|
#19
|
|||
|
|||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير آية من سورة المائدة (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْ) السؤال: نستفتح هذا اللقاء بتفسير الآية المباركة في قولِ الحقِّ- تباركَ وتعالى- في سورة المائدة، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*). الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله أصحابهِ أجمعين، في هذه الآية الكريمة من سورة المائدة، يقولُ الله تعالى (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*) يُنوّهُ الله – سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة بشأن البيت، وهو الكعبة المُشرّفة التي بناها إبراهيم بأمر الله- سبحانه وتعالى- وفرّض اللهُ على الناسِ حجّها، قال الله -سبحانه- (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )، فهي قيامًا للناس، بمعنى أنها قِبلتُهم، وأنها يحجونّ إليها من أقطار الأرض، يبتغون فضلًا من اللهِ ورضوانا فيعبدون الله عندها، أمرّ اللهُ - جلَّ وعلا- بتطهيرها للطائِفين والعاكفين والرُكّع السجود، فهي بيتُ عبادة، وبيتُ توحيد، وهي مثابَة للناس (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً ) وهي مباركة (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ)، نوّه اللهُ بشأنَ هذا البيت العتيق الذي بناهُ إبراهيم- عليهِ السلام- بأمر الله- سبحانه وتعالى- يجتمعُ الناس حولها من أقطار الأرض يتعارفون ويتآلفون، ويُسلّمُ بعضهم على بعض، وتَقّرُ أعينهم إذا رأوا قوة المسلمين وكثرة المسلمين، ففي ذلك مصالِح عظيمة دينية ودنيوية، والحمد لله رب العالمين،(قِيَاماً لِلنَّاسِ) تقوم به مصالحهم في معاشِهِم ومعادِهِم وتُكّفرُ سيئاتهم إذا حَجّوا، الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ، من أتى هذا البيت لم يرفث ولم يفسق ولم رجعَ كيومِ ولدته أمه، فتقومُ مصالحهم الدينية والدنيوية بذلك (قِيَاماً لِلنَّاسِ) وجعلَ اللهُ الشهر الحرام الذي هو الأشهر الحُرم التي حرّم الله فيها القِتال، وهي شهرُ شوال، وذو القعدة، وعشرةُ أيامٍ من ذو الحجة، سمّاهُ الله الشهر الحرام لأنهُ يحرُمُ فيهِ القتال، و يأمن الناس على دماءِهِم وأموالِهِم في هذه الأِشهر، كما أيضًا يرتاحون عند هذا البيت العتيق. الشَّهْرَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ مثل ما أنَّ الكعبة جعلها الله قِيَاماً لِلنَّاسِ، ولمّا جاءَ الإسلام انتشر الأمن ولله الحمد، هل بقيت الأشهُر الحُرُم أم نُسِخَت؟ اللهُ أعلم بذلك، ولكن اللهُ شَرَعها لمصالِح الناس وحِفظِ دماءِهم وأموالِهِم، وليتمكنّوا من زيارة هذا البيت حاجّينَ ومُعتمرين هذا من فضل اللهِ -سبحانهُ وتعالى- (وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ) أي ما يُهدى إلى البيت العتيق من بهيمة الأنعام، تَقرُبًا إلى الله- سبحانهُ وتعالى- وعبادةً لله، وفيهِ مصالِح للناس يأكلونَ ويتصدّقون ويتوسعون بلحومها، ( وَالْقَلائِدَ)هيما يكون على الهَديّ الذي يُساق إلى هذا البيت ليُعرَف أنهُ هَديّ فيُجتَنَب ولا يُساءُ إليه، فالْقَلائِدَ فيها علامة على أنَّ هذه الأنعام أنها لا يُتعرّضُ لها حتى تبلُغَ مَحِلها وهو البيت العتيق. ثُمَّ قال- جلَّ وَعَلا-( ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) شَرَعَ لكم هذا الشرع العظيم، وجعل هذا البيت وهذا الشهر الحرام جعلهما قيامًا لِمصالِحكم، وتمكينًا لكم من السيرِ إلى هذا البيت العتيق، لتعلموا أنَّ اللهَ يعلمُ ما في السمواتِ وما في الأرض، هذا فيه الحثّ على العمل الصالِح والإخلاص لله، لأنَّ الله يعلم ما في السموات وما في الأرض، ولا يخفى عليه شيءٌ من أعمالِنا (وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ*) تعميم بعد تعميم لعلم اللهِ سبحانه- مما يجعل العبد يخافُ من الله ويرقبهُ في إي مكان كان ، سواء عند البيت أو إذا بعد عن البيت في أقطار الأرض فإنهُ في علم لله سبحانه وتعالى لا يخفى على الله . الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/01_25.mp3 المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15485 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
| انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| من أحكام القرآن الكريم لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 28-11-2014 11:21AM |
| تفسير آيات من القرآن الكريم تفسير الإمام محمد بن عبد الوهاب لفضيلة الشيخ صالح الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 16-10-2014 09:41PM |
| أثر حفظ القرآن في زيادة التحصيل الدراسي والتفوق | مشاركة سابقة | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 01-03-2010 11:26PM |
| أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
| حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام (الحلقة الثانية) | الشيخ ربيع المدخلي | السنن الصحيحة المهجورة | 0 | 12-05-2004 05:34PM |
