|
||||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
التقييم:
|
انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
وهذا سؤال آخر طرح على فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وقد يستفاد منه أيضاً في هذه الأيام :
السؤال : ما رأي فضيلتكم في الدعوة التي تقوم بها بعض الأوساط الخارجية إلى أن القومية العربية وحدها هي الرابطة الأولى بين العرب؟ الجواب : أن يقال: لا ريب أن الدعوة إلى أن تكون القومية العربية هي الرابطة الأولى بين العرب , دعوة باطلة لا أساس يؤيدها, لا من العقل ولا النقل, بل هي دعوة جاهلية إلحادية يهدف دعاتها إلى محاربة الإسلام, والتملص من أحكامه وتعاليمه. وقد يدعو إليها من لا يقصد هذا المعنى, وإنما دعا إليها تقليدا لغيره وإحسانا للظن به, ولو عرف حقيقة المقصود منها لحاربها وابتعد عنها, وكل من له أدنى معرفة بتاريخ العرب قبل الإسلام وبعد يعلم إنه لم يكن للعرب كبير قيمة تذكر ولا راية ترهب إلا بالإسلام, وبه فتحوا البلاد وسادوا العباد, وبه كانوا أمة مرهوبة الجانب, محترمة الحقوق مرفوعة الرأس, حتى غيروا فغير عليهم, كما قال الله سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } الآية. ولا أحب أن أطيل في هذا الميدان; لأن الصحيفة لا تتحمل ذلك, والحق في ذلك أوضح من الشمس, لا يرتاب فيه من له أدنى إلمام بحال العرب والإسلام, وما أحسن قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } ،{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } وقوله تعالى: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } وإذا كان الهدف من الدعوة إلى القومية العربية أن يجتمع العرب, وأن يشتركوا في مصالحهم, وأن ينتصفوا من عدوهم ويطردوه عن بلادهم, فليس هذا هو السبيل إلى هذا الغرض النبيل, وإنما السبيل الوحيد هو الرجوع إلى دينهم الحق, الذي به شرفوا وعرفوا وبرزوا في الميدان, وسادوا الأمم, والتمسك بتعاليمه السمحة وأحكامه الرشيدة, وتحكيمه في كل شيء, والموالاة في ذلك والمعاداة فيه, وبذلك يحصل الاجتماع, وتدرك المصالح وينتصف من الأعداء, ويكون النصر عليهم مضمونا والعاقبة حميدة في الدنيا والآخرة, كما قال الله تعالى في محكم التنـزيل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } . وقال تعالى: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ، { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } . وقال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة. وما أحسن ما قال مالك بن أنس رحمة الله عليه في هذا المعنى: ( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ) لقد صدق هذا الإمام في هذه الكلمة القصيرة العظيمة. اللهم أصلحنا وولاة أمرنا جميعا وسائر المسلمين إنك سميع قريب.
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
|
#2
|
|||
|
|||
|
وسؤال آخر عن المقارنة بين القومية والإسلام فأجاب الشيخ بن باز رحمه الله : السؤال : ما رأي فضيلتكم في الاتجاه الذي يبدو واضحا في هذه الأيام للمقارنة بين القومية والإسلام, والذي يظهر في بعض الجرائد والمجلات بالمملكة؟ الجواب : أن يقال: إن من أعظم الظلم وأسفه السفه, أن يقارن بين الإسلام وبين القومية العربية , وهل للقومية المجردة من الإسلام من المزايا ما تستحق به أن تجعل في صف الإسلام, وأن يقارن بينها وبينه؟ لا شك أن هذا من أعظم الهضم للإسلام والتنكر لمبادئه وتعاليمه الرشيدة, وكيف يليق في عقل عاقل أن يقارن بين قومية لو كان أبو جهل , وعتبة بن ربيعة , وشيبة بن ربيعة وأضرابهم من أعداء الإسلام أحياء لكانوا هم صناديدها وأعظم دعاتها, وبين دين كريم صالح لكل زمان ومكان, دعاته وأنصاره هم: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق , وعمر ابن الخطاب , وعثمان بن عفان , وعلي بن أبي طالب , وغيرهم من الصحابة صناديد الإسلام وحماته الأبطال, ومن سلك سبيلهم من الأخيار؟ لا يستسيغ المقارنة بين قومية هذا شأنها, وهؤلاء رجالها وبين دين هذا شأنه وهؤلاء أنصاره ودعاته, إلا مصاب في عقله, أو مقلد أعمى, أو عدو لدود للإسلام ومن جاء به. وما مثل هؤلاء في هذه المقارنة إلا مثل من قارن بين البعر والدر, أو بين الرسل والشياطين, ومن تأمل هذا المقام من ذوي البصائر, وسبر الحقائق والنتائج, ظهر له أن المقارنة بين القومية والإسلام, أخطر على الإسلام من المقارنة بين ما ذكر آنفا. ثم كيف تصح المقارنة بين قومية غاية من مات عليها النار, وبين دين غاية من مات عليه الفوز بجوار الرب الكريم, في دار الكرامة والمقام الأمين؟ اللهم اهدنا وقومنا سواء السبيل, إنك على كل شيء قدير. انتهى كلامه رحمه الله وجعل منزلته في علّيين آمين
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
| انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 12:51AM |
| (الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |
| مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 08-11-2007 12:07PM |
| شرح كتاب ثلاثة الأصول | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 13-10-2007 07:38PM |
| صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 11:02AM |
