#1
|
|||
|
|||
الفتن أنواعها وخطرها على الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الفتن أنواعها وخطرها على الأمة الخطبة الأولى:لسماحة المفتي الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ -حفظه الله- إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين . أمَّا بعد: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى . عباد الله، نحن في زمنٍ كثرت فيه الفتن وتنوعت، وأصبح المسلم يسمع أو يشاهد هذه الفتن بكرةً وعشياً، نزل بالناس كثيرٌ من البلايا والمصائب والمحن، وكثيرٍ من النوازل وانتشرت الفتن، ولله الحكمة فيما يقضي ويقدّر، فإن من حكمة الله أن هذه الفتن يتبين فيها صادق الإيمان من ضده، (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:2-3]، والفتن أنواعٌ متعددة، فمنها فتنة المال، فكم يفتتن بالمال من يفتتن، ولهذا قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [المنافقون:9]، فتنة الأولاد، فكم استعصى على بعض ولاة أمر الأولاد شأنهم، فتنة النساء، فكم فتنَّ كثيراً من الرجال، وكم جعلها الأعداء مكيدةً لإفساد المجتمع المسلم، جعلوها مكيدةً لإفساد المجتمع المسلم، فتنة مخالطة الأشرار من الكفار والمنافقين، بلاءٌ على المسلمين وشرٌ عظيم، فتنة القنوات الفضائية والإنترنت والجوال وما فيهما من مصائب، فكم فتنت كثيراً من الناس لا سيما شبابنا، فتنة ما يثير الغوغائيون من الشكوك والخلافات وتحريض بعض الناس على بعض مما أحث شروراً ومصائب في المجتمع المسلم، فتنة الشائعات التي لا حقيقة لها ونشرها لإفساد القلوب والبلبلة بين صفوف المجتمع، فتنة المصائب والولايات وما تحدثه عند البعض من سوء العاقبة في أموره كلِّها، ولمَّا كانت هذه الفتن تمر وتتجدد في كل زمان، وتخرج بأساليب مختلفة، حذرنا منها نبينا صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا بالأعمال الصالحة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا"، فقوله: بادروا بالأعمال، أي قبل أن يتعذر عليكم، أو تشغلكم هذه الفتن التي كقطع الليل المظلم، يلتبس فيها الحق بالباطل، يكون الرجل مسلماً في أول النهار، فتلك الفتن تؤثر على دينه ومعتقده، ويصبح كافراً، وبالعكس، قال بعض العلماء: يصبح محرِّماً لدم أخيه وماله وعرضه، ويمسي مستحلاً لدم أخيه وماله وعرضه، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج"، فقوله: يقبض العلم، قبض العلم كما بينه صلى الله عليه وسلم بقوله: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبقَ عالمٌ اتخذ الناس روؤساء جهَّال، فسُئِلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا"، وقوله: تكثر الزلازل، أي التخويف من الله لعباده لمعاصيهم وسيئات أعمالهم، وتقارب الزمان إما بنقصه، أو بإنتزاع البركة منه، ويكثر الهرج، والهرج هو القتل، نسأل الله السلامة والعافية، قالت أم سلمة: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً من منامه وهو يقول: "سبحان الله، ماذا أُنزل من الفتن، وماذا فُتِحَ من الخزائن، أيقظوا صواحب الحجرات، فربَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة"، فمراده بالفتن العذاب، وبالخزائن الرحمة والخير الذي حصل للمسلمين بالفتوحات الإسلامية، قال عبدالله بن عمرو بن العاص، كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلاً فمنَّا من يُصلح خبائه، ومنَّا من ينتظل، ومنّا من هو في جشره، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصلاة جامعة، فاجتمعنا، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله نبياً قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم، وإن الله جعل عافية أمتي في أولها، وسيصيب آخرها بلاءٌ وفتن، يُرقِّق بعضها بعضاً، تأتي الفتنة فيقول المسلم، هذه مهلكتي، فتنكشف، ثم تأتي أخرى فيقول هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ للناس ما يُحب أن يُؤتوا إليه، ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه قدر ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"، وقال حذيفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأيُّ قلبٍ أشربها نُكِتَ فيه نكتةٌ سوداء، وأيُّ قلبٍ أنكرها نُكِتَ فيه نكتةٌ بيضاء، حتى تعود القلوب إلى قلبين، قلبٌ أبيض كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلبٌ أسود مرباداً كالكوز مُجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرِبَ من هواه"، فتأمل أخي المسلم قوله صلى الله عليه وسلم: تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، ترد على قلب العبد فتنٌ عظيمة، لكن القلب المستنير بنور الإيمان ينكرها ويرفضها، قلبه أبيض كالصفا لا يتأثر بأي فتنة ما دامت السماوات والأرض، لأن الإيمان قوي، والبصيرة قوية، يستكشف بها الباطل فيجتنبه، أما الآخر فقلبه أسود مرباد كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرِبَ من هواه، تلك المصيبة نسأل الله السلامة والعافية . أخي المسلم، فتأمل معي فتنة المال، فتنة المال فتنةٌ لأيِّ مفتون، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن المال فتنة، قال صلى الله عليه وسلم: "لكل أمةٍ فتنة، وفتنة أمتي المال"، وقال: "مالفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط لكم الدنيا فتنافسوها، فتهلككم كما أهلكت من كان قبلكم"، فتنة المال فتنةٌ عظيمة، قال الله جل وعلا: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) [التغابن:15]، لا شك أن محبة المال غريزةٌ في النفوس، (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) [البلد:20]، (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8]، ولكن فتنة المال تعمي صاحب المال من جهة جمع هذا المال، وتنميته، والإنفاق، والمباهاة فيه، فإن البعض من الناس يحمله حب المال والإفتتان بالمال أن لا يبالي بأيِّ طريقٍ حصل على المال، أحصل عليه من طريقٍ مشروع ؟ أم حصل عليه من طريقٍ غير مشروع ؟ لا يبالي بالمال، الطريق سليم أم غير سليم ؟ ولهذا في الحديث: "يأتي على الناس زمانٌ لا يبالي العبد بمَ كسب من المال أمن حلٍ أم من حرام"، فُتِنَ بجمعه فأشغل وقته به، عُذِّبَ به لأنه لم يتخذه وسيلة لما ينفعه في الآخرة، (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة:55]، هذا المال الذي ناله من غير طريقٍ مشروع، إن أنفقه على نفسه لم يؤجر عليه، وإن تصدق به لم تقبل صدقته منه، وإن أبقاه لم يبارك له فيه، وإن خلَّفه كان زاده إلى النار، وربَّ وراث أحسن فيه، واتقى الله فيه، فصار على الجامع غرمه، وعلى الوارث غنمه، والله حكيمٌ عليم، فليتق المسلم ربه، وليحذر فتنة المال، ليكن واقعاً في كسبه، فالربا، والسرقة، والغصب، ونهب الأموال، وجحد الحقوق، وجحد الأمانات، والتعدي على الأموال العامة بأيِِّ وسيلة كانت، وليعلم أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، الفتنة في الأولاد، حب الأولاد غريزةٌ في النفوس، ولكن الله حذرنا بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) [التغابن:14]، وقال: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) [التغابن:15]، فهم فتنةٌ لمن افتتن بهم، حب الولد أحياناً يحمل الإنسان على أن لا يربيه التربية الصالحة، لا يحذِّره من منكر يراه واقعاً فيه، ولا يأمره بواجبٍ يراه مقصِّراً فيه، يترك تربيته، وتوجيهه، والأخذ على يده، بدعوى محبته ورحمته، ولا يعلم هذا الإنسان أن التربية الصالحة، والتأديب الطيِّب أنه مصلحةٌ للإبن، وخيرٌ تسوقه للإبن، في الحديث، "ما نحل والدٌ ولداً خيرٌ من أدبٍ حسن"، فالأدب الحسن والتربية الصالحة خيرٌ للأولاد في حاضرهم ومستقبلهم، والرحمة والرقة إذا حملت على تعطيل التربية والتوجيه وإقامة ماعوجَّ من الأخلاق كانت تلك رحمةً سيئة، لم تكن رحمة، ولكنها نقمةٌ في الحقيقة . أيها المسلم، فتنة النساء عظيمة إلا من عصم الله من الناس، كم يفتتن الرجال بالنساء، وكم تكون المرأة المسلمة سبباً لإفتتان الرجال بها من حيث التبرج، والسفور، والإختلاط بالرجال، والخلوة الممنوعة، كل هذه أمورٌ تسبب افتتان الرجال بالنساء، إذاً، فالمرأة المسلمة مطلوبٌ منها تقوى الله، والبعد عن التبرج والسفور، والبعد عن مخالطة الرجال، والخلوة بمن ليس محرماً لها، "ما خلا رجلٌ بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما" . أيتها المرأة المسلمة، فصوني عرضكِ، واتقي الله في نفسكِ، واحذري أن تكوني سبباً في إغراء الرجال وتطلُع الأبصار إليكِ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما تركت بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسراءيل كانت في النساء" . أيها المسلم، ومن أنواع الفتن، فتنة القنوات الفضائية والإنترنت وأمثالها، هذه وسائل فيها خيرٌ لمن أراد الخير، ولكن للأسف الشديد أنَّ كثيراً من الناس استعملوها في غير الخير، فأشغلت أوقاتهم، وقضت على كثيرٍ من أقاتهم، وغيَّرت أخلاقهم، وحرَّفت أفكارهم، وغيّرت نمط حياتهم، وقلدوا ما رأوا فيها وشاهدوه من غير رويةٍ ولا بصيرة، فلنكن على حذر مما يُعرض ويُنشر، لنكن على حذر، لا يروج الباطل علينا، ولا يفتننا النظر إليها بالتقليد الأعمى، لنكن واقعيين، نقبل الحق ونرفض الباطل، ونُعرض عن المواقع السيئة المشبوهة إلا إذا كنا نريد نقضها، والرد على أهلها، وتبيين الباطل ودحضه بالحق، (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) [الأنبياء:18] . أيها المسلم، إن المناصب وتوليها فتنة، هي فتنةٌ يفتتن بها كثيرٌ من الناس، فكم من إنسانٍ صالحٍ مستقيم عندما يبلغ منصباً معيناً يُغريه ذلك المنصب فيملؤه كِبراً، وتكبراً، وإعجاباً بنفسه، واحتقاراً للآخرين، وظلماً وعدواناً، ولا يعلم المسكين أن الدنيا ذاهبةٌ ومن عليها، وأن المؤمن يتخذ عملاً صالحاً ليبقى له، أما الكِبر والإعجاب بالنفس والإنخداع بها فذاك ضررٌ عظيم . أيها الإخوة، فتنة الإختلاط بالأشرار من الكفار والمنافقين، فتنةٌ عظيمة، لأجلها ضل كثيرٌ من الناس، فمن آثار الإختلاط بالكفار والمنافقين ما يوردونه من فتنٍ ومصائب، من قدحٍ في الشريعة وإساءة الظن بها، واعتقاد أنها ناقصة، لا تواكب متطلبات العصر ولا تواكب حاجات الناس، فيشككون في الشريعة وفي حملتها، ويطعنون في أهل العلم، ورجال الحسبة ومن يأمر بالخير وينهى عن الشر، فهي فتنة إلا لمن عصمه الله ونجاه من تلك المصائب، فتنة الشائعات، فهناك