمالكه. وفي الرواية الثانية: ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر مخبرا أن الله هو مالك الدهر، والمتصرف به وبما يقع فيه مؤكدا بذلك ما جاء في الحديث القدسي. الفوائد: 1. تحريم سب الدهر. 2. نفي الفاعلية عن الدهر. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على أن سب الدهر يؤذي الله عزوجل. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث أخبر الباري عزوجل أن سب الدهر يؤذيه، وذلك لأن الذين يسبون الدهر يعتقدون أنه فاعل مع الله، وذلك شرك في الربوبية. ص -382- المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#6
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه ص -383- باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أخنع اسم عند الله، رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله"1. قال سفيان: "مثل شاهان شاه". وفي رواية: " أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه "2. شرح الكلمات: أخنع: أي أوضع وأذل. يسمى ملك الأملاك: يدعى بذلك ويرضى به. مالك: المالك هو المتصرف بفعله وأمره. شاهنشاه: أي ملك الملوك، وهي كلمة فارسية. الشرح الإجمالي: يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن أقبح وأحقر وأذل شخص هو من سمي ملك الأملاك ونحوه ورضي به، وذلك لأنه ارتقى مرتقى صعبا ونزل نفسه منزلة الرب عزوجل، وحاول مشابهته بملكه المطلق. ثم بين صلى الله عليه وسلم أنه لا مالك للكون وما فيه من مالك ومملوك إلا الله عزوجل، ولعل في هذا الحديث موعظة وذكرى للذين يطلقون الأسماء والألقاب على 1 رواه البخاري (الفتح 10/ 6206) في الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله تعالى. ومسلم (2143) في الأدب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك وبملك الملوك. 2 رواه أحمد في المسند (2/ 315). ص -384- لأشخاص من غير أن يفهموا معناها ومدلولها، حتى لا يصيبهم ما حذر منه هذا الحديث من الذلة والصغار التي قد تصيب المسمِّي والمسمَّى والله المستعان. الفوائد: 1. تحريم التسمي بملك الأملاك وكل ما دل على الغاية في العظمة، كشاهنشاه وقاضي القضاة ونحوه. 2. وجوب التأدب بترك الألفاظ المحتملة معنى مذموما. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على تحريم التسمي بملك الأملاك. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث منع الحديث التسمي بملك الأملاك ونحوه؛ لأن ذلك شرك مع الله في ربوبيته. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: أخنع، يسمى ملك الأملاك، مالك، شاهنشاه. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج ثلاث فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك ص -385- باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك وعن أبي شريح1 أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله هو الحكم، وإليه الحكم. فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال: ما أحسن هذا! فما لك من الولد؟ قلت: شريح ومسلم وعبد الله، قال: فمن أكبرهم؟ قلت: شريح. قال: فأنت أبو شريح " رواه أبو داود وغيره2. شرح الكلمات: يكنى أبا الحكم: الكنية: كل اسم صدر بأب أو أم وقد تكون بالأوصاف مثل أبي الفضائل، وتكون بالنسبة إلى الأولاد مثل أبي شريح، وتكون بما يلابسه مثل أبي هريرة، وتكون للعلمية المحضة مثل أبي بكر. إن الله هو الحكم: أي هو الذي إذا حكم بحكم لا يرد. وإليه الحكم: أي وإليه الفصل بين العباد في الدنيا والآخرة. ما أحسن هذا: أي ما ذكرت من جهة الكنية والتعليل. 1 هو أبو شريح الخزاعي. 2 رواه أبو داود (4955) في الأدب، باب تغيير الاسم القبيح. والنسائي (8/ 226) في آداب القضاء، باب إذا حكّموا رجلا فقضى بينهم. وصححه الألباني. وقال الأرناؤوط: "إسناده جيد". ص -386- فما لك من الولد: أي هل لك أولاد فنكنيك بهم، والولد في اللغة: يطلق على الذكر والأنثى بخلاف الابن فإنه خاص بالذكر. الشرح الإجمالي: يخبرنا أبو شريح وهو هاني بن يزيد الكندي رضي الله عنه أنه قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد من قومه، وكان حينذاك يكنى بأبي الحكم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع قومه ينادونه بهذا الاسم أنكر ذلك عليهم مخبرا أن هذا الاسم هو لله وحده؛ لأنه هو الحاكم الذي لا راد لحكمه ولا معقب له. وأن أبا شريح قد اعتذر لهذه التسمية مبينا أن قومه هم الذين سموه بذلك؛ لأنه كان يحكم بينهم فيرضون بحكمه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم استحسن منه هذا الاعتذار، ثم سأله هل له شيء من الولد فأخبره عن بنيه الثلاثة وعن أكبرهم وهو شريح، فكناه بأكبرهم وهو شريح. الفوائد: 1. أن الإسلام يمحو ما قبله. 2. يعذر الجاهل بجهله. 