|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
[3][التخويف من الشرك وبيان أنواعه وصوره][شرك الخوف]
بسم الله الرحمن الرحيم [سلسلة] [3] [ التخويف من الشرك وبيان أنواعه وصوره] شرك الخوف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الرسل والنبيين محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: "يا أبا بكر ! للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل". فقال أبو بكر: وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلهاً آخر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده، لَشِّرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره ؟ ". قال: "قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم". إنك أيها المكلف الموحد وأنت قد قرأت هذا الحديث لتعجب ممن تصدّر اليوم للدعوة إلى الله وهو يزهّد في دعوة التوحيد وكأنه يقول لاداعي للإشتغال بها فهذا التوحيد قد عرفناه وذلك بقوله يمكننا تعلم التوحيد في خمس دقائق ولم يقل معنى لاإله إلا الله على مافي هذه الكلمة العظيمة من معاني يستغرق في تعلمها وقتا ليس بالقصير بل ظاهر قوله تعلم التوحيد كله والذي عقد له الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب ثلاثة وستين فصلا ويستغرق العلماء في تدريسه الأيام والشهور . ولاشك أن هذا المزهِّد في تعلم التوحيد جاهل بما جاء من الحديث الوارد في خطورة الشرك المنافي للتوحيد وأنه أخفى من دبيب النمل وكذلك مارواه الدارمي موقوفا على ابن مسعود أنه قال الربا سبعون بابا والشرك بالله مثله فهل هذه الأبواب على تفصيلاتها وتفريعاتها تستغرق الخمس دقائق قاتل الله الجهل والتأويلات الفاسدة ماأضرّها على دين الرجل المسلم ولو سُئل هذا المتجرّىء الجاني على جناب علم التوحيد وخطره ماهو ضابط الشرك الأكبر في الخوف وما الفرق بينه وبين الأصغر منه قال لاأدري ماشرك الرجاء والمحبة وماهو الأكبر فيهما لقال ماأدري فسبحان الله وهم ينأون عنه وينأون فلا استفادوا في أشرف العلوم وأعظمها خطرا واستغرقوا الوقت لفهمه وهو علم التوحيد ولا هُم بالذين تَركوا غيرهم ليتعرفوا على هذا العلم الذي به يعرف الرجل أعظم مايتنسّك به في الاسلام وهو التوحيد الذي جعله الله فرض على العبيد . فإن من أنواع الشرك في الألوهية وقد عرفت أن توحيد الألوهيه هو توحيد الله بأفعال العباد كالدعاء والذبح والرجاء والخوف شرك الخوف وهو على قسمين أكبر وأصغر : القسم الأول : وهو الأكبر أن يخاف من غير الله كخوفه من الله وبيان ذلك أن الشرك هو مساواة غير الله بالله فيما هو من من خصائص الله كما قال تعالى : ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين ) الشعراء وقول النبي صلى الله عليه وسلم أن تجعل لله ندا وهو خلقك خرجه البخاري والخوف هو طلب النفس الهروب عما يهلكها أويضرها فالخوف الطبيعي أن يخاف ممن عنده أسباب ظاهرة مباشرة للخوف ممن له قدرة مباشرة كالسبع يلقاه الرجل في الصحراء وجها لوجه فيتسلق الشجر هربا عنه ومن ذلك خوف موسى لما ألقى العصا فاهتزت كأنها جان ولى هاربا قال الله تعالى له : ياموسى لاتخف فهذا لابأس به على شرط ألا يصدّ عن واجب يقدر عليه المكلف وأما الشرك الأكبر في الخوف أن يعتقد في المخوف منه صفة لاتليق إلا بالله فيخاف من تلك الجهة منه كمن يخاف من الولي في قبره وهو الذي يسمى بخوف السر وذلك لاعتقاده أن الولي يعلم الغيب وأنه قادر على الاضرار به من غير مباشرة أسباب فيضره تلقائيا من قبره من غير أن يكون عند بُندقة يصوبها عليه وهو أمامه بل من قبره فهو حينئذ قد جعل الولي نداً لله فخضع له بعبادة الخوف تعظيما له كتعظيم الله إذ أنه اعتقد في الولي مالله من كونه سبحانه قادر على الاستقلال بالضر بقوة خفية فمن فوق عرشه وبغير مباشرة أسباب ظاهرة يرسل الريح فتدمر كل شيء بأمر ربها ويرسل الصواعق فتصيب من يشاء وتدمر من يشاء ويغرق بالسيل والطوفان والزلازل من يشاء فمن ظن في الولي ظنه في الله فخاف منه على هذا الوجه فهو مشرك الشرك الأكبر في الخوف كما قال لي مصري أوصلته بالسيارة على طريق مكة : عندنا في مصر اعتقاد من تكلم على البدوي يفجر بدنه من قبره فيخافون حينئذ منه ولايقعدون في مجلس يحذر فيه من الشرك بالله باتخاذه شفيعا يدعى ظنا أن هذا من الانتقاص من حق الأولياء الموجب لعقوبتهم مع كونهم أمواتا في قبورهم وقد قال تعالى وماانت بمسمع من في القبور قالت عائشة الميت لايسمع واستدلت بمثل هذه الآية وليس لها مخالف من الصحابة ولو خاف أحد من ولي صالح في قبره لخاف الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته وهو في قبره فقدموا له القرابين ليرضى ، فلما لم يفعلوا وعُلم أن الخوف عبادة فكان صرفها لغير الله على ذلك الاعتقاد : من الشرك الأكبر المخرج من الملة قال تعالى : (إنما ذلكم الشيطان يخوّف أولياءه فلاتخافوهم وخافونِ) 175 آل عمران . فدل ذلك على أن الخوف عبادة فصرفه لغير الله شرك مخلِّد في النار محبط للعمل. فذلك الخوف الذي هو شرك أكبر أن يخاف من غير الله كالضريح والولي والساحر والجني الغائبين كخوفه من الله بأن يعتقد أن فيه صفة لاتليق إلا بالله كعلم الغيب والقدرة على إيقاع الضرر استقلالا من غير مباشرة أسباب فيخاف من جهتها فيخضع أويخشع رهبة من للمخوف منه سرا أو يظهر ذلك علانية وأما الشرك الأصغر في الخوف وهو أن يخاف من غير الله لاعتقاد أن فيه سبب للخوف وليس فيه سبب فاعتقاد في شيء أن فيه سبب وليس كذلك شرك أصغر كمن يخاف من ذات الظلام على معنى الضرر واعتقاد أنه سبب وهو في الواقع ليس بسبب كمن يخاف من السكن في الطابق الثالث عشر تشاؤما لاعتقاد الضرر وليس بضرره متحققا شرعا بل هو طيرة شركية لها قرنان فهذا شرك الخوف الأصغر والذي هو من عظائم الذنوب ولكن لايخرج من ملة علام الغيوب إذا أن حد الشرك المخرج من شريعة الرب سبحانة مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله كما قال الله عن المشركين (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين )
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد زياد الأردني ; 05-12-2010 الساعة 11:41AM سبب آخر: تنسيق |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|