|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
[خطبة] الصدق - خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ
الصدق - خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. عباد الله، يقول الله جل جلاله (يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، أمر الله عباده المؤمنين بتقواه وأن يكونوا مع الصادقين بأن يلزموا الصدق ويتخلقوا بالصدق في كل مجالات حياتهم، إن للصدق في الإسلام منزلة عظيمة لا أنه خلق فاضل فحسب ولكنه أساس الدين الذي يقبله الله وسبب للنجاة يوم القيامة وفرق بين المؤمن والمنافق، ومن تتدبر كتاب الله وسنة محمد رسوله صلى الله عليه وسلم يرى لهذا الصدق فضائل عظيمة عديدة فمن فضائل الصدق أن الصدق صلة لربنا جل جلاله قال الله تعالى: (وَمَنْ أصدق مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً)، (وَمَنْ أصدق مِنْ اللَّهِ قِيلاً)، وقال: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ)، والصدق صفة أنبياء الله ورسله قال جل وعلا: (بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)، وقد قال جل وعلا مبيناً من صفات أنبياءه: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ أنه كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً)، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ أنه كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ)، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ أنه كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً)، و خاطب قوم يوسف (يُوسُفُ أيها الصِّدِّيقُ)، مع أن المخاطبين له كانوا غير مسلمين لكنهم يعترفون بالصدق لأن الصدق خلق أنبياء الله ورسله ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم خاتم الأنبياء والمرسلين معروف لدى قومه بصدقه وأمانته فكان يسمى الصادق الأمين قبل أن يوحى إليه صلى الله عليه وسلم ما جرب عليه كذب وما عرف عنه سوء بل هو طاهر من كل الأخلاق الرذيلة منذ نشأ إلى أن بعث صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام أصدق الخلق لقد صدقوا والله في دين الله فبلغوا من بعدهم كتاب الله وبلغوا سنة رسول الله ونشروا هذا الدين بصدق وأمانة فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا فلا يحبهم ولا يوليهم إلا مؤمن يؤمن بالله ورسوله ولا يبغضهم ولا يكرههم ولا يقدح فيهم ولا يزدريهم إلا من في قلبه نفاق نسأل الله السلامة والعافية، ومن فضائل الصدق أنه أساس الدين وركنه الوثيق وسبب لقبول الأعمال الصالحة قال الله جل وعلا: (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ)، وقال: (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، ومن فضائل الصدق أنه سبب لدخول الجنة يقول صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، وغضوا أبصاركم، واحفظوا فروجكم، وكفوا أيديكم"، ومن فضائل الصدق أنه فارق بين المؤمن والمنافق يقول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا أؤتمن خان"، ومن فضائل الصدق أنه سبب للاتصال بالبر يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة"، ومن فضائله أن من لازمه وكان الصدق خلق له بوئا منزلة الصديقين يقول صلى الله عليه وسلم: "ولا يزال عبدي يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا". أيها المسلم، والصدق له مراتب عظيمة فمن ذلك أن الصدق يكون في النية فالمسلم حقا نيته صادقه في كل عمل صالح يعمله هو صادق في نيته يبتغي بعمله وجه الله والدار الآخرة لأنه يعلم أن العمل الذي لغير الله لن ينفعه ولا يفيده سيكون هباء منثورا قال الله: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)، فلابد من صدق بالنية بأن يكون الباعث عن العمل وجه الله وابتغاء مرضاته ولا يكون تناقض بين الأعمال ولا تناقض بين المقاصد والأعمال فإن هذا شأن المنافقين (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)، ومن مراتب الصدق أيضا الصدق في الأقوال بأن تخبرا بخبر ماض أو حاضر وأنت صادق فيه متجنب الظنون والأكاذيب يقول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، ومنها الوفاء بالوعود يقول الله جل وعلا: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ)، ومن الوفاء بالعهود والعقود يقول الله جل وعلا: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)، ويقول: (يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ). أيها المسلم، إن ثمرات هذا الصدق أولاً طمأنينة النفس فإن الصادق في أحاديثه مطمأن النفس لا يخشى من شيء لأن الكاذب المرتاب يخاف أن يطلع على أخباره وأن تكشف حاله وأن يهتك ستره لكن الصادق هو الذي يعيش مطمئن النفس مرتاح البال يقول صلى الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة". أيها المسلم،أيها المسلم، وإن الصدق يكون في الأعمال فاستواء الأفعال والأوامر بأن يكون ذلك لله جل وعلا صادق في ذلك لا اختلاف بين الظاهر والباطن ومنها في مقامات الدين من رجاء الله وخوفه والزهد والتقى والورع وغير ذلك والخشوع والخشية فتكون هذه المقامات ناتجة عن طاعة الله لا تصنع أمام المخلوق لا تصنعاً أمام الخلق وإنما تعامل الله في الظاهر كما في الباطن أمرك من صلاح السريرة واستقامة الحال. أيها المسلم، إن المسلم حقا يلزم الصدق في كل أحواله وفي كل شؤون حياته سواء في تعامله مع ربه أو مع نفسه أو مع أقاربه أو مع جيرانه أو مع الناس أجمعين عموما هكذا الصدق في كل مجلات حياة المسلم. أيها المسلم، كن صادقا في إيمانك بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كن صادقا بهذا الإيمان بأن يكون إيمان حقيقيا مطابق الظاهر بالباطن لا اختلاف بينهما فما تظهر من إيمان بالله وإيمان بملائكته وكتبه ورسله ولقائه وبقضاء الله وقدره إيمان صادقا لا يختلف الظاهر عن الباطن لأن هذا من أخلاق المنافقين كن صادقا في عبادتك لربك من صلاة وزكاة وصوم وحج تؤديها عن صدق ويقين ترجوا ثواب الله مؤمن بوجوبها وفرضيتها تؤديها طاعة لله وتقرب إليه كن صادقا في إيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم تؤمن به وأنه عبد الله ورسوله وخاتم أنبياء الله ورسله وأنه واسطة بيننا وبين الله في تبليغ شرعه وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وأن الله بعثه ليقيم به الحجة على العباد ورحم العباد بمبعثه صلى الله عليه وسلم فتؤمن به إيمان صادقا وتحبه محبة صادقه وتتبع سنته وتعمل بها وتدعوا إليها وتدافع عنها وتقدموا قوله على قول كل أحد كائنا من كان صدقك ببرك بأبويك بأن تبر الأب والأم مبرة طيبة ممتثلاً أمر الله بقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، فأنت صادق في برهما والإحسان إليهما وخدمتهما والقيام بحقهما خير قيام، صادق في تعاملك مع زوجتك تعاشرها بالمعروف تنفق عليها تشرف على أخلاقها تؤدبها تمنعها من كل ما يخالف الشرع تتعاون معها على البر والتقوى في رفيقا بها منفقا عليها كاسيا لها حريصا على نفقتها وكسوتها وإطعامها وسكنها مع العشرة بالمعروف والقيام بما أوجب الله عليك صادق في تعاملك مع أولادك بالأدب الحسن والتوجيه السليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على أيديهم وتوجيههم لما فيه صلاحهم في الحاضر والمستقبل. كن صادقا أيها المسلم، في تعاملك مع أقاربك بأن تصل رحمك و تتحمل الأخطاء والمشاكل منهم وتصلهم طاعة لله وقربة تتقرب بها إلى الله. كن صادقا أيها المسلم، مع جارك فتحسن إليه وتكفى الأذى عنه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره". كن صادقا أيها المسلم، كن صادقا مع إخوانك المسلمين تحب لهم ما تحب لنفسك و تكره لهم ما تكره لنفسك فلا تغشهم ولا تخدعهم ولا تلحق الضرر بهم كن صادقاً في استشارة من استشارك يريد المشورة الصالحة فأشر إليه بما تعلمه خير وبما يعلم الله من قلبك أنك صادق في هذه المشورة لا غاش ولا كاذبا. أيها المسلم،أيها التاجر المسلم، كن صادقاً في تجارتك فالتاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين احذر الغش احذر التدليس والكذب احذر السلع قد فات وقتها واحذر أن تدلس على الناس بشعارات تخدعهم بها فكن ملازم للصدق في أحوالك. أيها المسلم، كن صادقا بالتعامل مع من استأجرتهم في عباد الله فأدي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه فلا مماطلة ولا تأخير ولا إضرار ولا مساومة فإن ذلك لا يجوز لك كن صادقا أيها الكفيل مع المكفولين بأن تؤدي الحقوق ولا تتخذ من موقفك موقف الإذلال والإهانة واحتقار الناس وجحدهم حقوقهم عاملهم بالصدق في تعاملك معهم وألتزم العقود الذي بينك وبينهم. أيها المسلم، كن صادقا فيما تؤديه من شهادة فإن الشهادة أمانة عندك والله جل وعلا أمرنا بأداء الشهادة ونهانا عن كتمانها فأتق الله فيما تشهد عليه فإن كنت تشهد على حق واضح وأمر واضح جلي لك وإلا فابتعد عن شهادة الزور التي تكون يوم القيامة في عنقك وتعذب بها يوم القيامة فلا تبع دينك بمصالح دنيا غيرك. أيها المسلم، كن صادقا فيما ترفعه من دعوى وخصومة فإن كنت محق فأقدم وإن كنت مبطلاً فكف عن ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: "من خاصم في باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع"، فلا تخاصم في أمر لا حق لك فيه ولا تستغل قوتك أو قوة شأنك أو قوة محاميك لا اتق الله ولا تخاصم إلا فيما لك به حق. أيها القاضي المسلم، كن صادقا في قضائك فإن القضاة ثلاث قاضيان في النار وقاض في الجنة قاض عرف الحق فعمل به وقضى ذاك به في الجنة وقاض قضى بالجور والظلم وقاض قضى بجهل فأتق الله أيها القاضي في قضائك واتق الله في الخصوم واجتنب الحيف والميل مع أحدهم وكن مراقب لله وأن الخصومة ستعاد يوم القيامة. أيها المحامي كن صادقا في مهنتك فإياك أن تحامي عن باطل أو تدافع عن باطل أو تقبل دعوى تعلم كذب صاحبها فلا تستغل ذلك بطرق الدعوى وإلحاق الضرر بالآخرين اتق الله في الخصمين فلا تدخل معهم إلا بإصلاح وتوفيق أما أن تحامي عن مجرم أن تحامي عن ظالم غاشم وأنت تعلم خطأه وأن دعواه لا حقيقة لها وأنه متقول ومدع باطلا فإياك أن تدافع عنه (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً). أيها المسلم،أيها المسلم المواطن، كن صادقا في حب وطنك المسلم بهذا الوطن الذي ترعرت فيه ونلت الخير فيه فكن صادقا لحبك لوطنك المسلم صادقا في هذه المحبة تدافع عن وطن الإسلام وتحمي بلاد الإسلام وتدافع عن حياده وسيادته ولا ترضى لمفسد ولا مجرم ولا متسلسل ولا من لا خير فيه بل حبك لوطنك المسلم يفرض عليك الدفاع عنه وحمايته وسيادته والدفاع عنه بكل غال ونفيس لأن هذا خلق المسلم. أيها الكاتب المسلم، أنك مؤتمن على قلمك وما تسطره بيدك فأتق الله فيما تقول أحرص على ما تخطه في قلمك فيه عز ومنفعة للإسلام ونصرة للدين ودفاعاً عن الحق وقضايا الأمة مع البعد الذي عما يثيروا النزاع والبعد عما يثير البلبلة فكن صادقا فيما تكتب (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). أيها الموظف، كن صادقا في عملك وما أنيبت إليك من مسئوليه أدي العمل أداء كاملا أداء ووقتا من غير تهاون أو استغلال لأغراضك الشخصية بل كن مؤديا لهذه الأمانة حق الأداء. أيها المسلم، كن صادقا في عقودك وما تعامل به الآخرين فإن الله يقول: (يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، فأدي الحقوق الواجبة والمسلمون على شروطهم إلا شرط أحل حرام أو حرم حلال. أيها الداعي إلى الله، كن صادقا في دعوتك رفيقا مع المخالف رفيقا ذا حلم وأناءه وذا حكمة في معالجة الأخطاء وحكمة في معالجة الأخطاء لتكن الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سبيل الوضوح والجلاء والحكمة والرفق في الأمور كلها فالداعي إلى الله يكون حليف رفيق في دعوته حكيم في معالجة الأخطاء صبور على ما يصيبه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر حريص على الإصلاح لا يهمه شماتة الناس ولا التعرض لعيوبهم وإنما يسعى للإصلاح وسد الخلل وتقويم ما أعوج من الأعمال