ما هو الإرجاء , هذا سؤال من المغرب .
أجاب الشيخ حفظه الله : الإرجاء , من أرجى الشيء أي أخره , وهو تأخير الأعمال وفصلها عن الايمان , والقول بأن الإيمان هو التصديق ولا علاقة للأعمال بالإيمان . والإرجاء على أقسام منها : ارجاء الكرامية الذين يقولون يكفي في الايمان النطق باللسان ولو كفر الرجل بالجنان , في قلبه كفر بالرحمن فيكفيه النطق باللسان قول لا اله الا الله . وهذا لازم تصحيح ايمان المنافقين لانهم في الباطن كافرين برب العالمين وفي الظاهر يقولون الشهادة والصلاة . ومرجئة الجهمية يكفي عندهم الايمان المعرفة حتى لو كفر الرجل بلسانه فيكفي تصديقه بجنانه . و هذا محصله تصحيح الذي يقول لو ايش ؟ يكفي الإيمان اللي هي ايش ؟ المعرفة , حتى لو كفر باللسان . هذا تصحيح مذهب ابليس فانه كان يعرف الله فقال إني أخاف الله ولكن كفر فقال : " أأسجد لمن خلقت طينا " فهذا حاصله تصحيح مذهب ابليس أو طريقة ابليس , تنجيتهم للكفر بهذا وأنه مؤمن على طريقتكم .
الثالث : هو مرجىء ارجاء الفقهاء , وهو أخفه . قالوا هو التصديق لان الله قال : " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين " . أي مصدق . فغفلوا عن المعنى الشرعي في تعريف الايمان وعرفوه في المعنى اللغوي , وهذا خطأ . فالايمان ينبغي أول ما نتناوله . فالتعريف . تعريف ايش ؟ تعريفه بالحقيقة الشرعية , فالحقيقة الشرعية كما جاء في صحيح مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الايمان بضع وستون " وفي رواية " بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا اله الا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " . فتبين من هذا أن الايمان قول , لأنه قال أعلاها قول لا اله الا الله , وادناها اماطة الأذى عن الطريق , قول وعمل . ولما قال :" ليزداد الذين آمنوا إيمانًا " دل أنه يزيد وما كان يزيد فهو ينقص ؟ إذن هو قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . ولا يمكن ان نتصور انسان مصدق في قلبه ولا يُرى أثرا للتصديق على عمله , فالعمل لا ينفصل عن الايمان بإجماع السلف , فلا يجوز فصله . فالعساف كان يقولون الايمان قول وعمل . فحينئذٍ جعلوا العمل جزء فيه , في تعريف , فخطأ أن نقول كانوا بعد السلف وبعد ان نخالف سبيلهم , فنقول يكفي قول باللسان الايمان وتصديق بالجنان حتى لو ما عمل أي شيء . إذن ماذا يعني قول وعمل في تعريفه , لان العمل جزء منه . قال بضع وستون شعبة , أدخل العمل في الايمان , لو فصلت لخالفت النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت تصنيف وقول . خالفت حديث مسلم , ولا بد أن يُرى أثر ايش ؟ الأعمال على أقل , على البدن وهو عمل الجوارح . قيل لسفيان بن عيينة : "إن رجل يقول أنا مسلم أصدق أن لا اله الا الله , لكن يريد ان يصوم ولا يصلي ولا يميط الأذى عن الطريق ولا يفعل شيء بجوارحي انا ويقول انا مسلم , فهذا قول المرجئة هم الذين يقولون يكفي التصديق ولو ما في عمل بالجوارح . لابد من ظهور ادلة , لان هناك تلازم بين النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم , " ألا إن الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ؟ وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " . دليل على انه إذا ما رؤي في الجسد أثر الايمان وعزم على ترك ...... ما يمكن ان يكون الباطن مؤمن , لانه قال إذا فسدت فسد الجسد كله , فالباطن فاسد كافر . قال بن تيمية " يستحيل الرجل يبقى دهرا طويلا " , يقول لا أصلي ولا أسبح ولا أفعل شيء للجوارح ويقول ويدعي بالباطن انه مؤمن , لابد ان يرى عليه أثر العمل .
|