3. وجوب إنكار المنكر. 4. إثبات اسم من أسماء الله وهو الحكم. 5. جواز التحاكم إلى من يصلح للقضاء وإن لم يكن قاضيا معينا، ويلزم حكمه ما لم ينسحب أحد الطرفين قبل الحكم. 6. استحباب قبول الاعتذار من المسلم إذا كان وجيها. 7. جواز التكني بالبنت؛ لأن الولد يطلق على الذكر والأنثى. 8. مشروعية التكني بأكبر الأبناء. ص -387- مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على وجوب تغيير الاسم إذا كان يوهم مشابهة أسماء الله وصفاته. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث أنكر الحديث التشبه بأسماء الله؛ لأن ذلك شرك مع الله في أسمائه وصفاته. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: يسمى أبا الحكم، إن الله هو الحكم، وإليه الحكم، ما أحسن هذا. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#8
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول ص -388- باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول وقول الله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} 1. شرح الكلمات: ولئن سألتهم: وإن سألتهم عما قالوه من الاستهزاء بالدين وثلب المؤمنين. إنما كنا نخوض ونلعب: يعتذرون بأنهم ما قصدوا الاستهزاء والتكذيب، إنما قصدوا الخوض في الحديث واللعب. تستهزءون: أي تطعنون بالدين وتسخرون من المؤمنين. لا تعتذروا: الاعتذار في اللغة: محو أثر الذنب، والمعنى لا تشتغلوا بكثرة الأعذار الباطلة فإنها لا تقبل منكم. قد كفرتم بعد إيمانكم: أي حصل منكم الكفر بالاستهزاء بعد أن كنتم مؤمنين. إن نعف عن طائفة منكم: وهم مَنْ أخلص الإيمان وترك النفاق وتاب عنه. نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين: أي نعذب طائفة بسبب أنهم كانوا مجرمين مصرين على النفاق ولم يتوبوا منه. 1 سورة التوبة آية : 65-66. ص -389- الشرح الإجمالي: يذكر الله - سبحانه وتعالى - في هاتين الآيتين طرفا من قصة المنافقين حينما كانوا مندسين في جماعة المسلمين في غزوة تبوك، وما اقترفوه من الطعن في الدين وتجريح المؤمنين، ثم يخبر - سبحانه وتعالى - نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عن جواب المنافقين لو سألهم، وهو أنهم سينتحلون الأعذار الباطلة الكاذبة ليبرروا ما خرج من أفواههم من البهت في حق المسلمين، مخبرا فيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن ما حصل منهم استهزاء بالدين وسخرية بالله وآياته ورسوله، معلنا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ردتهم وعدم قبول عذرهم، ولم يسد باب الأمل في وجوههم بل وعد بالعفو لمن ترك النفاق منهم وأخلص التوبة لله، وشدد الوعيد لمن استمر منهم على كفره ونفاقه. الفوائد: 1. الاستهزاء بالدين وأهله كفر. 2. لا تقبل في الدنيا توبة من استهزأ بالدين وأهله ظاهرا عند بعض الحنابلة، وذهب آخرون إلى أنها تقبل توبته. مناسبة الآيتين للباب: حيث دلت الآيتان على كفر من استهزأ بالله أو بآياته أو برسوله. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: ولئن سألتهم، إنما كنا نخوض ونلعب، تستهزءون، لا تعتذروا، قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم، نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين. ص -390- ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا. ج. استخرج فائدتين من الآيتين مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآيتين للباب. عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة، دخل حديث بعضهم في بعض: أنه قال رجل في غزوة تبوك: " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء- يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء-. فقال له عوف بن مالك: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل، وركب ناقته فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق، قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة تنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} ما يلتفت إليه وما يزيده عليه"1. شرح الكلمات: قرائنا: القراء جمع قارئ وهم من قرأوا القرآن وعرفوا معانيه، والمراد بهم هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم. ـ 1 رواه ابن جرير (10/ 119 , 120) وابن أبي حاتم (4/ 64) عن ابن عمر. وقال الشيخ مقبل في الصحيح المسند (ص 71): "إسناد ابن أبي حاتم حسن". ص -391- أرغب بطونا: أي أوسع بطونا وأكثر