الشائعات وبث الدعايات المضللة والآراء الفاسدة، ونشرها بين المسلمين، فالشائعات كثيرٌ منها ضلالٌ وفساد، والله جل وعلا حذرنا من الإنقيا إليها، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات:6]، فالإشاعات فتنةٌ عظيمة، تُروِّج هذه الإشاعات الباطل والزور، والكذب والبهتان، فليكن المسلم على حذرٍ منها . أخي المسلم، إن الفتن عظيمة، فتنةٌ في المال والنساء، فتنةٌ في الأولاد، وفي الشائعات، وفتنةٌ في الإعلام الخارجي، وفتنةٌ في كثيرٍ من الأمور، فلنتق الله في أنفسنا، ولنبحث عن وسيلةٍ تخلصنا من هذه الفتن، ولا منجى منها إلا بالإعتصام بكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ففيهما النجاة لمن تمسك بهما، والهداية لمن عمل بهما، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:103]، لزوم جماعة المسلمين، فالجماعة رحمة، والفرقة عذاب، والإلتفاف على أهل العلم والتقى والدين، والله يقول: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء:83]، فأي الشائعات وأي الأفكار الضالة، يجب أن نقف معها موقف التمحيص والتنقية، فما كان من حقٍ قبلناه، وما كان باطلاً وضلالاً رفضناه، هكذا يكون الناس، البعد عن مواضع الفتن، والخلوص منها، وعدم الإنسياق إليها، أسأل الله أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم . الخطبة الثانية: الحمدَ لله، حمداً كثيراً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين . أمَّا بعد: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى . عباد الله، هذه الفتن في النفوس والأموال والأولاد والأعراض، هذه الفتن إنما نتخلص منها إذا استنرنا بنور الله، وتبصرنا بهدي رسول الله في عباداتنا وفي معاملاتنا، وفي كل تصرفاتنا . أيها المسلمون، كم عمَّ كثيراً من البلاد الإسلامية فتنٌ وجهالاتٌ وضلالاتٌ، فرَّقت الأمة، ودمَّرت البلاد، ودمروا بلادهم بأيديهم قبل أيدي أعداءهم، وفسحوا المجال لتدخل الأعداء في شئون الأمة، هذه الفتن التي فُرِّقت بها القلوب، ومُزِّق بها الشمل، ودُمِّرت بها الأمة، هذه الفتن التي يروج لها من يروج، ويدعو لها من يدعو من غير علمٍ وبصيرة، فتنٌ ومصائب انخدع بها من انخدع، واغترَّ بها من اغترَّ، وقام بها من قام، ثم قطف الثمار غيرهم، واستفاد منها غيرهم، ضُلِّلت الأمة بكثيرٍ من الآراء والفتن، رُوِّجت ضلالات ودعايات انخدع بها من انخدع، وظنوا الحقائق ولم يتبصروا في عواقب الأمور ومآلاتها، هذه الفتن التي كاد بها أعداء الإسلام الأمة الإسلامية، وجعلوها على أيدي بعض أبناءها، أغروهم بها، وفتنوهم بها، حتى ظنوا أنها حقائق، أمانيُّ كاذبة، ووعودٌ غير صادقة، فما هي النتيجة ؟ وما هي الثمار ؟ دُمِّرت البلاد، مُزِّقت الأمة، رُمِّلت النساء، يُتِّم الأطفال، ضاع المجتمع، فوضىً بلا قيادة تحميهم وتنظم شئونهم، لأن هذه الفتن انصبت للإفساد والتضليل، لم تأتِ لإقامة حقٍ، وإصلاح وضعٍ، وتعديل أخطاء، جاءت لتفرق الأمة، جاءت لتدمر شأنها، جاءت لتقضي على كل رطبٍ ويابس، جاءت لتنشر الفتن والفوضى، جاءت لتحطيم الأمة، وتفريق شملها، وإشغالها بما تُشغل به، حتى يتفرغ الأعداء لمقاصدهم ومخططاتهم الرهيبة فينفذوا منها ما يريدون على حين غفلةٍ من الأمة، وتجاهل واشتغال بالترهات دون الحقائق، إن أمتنا المسلمة وهي يمر عليها عام، عاشت في فتنٍ ومصائب، ألا تيقظٌ ؟ ألا انتباه ؟ ألا تبصرٌ في الأمور، إنها والله فتنٌ كقطع الليل المظلم، يظن بها من يظن أنها صدقٌ، وأنها نجاةٌ، وتخلصٌ من أوضاعٍ سيئة، وإحداث أمورٍ حسنة، لكن للأسف الشديد انقلب الأمر، وانعكس الحال، وأصبحت تلك الفتن وقوداً للأمة لتدمير كل القيم فيها دينية ودنيوية، إنها الفتن التي انخدع بها من انخدع، واغتر بها من اغتر، وضل بسببها من ضل، فسُفِكت الدماء، ودُمِّرت البلاد، ومُزِّق شملها، وأصبحت الأمة في فوضى، وتراجعت سنين عديدة، لن تستطيع أن تصلح وضعها في سنين قليلة، لأن الوضع خطير، والجرم كبير، والفساد عريض، هذه الفتن التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فتنٌ يرقق بعضها بعضاً، ما تأتي فتنة عظيمة إلا ويعقبها ما هو أعظم وأشد منها، كل ذلك بأسباب ذنوب العباد، وإعراضهم عن شرع الله، وانخداعهم بآراء أعداء الله المندسين بين صفوفهم، المريدين تدميرهم من حيث لا يشعرون، فنسأل الله أن يثبتنا على دينه، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يصلح شأننا، وأن يصلح أوضاعنا، ويهدينا جميعاً صراطه المستقيم، ويبصرنا في أمور ديننا، فإن فتنة المال وفتنة الولد والنساء، وفتنة الضلالات والإشاعات الباطلة، فتنٌ عظيمة، ما يخلص العبد منها إلا الرجوع إلى الله وتقواه جل وعلا، والبصيرة في الأمور، فإن العالم الإسلامي مرت به ظروفٌ قاسية، مرت به أحوالٌ حرجة، عاش شهور في فوضى لا نهاية لها فعساه أن يستطيع أن يتخلص من هذه المصائب، إنه في الحقيقة موقفٌ حرج، وساعات حرجة، إنها أحوال وظروفٌ صعبة، إذا تأملها المسلم ونظر في نتائجها رأى العجب العجاب، فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، ويعيدهم إلى رشدهم، ويبصرهم في أمور دينهم ودنياهم، ويوفقهم للبصيرة وعدم الإنخداع بآراء أعداء الله، فأعداء الله مهما أظهروا من تعاطفٍ، ورحمةٍ، وإحسانٍ، ورفقٍ بالإنسان كما يزعمون، لكنها أمورٌ مبطنة، فهم يريدون التدخل في شئون الأمة الإسلامية وتدميرها، لكن اتخذوا من أبناءها ذريعةً لتنفيذ ما يريدون ويقصدون، فالحذر الحذر من هذه المصائب، والرجوع إلى الله، واجتماع الكلمة على الحق، فإن الجماعة نعمة، والسمع والطاعة نعمة، فالمسلمون في نعمة بإجتماع كلمتهم، وتآلف قلوبهم، ووقوفهم وراء قيادتهم، مما يحقق لهم الأمن والإستقرار والطمأنينة، نسأل الله السلامة والعافية، واعلموا رحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] . اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانك يا أرحمَ الراحمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم وفقه لما يرضيك، واهده بهداك، ووفقه لرضاك، إنك على كل شيء قدير، اللهم كن له عوناً ونصيراً في كل ما أهمه، اللهم أمده أمده بالصحة والسلامة والعافية، واجعله بركةٌ على نفسه وعلى مجتمعه وعلى المسلمين أجمعين، اللهم وفق ولي عهده نايف بن عبدالعزيز لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، وأعنه على مهماته، إنك على كل شيءٍ قدير، ووفق المسلمين جميعاً لما يرضيك، اللهم اجمع كلمة المسلمين على طاعتك، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وأصلح قادتهم، وأصلح قادتهم واجمع قلوبهم على الخير إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر:10]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغاً إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) [البقرة:201] . عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون . المصدر : http://mufti.af.org.sa/node/2135 , |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع الكلمة وآثارها في دفع الفتن لفضيلة الشيخ الدكتور العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد، فإن موضوع الكلمة كما سمعتم هو في بيان اجتماع كلمة المسلمين وأثر ذلك في درء الفتن ومدافعة الفتن لا شك أن الفتن تجرى من أول الخليقة جرت على آدم عليه السلام وزوجه وجرت على بني آدم ولا تزال تجري وتكثر في آخر الزمان قال سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [سورة العنكبوت: 1-2] فالفتن تجرى وكما سمعتم في قراءة الإمام وفقه الله قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة: 155-157] الله يجري الفتن ليتميز المؤمن الصادق في إيمانه الثابت على دينه الصابر على ما يصيبه من المنافق الكاذب الذي ينحرف عن دينه عند الفتن ولا يصبر ولا يثبت (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [سورة الحـج: 11] فالمنافق لا يثبت عند الفتن لأنه ليس في قلبه إيمان يثبته وإنما تظاهر بالإسلام لمصالحه الدنيوية فإذا جاءت الفتن فإنه ينكشف أمره ويفتضح سره. وهذه هي الحكمة من الله أنه يجرى الفتن من أجل أن يتميز هذا من هذا ولا يبقى الناس على حالة واحدة لا يعرف المؤمن الصادق من المنافق الكاذب هذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه فكانت الفتن تأتى وتتجدد وعندها يثبت أهل الإيمان وأهل الصدق حتى تنجلي ويأتيهم نصر الله وينكشف المنافق والكاذب الذي يريد مصالح الدنيا فإذا انقبضت عنه مصالح الدنيا ترك دينه الذي تظاهر به هذه حكمة الله جل وعلا (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [سورة العنكبوت: 2] فالفتن تجرى وتكثر في آخر الزمان كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" تكثر الفتن وتكون كقطع الليل المظلم في آخر الزمان. ولكن ما النجاة منها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتماع المسلمين تحت قيادتهم وتحت سلطانهم ولزوم جماعة المسلمين من أعظم ما يقي من الفتن بإذن الله لزوم جماعة المسلمين وإمام المسلمين ولهذا لما سأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن أخبره صلى الله عليه وسلم عن جريان الفتن أنه جاء خير ثم يأتي بعده شر ثم يأتي خير ثم يأتي بعده شر وفي آخره آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها قال حذيفة يا رسول الله ما تأمرني إن أدركني ذلك قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال يا رسول الله إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: "تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك" فدل هذا على أن لزوم جماعة المسلمين إمام المسلمين من أسباب الوقاية من الفتن بإذن الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال جل وعلا (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة آل عمران: 103-104] أمر الله جل وعلا بالاعتصام بحبله وهو القرآن والسنة النبوية (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) الفرقة عذاب والاجتماع رحمة ثم ذكرهم بما كانوا عليه في الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في الجاهلية متفرقين متعادين متقاطعين يقتل بعضهم بعضَ ويسلب بعضهم بعضَ وينهب بعضهم أموال البعض هذه حالتهم في الجاهلية في فوضى لأنه لا قيادة تجمعهم ولا جماعة تضمهم كانوا متفرقين كل قبيلة تحكم نفسها بنفسها والقوي يأكل الضعيف والضعيف ليس له مناصر لأنه ليس فيه