هكذا الصدق أيها المسلم يعيش معك بكل أحوالك هكذا الصدق الذي ينجيك يوم القيامة (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولي سائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه أنه وهو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. عباد الله، مما جاء في الصدق أن يكون المسلم صادقا مع ولاة أمره فيحب لهم الخير ويواليهم ظاهرا وباطنا ويسأل الله لهم التوفيق والسداد والحرص على كل خير ويرسل النصيحة بقنواتها الخاصة قاصد الإصلاح والتوجيه لا قصد له سوى ذلك يحب اجتماع الكلمة ووحدة الصف وتلائم المجتمع ويكره الفرقة والاختلاف فهو لا يسعى بالفرقة بين الناس وإنما يسعى في جمع الكلمة وتوحيد الصف والسمع والطاعة لولاة أمره فيما أمروا به من المعروف كما أن المسؤول عليه أيضاً أن يكون صادقا في تعامله مع رعيته فيحيطهم بنصيحته ويحيطهم بتوجيهه ويحرص على مصالحهم والدفاع عنهم والقيام بذلك خير قيام نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه. أيها المسلمون، هكذا شريعة الإسلام جاء في الحث على الصدق لأن الصادق في أموره كلها يؤدي عمله على الوجه المطلوب. أيها المحقق، أنك أيضاً في تحقيقك تحتاج إلى الصدق فكم من محقق ربما سلك الكذب والإضرار والإهانة ليتوصل إلى إقرار يضطر به من لا يستطيع حيلة ولا تخلص وهذا كله من الخطأ فكن صادقا في تحقيقه صادق فيما تجديه من تحقيق مع أي متهم مجرم حتى توصل إلى الحقيقة بدون أي أذى وإضرار هكذا المسلم الصادق في أحواله كلها جعلني الله وإياكم من الصادقين في أقوالنا وأعمالنا أنه على كل شيء قدير. واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذ شذ في النار، وصلوا رحمكم الله على محمد بن عبدالله كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأيها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. أيها المسلم، في هذه الأيام نسمع من بعض المقدرين للشخصيات العالمية والمتحدثين عن أبرز شخصيات في العالم بالقرون ذكروا أسماء كثيرة عاشوا نحو ذلك وللأسف الشديد أنهم جعلوا محمد صلى الله عليه وسلم أحد هذه الشخصيات وأنه بالمرتبة الثامنة كما يقولون كيف يصح لمسلم أن يقارن بين سيد ولد ادم خير خلق الله وأفضل خلق الله على الإطلاق أن يقارن بهذا أو بهذا كل ذلك من المغالطات وكل هذا من إهانة لهذا النبي الكريم فهو سيد ولد آدم أفضل خلق الله على الإطلاق أفضل من وطأت قدمه الأرض صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا فهؤلاء المحاولون ليحطموا قدر النبي بأن يقيموه مع فلان أو مع فلان أو مع من قرون عديدة كل هذا من الخطأ والضلال فإن محمد صلى الله عليه وسلم فوق هذا المستوى كله هو سيد ولد ادم خاتم أنبياء الله ورسله فلا يمكن أن نقارن غيره به وهو أفضل الأنبياء كلهم أفضل من إبراهيم ونوح وموسى وعيسى أفضل الأنبياء كلهم وسيدهم صلى الله عليه وسلم له المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون فمن حاول أن يقرن هذه الشخصية الفذة هنا وهناك فذاك كله من الخطأ والحط من قدر هذا النبي صلى الله عليه وسلم اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا ووفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم أمده بعونك وتوفيقك وتأييدك، اللهم كن له عونا ونصيرا بكل ما أهمه، اللهم اجمع به كلمة الأمة ووحد به صفها على الخير والهدى، اللهم شد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه في أقواله و أعماله وأمده بالصحة والتوفيق والسداد، اللهم وفق النائب الثاني لكل خير واجعلهم أئمة هدى وقادة خير إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين،. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين،. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانتين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثتنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. استمـاع
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|