أكلا. منافق: المنافق: من يظهر الإسلام ويبطن الكفر. نسعة: النسعة هي: الحبل الذي يشد به الرحل. وقيل: هو سير مضفور، يجعل زماما للبعير. الشرح الإجمالي: يخبرنا عبد الله بن عمر والجماعة الذين اشتركوا في رواية الحديث -رضي الله عنهم- أن رجلا من المنافقين في غزوة تبوك أخذ يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويستهزئ بهم متهما لهم بحب الأكل والكذب والجبن عند اللقاء، وأن عوف بن مالك أحد المسلمين الصادقين غضب لله ورسوله، فأنكر على ذلك المنافق وكذبه وتوعده بأنه سيخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الوحي سبق عوف بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل في شأنهم قرآنا يكشف حالهم ويفضح سريرتهم ويعلن كفرهم. وأن المنافق قد جاء ليعتذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعذاره الباطلة، فلم يلتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلق له بالا ولم يقم له وزنا، وإنما أجابه بالآية التي نزلت في شأنه وأمثاله. الفوائد: 1. خطر المنافقين على الإسلام وأهله. 2. سب الدين من علامات النفاق الاعتقادي. 3. بغض المسلمين وتنقصهم كفر. 4. وجوب المبادرة إلى إنكار المنكر. 5. صدق إيمان عوف بن مالك رضي الله عنه. 6. جواز وصف الشخص بالنفاق إذا ظهر منه بعض علاماته. ص -392- 7. إثبات معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث نزل عليه الوحي بذلك قبل مجيء عوف. 8. عدم قبول عذر المبطلين. 9. وجوب التشدد في ردع المستهزئين بالدين. م ناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث المتضمن الآية على كفر من استهزأ بالله أو كتابه أو رسوله. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: قرآنا، أرغب بطونا، منافق، نسعة. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#9
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ.. } الآية ص -393- باب قول الله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ.. } الآية قال الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ}1. شرح الكلمات: رحمة: أي أعطيناه خيرا وعافية وغنى. ضراء مسته: أي شدة ومرض وفقر. هذا لي: أي أستحقه على الله لرضاه بعملي. وما أظن الساعة قائمة: أي لا أظن أن الساعة ستقوم كما يخبر الأنبياء. ولئن رجعت إلى ربي: أي إن بعثت على تقدير صدق الأنبياء. إن لي عنده للحسنى: أي أنه سيكرمني في الآخرة كما أكرمني في الدنيا. فلننبئن الذين كفروا بما عملوا: أي سنخبرهم بأعمالهم يوم القيامة. عذاب غليظ: أي عذاب شديد. الشرح الإجمالي: يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أنه إذا أنعم بالصحة والعافية والغنى على الإنسان الكافر أو الشاك بعدما كان يتعثر في المرض والفقر، 1 سورة فصلت آية : 50. ص -394- لن يشكر الله على تلك النعم زاعما أنه مستحق لها على الله، ثم بين -سبحانه وتعالى- أن سبب ذلك هو شكه بقيام الساعة، وما بعدها من البعث والنشور، وأنه تمادى إلى أكثر من ذلك في جهله وحماقته، وادعى أنه سيجد الرزق الحسن عند الله يوم القيامة إن هو بعث ونشر، ثم يتوعده الله -سبحانه وتعالى- بأنه سوف يحصي أعماله ويخبره بها يوم القيامة، ثم يجازيه عليها بالعذاب الشديد. الفوائد: 1. أن الخير والشر مقدر من الله تعالى. 2. وجوب شكر النعم. 3. ثبوت قيام الساعة. 4. الشك في القيامة كفر بها. 5. الإيمان بالله لا يغني عن الإيمان بالبعث. 6. إثبات الجزاء والحساب. مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية على أن نسبة النعم إلى غير الله كفر بها. مناسبة الآية للتوحيد: حيث حرمت الآية نسبة النعم إلى غير الله؛ لأن ذلك إشراك في الربوبية. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: رحمة، ضراء مسته، هذا لي، وما أظن الساعة قائمة، ولئن رجعت إلى ربي، إن لي عنده للحسنى، فلننبئن الذين كفروا بما عملوا، عذاب غليظ. ص -395- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا. ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى. فأراد الله أن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به. قال: فمسحه فذهب عنه قذره، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو البقر- شك إسحاق- فأعطي ناقة عشراء، وقال: بارك الله لك فيها، قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به، فمسحه فذهب عنه، وأعطي شعرا حسنا، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: البقر أو الإبل، فأعطي بقرة حاملا، قال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري، فأبصر به الناس، فمسحه فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأعطي شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد ص -396- الحسن والمال بعيرا أَتَبَلَّغُ به في سفري، فقال: الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله عزوجل المال، فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته، فقال: رجل مسكين وابن سبيل، قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري، فخذ ما شئت، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله. فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك " أخرجاه1. شرح الكلمات: بني إسرائيل: هم أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليهم السلام-. وإسرائيل لقب يعقوب أقرع: الأقرع هو من سقط شعر رأسه. يبتليهم: أي يختبرهم. قذرني الناس به: أي كره الناس بسببه رؤياي والقرب مني. فذهب عنه قذره: أي شفي من برصه. عشراء: أي حامل. 1 رواه البخاري (الفتح 6/ 3464) في أحاديث الأنبياء, باب حديث أبرص وأعمى وأقرع بني إسرائيل. ومسلم (2964) في الزهد والرقائق. ص -397- شاة والدا: أي ذات ولد. فأنتج هذا: أي تولى إنتاجها وإصلاحها. وولد هذا: أي تولى توليدها وإصلاحها. انقطعت بي الحبال: أي الأسباب التي أطلب بها الرزق. بلاغ: أي كفاية أتوصل بها إلى مرادي. إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر: أي ورثته من أبي وأجدادي. لا أجهدك: أي لا أشق عليك في رد ما أخذت. الشرح الإجمالي: يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة الصحيحة أن ثلاثة من فقراء بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى. أراد الله أن يختبر إيمانهم فأرسل إليهم ملكا فشفاهم من عاهاتهم بإذن الله، وأعطاهم ما يشتهون من النعم، وبعد حين أرسل الله إليهم ذلك الملك فسأل كل واحد منهم على حدة متصورا بصورته شيئا من المال، مذكرا لهم بنعم الله عليهم، فجحد كل من الأبرص والأقرع نعمة الله عليهما، وشكرها الأعمى فسخط الله على الأولين وسلبهما نعمتهما، ورضي عن الثالث وأبقى عليه نعمته. الفوائد: 1. إثبات معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم. 2. نسبة النعمة إلى غير الله كفر بها وسبب لزوالها. 3. نسبة النعمة إلى الله شكر لها وسبب لبقائها. 4. إثبات المشيئة للمخلوق ولكنها تابعة لمشيئة الله وإرادته. 5. إثبات صفة الرضا لله تعالى. 6. إثبات صفة السخط لله تعالى. ص -398- مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على أن نسبة النعم إلى غير الله كفر بها. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث حرم الحديث نسبة النعم إلى غير الله؛ لأن ذلك إشراك مع الله في الربوبية. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: بني إسرائيل، أقرع، يبتليهم، قذرني الناس به، فذهب عنه قذره، عشراء، شاة والدا، فأنتج هذا، وولد هذا، انقطعت بي الحبال، بلاغ. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#10
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: { فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا } ص -399- باب قول الله تعالى: { فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا } وقول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}1. شرح الكلمات: من نفس واحدة: أي من آدم. وجعل منها زوجها: أي خلق زوج آدم وهي حواء من ضلع من أضلاعه. ليسكن إليها: أي يطمئن إليها ويألفها. تغشاها: أي جامعها. حملا خفيفا: أي لم تحس بثقله في بداية الأمر؛ لكونه نطفة ثم علقة ثم مضغة. فمرت به: أي فاستمرت على حملها. أثقلت: أي صارت ذات ثقل حينما كبر الولد في بطنها. صالحا: بشرا سويا. فلما آتاهما صالحا: أي رزقهما بشرا سويا. جعلا له شركاء فيما آتاهما: أي سموا ابنهما عبد الحارث كما في بعض الروايات. 1 سورة الأعراف آية : 189-190. ص -400- الشرح الإجمالي: يخبر الله -سبحانه وتعالى- أنه خلق الناس من أصل واحد وشخص واحد، وأنه خلق منه زوجه، وذلك ليسكن إليها ويطمئن إلى عشرتها. وأنه خلق فيهما حب الجماع وأباحه لهما، وذلك ليكمل لهما الاستقرار ويستمر نسلهما، فلما حملت وحان وقت الولادة سألا ربهما أن يرزقهما بشرا سويا لتقر به أعينهما ويزيل وحشتهما. فلما استجاب الله دعوتهما وأعطاهما ما سألا سمياه عبد الحارث، فأشركوا مع الله غيره فتعالى الله عما يشركون. الفوائد: 1. تفضيل الرجال على النساء حيث بدأ بهم في الخلق. 2. تفضيل الزواج على العزوبة. 3. من حُسن الأدب التكنية عن الألفاظ المستكرهة. 4. بيان فضل الأم وما تعانيه. 5. مشروعية الدعاء وإثبات نفعه. 6. الشرك بالله ينافي الشكر. 7. وجوب تنزيه الله عما لا يليق به. مناسبة الآية للباب وللتوحيد: حيث دلت الآية على تفسير ابن عباس أن التعبيد لغير الله في الأسماء شرك. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: من نفس واحدة، وجعل منها زوجها ليسكن إليها، تغشاها، حملا خفيفا، فمرت به، أثقلت، صالحا، فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما. ص -401- ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا. ج. استخرج خمس فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآيتين للباب وللتوحيد. وعن ابن عباس في الآية قال : " لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعانني أو لأجعلن له قرني أيل، فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن ولأفعلن يخوفهما، سمياه عبد الحارث، فأبيا أن يطيعاه، فخرج ميتا. ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتا. ثم حملت فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد، فسمياه عبد الحارث فذلك قوله جل جلاله: {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} 1 " . رواه ابن أبي حاتم2. شرح الكلمات: تغشاها: أي جامع آدم زوجه حواء. قرني أيل: الأيل هو ذكر الوعل. الحارث: قيل: هو اسم لإبليس في الملائكة. الشرح الإجمالي: يخبرنا ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه لما حملت حواء من آدم أراد الله أن يمتحن الأبوين، فسلط عليهما إبليس فأتاهما وطلب منهما أن يسميا 1 سورة الأعراف آية : 190. 2 حديث اختلف في صحته، وقد ضعفه الحافظ ابن كثير في تفسيره (2/ 274)، والألباني في الضعيفة برقم (342). وراجع تعليق الشيخ أحمد شاكر على تفسير الطبري (13/ 309)، والإسرائيليات والموضوعات لأبي شهبة ص (209). ص -402- المولود بعبد الحارث، وما زال يكرر عليهما ويعدهما ويتوعدهما حتى دفعهما حب النسل والشفقة على الولد إلى طاعته، فلبيا رغبته فسمياه عبد الحارث، فسلمه الله من الموت فتنة وامتحانا لهما. الفوائد: 1. إثبات عداوة إبليس لآدم. 2. وجوب الحذر من الشيطان ووساوسه الخفية. 3. حرص إبليس على إغواء البشر. 4. قد يمتحن الله الصالحين ببعض المصائب. 5. ضعف عزيمة البشر. 6. حب الولد غريزة أودعها الله في البشر. 7. تحريم التعبيد لغير الله في التسمية. مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث دل الأثر على أن التعبيد لغير الله في الأسماء شرك. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: تغشاها، قرني أيل، الحارث. ب. اشرح الأثر شرحا إجماليا. ج. استخرج خمس فوائد من الأثر مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الأثر للباب وللتوحيد. وله بسند صحيح عن قتادة قال: " شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته ". مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث أفاد الأثر أن التعبيد لغير الله في التسمية شرك. ص -403- وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله تعالى: {لئن آتينا صالحا} قال: (( أشفقا أن لا يكون إنسانا )). وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما. المعنى لهذا الأثر: يخبرنا مجاهد في هذا الأثر أن الذي حمل آدم وحواء على تسمية ابنهما عبد الحارث، هو خوفهما أن يولد غير بشر، وذلك عندما خدعهما إبليس لعنه الله. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#11
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية ص -404-باب قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} الآية وقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}1. شرح الكلمات: الأسماء الحسنى: أي الأسماء التي بلغت في الحسن غايته. فادعوه بها: أي اسألوه وتوسلوا إليه بها، وسواء كان دعاء عبادة أو دعاء مسألة، وذلك أن يختم مطلوبه بما يناسبه من الأسماء الحسنى كأن يقول: رب اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. وذروا: أي اتركوهم وأعرضوا عن مجادلتهم. يلحدون في أسمائه: الإلحاد بأسماء الله هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت. الشرح الإجمالي: يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية أن له أسماء بلغت في الحسن غايته، وأن له من كل صفة كمال أعلاها وأكملها، ثم يرشدنا أن نتوسل إليه ونسأله بها حتى يكون ذلك أحرى للإجابة وأقرب، ثم يأمرنا بأن نتجنب أهل الإلحاد والتحريف، ثم يتوعدهم بأنه سيجازيهم يوم القيامة على إلحادهم وتحريفهم. 1 سورة الأعراف آية : 180. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: أطعم ربك، سيدي، مولاي. