|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
[خطبة] وقفات مع آية الكرسي- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ
وقفات مع آية الكرسي- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ أمَّا بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى. عبادَ الله، القرآنُ الكريمُ كتابُ ربِّ العالمين، أنزلَه على نبيِّه الكريمِ ليكون نذيرًا للعالمين (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) [الفرقان:1]، هو المعجزةُ الخالدةُ لمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَحَدَّى اللهُ الثَّقلَين الجنَّ والإنسَ، أن يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ؛ فعجزوا ولن يستطيعوا لذلك سبيلًا (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [الإسراء:88]، (هُدًى لِلنَّاسِ) [البقرة:185]، يَهديهم به من ضلال إلى نور العلم والهدى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء:9]، هو نورٌ يستنيرُ به العبادُ (وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى:52]، شفاءُ لما في الصدور (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57]، إنه المحكمُ الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفه (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ* لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد) [الشورى:42]، وإنه لتذكرةٌ وعظةٌ (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى) [طه:1-2]، وهو بصائرُ للناسِ يتبصرون به (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [الجاثية:20]، لو خوطِبت به الجبالُ لصدعت من عظيمِ شأنِه (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّه) [الحشر:20]. خيرُ الكلامِ كلامُ اللهِ، وخيرُ كلامِ اللهِ القرآنُ، إن اللهَ جلّ وعلا فضَّل سورَ القرآنِ بعضَها على بعضٍ؛ ففاتحةُ الكتابِ هي أفضلُ سورِ القرآن على الإطلاقِ، فضَّل بعضَ الآيات على بعضٍ، فآيةُ الكرسي أفضلُ آيةٍ في القرآن على الإطلاق (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة:255]، سورةٌ عظيمةٌ جليلةٌ، هي محكمةُ التنزيلِ، من تَحَصَّنَ بها حَفِظَتْهُ، ومن استشفى بها -بإذن الله- شفتْهُ؛ فهي آيةٌ عظيمةٌ من آياتِ القرآنِ. ولهذه الآيةِ فضائلُ عظيمةٌ، فمن أعظمِ فضائلِها أنَّها أفضلُ آيةٍ في القرآن، سأل النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلَّم أُبَيَّ بنَ كعبٍ قائلا: "يا أُبَيُّ، أيُّ آيةٍ معك من كتاب الله أعظمُ"؟ قال: "آيةُ الكرسي" (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، فضرب في صدره وقال: "والله ليهلك العلم أبا المنذر"، ومن فضائلها أن فيها اسمَ اللهِ الأعظمَ (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)، فإن الآثارَ تدُلُّ على أنّ هذه الآيةَ، وأوّلَ آلِ عمرانَ، وآيةً في طه، أنها الاسمُ الأعظمُ، الذي من دعا اللهَ به أجابه، ومن سأله به أعطاه (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [البقرة:]، (الم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [آل عمران:1-2]، (وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) [طه:111]، ومن فضائلها أنها تُبعِدُ الشيطانَ عن العبدِ، وتحفظُه بحفظِ اللهِ له، قال أبو هريرة: "وَكَّلَني رسولُ اللهُ صلى اللهُ عليه وسلَّم على زكاةِ رمضان فجاء رجل يحثو من الطعام؛ فأخذتُه وقلت: "لأرفعنك لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم" قال: "دعني؛ فإني محتاجٌ، وعليّ مساكينُ، ولي حاجةٌ"، قال: "فرحمته فخليتُ سبيلَه؛ فأتيتُ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقال لي: "ماذا فعلَ صاحبُك الليلةَ؟" قلت: "ذكر أنه ذو عيالٍ وذو حاجةٍ؛ فرحمتُه وخليتُ سبيلَه" قال: "كذبَك أما إنه سيعودُ"، فعلمت أنه سيعود لإخبارِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلّمَ، فجاء في الليلةِ الثانيةِ، وجعل يَحثو من الطعام؛ فأتيتُه وقلتُ: لأرفعنَّك لرسول الله" فقال: "دَعْنِي؛ فإني محتاج ولي عيال ولي حاجة"، فرحمتُه فخليتُ سبيلَه، فأتيتُ النبيَّ؛ فقال: "ماذا فعل صاحبُك" قلت: كذا وكذا، قال: " كذبك إنه سيعود"، ففي الليلة الثالثة أتى ليحثِيَ من الطعامِ فأخذتُه وقلت: "هذه ثالثُ ليلةٍ، لأرفعنَّك لرسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلّم"، قال: "دَعْنِي أُعلِّمْك آيةً من القرآنِ، يحفظُك اللهُ بها"، قلت: "ما هي"؟ قال: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) [إلى آخر الآية] فإنك إن قرأتها كل ليلة لم يَزَلْ عليك من اللهِ حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تُصبِحُ"، فأتيتُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فقال: "ما فعلَ صاحبُك؟"، قلت: "يا رسولَ الله، قال: علمني آيةً، قال: إن قرأتُها لم يزلْ عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ، قال: "صدقك وهو كذوبٌ، أما عملتَ يا أبا هريرةَ من تُخاطِبُ مُنذُ ثلاثِ ليالٍ" قال لا قال: "فذاك شيطان"، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وآيةُ الكُرسيِّ مُجَربةٌ في إبطال سحرِ الساحرين، وشعوذةِ المشعوذِين الضالِّين المُضلِّين، فآيةُ الكُرسيِّ تُبطلُ سحرَهم وكيدَهم، وتبطلُ أعمالَهم وتبطلُ ما بنوا من خرافاتٍ وضلالاتٍ، قال بعضُ الإخوةِ: "حضرنا مكانًا دُعِيَ فيه من هؤلاءِ البَهلَوانيِّين، وأربابِ الشِّركِ المعروفين الذين يخدعون الناسَ بما يفعلون، ويظنٌّون أنهم قادرونَ يخدعونَ الجهلةَ بأنهم يأكلون الجَمْرَ، وبأنهم يفعلون ويفعلون، فلما اجتمعوا لينظروا لذلك الدَّجالِ الأثيمِ، كان مع الحاضرين رجلٌ صالحٌ -ونحسبه كذلك-، قرأ آيةَ الكرسيِّ؛ فبطل سحرُ الساحرِ، وذهب ما كان يستطيعُه وتفرَّقَ الجمعُ عن لا شيءَ؛ لأن آيةَ الكرسيِّ قضتْ على سحرِهِ وشعوذتِه وضلالِهِ. ومن فضائلها أن من قرأها دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ لم يزل في ذمَّةِ اللهِ إلى الصلاةِ الأُخرى ففي الطبرانيِّ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "من قَرأَ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كُلِّ فريضةٍ؛ فهو في ذمَّةِ اللهِ إلى الصلاةِ الأخرى"، ومن فضائلها أن من حافظَ عليها دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ دخل الجنةَ برحمةِ أرحمِ الراحمين؛ ففي الحديث يقول صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "من قرأ آيةَ الكرسيِّ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ لم يمنعْهُ من دخولِ الجنَّةِ إلا الموتُ". أيها المسلم، فتأملْ أَخي مَعي هذه الجملَ العظيمةَ في هذه الآية، فأوَّلُها (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) كلمةُ التوحيد، وهي نفيُ العبادةِ عمَّا سوى اللهِ، وأنَّ العبادةَ حقٌ للهِ، وأنه لا يجوزُ أن يُعبدَ غيرُه، فلا إلهَ إلا اللهُ : لا معبودَ حقٌّ إلا اللهُ، لا مدعُوَّ في الحقيقة إلا اللهَ، لا مستغاثَ به في الشدائد إلا اللهُ لا ملجأَ منه إلا إليه؛ فهو الربُّ المعبودُ المستحقُ للعبادةِ دونَ ما سواه؛ فلا ندعُو إلا هو، ولا نخافُ الخوفَ الحقيقيَّ إلا منه، ولا نستغيثُ،ولا نستعيذُ إلا به، ولا تتعلقُ القلوبُ خوفًا ورجاءً ومحبةً إلا باللهِ وحدَه. كلمةُ التوحيد التي لأجلها خَلَقَ اللهُ الخلقَ، ولأجلها أنزلَ اللهُ الكتبَ، ولأجلها أرسل اللهُ الرسلَ، وكُلُّ نبيٍّ، إنما افتتح دعوتَه بالدعوةِ للا إله إلا الله، ألاَّ معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ، والخصومةُ بين الرسلِ وأممهم إنما هي في توحيدِ العبادةِ، الرُّسُلُ يدعون إلى عبادةِ اللهِ، وإخلاصِ الدينِ للهِ وخصومُهم يُريدون غيرَ اللهِ، يريدون تعدُّدَ الآلهةِ والمعبوداتِ من دون اللهِ، كما قال قومُ محمدٍ لمحمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) [ص:5]، وقالوا كما قال اللهُ عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) [الصافات:35-36]، فمحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دعا إلى عبادةِ اللهِ، إلى إخلاصِ الدينِِ، إلى صرفِ كُلِّ أنواعِ العبادةِ لمستحِقِّها؛ -وهو اللهُ جلَّ وعلا- المنفرِدُ بخلقِ العباِد، ورِزقِهم، وإيجادِهم؛ فهو المستحقُ منهم أن يعبُدوه، وتتعلقَ قلوبُهم به، مَحَبَّةً وخوفًا ورجاءً، محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعا إلى لا إله إلا الله، دعا عشيرتَه وقومَه، دعا العربَ عمومًا، زارهم في مُنتدياتِهم، وفي مواسِمِ الحجِّ، زارهم ووقف على كُلِّ أناسٍ، يدعو إلى اللهِ، ويُبيِّنُ حقيقةَ ما يدعُو إليه، نصحَ عمَّهُ أبا طالبٍ في آخرِ لَحَظاتِ حياتِه "يا عمِّ، قلْ: (لا إله إلا الله)، كلمةٌ أُحاجُّ لك بها عندَ الله"، في آخر لَحَظات حياته صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقول: "لَعَنَ اللهُ اليهودَ والنَّصارى، اتَّخذُوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ"، يحذر ما صنعوا قال: الراوي: "ولولا ذلك لأُبرِزَ قبرُهُ، ولكن خُشِيَ أن يُتَخَذَّ مسجدًا، وقال لهم: "لا تتَّخِذُوا قبري عيدًا، وصلُّوا عليَّ؛ فإن صلاتَكم تبلُغُني أينَ كنتُم". وهو جلَّ وعلا حيٌّ حياةً أزليةً، لا سابقَ لها، حياةً أزليةً أبديةً (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الحديد:3]، حياةٌ تتضمَّنُ قيامَ الأسماءِ الحُسنى، والصفاتِ العُلَى به جلَّ وعلا؛ فكُلُّ أسمائه وصفاته، لها الكمالُ المُطلَقُ؛ لكمالِ حياتِه؛ فهو الحيُّ على الحقيقةٍ وما سواه فالموت طارئٌ عليه، ولا بد (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) [الرحمن:26-27]، (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [آل عمران:]، (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِْنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ* كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:34-44]، وهو القائمُ بأمورِ الخلقِ، القائمُ بأمورِ المخلوقاتِ حِفظاً ورعايةً ورزقًا، فالخلق إنما يقوم بقيُّومته جلَّ وعلا، فهو الحيُّ القيُّومُ، فالحياةُ صفتُه، والقيُّوميةُ أفعالُه؛ فهو القائمُ بالخلق رزقًا وحفظًا ورعايةً؛ فلا غنى له عنهم طرفةَ عين (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيد) [فاطر:15-16]، وأخبر جلَّ وعلا عن كمال صفاتِه، وتَرَفُّعِه عن صفاتِ العِيبِ والنقص (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ)، لا يَلحقُه ذهولٌ ولا غفلةٌ عن خلقه جلَّ وعلا، بل هو حيُّ قيُّومٌ، سميعٌ بصيرٌ (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرحمن:29]، إن النومَ والنُعاسَ صفاتٌ للمخلوقِ، يحتاجُ إليها لضعفِهِ وعجزِه، أمَّا الربُّ جلَّ وعلا؛ فكامِلٌ في ذاتِه وأسمائِه وصفاتِه؛ فلا حاجةَ له بذلك؛ لأنها صفةُ نقصٍ، ولله المثل الأعلى، قال أبو موسى الأشعريُّ: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع قال: "إن الله لا ينامُ، ولا ينبغي له أن ينامَ، يخفضُ القسطَ ويرفعُه، يُرفعُ إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ، وعملُ النهارِ قبلَ عملِ الليلِ، حجابُه النورُ، لو كشفه لأحرقت سبحاتُ وجهِه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه". (لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) له ملكُ السماواتِ والأرضِ، وما فيهن، وما بينهما، الكُلُّ له على الإطلاقِ، الكُلُّ ملكٌ له على الإطلاقِ، وكُلُّ الخلق عبيدٌ له على الإطلاقِ، (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً) [مريم:93-94]، له ملكُهم خلقًا وإيجادًا، وعَدًا وإحصاءً (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [آل عمران:83]، ومن كمالِ عظمتِه أنه لا يجرأُ أحدٌ أن يشفعَ عنده في