إمام ولا ولي أمر يشتكي إليه فكل قبيلة تعتدي على القبيلة الأخرى حتى نفس القبيلة يعتدي بعضهم على بعض أبناء العم يعتدي بعضهم على بعض هذا مجتمعهم وعيشتهم في الجاهلية. وكانوا على عقيدة باطلة يعبدون الأصنام والأشجار والأولياء والصالحين والملائكة والأنبياء يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا فالعقيدة عقيدتهم الشرك وفي الاقتصاد يأكل بعضهم بعضَ ليس لهم موارد مالية وإنما على الغارات فيما بينهما كل يغير على الآخر وفي الاجتماع متشتتون ومتفرقون ومتعادون ومتقاطعون فيما بينهم وفي المآكل والمشارب يأكلون الميتة والدم ويشربون الخمور ويأكلون الربا أضعافا مضاعفة هذه حالتهم الاقتصادية ليس لهم رابطة تجمعهم فلما بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام وترك الشرك وإفراد الله جل وعلا بالعبادة استجاب له من استجاب منهم توحدت كلمتهم وتألفت جماعتهم وصاروا تحت قيادة واحدة هي قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فأتم الله عليهم نعمته (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) [سورة آل عمران: 103] نقلهم من الفوضى والجاهلية والشرك إلى الإسلام بما فيه من الخير العظيم ذكرهم الله بذلك وحذرهم من التفرق والعود إلى تفرق الجاهلية إبقاء على وحدتهم وعلى دولتهم وعلى جماعتهم فالاجتماع خير إن كان على حق وإن كان على دين صحيح فهو خير. والفرقة عذاب ذكرهم الله بذلك وحذرهم من ضده وفي آية أخرى بين الله سبحانه وتعالى بماذا يحصل الأمن بعد الخوف والاطمئنان فقال سبحانه وتعالى (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [سورة الحـج: 40] (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحـج: 41] (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [سورة النــور: 55] هذا هو الذي جمعهم عبادة الله وحده وترك الشرك كلمة لا إله إلا الله هي التي جمعتهم جمعت القبائل المتناحرة جمعت العرب والعجم جمعت سلمان وبلالا وصهيب مع أبي بكر وعمر وعلي وسائر الصحابة جميعهم إخوانا متآلفين متحابين مع اختلاف ألسنتهم واختلاف ألوانهم وقبائلهم وشعوبهم جمعتهم كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله والعمل بمقتضاها يعبدونني لا يشركون بى شيئا. في آية أخرى قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ أنه عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة الأنفال: 63] هو الذي ألف بين قلوبهم بكلمة التوحيد بكلمة التوحيد توحيد العبادة والالوهية بدل كانوا يعدون الأصنام والأحجار ومتفرقون في عباداتهم صاروا يعبدون الله عز وجل الذي خلقهم ورزقهم فالله جل وعلا جمعهم بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة وترك الشرك والبدع والمحدثات ولهذا حث صلى الله عليه وسلم على البقاء على هذه النعمة قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" ثلاث تجمع الناس كلهم. الأولى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا العقيدة ولا يجمع الناس إلا العقيدة الصيحة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. الثانية أن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا تجعلون القرآن والسنة هما إمامكم الذي ترجعون إليه عند الاختلاف (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) [سورة النساء: 59] فالخلاف يحسم بالرجوع إلى الكتاب والسنة ولا يحسم بالعادات والتقاليد والعوائد القبلية والقوانين الوضعية والنظم البشرية إنما الذي يحكم الخلاف ويؤلف بين القلوب هو الرجوع إلى الكتاب والسنة هذه ثنتين. الثالثة تناصح من ولاه الله أمركم والمناصحة معناها السمع والطاعة لولي الأمر هذا من المناصحة السمع والطاعة لولي الأمر أمر المسلمين وكذلك القيام بالأعمال التي توكل إلى الموظف والمسئول هذا من مناصحة ولي الأمر القيام بالأعمال الوظيفية على الوجه المطلوب الذي وكلها إليك ولي الأمر هذا من النصيحة. أما الذي يغش في وظيفته ولا يقوم بالأعمال هذا غاش لولي الأمر وللمسلمين أن تناصحوا من ولاه الله أمركم وكذلك من المناصحة لولي الأمر إيصال النصيحة إليه لأنه بشر يحتاج إلى من يعينه يحتاج إلى من يبين له يحتاج إلى من يبلغه للأمور التي فيها خطر على الأمة فيبلغ بذلك حتى يحسمها ويعالجها ولا هو ما يعلم الغيب ولا يدري فلا بد من مناصحته أيضا فيما يصلح الأمور ويدفع الضرر وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم. وفي الحديث الآخر لما وعظ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فهموا أن أجله قريب كأنها موعظة مودع فأوصنا لأن من عادة المسلم أنه يوصي عند وفاته أو قرب أجله يوصي من خلفه بتقوى الله بصلاح الأمور أوصنا قال أوصيكم بتقوى الله أول شيء هذا إصلاح العقيدة أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة بعد تقوى الله السمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم السمع والطاعة لكن بالمعروف أما في المعصية فلا يجوز طاعة المخلوق لا ولي الأمر ولا غيره قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال عليه الصلاة والسلام إنما الطاعة في المعروف فإذا أمر ولي الأمر بمعصية لا نطيعه في ذلك ونناصحه. لكن ليس معنى ذلك أننا نخرج عليه بل نترك المعصية ولا نطيعه فيها لكن نطيعه في بقية الأمور التي ليس فيها معصية نطيعه فيها من أجل أن تستقيم الأحوال والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد لا تحتقروا ولي الأمر مهما كان لأن العبرة ليست بشخصه وإنما العبرة بمنصبه وإن تأمر عليكم عبد فلا تحتقروا ولي الأمر أو تتكلموا فيه بما يخل بطاعته انظروا إلى ولايته ولا تنظروا إلى شخصه وإن تأمر عليكم عبد ثم بين صلى الله عليه وسلم ما يحذره على الأمة فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا اختلافا بين الناس اختلاف في الآراء والأفكار هذه طبيعة البشر. نقول ما يحدث اختلاف يحدث اختلاف بطبيعة البشر ولكن الاختلاف يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله عليكم بسنتي والمراد بسنة الرسول طريقته وما كان عليها صلى الله عليه وسلم من العلم والعمل عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الذين يتولون الأمر. ما نقول مات الرسول خلاص كل بهواه لا نتبع ولاة الأمور من بعده صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين وخلفاء الرسل ولاة الأمور المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ تأكيد بعد تأكيد تمسكوا بسنة الرسول وسنة الخلفاء من بعده الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ الغريق إذا كان في الماء واللجة ومعه حبل ما له نجاة من هذا الغرق إلا إذا تمسك بهذا الحبل مافي وسيلة غيره لو أطلق الحبل غرق فشبه الناس عند الفتن بالغريق الذي في لجة البحر وش الذي يتمسك به يتمسك بالحبل ولا يغرق كذلك الفتن مثل أمواج البحر والعياذ بالله وش اللي ينجى منها الحبل حبل النجاة ما هو حبل النجاة هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا) [سورة آل عمران: 103] الكتاب والسنة هما الحبل حبل النجاة تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور البدع والخرافات المخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تهلك من اتبعها (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة الأنعام: 153] تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ هذا تحذير شديد دل على أنه سيكون هناك بدع ومحدثات وناس يدعون إليها ويزينونها للناس ويزهدونهم في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ابتلاء وامتحان تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل محدثة في الدين ليس عليها دليل من كتاب الله وسنة رسوله فهي بدعة وإن سماها أهلها أنها سنة وأنها خير فإنها بدعة وإن سماها أهلها خير وأنها سنة وأنها هي بدعة وكل بدعة ضلالة ليس هناك بدعة حسنة ليس هناك بدعة حسنة الذي يقول أن هناك بدعة حسنة الرسول يقول كل بدعة ضلالة فدل على أنه ما في بدع حسنة فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي رواية وكل ضلالة في النار مآلها إلى النار والعياذ بالله (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه) [سورة الأنعام: 153] دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها. فلا نجاة إلا بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله لا نجاة إلا بذلك مهما قيل ومهما كله كذب وبهتان ما في نجاه إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم لأنهم ساروا على نهج النبي وأحيوه وتمسكوا به فأعظم من يمثل المتمسكين بالسنة هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة التوبة: 100] بعد الخلفاء الراشدين بقية الصحابة من المهاجرين والأنصار القرن الذي أثنى عليهم رسول صلى الله عليه وسلم خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثة قرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا متمسكين تماما بالكتاب والسنة. فنقتدي بهم ونأخذ طريقهم ونسير على منهجهم حتى ننجو من الفتن وإلا فالفتن جارفة وتزداد في كل عصر وكل ما تأخر الزمان تكثر الفتن إلى أن تقوم الساعة وتعظم في آخر الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله ويأتي فتن شديدة فتن عظيمة تأتي في آخر الزمان من لم يتمسك بالكتاب والسنة انجرف وهلك الله جل وعلا قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) [سورة النساء: 59] بعد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة أولي الأمر منكم أي من المسلمين ولي الأمر المسلم هذا مما يعصم من الفتن طاعة الله أولا ثم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيا ثم طاعة ولاة أمور المسلمين وأولي الأمر منكم ولما كان لابد يحصل اختلاف وجهات نظر هذه طبيعة البشر فقال (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) [سورة النساء: 59] إلى الله إلى كتاب الله والرسول بعد وفاته إلى سنته عليه الصلاة والسلام لأنه قال عليكم بسنتي في حياته يرجعون إليه عليه الصلاة والسلام لكن بعد وفاته يرجعون إلى سنته عليكم بسنتي (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر) [سورة النساء: 59]. فالذي لا يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله في حل النزاعات والخصومات والاختلافات هذا ليس بمؤمن إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر يوم القيامة ذلك خير أي الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله خير وأحسن تأويلا أحسن عاقبة ومآلا أما الذي يرجع إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ويرجع إلى القوانين الوضعية والعادات القبلية فهذا يهلك ويضل ولا يحل للخلاف ما يحل للخلاف إلا الرجوع للكتاب والسنة هذا شيء معروف ومفروغ منه ومجرب أيضا ذلك خير وأحسن تأويلا هذه وصية الله جل وعلا لنا إن الله يرضى لكم ثلاثة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم فاجتماع الكلمة يكون بهذه الأمور أولا إصلاح العقيدة مادام الناس على الشرك وعلى البدع والمحدثات فلن تصلح أمورهم ولن تحل مشاكلهم بل تزيد مشاكلهم كما كانوا في الجاهلية. أولا إصلاح العقيدة ولهذا الرسل كلهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم أول ما يبدؤون الدعوة بإصلاح العقيدة (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) لأنها هي التي تصلح المجتمع وهي التي تجتمع عليها القلوب تتآلف عليها القلوب عقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد والإيمان بالله ورسوله والمرجع عند الاختلاف هو الكتاب والسنة في كل وقت وفي كل زمان وفي كل جيل ما يحل المشاكل إلا هذه الأمور طاعة الله طاعة رسوله طاعة ولاة أمور المسلمين الرجوع عند النزاعات والاختلافات إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الأمور هي التي تنجى من الفتن ولا يصلح الناس بدون جماعة والجماعة لا تستقيم إلا بولي أمر لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم لازم يكون لهم قيادة والقيادة هي ولاة الأمور فلابد من الاجتماع وعدم التفرق والاجتماع لا يتحقق إلا بولي أمر يجتمع الناس عليه لابد من هذا ولا يستقيم ولي الأمر إلا بالسمع والطاعة. لا خير إلا في الجماعة ولا جماعة بدون قيادة ولا قيادة بدون سمع وطاعة لابد من هذا فلذلك اجتماع الكلمة لا يحصل إلا بقيادة وولاة أمور يسوسون الناس وينهون المشكلات ويحلون المعضلات بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وتحكيم الشريعة هو الذي يصلح الناس وينهي الخلافات ويألف بين القلوب ويقنع الناس ما يقنع الناس إلا الكتاب والسنة مهما حاولت في الأنظمة والقوانين والعادات ما تقنع الناس لأنها آراء رجال مثلهم أما الكتاب والسنة فهو هذا من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم لا كلام لأحد بعد الكتاب والسنة ولا يعترض على الكتاب والسنة إلا كافر أومنافق أما المؤمن مهما كان ولو إيمانه ضعيف ولو هو فاسق وعاصي فهو يقتنع بالكتاب والسنة ما دام إنه مؤمن يقتنع بالكتاب والسنة فلا يرضى الناس ولا يحل مشاكلهم ولا ينهي خلافاتهم إلا بقيادة صالحة وبمرجع صالح القيادة الصالحة ولي أمر المسلمين ولا نقول أنه لابد أن يكون كامل ما عليه ملاحظات ولا يقع منه خطأ لا الإنسان بشر .لكن ما دام أنه مسلم ولم يخرج من الإيمان فإنه تجب طاعته السمع والطاعة ما هو عشانه هو بل عشان المسلمين. ولهذا أوصى صلى الله عليه وسلم بطاعة ولاة الأمور وإن جاروا وإن ظلموا وإن عصوا ما لم ترو كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان فولي الأمر ما يكون معصوم يكون عنده خطايا يكون عنده بعض الأمور مادام أنه لا يصل إلى حد الكفر لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ما يكون من ولاة الأمور في آخر الزمان من المخالفات قالوا يا رسول الله أفلا ننابذهم أي نخرج عليهم قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة ما داموا يصلون وعقيدتهم سليمة فإنهم تجب طاعتهم ولو كان عندهم معاصي ومخالفات لأجل اجتماع الكلمة وتوحيد الكلمة والصف. ولهذا لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقل إلى الرفيق الأعلى وأصيب المسلمون بوفاته عليه الصلاة والسلام ما اشتغلوا في تجهيزه وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه إلا بعد ما أقاموا الخليفة من بعده اجتمعوا وتشاوروا وانتهى أمرهم إلى أبي بكر رضي الله عنه نصبوه خليفة لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتجهوا إلى تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه هذا يدل على أهمية ولاة الأمور لأنه لا يجوز أن تمضى ساعة أو يوم أو شهر بدون ولي أمر المسلمين لأنه إن لم يكن هناك ولي أمر للمسلمين يتفرقون ويظلم بعضهم بعضَ ويتسلط عليهم العدو من الخارج فولي الأمر يدفع الله به عن المسلمين لأن المسلمين يجتمعون عليه ويكونون جماعة واحدة فتتحقق لهم المصالح ويتحقق لهم الأمن ولي الأمر يمنع الظلمة عن ظلمهم ويؤدي الحقوق إلى مستحقيها ويقيم الحدود التي تردع المجرمين يقيم الحد على المرتد عن دين الله ويقيم القصاص على القاتل عمدا عدوانا يقيم الحد على السارق يقيم حد الزنا على الزاني يقيم حد يقيم حد الزنا على القاذف يقيم حد الحرابة على قطاع الطرق ولذلك يؤمن المسلمون على دمائهم وأموالهم ومحارمهم هذا ما يتحقق إلا بولي أمر من المسلمين ينفذ هذه الأمور أما إن لم يكن ولي أمر فمن الذي يقوم بهذه الأمور كذلك ولي الأمر يقيم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين حتى يرتدع العصاة والمجرمون. فولي الأمر له مصالح عظيمة جدا ولا يتم ولي أمر إلا بالسمع والطاعة له كما قال جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59] أي من المسلمين طاعتهم بعد طاعة الله وطاعة رسوله أي تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الشيء والشيء الثاني أن يكون الحكم بين الناس بالشريعة (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [سورة المائدة: 49] (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة المائدة: 45] فأولئك هم الكافرون فأولئك هم الفاسقون الحكم بالشريعة كتابا وسنة هو الذي ينهى الخلافات ويقنع الناس ويضمن الحقوق لمستحقيها ويردع الظلمة لن تتم هذه الأمور إلا بولي أمر من المسلمين وإلا من الذي يحكم الشريعة من الذي يقيم الحدود من الذي يقيم الحسبة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الذي يقيم علم الجهاد ضد الأعداء والكفار إلا ولي الأمر لصلاحياته ما تحصل المصالح هذه إلا بولي أمر ينصبه المسلمون فلا شك ولا ريب أنه لا تتم للمسلمين مصالحهم الدينية والدنيوية إلا بولي أمر ولا يحصل ولي أمر إلا بالسمع والطاعة إلا بالمعروف. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا وجميع المسلمين لما فيه الخير والصلاح ثم نعلم أن هذه المقاصد وهذه الأمور ما يكفى فيها محاضرة أو كلمة أو إنما هذا تذكير فقط. لكن ما تعرف تماما إلا بالدراسة بدراسة العقيدة الصحيحة المؤلفة لأهل السنة والجماعة دراسة صحيحة وتفهمها تفهما صحيحا والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما أشكل سؤال أهل العلم الدراسة والتعلم لا يكون إلا على أهل العلم المعروفين به وإلا يكون ضلالا الذي تعلم على نفسه أو على كتابه أو على جاهل مثله أو متعالم هذا يكون ضلالا جهلا لا علما يكون ضلالا لا هداية ولذلك الخوارج ما هلكوا إلا لسبب أنهم لا يأخذون العقيدة والفقه على أهل العلم وإنما تعلم بعضهم على بعض اقتصروا على فهمهم فضلوا والعياذ بالله وأضلوا. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منهم وأمر بقتلهم دفعا لشرهم عن المسلمين وأسأل الله عز وجل لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما يحب ويرضى وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2031 . |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
فقرة الأسئلة من محاضرة : اجتماع الكلمة وآثارها في دفع الفتن لفضيلة الشيخ الدكتور العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- جزاكم الله خيرا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع الجميع بما قلتم. السائل: سماحة الشيخ هنا مجموعة كبيرة من الأسئلة نعرض منها ابتداء ما يتعلق بالمحاضرة إن بقى ثم وقت إن رأيتم أن نستعرض بعض الأسئلة التي يطلب أصحابها الإجابة عليها بما يتعلق بالقضايا الفقهية هذا هناك يطرح عبر كثير من وسائل الإعلام كما تفضلتم قبل قليل يا سماحة الشيخ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وبيان الحق والتحذير من الباطل والسعي في جمع الكلمة كلها أمور من أسباب وحدة المسلمين لكن هناك دعوة جديدة يقوم بها مجموعة من الناس في بعض وسائل الإعلام يقولون إن الحفاظ على نسيج المجتمع وإن كان بينه من التباين. الشيخ: ما يكون أهم من بيان الحق والتحذير من الباطل هذا الكلام متناقض يبطل آخره أوله لأن نسيج المجتمع ونسيج المسلين لا يقوم لله على أصول صحيحة ما يقوم بدون الوصول التي جاء بها الكتاب والسنة ودونها علماء الإسلام في كتب العقائد وكتب التوحيد ما يحصل الاجتماع إلا بها (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ["103" سورة آل عمران] ولا تفرقوا ما قال اجتمعوا ولا تفرقوا بل قال اعتصموا بحبل الله بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولا يحصل الاجتماع ولا نسيج المجتمع إلا على الكتاب والسنة ولا يصلح هذا إلا بإصلاح العقيدة هي أهم شيء الخلاف في العقيدة لا تسامح فيه لكن الخلاف في الأمور الفقيه قد يكون أسهل أما الخلاف في العقيدة هذا لا يكون ما يجوز الاجتماع فيه لأنه لا يحصل معه الاجتماع أبدا لا يحصل الاجتماع بين مشرك وموحد لا يحصل الاجتماع بين سني ومبتدع لا يحصل هذا أبدا مهما حاولوا نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. وهنا ورد أكثر من سؤال من أشخاص يعيشون في بعض بلاد المسلمين التي لا تحكم فيها الشريعة وبعضهم يعيش في بلاد غير المسلمين نعم وبعضهم يعيش في بلاد غير المسلمين هم يسألون كيف تكون الطاعة؟ الشيخ: هؤلاء عليهم أن يكونوا إذا كانوا في بلاد غير المسلمين مركزا إسلاميا يرجعون إليه ويكون فيه من فقهائهم ومن علماءهم ومن أهل الخير من يحل مشاكلهم ويكون لهم اجتماع ومركز إسلامي كما هو موجود والحمد لله في البلاد الأخرى فيها مراكز إسلامية يرجع إليها تنهى كثيرا من المشاكل أما من كان في بلاد إسلامية فعليه أن يتقى الله ويفعل ما يستطيع وينصح ويدعو إلى الله وينصح ولاة الأمور لعل الله أن يصلح الأمور فيما بعد نعم هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر أن بعض المسلمين يقولون أنهم يؤذون في بلادهم فيتجهون إلى أوربا وأمريكا ويقول نجد هناك من الحرية ما نستطيع به أن نقيم شعائر ديننا دون أن نجد الأذية نعم هذا الشيء حصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضايق المشركون أهل الإسلام في مكة ومنعوهم من شعائر دينهم أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجروا إلى أرض الحبشة وكان بلاد نصرانية ولكن فيها ملك عادل لكنه عادل لا يظلم أحد عنده فهاجرو فرارا بدينهم هذه الهجرة الأولى ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما فإذا كان محتاج أن يذهب إلى بلاد كافرة لكن فيها عدل من أجل أن تقيم دينك فيها ولا يوجد بلاد إسلامية تهاجر أولا لابد من الهجرة إلى بلاد الإسلام ولا يجوز تروح بلاد الكفر إذا أمكن تهاجر إلى بلاد الإسلام إذا أمكن إذا لم يمكن ليس هناك بلاد إسلامية على الأقل اذهب إلى البلاد الكافرة لكن يمكنونك من مزاولة شعائر دينك ولا يضايقونك من باب دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما نعم. السائل: جزاكم الله خيرا وهذا يسأل يقول الطاعة طاعة ولي الأمر المسلم في أمر مباح أو أمر مكروه كيف تكون هو المكروه من نوع المباح؟ الشيخ: المكروه هو يثاب تاركه ولا يعاقب تاركه والمباح هو متساوي الطرفين ليس فيه كراهة وليس فيه مدح إنما هو متساوي الطرفين ما دام أنه لا يصل إلى الحرام الأمر الحرام لا يجوز الطاعة فيه أما الأمر المكروه فقط هذا لا مانع من ارتكابه لأنه مباح والكراهة تزول عند الحاجة لاحظوا الكراهة تزول عند الحاجة والتحريم يزول عند الضرورة ما يرتكب إلا عند الضرورة أما المكروه لا يرتكب إلا عند الحاجة ولو لم يكن هناك ضرورة. السائل: جزاكم الله خيرا. وماذا عند الأمور المختلف فيها لو كان طالب علم ويرى أن هذا الأمر محرم ثم جاء نظام من ولي الأمر؟ الشيخ: والمسألة فيها خلاف وولي الأمر أخذ بالأمر الذي يرى الإباحة إذا كان الأمر المخالف مخالفا للكتاب والسنة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أما إذا كان الرأي المخالف لا يخالف ما في الكتاب والسنة فالأمر فيه واسع الله عز وجل قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ["59" سورة النساء] أول شيء نرد إلى القرآن والسنة الشيخ: فما وافق الكتاب والسنة أخذناه وما خالف الكتاب والسنة تركناه هذه هي القاعدة التي وعها الله لنا نسير عليها في كل زمان وفي كل مكان نعم إذا هل يرتدع الخلاف في هذه الحالة إذا كان الأمر قابل للاجتهاد إذا أن قابل للاجتهاد ولا يترجح أحد القولين إذا ترجح أحد القولين فنأخذ بالراجح بالدليل ونترك المرجوح المخالف للدليل أما إذا كان الأمر خلاف فقهي لم يتبين الدليل على من الأمر في هذا واسع لا يخالف الدليل ولم يظهر لك مخالفته للدليل أخذت به وهو قول من أقوال العلماء وإذا أخذ ولي الأمر برأي لا يخالف الدليل أخذ ولي الأمر برأي لم يظهر مخالفته للدليل فإنه يطاع في هذا حسما للخلاف نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. هذا يقول تغيير المنكر هل يكون قاصرا على العلماء من الأئمة والدعاة ونحوهم يجب عليهم تغيير المنكر الظاهر مثل ما يظهر في وسائل الإعلام أو تبرج النساء أو نحو هذا. الشيخ : هذا ما فسره الرسول عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه إذا كان من رأى منكر وعنده سلطه وعلم يغير باليد إذا كان من رأى المنكر عنده علم وليس عنده سلطه يغير باللسان وهذا لا يجوز هذا محرم هذا منكر يبين باللسان ينفع ويذكر يكاد ما عنده سلطه وما عنده علم ومسلم ممكن بالقلب ويبتعد عن محل المنكر وأهل المنكر نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل يقول طالب العلم إن كان في بلده لكنه يخشى على نفسه الفتنه في بلده من الفتن فيهاجر إلى المملكة العربية السعودية حفظها الله ليطمئن على دينه رغم أن الناس في بلده في أمس الحاجة إليه؟ الشيخ: لا إذا كان طالب العلم يحتاج إليه المسلمون فإقامته عندهم هي مصلحة راجحة وللدعوة إلى الله ولإرشاد المسلمين هناك أرجح من هجرته إلى بلاد السعودية. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول الشاب المسلم ما نصيحتكم له في هذه الفتن فتن الشهوات التي يراها في القنوات الفضائية وإذا خرج إلى الشارع وجد النساء المتبرجات نصيحتكم. جزاكم الله خيرا. الشيخ: نصيحتنا أنه يبتعد عن القنوات الفضائية التي فيها فتنه لا يفتحها لا ينظر إليها يسلم من شرها وأيضا إذا خرج إلى الشارع لا ينظر إلى النساء المتبرجات قال تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ["30" سورة النــور] يتجنب الفتنتين النظر في الفضائيات الفاتنة والنظر إلى النساء الفاتنات نعم جزاكم الله خيرا وآخر يقول هناك بعض أهل البدع يقومون باستخدام بعض وسائل الإعلام فيطعنون في علماء أهل السنة والجماعة وفي ولاة الأمر وقد سمعت هذا بنفسي من بعضهم كيف توجهون الناس تجاه هذه الوسائل التي تبث كلام هؤلاء الناس لا شك أن يكون هناك دعاة إلى الضلال ودعاه إلى جهنم كما في الحديث يوجدون في كل مكان وفي كل زمان ابتلاء وامتحان للعباد (إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) ["42" سورة الأنفال] من باب الابتلاء والامتحان ليس غريبا أن يوجد دعاة ضلال في القنوات من يسبوا المسلمين ما هو غريب هذا ولكن علينا إن كنا من أهل العلم أن نرد على هؤلاء ونبين عورهم ونفضحهم بنفس القنوات نطلب من القنوات أنها تعطينا فرصة نتكلم مثل ما يتكلم هؤلاء أما الإنسان العامي والإنسان إلى ما عنده إنسانية ما عنده علم يرد بها فلا يفتح على هذه القنوات أصلا يغلقها نعم. السائل: جزاكم الله خيرا وهذا يسأل كذلك عن الفرق يقول كثيرا من الفرق إن لم تكن كل الفرق يدعون أنهم يتبعون الكتاب والسنة وأهل السنة والجماعة يقولون إنا نتبع الكتاب والسنة فما الفرق بين إتباع أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق؟ الشيخ: ليس العبرة بالدعوة كل يدعى ولكن العبرة بالحقيقة ميزان كلام هؤلاء وهؤلاء الميزان بالكتاب والسنة فالموافق للكتاب والسنة هو الحق والمخالف للكتاب والسنة هو الباطل ما في إلا أحد القسمين إما حق وإما باطل (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) ["32" سورة يونس] عندنا الميزان نعرض ما قال هذا وما قال هذا على الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة فهو حق وما خالف الكتاب والسنة فهو باطل وإن قال صاحبه أنه حق فالإنسان إلى عنده علم يعرض على الكتاب والسنة أقوال الناس ويبين بينهم واللي ما عنده علم يسأل أهل العلم فلان قال كده وفلان قال كده قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) "7" [سورة الأنبياء] نعم ولا يبقى متحيرا نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. كذلك في وسائل الإعلام كثير منهم يكتب نحن نتبع الكتاب والسنة إلا أنك لا تستطيع أن تلزمني بفهمك للكتاب والسنة لك فهمك ولي فهمي. الشيخ: نقول إن إحنا ما نلزمك بفهمنا إحنا نلزمك بما يدل عليه الكتاب والسنة لازم نتجرد أنا وأنت نعرض رأيي ورأيك على الكتاب والسنة فأيهما يشهد له الكتاب والسنة أنا أو أنت فهو الحق إنصاف وإنا (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [سورة سبأ: 24] نقول له تعالي أنا مسلم وأنت مسلم وقد اختلفنا أنت تقول كذا وأنا أقول كذا والمسلمون يرجعون إلى الكتاب والسنة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ["59" سورة النساء] الآن نعرض ما عندي وما عندك ما هو بفكري ولا فكرك نعرض ما عندنا على الكتاب والسنة فما وافق فهو الحق وما خالف فهو الخطأ فإن كان عنده إيمان سيوافق أما إن كان معاندا فليس فيه حيلة أتركه ولا تجادله. السائل: أحسن الله إليكم هذا يقول أنه شاب استأذن والديه في الذهاب إلى الجهاد فأذنا له بما تنصحني يا فضيلة الشيخ أنت تبع ولي أمر الجهاد لا يكون إلا بولي أمر أما أن تخرج من طاعة ولي الأمر وتخرج إلى الجهاد بدون إذن ولي الأمر. الشيخ: لا يجوز حتى لو أذن لك والداك يمكن جاهلان ما يدريان ما يعرفان فلابد من إذن ولي الأمر فلابد من استئذان الوالدين يعنى هكذا بالترتيب أولا لازم ولي الأمر المسلمين ثانيا إذا أذن ولي الأمر حينئذ تستشير والديك مثل هذه الأمور. السائل: أحسن الله إليكم. هذا سائل يقول المناصحة لولي الأمر هل تكون من كل أحد وكيف تكون المناصحة لولي الأمر؟ الشيخ: تكون ممن عنده علم يعرف الخطأ من الصواب ويعرف الصحيح من غير الصحيح وتكون من عالم أما العامي فينصح ولكن عموما ينصح ولي الأمر بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أمور مجملة واضحة لكل أحد أما الأمور الدقيقة التحليل والتحريم والأمور الدقيقة تحتاج إلى عالم نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. كذلك يسأل ويقول هناك من يقع في ولاة الأمر متتبعا بعض أخطائهم فما توجيهكم له؟ الشيخ: هذا يجب أن يتتبع أخطائه هو أولا لأنه مكلف لنفسه أول شيء يصلح نفسه أولا فإذا أصلح نفسه أولا من الأخطاء ينظر في أخطاء إخوانه من المسلمين فينصحهم ولي الأمر وغيره يعنى يبدأ بنفسه أولا نصيحة ولي الأمر لا تكون فوضى وتكون في المجالس وفي خطب الجمعة نصيحة ولي الأمر توصل إليه إما أن توصلها أنت وتخاطب ولي الأمر وهذا ما في شك هذا هو الأصلح وإذا كنت ما تستطيع ترسلها مع أحد أو ترسلها بالبريد لتصل إليه تكون سرية لا تكون نصيحة ولي الأمر علانية لكي لا يفسد الأمر ويجعل الناس فوضى ويتكلمون وينحل زمام الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر زمام السمع والطاعة والخوارج حصل لهم ما حصل إلا بهذه الطريقة ما حصل الخروج على عثمان رضي الله عنه ونهاية قتله رضي الله عنه إلا بالكلام والمجالس حتى ألب الناس عليه الخبيثة ألب الناس على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجالس فما أشبه إلا شر أما لو تذهب إلى ولي الأمر وتوصل له النصيحة إذا وصلت هذه النصيحة أنت برئت ذمتك والغالب أنها تنفع بإذن الله. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول أنه ذهب إلى البنك لاستخراج بطاقة فيزا وقال له الموظف أنا مجازة من الهيئة الشرعية وبعد أن استلمت البطاقة اتضح لي أنها ليست مجازة وأنها بطاقة ربوية وأنا الآن لا أملك قيمتها لأردها إلى البنك وهو 15 ألف ريال فما أصنع؟ الشيخ: أخطأت كان سأل يقولون الناس مجازة تأكدت أنها مجازة سألت أهل العلم المتعلمين والجهالة سألت أهل العلم الصحيح أهل الفتوى قبل أن تدخل في الموضوع أما الآن وقد تورطت عليك أن تستعمل الخلاص منها بأي طريقة تعمل الخلاص بها ولا تعمل بها ولا تستعملها ولو ضاع عليك ما ضاع الحمد لله يخلف الله لو ضاع عليك ما ضاع لا تستعملها وأنت تعلم أنها ربا وأنها حرام لا تستخدمها ولو أنك خسرت الشكوى إلى الله أنت اللي أخطأت. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل يقول هناك من يعالج بالرقية فإذا جاءه المريض أمره أن يردد بعض الأذكار أو الأدعية بأعداد معينة وبعضهم يستخدم ترديد أسماء الله الحسنى فإذا جاءهم المريض يشكو من أذنه يقول ردد اسم السميع وإذا جاء يشتكى من بصرة يقول ردد اسم البصير وهكذا؟ الشيخ: هذا لا دليل عليه الرقية ليست هكذا الرقية تقرأ على المريض الفاتحة هي أعظم شيء هي الفاتحة يقرأها ويمكث على المريض في محل الإيصال ويقرأ الإخلاص والمعوزتين ويقرأ ما تيسر من الآيات التي فيها الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى أما أنه يقول افعل كذا وبعدد كذا هذا لا أصل له ولا دليل عليه. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يكون أنه مندوب مشتريات في شركة والشركة عندما تشترى البضاعة من الصين يقول تعرض عليه بعض الشركات نسبة بكل صفقة أقوم بها فهل هذا جائز؟ الشيخ: لا ما دام أنك موظف عند الشكة عند الشركة وتحضر لها البضائع من المصانع ومن الشركات الخارجية أنت وسيط بين الشركة وبين المنتجين فلا تأخذ شيئا إلا راتبك المخصص لك لأنك لو أخذت شيئا من الشركة المنتجة أو البائعة فهذه رشوة حرام ولا تجوز نعم وماذا عن بعض الشركات إن أعطتك الشركة شيء فخذه ما يجوز هذا لا ما يجوز هذا الشركة ما تجيز الرشوة المحرمة جزاكم الله خيرا مش الشركة هي اللي تحلل الرشوة. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول ذكرت حفظك الله أن لا بدعة حسنة وبعض الناس يستشهد بقول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة تلك ماذا يعنى عمر يعنى صلاة التراويح هل فهم خلف إمام واحد؟ الشيخ: صلاة التراويح سنة وليست ببدعة فهو يقصد صلاة التراويح ويرد على من يقول أنها بدعة نقول إنها سنة نعمة التي تسمونها بدعة وهى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل ويقول أنه نطق بكلمة كفر والعياذ بالله حال غضب فكيف يصنع؟ الشيخ: إذا كان في حال غضب ولا يدرى ما يقول فليس عليه شيء لأنه غير مكلف الغضب الشديد الإنسان لا يتصور ما ينطق به لا يؤاخذ عليه لم يصدر عن اختيار منه صدر عن غضب شديد لا يؤاخذ عليه إن شاء الله وليس عليه شيء. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل ويقول عليه دين ولديه مال تجب عليه الزكاة هل يعطى أهل الدين ما عليه أولا أما يخرج الزكاة؟ الشيخ: إذا حال الحول تم عليه الحول ولم يسدد منه الدين حتى حال الحول يزكى المال الموجود عنده أما إذا سدد الدين قبل حلول الحول حين إذ ما عليه زكاة ليس عليه زكاة إلا إذا سدد يسدد ويزكى الباقي عنده إن بقى شيء. نعم . السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هناك رواية تقول لا يرقون. الشيخ: نعم هي صحيحة الحديث لا يسترقون هذه ليست صحيحة لا يسترقون لا يرقون هذه هي الصحيحة الحديث جاء هكذا سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم من هم السبعون الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب قال هم الذين لا يسترقون هذه ليست صحيحة لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اللي ماهياش صحيحة لفظة لا يسترقون لفظة لا يسترقون لأن الإسترقاء هي طلب الرقية من الناس فيه حاجة إلى الناس فيكون يذل للمخلوق فيترك هذا ويستغنى لأنه يعتمد على الله عز وجل ولا يطلب الرقي من الناس ولا يطلب الرقي استغناء بالله لأن سؤال الناس مكروه سؤال الناس مكروه إلا عند الضرورة فهو مباح لكن عند غيرا لضرورة مكروه فكلمة لا يسترقون لا تثبت عن الرسول الثابت أنه قال لا يرقون لا يسترقون الثابت أنه هناك الإسترقاء قال لا يسترقون وأما لا يرقون هذه غير صحيح جزاكم الله لا في لفظتين لفظة لا يسترقون هذه هي الصحيحة لأن معناها أنهم يطلبون الرقي من الناس فلا يسألونهم والاستغناء عن الناس مطلوب مهما أمكن فكلمة لا يسترقون هي الصحيحة أما كلمة لا يرقون هذه خطأ لأن الرسول يرقى عليه الصلاة والسلام والصحابة يرقون وأذن بالرقية نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. وهل يدخل في هذا التطبب الذهاب للطبيب للمعالجة. الشيخ: نعم إذا كان يستغنى عن الطبيب فهذا أفضل أما إن كان يحتاج للطبيب فلا مانع نعم قال صلى الله عليه وسلم تداو ولا تداو بحرام التداوي مباح نعم. السائل: أحسن الله إليكم. هذا السائل يقول نأتي كل عام إلى المنطقة الغربية في انتداب نمكث في جدة مدة شهرين ثم نتردد بين الطائف ومكة جدة هنا ثلاثة أيام وهنا أربعة أيام وأكثر وأقل فكيف تكون صلاتنا وجزاكم الله خيرا وهل نجمع ونقصر؟ الشيخ: إذا كنتم في البلد وعندكم مسجد وتسمعون الآذان صلوا مع المسلمين وأتموا الصلاة معهم ولا تقول إحنا مسافرين تنعزلون عن المسجد علشان انتم مسافرون لا صلوا مع المسلمين من سمع الآذان فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر أما إذا لم يكن عندكم مسجد وإقامتكم أربعة أيام أو أقل لكم القصر والجمع إذا لم يكن عندكم مسجد قريب وقامتكم أقل من أربعة أيام فأقل فلكم القصر والجمع فإذا نويتم قامة أكثر من أربعة أيام فلا يجوز لكم القصر ولا الجمع لأنكم أصبحتم مقيمين وأنقطع السفر نعم وفي الطريق على ما ذكرت تروحون الطايف كما ذكرت تقصرون وتجمعون تقصرون وتجمعون في الطريق نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل عن حكم الظاهرة الأخيرة التي ظهرت في السنتين أو الثلاث سنوات الأخيرة وهى ظاهرة التصويت لبعض الشعراء في القنوات الفضائية وكل قبيلة تصوت لشاعرها. الشيخ: هذا من أكل الناس بالباطل ومن إثارة النعرات بين القبائل وإثارة النخوات بين القبائل يجب منع هذا الشيء لأنه يورث شرا بين القبائل وافتخارا نهينا عن الافتخار بالأنساب والافتخار بالقبائل المسلمون إخوة هذه من ناحية من الناحية الثانية بذل الأموال بغير حق الأموال والجوائز هذه حرام لأنها أكل للأموال بالباطل. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل إذا كان يطلب بر أمه ورضاها فيقبل قدمها ما الحكم؟ الشيخ: إن يراها أن يقبل قدمها من باب البر فلا بأس بذلك. السائل: هذا سائل يقول أنه يدير منتدى إسلاميا كما يقول وهذا المنتدى يوجد فيه اختلاط بين الرجال والنساء فما توجيهك؟ الشيخ: هذا ما إسلامي الإسلامي الذي يمنع الاختلاط عليك أن تمنع هذا الاختلاط لا يكون إسلاميا وبه اختلاط. السائل: أحسن الله إليكم. هذا يسأل كأنه في بلد غير السعودية يقول في القبور يضعون الميت وبعد ستة أشهر ينبشون القبر ويخرجون الرفات منه يقول فقام أحد أقاربنا لما ماتت أمه ووضع طبقه من الأسمنت على جسدها حتى ينبش القبر فما الحكم؟ الشيخ: القبر لا يجوز ينبش لأن الميت إذا وضع فيه يكون وقفا عليه فلا يجوز أن يخرج منه مسكنا له إلا أن تقوم الساعة فلا يجوز هذا ظلم إلا إذا دعت الضرورة إن كان على الميت ضرر أنه يداس أو في طريق عام ويتضرر الميت لا مانع من نقله أما إذا نقله لحق ميت آخر لا يجوز هو أحق من الميت الجديد فيجب ترك المقبورين في قبورهم وعدم التعدي عليهم أنت لو جاء واحد في بيتك تقول له اخرج من بيتك يجوز هذا ما يجوز هذا كيف تخرج الميت من قبره لميت آخر لا حق لك في ذلك نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول بنت يتيمة يريد أن يتزوجها ويقول هل يشملني حديث أنا وكافل اليتيم كهاتين؟ الشيخ: اليتيمة إذا بلغت ما تصير يتيمة اليتم ينتهي بالبلوغ إذا بلغت ما صارت يتيمة بالغة لا مانع إذا تزوجها إن رضيت بذلك برضا وليها برضاها وعقد لها وليها برضاها مع وجود شاهدين عدلين نعم. السائل: جزاكم الله خيرا. ونختم بهذا السؤال هل رمضان وأسأل الله عز وجل أن يبلغ الجميع هذا الشهر العظيم وأن يعيننا على الصيام والقيام آمين فضيلة الشيخ تتنافس بعض القنوات الفضائية في هذا الشهر بعرض كثير من الأحاجي والألغاز والمسلسلات ونحو هذا مما يجذب الناس ويشغلهم إلى القنوات فما توجيه سماحتكم؟ الشيخ: هذا كيد للمسلمين وانتهاك للشعب فلا يجوز لهذه القنوات إن كانت مسلمة لأن هذا إشغال للناس بالترهات والمضحكات عن الطاعة والعبادة وتلاوة القرآن لا يجوز لهم هذا العمل يجب مناصحتهم ويجب إبلاغ ولي الأمر ولاة الأمور عنهم لأجل أن يمنعوا ذلك الأشياء التي تشغل المسلمين عن شهر رمضان أما ذا كانت في بلاد غير إسلامية ولا أحد يسيطر عليها فأنت لا تفتح عليها لنفسك ولا لأولادك المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2031 . |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
التمسك بالكتاب والسنة هو العصمة من الفتن وديننا يأبى المظاهرات والغوغائيات لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله - الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد في هذه الأيام تعصف بالعالم الإسلامي والعربي فتن تهدد أمنهم واستقرارهم وتفرق جماعتهم وتزعزع دولهم بتخطيط من الأعداء وتنفيذ من الغوغائيين والأغرار من أبناء تلك الدول المستهدفة دون تفكير في العواقب ومآلات الأمور تأثراً بالوعود الكاذبة وجرياً وراء السراب الخادع حتى أصبحت لا تسمع ولا تقرأ في وسائل الإعلام إلا ما يزعجك من تقتيل وتشريد وسقوط حكومات وتغير أحوال وقد تحقق في هؤلاء الذين يوقدون تلك الفتن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم "دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها"، وقد رسم لنا النبي صلى الله عليه وسلم الخطة التي نسير عليها للسلامة من شر هؤلاء الدعاة لما سأله حذيفة بن اليمان رضي الله عنه لقوله: "فما تأمرني إن أدركني ذلك" قال صلى الله عليه وسلم: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال حذيفة رضي الله عنه: "فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام" قال صلى الله عليه وسلم: "فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" هذا بالنسبة للفرد وأما بالنسبة للأمة فقد أمرها صلى الله عليه وسلم عند حدوث الاختلاف والفتن بالتمسك بالكتاب والسنة حيث قال صلى الله عليه وسلم: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"، وهذا تفسير لقول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، [آل عمران: 103]، وقد وجدنا ثمرة هذه الوصايا الربانية والنبوية عندما عصفت تلك