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. ص -405- الفوائد: 1. إثبات الأسماء الحسنى لله. 2. مشروعية التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى. 3. وجوب هجر الملحدين في أسماء الله وصفاته إذا أيس من إصلاحهم. 4. تحريم الإلحاد في أسماء الله وصفاته ومن الإلحاد تسمية الله بما لم يسم به نفسه، أو نفي ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات. مناسبة الآية للباب: حيث دلت الآية على تحريم الإلحاد في أسماء الله وصفاته. مناسبة الآية للتوحيد: حيث حرمت الآية الإلحاد في أسماء الله وصفاته، ومن الإلحاد تسمية المخلوق بأسماء الله، وتسمية الله بأسماء المخلوقين، وهذا شرك في أسماء الله وصفاته. ملاحظات: أ. مراتب إحصاء أسماء الله التي بها يدخل المؤمن الجنة هي ثلاثة: أحدها: إحصاء ألفاظها وعددها. والثاني: فهم معانيها ومدلولها. والثالث: دعاؤه بها. ب. بعض أسماء الله يجوز إطلاقه عليه مفردا كالحكيم، أو مقترنا مع غيره كالسميع البصير. وبعض الأسماء لا يجوز إطلاقها على الله إلا مقترنا بما يقابله كالضار النافع؛ لأن الكمال لا يحصل في هذا النوع ص -406- من الأسماء إلا مقترنا مع ما يقابله، فذكرك الضار وحده لا يكون مدحا إلا إذا ذكرت معه النافع. ج. القاعدة في أسماء الله وصفاته: أن تطلق على الله من الأسماء والصفات ما أطلقه على نفسه، أو أطلقه عليه رسوله، وتنفي عنه ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله، وتسكت عما سكت الله عنه ورسوله. د. لا يجوز أن يشتق من الأفعال التي أخبر الله بها عن نفسه اسما ويعد في الأسماء الحسنى كالصانع والفاعل، وقد غلط من فعل ذلك. هـ. للإلحاد خمسة أقسام: أحدها: تسمية الأصنام بشيء من أسماء الله كتسميتهم اللات من الإله. وثانيها: تسمية الله بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبا، وتسمية الفلاسفة له علة فاعلة. وثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص كقول أخبث اليهود أنه استراح يوم السبت. رابعها: تعطيل أسماء الله الحسنى عن معانيها وجحد حقائقها، كقول بعض الجهمية سميع بلا سمع وحي بلا حياة. خامسها: تشبيه صفات الله –سبحانه- بصفات خلقه، والحق أن يثبت لله أسماء وصفات خالية من مشابهة المخلوقين. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: الأسماء الحسنى، فادعوه بها، وذروا، الذين يلحدون في الأسماء. ص -407- ب. اشرح الآية شرحا إجماليا. ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الآية للباب وللتوحيد. وذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس:{ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ } 1: يشركون. مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث أفاد الأثر أن رأي ابن عباس أن الإلحاد في أسماء الله شرك. وعنه: " سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز ". مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث أفاد الأثر أن ابن عباس يرى أن تسمية الأصنام بأسماء الله إلحاد في أسماء الله، وقد ثبت أن الإلحاد في أسماء الله شرك. وعن الأعمش: " يدخلون فيها ما ليس منها ". مناسبة الأثر للباب وللتوحيد: حيث أفاد الأثر أن الأعمش يرى أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه إلحاد في الأسماء، وقد ثبت أن الإلحاد في أسماء الله شرك. 1 سورة الأعراف آية : 180. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب لا يقال: السلام على الله ص -408- باب لا يقال: السلام على الله في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كنا إذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام"1. شرح الكلمات: في الصلاة: أي في التشهد الأخير. السلام على فلان: أي حلت بركة اسم السلام على المسلم عليه. فإن الله هو السلام: السلام اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه السالم من كل تمثيل ونقص. الشرح الإجمالي: يخبرنا ابن مسعود رضي الله عنه أن الصحابة وهو واحد منهم إذا صلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يسلمون في التشهد الأخير على الله وعلى بعض الأشخاص، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا القول؛ وذلك أن السلام دعاء للمسلم عليه بالسلامة والله -سبحانه وتعالى- غني عن ذلك، فهو مالك للسلامة فالسلامة تطلب منه لا له. 1 رواه البخاري (الفتح 2/ 835) في صفة الصلاة، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب. ومسلم (402) في الصلاة، باب التشهد في الصلاة. ص -409- الفوائد: 1. تحريم قول السلام على الله. 2. إذا منع الإسلام من شيء أرشد إلى ما يغني عنه. 3. السلام اسم من أسماء الله الحسنى. 4. جواز الدعاء للمخلوقين في الصلاة. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على تحريم قول السلام على الله. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث أفاد الحديث أن السلام على الله ناف للتوحيد؛ وذلك أن السلام دعاء بالسلامة من العيوب والنقائص، والله منزه عن ذلك. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: في الصلاة، السلام على فلان، فإن الله هو السلام. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#13
