هداية التوفيق والإلهام وهداية الدلالة والإرشاد
الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله
قال الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله في قوله تعالى {إنك لا تهدي من أحببت}:
{لا} هنا: نافية، وقوله {تهدي}: الهداية المنفية هنا هي هدية التوفيق والإلهام الخاص والإعانة الخاصة وهي التي يسمّيها العلماء هداية التوفيق والإلهام، ومعناها: أن الله جلّ وعلا يجعل في قلب العبد من الإعلانة الخاصّة على قبول الهُدى ما لا يجعله لغيره، فالتوفيق إعانة خاصّة لمن أراد اللهُ توفيقه بحيث يقبل الهدى ويسعى فيه، فجعل هذا في القلوب ليس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ القلوب بيدِ الله يقلبها كيف يشاء، حتى إن أحب الناس إليه -صلى الله عليه وسلم- لا يستطيع عليه الصلاة والسلام أن يجعله مسلماً مهتدياً، وقد كان أبو طالب من أنفع قرابة النبي -صلى الله عليه وسلم- له ومع ذلك لم يستطع أن يهديه هداية توفيق، فالمنفي هنا في قوله {تهدي} هي هداية التوفيق. والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلّف هي هداية الدلالة والإرشاد، وهذه ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوصه ولكلّ داعٍ إلى الله ولكل نبي ورسول، قال جلّ وعلا: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}، وقال جل وعلا في نبيه عليه الصلاة والسلام: {وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم*صراط الله} ومعنى {لتهدي} أي: لتدلّ وترشد إلى صراط مستقيم بأبلغ أنواع الدلالة وأبلغ أنواع الإرشاد المُؤيَّدين بالمعجزات والبراهين الدّالة على صدق ذلك الهادي وصدق ذلك المرشد." أهـــ.
كتاب (التمهيد) باب قول الله تعالى {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}