الأحداث الأخيرة التي سببت الهيجان والمطالبة بتغيير أنظمة الحكم في البلاد العربية والإسلامية وتضرر بها من تضرر من الشعوب والحكام وقد بقيت هذه البلاد السعودية آمنة مطمئنة لأن دستورها القرآن الذي (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت: 42]، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50]، أما الدساتير البشرية فإنها لا تثبت أمام الهزات لأنها لم تبن على الوحي المنزل الصالح لكل زمان ومكان والذي لا يستطيع أحد أن يأتي بآية من مثله ولن يستطيع أحد أن يستدرك عليه (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41]، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال: كتاب الله أما الدساتير البشرية والقوانين الوضعية فهي عرضة للانتقاد ولا تصلح لكل زمان ومكان فهي تنهار عند أول حادثة فهي كبيت العنكبوت لا يقي من الحر ولا البرد ولا المطر ولا يصمد أمام الرياح، ولذلك أول ما رد به أهل هذه البلاد على الدعوة إلى الاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات ردوا بأن ديننا يمنع من ذلك كله ولا يجيزه ويأمر بالهدوء والسكينة والتلاحم بين الراعي والرعية وينهى عن الفوضى ويأمر بالقضاء على الفتن وأهلها فهو ينهى عن البغي والعدوان والخروج على ولي الأمر ويأمر بالإصلاح بين البغاة والمبغي عليهم إن أمكن الإصلاح وإلا فإنها تقاتل الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 9-10]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتاكم وأمركم جميع على واحد منكم يريد أن يفرق جماعتكم ويشق عصاكم فاقتلوه"، هذه هو موقف الإسلام من الفتن وعلاجها عند حدوثها وهو موقف هذه البلاد حكامها وعلمائها ولله الحمد عندما حدثت هذه الفتنة وهو الموقف الذي ألجم كل عدو وعلم كل جاهل ونبه كل غافل ومن تمسك بهذا المنهج فلن تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض بإذن الله والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13324 . |
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
موقف المسلم من الفتن فضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:فإن الموضوع الذي سنتحدث عنه إن شاء الله هو كما أُعُلن "موقف المسلم من الفتن" وقانا الله وإياكم شرها. والفتن: جمع فتنة، وهي الابتلاء والاختبار، وسنة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن يبتلهم، ولا يتركهم من غير ابتلاء لأنهم لو تركوا من غير ابتلاء لم يتميز المؤمن من المنافق، ولم يتبين الصادق من الكاذب ولحصل الالتباس كما قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، فالله سبحانه يجري الفتن ليظهر ويُعلم الصادق من الكاذب، ولولا ذلك لم يميز بين هذا وهذا ولتبس الأمر ووثق المسلمون بمن يظهر لهم الإيمان والإسلام وهو على خلاف ليخدع وليغش لأجل أن يحذروه ولا يثق به على أسراره وعلى أموره، ولو لم يكن هناك فتن ما عرفوه ولا، اختلط المؤمن بالمنافق، واختلط الصادق بالكاذب وحصل الفساد ولم يتميز هذا من هذا، ومن حكمته ورحمته أنه يجري هذه الفتن لأجل أن يمايز بين الفريقين. فالله سبحانه وتعالى حكيم في صنعه، وفي ما يجريه بهذا الكون، فالله قال لنا: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) من اختلاط المنافقين والكاذبين مع المؤمنين الصادقين لأن هذا يحصل به ضرر كبير على الدين والدنيا، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ) وذلك بالفتن التي يجريها على عباده، (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) أنتم لا تعلمون ما في القلوب، فكثيرون بمن أظهر لكم الولاء والصدق والمصادقة والإيمان لأنكم لا تتطلعون على ما في قلبه وهو عدو متربص، فلما كان الناس لا يعلمون ما في القلوب جعل الله هذه الفتن مظهرة لما في القلوب من المحن والكذب والنفاق فإنها إذا جاءت الفتنة تكلم المنافقون فعرفوا وانحازوا إلى الكفار ولم يثبتوا، وأما في وقت الرخاء فهم لا يُعرفون ويخدعون ويكذبون ويمارسون أعمالهم الخبيثة، وأما قوله: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي) أي يختار (مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) هذا استثناء من قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ)، فإن الله يطلع على الغيب من شاء من رسوله على شيء من الغيب لأجل المعجزة الدالة على صدقهم، ولأجل أن يعالجوا هذا الخلال الذي يحصل في المجتمع وفي الأمم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) كما قال الله جلَّ وعلا: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)، فالرسل قد يطلعهم الله على شيء من المغيبات لأجل مصلحة الدعوة وإثبات الرسالة، أما غير الأنبياء فإنهم لا يطلعون على الغيب ولا يطلعهم الله على الغيب: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، فهذه هي الحكمة في إجراء الفتن على العباد. والفتن لا تكون في وقت دون وقت؛ بل الفتن في جميع أطوار الخليق كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) هذه سنة الله في خلقه سبحانه وتعالى. والفتن متنوعة: تكون الفتن في الدين. تكون الفتن في المال. تكون الفتن في الأولاد. تكون الفتن في المقالات والمذاهب الاختلاف، تكون متنوعة. فالله سبحانه وتعالى يجريها على عباده لنصرة دينه وخذلان أعداءه المتربصين: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) يعني: ينتظرون بكم، (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنْ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً* إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)، وما أكثر المنافقين في كل زمان ومكان. والفتن على اختلاف أنواعها وتعددها ترجع على نوعين: النوع الأول: فتن الشبهات: تكون في الدين وفي العقيدة. النوع الثاني: وفتن الشهوات: تكون في السلوك والأخلاق والملذات والمشتهيات للبطون والفروج وغير ذلك من الشهوات كما قال جلَّ وعلا في سورة التوبة: (كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) يعني: بشهواتهم (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) تشبهتم بهم في نيل الشهوات المحرمة وإن كانت على حساب دينكم وأخلاقكم، (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً) أنظروا الابتلاء والامتحان (كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) أي: بنصيبهم من هذه الأمور، انطلقوا معها تاركين لدينهم في فروجهم، وفي بطونهم، وفي رئاساتهم، وفي ما يشتهون: (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) تشبه، ثم قال: (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا)هذه فتنة الشبهات الخوض في أمور الدين، ظهور المقالات المخالفة، ظهور الفرق المخالفة هذا من الفتن في الدين فتن الشبهات، منها نشأ ما نشاء من الفرق في الإسلام فرقة القدرية، فرقة الجهمية، فتنة الشيعة، وفتن كثيرة انحدرت من هذه الفتن، وهذه الفرق كما قال صلى الله عليه وسلم: "ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على ما أنا عليه" أو"على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" فرقة واحدة ناجية تسمى الفرقة الناجية، لأنها نجت من النار كلها في النار إلا واحدة نجت من النار بسبب أنها تمسكت بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وثبتوا على ذلك، وصبروا عليه رغم ما يعترضهم من الصعوبات ومن المشقات إلا أنهم صبروا، وثبتوا على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم ينجرفوا مع الفرق المنجرفة. وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ"، وفي رواية: "وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ"، الرسول ما ترك شيئا إلا وضحه لنا، وبينه لنا، ومن ذلك أنه بين موقف المسلم من هذه الفتن: أنه يكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ويلزم ذلك ويصبر عليه، ويكون على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، هذا فيه النجاة من الفتن، وهذا موقف المسلم من الفتن أنه لا ينخدع ولا ينجرف معها وإنما يبقى على دينه، ويصبر عليه، وله قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاسيما الخلفاء الراشدين المهديين. وكذلك من المنجيات من هذه الفتن وموقف المسلم منها: أنه يلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين الموجودين في عهده، فيكون مع جماعة المسلمين وإمام المسلمين ويبتعد عن الفرق المخالفة، لأن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني من ذلك أنه سأله: ماذا يصنع؟ ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ أي وقت الفتن الاختلاف قال: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" ما داموا موجودين ولو كانوا قلة، إذا كانوا على الحق تلزمهم وتكون معهم، وتكون تحت إمامهم، إمام المسلمين، لأن هذا منجاة من الفتن بإذن الله، "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" ولا تنجرف مع المنجرفين باسم الحرية أو باسم الديمقراطية أو باسم العلمانية أو باسم التعددية أو ما أشبه ذلك، لا ليس هذا عندنا، نحن نتمسك بديننا وننحاز مع جماعة المسلمين وإمام المسلمين هذا هو النجاة من الفتن عند حدوثها، ولا نغتر بالدعايات، ولا نعتر بزخرف القول، ولا نصغي إلى الشبهات التي تحاول أن تجتثنا من جماعة المسلمين وإمام المسلمين، قال حذيفة رضي الله عنه: فإِنْ لَمْ يكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ - ولا حول ولا قوة إلا بالله - جاءت فتن عظيمة وليس هناك جماعة ولا إمام للمسلمين، قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا" لا تدخل في الفتن، اعتزل هذه الفرق كلها لأنها ليس لبعضها ميزة على بعض، ليس فيها جماعة وليس فيها إمام، فهي كلها على ضلال تاءه لا تدخل معها، اعتزلها ولو أن تكون وحدك: "وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"، فهذا موقف المسلم من الفتن: أولاً: يأخذ بكتاب الله عز وجل. ثانياً: يأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه خلفاءه وأصحابه. ثالثاً: يكون مع جماعة المسلمين أينما وجودوا ومع إمام المسلمين. رابعاً: إذا لم يكن هناك جماعة ولا إمام فإنه ينجوا بنفسه وينحاز عن هذه الفرق كلها حتى يدركها الموت وهو ومتمسك بدينه وعلى سنة نبيه. إن المنافقين في كل زمان ومكان وهم يعيشون بيننا وربما يكونون من أولادنا، ومن جماعتنا إنهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، وينحازون مع العدو دائما، إذا جاءت الفتن انحازوا إلى العدو وتركوا المسلمين كما حصل منهم يوم الأحزاب في غزوة الأحزاب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لما تألف العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءوا يريدون القضاء على الإسلام والمسلمين، يريدون القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، جاءوا وأحاطوا بالمدينة وهم كثرة كافرة من القبائل عند ذلك انحاز معهم اليهود ونقضوا العهد الذي أغرموه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظموا إلى صفوف الكفار وهم أهل كتاب يعرفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم انحازوا مع أعداءه وصاروا مع الكفار وقال الله جل وعلا: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيد) ماذا كان موقف المؤمنين وما كان موقف المنافقين؟ (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيد* وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُور) الرسول وعدنا أنه سينتصر وأنه سيبسط الأمن على الجزيرة ويسير الراكب من كذا وكذا آمنا والآن يقولون ما نقدر نذهب إلى قضاء حوائجنا، وين وعد الرسول؟ (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُور) هذا موقف المنافقين. وأما المؤمنون: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً* مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً* لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً* وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) هذه النتيجة الآن لما حصل الامتحان وامتاز المنافقون عن المؤمنين وانحاز اليهود مع الكفار وهم أهل كتاب يعرفون أنه رسول الله: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً) وفي مطلع هذه الآيات يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) ماذا حصل؟ المسلمون ما قتلوا (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) أرسل الله ريحاً شديدة باردة فكفئت صدروهم وحصبتهم وأنزل ملائكة من السماء تلقي الرعب في قلوبهم فرحلوا خائفين مهزومين (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزا* وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ) اليهود الذين أعانوهم وانحازوا معهم أنزلهم الله من حصونهم التي تحصنوا بها وظنوا أنها تمنعهم من الله عز وجل: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً* وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا) هذا في خيبر أول لم تطئوها هذه النتيجة، نتيجة الصبر؛ لكن بعد الامتحان بعدما (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيد) (وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) لكنهم ثبتوا، ووجدوا وعد لله سبحانه وتعالى وصبروا هذه هي النتيجة، إذا تميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب عند هذه المحنة والفتنة وعند غيرها، هذه حكمة الله جل وعلا في إجراء الفتن. واليوم كما تعملون الكفار أقبلوا على المسلمين بقبضهم وقضيضهم ومختلف مكرهم وأسلحتهم وكيدهم يردون القضاء على الإسلام والمسلمين بحجة أن الشعوب مظلومة، وأنها مقهورة، وأنها تريد حقوقها وبحجة الحرية والمطالبة بالحقوق والديمقراطية وإلى آخره، وانحاز إليهم من الكتاب المغرورين والمخدوعين من انحاز وصاروا يتكلمون بألسنتهم ويقولون ما يقولون؛ ولكن كل هذا لن يضر الإسلام والمسلمين، الآن ينادون بالتعددية الفكرية وبحرية المذاهب وحرية المقالات وإلى آخره، يعني ما لنا دين؟ ألم ينزل الله علينا كتابا من السماء ويرسل إلينا رسولاً ويأمرنا بتباع الكتاب والسنة، والالتزام بطاعة ولاة الأمور من: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، ينادون بحرية المرأة بكل ما تعنيه الحرية البهيمية ما هي بالحرية الطيبة التي تحرر المرأة من الخنوع والخضوع للشهوات ورغبات الكفار، وأن تكون مثل الرجل وهي ليست كرجل (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى)، يردون أن تكون مثل الرجل أن تتولى أعمال الرجال، أن تخرج من البيوت التي هي مقار عملها: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ) لا يردون هذا، يردون أن تكون المرأة المسلمة مثل المرأة الغربية الكافرة؛ بل وأحق منها ستكون أحق منها لأنها كفرة نعمة الله وتركت آداب الإسلام وصارت أحق من المرأة الكفارة التي لم تعرف الإسلام ولم تعش تحت ظلهِ فترة طويلة فتكون أذل منها بكثير هم يردون هذا، ويعلمون أنها إذا انجرفت النساء انجرف المجتمع لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" لما عرفوا أن النساء بهذه المثابة جندوها ضد أخلاقها، وضد دينها، وضد مجتمعها لينالوا مأربهم بها بالمرأة، ركزوا عليها وناصرهم من ناصرهم من المنافقين من أبناءنا ومن حولنا ناصرهم على ذلك صاروا ينعقون بآرائهم ويعلون هذه الآراء التي لا يعرفون مغزاها ولا معناها وإنما لأنها جاءت من قبل دول متقدمة بزعمهم وهي متأخرة في الحقيقة، جاءت أفكار من دول الغرب فيرونها كمالاً وأننا متأخرون وأننا, وأننا، نحتاج إلى إصلاح يسمونها الإصلاح وهو الإفساد (إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) كما يقول المنافقون:(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) فهذا موقف هؤلاء عند الفتن ولم يصبر على ذلك إلا أهل الإيمان واليقين والثبات الذين لا يغترون بالدعايات، نحن ولله الحمد لسنا في شك من ديننا ولسنا في شك من عقدتنا، فلماذا لا نتمسك بديننا ونصبر عليه؟ لماذا لا نتمسك بعقيدتنا؟ لماذا ننزل من أعلى إلى أسفل؟ هذا يردون به أن نتخلى عن عزتنا الله جلَّ وعلا يقول: (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ) بشرط ما هو الأعلون المطلقة بشرط (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). فبالإيمان يعلوا المؤمنون، وبعدم الإيمان ينخذلون ويذلون، ولكن لابد من الامتحان والابتلاء فلا نستغرب،. وسيأتي فتن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كلما تأخر الزمان أشدت الفتن وتنوعت كل فتنة أشد من التي قبلها، فتن يرقق بعضها بعضا، فتن يكون فيه "المؤمن القابض على دينه كالقابض على الجمر"، "بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قالوا يا رسول الله: ومن الغرباء؟ قال:"الَّذِينَ يصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ"، وفي رواية: "الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسَ"، هؤلاء هم الغرباء في آخر الزمان، لماذا كانوا غرباء؟ لأن أكثر الناس ضدهم وعلى خلاف فهم غرباء. والغريب: هو الذي يعيش بين أناس ليسوا من أهله، وليسوا من بلده هذا هو الغريب. فالمؤمن يعيش في آخر الزمان بين أناس ليسوا من أهله، وليسوا من موطنه بأخلاقهم وثقافتهم وأفكارهم ليسوا من بلده، لمؤمن يصبر على ذلك: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). أسال الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل. وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وأصحابه جمعين. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13693 موقف المسلم من الفتن المادة الصوتية : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...les/mouqaf.mp3 . |
#6
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 الوقاية من الفتن 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الوقاية من الفتن http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...1430-04-14.mp3 موقف المسلم من الفتن ( ١) http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...--14330106.mp3 موقف المسلم من الفتن ( ١) ربط آخر للتحميل المباشر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13959 موقف المسلم من الفتن ( ٢) المادة الصوتية : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...les/mouqaf.mp3 تفريغ المادة الصوتية : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13693 التحذير من دعاة السوء وبيان خطرهم على بلاد الحرمين http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...01-%201436.mp3 التحذير من دعاة السوء وبيان خطرهم على بلاد الحرمين رابط آخر للتحميل المباشر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15332 واجب المسلم تجاه الأفكار والآراء المضللة http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...1428-10-30.mp3 واجب المسلم تجاه الأفكار والآراء المضللة رابط آخر للتحميل المباشر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/5423 . |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
الخروج من الفتن. لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ -حفظه الله- مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والإفتاء السؤال : ما هو المخرج من الفتن وخصوصا فتنة الطائفية الجواب : الخروج من الطائفية ألا نمشي لها وأن لا نرفع لها لواء وأن نحث الأمة على الإسحار بكتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن نتخلق بالكتاب والسنة وأن نجمع المسلمين على تقوى لله جل وعلاء على إفراد الله بالعبادة وتباع بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بهما وأن لا نثير ما يسبب قتنى بل نحاول أن نحاور الآخرين ونوضح لهم طريق المستقيم وندعوهم إلى الله بالحكمة والبصيرة فمن دعا إلى الله بالحكمة والبصيرة وعلى طريق المستقيم أرجو أن يقبل الله عمله وأن ينفع بدعوته. http://www.mufti.af.org.sa/node/3587 . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أحاديث الفتن والحوادث لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- | ام عادل السلفية | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 0 | 30-03-2015 10:16AM |
اجتماع الكلمة وآثارها في دفع الفتن لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 4 | 29-03-2015 10:25PM |
القول المفيد على كتاب التوحيد شرح فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 68 | 02-02-2015 10:29PM |
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 70 | 22-01-2015 03:24AM |
شرح مسائل الجاهلية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 8 | 25-10-2007 06:33PM |