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت ص -410- باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له1". ولمسلم: "وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"2. شرح الكلمات: ليعزم المسألة: أي ليجزم في طلبته ويتيقن الإجابة. الرغبة: أي الطلبة والحاجة التي يريد. فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه: أي فإن الله -سبحانه وتعالى- لا يعسر عليه شيء أراد إعطاءه. الشرح الإجمالي: لما كان الكل مفتقرا إلى الله عزوجل والله هو الغني الحميد، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد الدعاء أن يعلق مطلوبه بمشيئة الله؛ لأن ذلك يشعر بعدم الاهتمام بالمطلوب، وذلك ينافي الافتقار الذي هو روح عبادة الدعاء، ولأن التخيير لا يليق بالله عزوجل؛ إذ لا مكره له حتى يخير، ثم أمر الداعي بالإلحاح في الدعاء وأن يسأل الله ما أراد من الخير كبر أو صغر؛ فإن الله لا يعسر عليه شيء أراد إعطاءه ولا يكبر عليه حاجة سائل؛ فإنه 1 رواه البخاري (الفتح 11/ 6339) في الدعوات، باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له. ومسلم (2679) في الذكر والدعاء، باب العزم بالدعاء ولا يقل: إن شئت. 2 مسلم برقم (2679). ص -411- مالك الدنيا والآخرة المتصرف فيهما التصرف المطلق، وهو على كل شيء قدير. الفوائد: 1. تحريم تعليق الدعاء بالمشيئة. 2. مشروعية الدعاء وإثبات نفعه. 3. إثبات الكمال لله عزوجل. 4. تعظيم الرغبة فيما عند الله حسن ظن بالله. 5. تنزيه الله عما يوهم النقائص. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على تحريم تعليق الدعاء بالمشيئة. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث دل الحديث على تحريم تعليق الدعاء بالمشيئة؛ لأن ذلك يشعر بضعف الافتقار إلى الله وذلك مناف للتوحيد. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: ليعزم المسألة، الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#14
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب لا يقول: عبدي وأمتي ص -412- باب لا يقول: عبدي وأمتي في الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقل أحدكم: أطعم ربك. وضيء ربك، وليقل: سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي. وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي"1. شرح الكلمات: ربك: الرب هو الخالق المربي المتصرف، وهو من الأسماء الخاصة بالله إذا قطع عن الإضافة. سيدي: السيد هو المقدم في قومه ومنه المالك؛ لأنه مقدم على مملوكه. مولاي: المولى هو كثير التصرف. الشرح الإجمالي: لما كانت الربوبية والعبودية تدلان على التعظيم الذي لا يليق إلا بالله عزوجل، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمى السيد ربا والمملوك عبدا؛ لأن ذلك يوهم مشاركة الباري عزوجل فيما يستحقه من الأسماء والصفات الواجبة له دون غيره. ثم أرشد صلى الله عليه وسلم إلى استعمال الألفاظ التي لا تحتمل المشابهة كفتاي وفتاتي، وذلك أكمل في تنزيه الباري، وأكثر تأدبا معه وجبرا لخاطر الذين ابتلاهم الله بالرق. 1 رواه البخاري (الفتح 5/ 2552) في العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق. ومسلم (2249) في الألفاظ من الأدب، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى والسيد. ص -413- الفوائد: 1. وجوب سد الذرائع. 2. الرب اسم من أسماء الله لا يجوز إطلاقه على غير الله، إلا إذا أضيف إلى غير عاقل كرب الدار ورب الدابة. 3. تحريم تسمية المملوك عبدا والمملوكة أمة. 4. جواز تسمية المالك سيدا ومولى. مناسبة الحديث للباب: حيث نهى الحديث عن تسمية المملوك عبدا والمملوكة أمة. مناسبة الحديث للتوحيد: حيث نهى الحديث عن تسمية المملوك عبدا والمملوكة أمة؛ لأن ذلك إشراك مع الله في العبودية. ملاحظة: أ. الذين يجيزون إطلاق كلمة رب على المخلوق احتجوا بقوله تعالى عن يوسف: { اذكرني عند ربك }. وبقوله صلى الله عليه وسلم: " أن تلد الأمة ربتها". فأجيبوا عن قول يوسف: "أذكرني عند ربك" أنه جائز في شرع من قبلنا وجاء شرعنا بخلافه. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " أن تلد الأمة ربتها "1، فهذا لفظ مؤنث لا يوهم مشاركة الرب عزوجل في اسمه. ب. في هذا الحديث أجاز النبي صلى الله عليه وسلم تسمية المالك مولى، وفي حديث آخر نهى عن ذلك، فالجمع بينهما أن يقال: يجوز تسمية المالك مولى وتركه أفضل. 1 مسلم : الإيمان (8). والترمذي : الإيمان (2610). والنسائي : الإيمان وشرائعه (4990). وأبو داود : السنة (4695). وابن ماجه : المقدمة (63). وأحمد (1/27 ,1/28 ,1/51 ,1/52 ,2/107). المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
#15
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الجديد في شرح كتاب التوحيد باب لا يرد من سأل بالله ص -415- باب لا يرد من سأل بالله عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه"1. رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح2. شرح الكلمات: من استعاذ بالله: أي إذا قال: أعوذ بالله من شرك أو شر فلان. فأعيذوه: أي امنعوا عنه الشر. ومن سأل بالله فأعطوه: أي من سألكم بالله أو بوجه الله أن تفعلوا كذا أو تعطوه كذا، فأجيبوه على ذلك ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم. ومن دعاكم فأجيبوه: أي من دعاكم إلى طعام سواء كان وليمة عرس أو غيرها فأجيبوا دعوته، ما لم يكن عليكم في ذلك ضرر ديني أو دنيوي. ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه: أي من أحسن إليكم بمعروف، والمعروف: اسم جامع للخير فكافئوه على إحسانه بمثله أو خير منه. 1 النسائي : الزكاة (2567) , وأبو داود : الزكاة (1672) , وأحمد (2/99 ,2/127). 2 رواه أبو داود (1672) في الزكاة، باب عطية من سأل الله. والنسائي (5/ 82) في الزكاة، باب من سأل بالله عز وجل. وصححه الألباني في الصحيحة (254). ص -416- الشرح الإجمالي: لما كان الإسلام يدعو إلى الأهداف السامية والغايات العالية أمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المسلمين بأن يكفوا شرهم وشر غيرهم عمن استعاذ بالله، وذلك بأن يكونوا له سندا ونصرا، وأن يحققوا طلب من سألهم بالله ما لم يكن في ذلك ضرر أو مشقة عليهم، وذلك تعظيم لله عزوجل وتكريم للسائل وزرعا للمحبة في نفوس الآخرين، وأن يجيبوا دعوة من دعاهم لوليمة عرس أو غيرها، وذلك تقوية لأواصر المحبة بينهم، وتثبيتا للمودة والألفة، وأن يكافئوا من عمل لهم معروفا، فإن لم يستطيعوا فإن عليهم أن يدعوا له حتى يظنوا أنهم كافأوه وذلك رفعا لنفس المبذول له عن المنة وتطييبا لقلب الباذل. الفوائد: 1. وجوب دفع الشر عمن استعاذ بالله. 2. وجوب إعطاء السائل ما سأله بالله إذا كان السائل محتاجا أو مضطرا لذلك، ولم يكن على المسئول في الإجابة ضرر، ولم يكن السؤال في مكروه أو محرم. 3. وجوب إجابة دعوة المسلم إلى عرس أو غيره ما لم يترتب على ذلك ضرر ديني أو دنيوي. 4. وجوب المكافأة على المعروف. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على وجوب إعطاء من سأل بالله. ص -417- مناسبة الحديث للتوحيد: حيث دل الحديث على تحريم رد من سأل بالله؛ لأن ذلك مناف لتعظيم الله وذلك مناف للتوحيد. المناقشة: أ. اشرح الكلمات الآتية: من استعاذ بالله، فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه. ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا. ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد. المصدر : الجديد في شرح كتاب التوحيد رابط التحميل بصيغةpdf http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شرح كتاب الفصول في سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- لفضيلة الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه | أم العبدين الجزائرية | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 12-05-2012 02:12AM |
[منقول] التعريف بالإباضية من كتاب فرق معاصرة. | أبو حمزة مأمون | منبر الملل والنحل | 0 | 21-04-2012 11:45PM |
كتب مختارة لطالب العلم | أبو البراء محمد الأحمدي | الأحاديث الصحيحة فقهها وشرحها | 1 | 17-09-2010 08:05PM |
بيان أنواع العبادات المشروعة فعلها ولا تنقطع بعد رمضان -ستة من شوال لابن عثيمين | أم البراء | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 1 | 10-09-2010 03:23PM |
حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (الحلـــــــــقة الرابعـــــــــــــة) | الشيخ ربيع المدخلي | السنن الصحيحة المهجورة | 0 | 26-05-2004 01:05PM |