أحد إلّا من بعدِ إذنِه جلّ وعلا؛ فيستأذنُ الشافعُ ولا يستأذنُ الشافعُ إلّا لمن يعلم أن الشفاعةَ ممكنةٌ، وهو في حقِّ الموحِدِّين، أما غيرُ الموحِدِّين؛ فلا يشفعُ فيهم أحدٍ (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) [المدثر:48]، (مَنْ ذَا الَّذِي) استفهامٌ وإنكارٌ (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه)، كما قال: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) [النجم:26]، إن تعلُّقَ بعضَ الخلقِ بضرائح الأمواتِ من الأولياءِ والصالحينَ، وزعمَهم أن هؤلاء يُقرِّبُونهم إلى اللهِ زُلفًا، ويشفعون فيهم عندَ اللهِ، كلُّ هذا من الجهلِ والضلالِ، وكُلُّ هذا من تدبيرِ الشيطانِ؛ فلا يستطيعُ أحدٌ أن يشفعَ عندَ اللهِ إلا بإذنِه، ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ القيامةِ، عندما يلجأُ الخلقُ إليه؛ يسألونه ليشفعَ لهم حتى يُخَلِّصَهم اللهُ من هَوْلِ ذلك اليومِ، يَخِّرُ لله ساجدًا، ويُثْنِي على اللهِ، حتى يُقالَ له: "قم، اِرفعْ رأسَك، وقُلْ يُسمعْ، وسلْ تُعطَ، واشفعْ تُشَفَّعْ" إنّ عُباَّدَ الأوثان وضرائحَ الأمواتَ يَزعُمون أنّ هؤلاءِ الأمواتَ يَشفعُون لهم عندَ اللهِ؛ فيَذبحُون لهم، ويَنذُرون لهم، ويَستغيثون بهم، وهم أمواتٌ لا يسمعون دعاءَ من دعاهم، ولو سمعوا ما استَجابوا لهم (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر:14]، (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [يونس:18]، فإذا أردتَ أن يشفعَ فيك نبيُّه صلَّى الله عليه وسلم والصالحون من عبادِه؛ فسَلِ الشفاعةَ مِمَّن يملِكُها وهو اللهُ (قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً) [الزمر:44]، فهو المالكُ لها، وغيرُه ليس مالكًا لها، ولا يَقدِرُ على شيءٍ من ذلك. (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ)، يعلمُ ما سبقَ والحالي والمستقبلَ، يعلمُ حالَ العبادِ كلها (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر:19]، (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) [آل عمران:29]، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ) [البقرة:235]، وهو محيطٌ بالعبادِ في كُلِّ أحوالِهم وتصرُّفاتِهم، لا يخفى عليه شيءٌ منهم (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [يونس:61]، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [المجادلة:7]، فعلمُهُ محيطٌ بالعبادِ، بأحوالهم كلِّها، عَلِمَ ذلك الأمرَ وكتبَه قبلَ أن يخلقَ الخلائقَ بخمسين ألفَ سنةٍ، وشاءَ ذلك وقدَّرَهُ (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49]. (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ)، لا يحيطُ العبادُ بشيءٍ من علمِه إلا بما شاءَ أن يُعلِمهم فكُلُّ اكتشافٍ، أو اختراعٍ، وكلُّ اكتشافٍ في أسرارِ الكونِ؛ فإنما هو من إعلامِ اللهِ لهم (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [الصافات:96]، (عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق:5]. (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ)، والكرسيُّ موضعُ قدميّ الربِّ. (وَلا يَئُودُهُ): ولا يُكرِثُه (حِفْظُهُمَا). (وَهُوَ الْعَلِيُّ) علوُّ القهرِ، وعلوُّ الذاتِ، وعلوُّ القَدْرِ (الْعَظِيمُ)، العظيم الذي لا أعظمَ ولا أجلَّ ولا أكبرَ منه تعالى وتقدس. إنّ المُتَدَبِّرَ لهذه الآيةِ وغيرِها من آيِ القرآنِ، إنّ المتدبِّرَ لها حقًّا سيزدادُ إيمانُه، ويَقوَى يقينُه، وتَقوَى صلتُه بربِّهِ، ويتذكَّرُ دائمًا عِلمَ اللهِ وإحاطتََه به، واطِّلاعَه عليه؛ ليكونَ داعيًا له إلى الاستقامةِ على الهدى، والبعدِ عما يخالف شرعَه ،إنها آيةٌ عظيمةٌ يقرؤُها المسلمُ دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ ويقرؤُها على فراشِهِ؛ فيجدُ فيها الرَّاحةَ والسُّرورَ، والشِّفاءَ والنِّعمةَ العظيمةَ، وراحةَ القلبِ، وطُمأنينةَ النفسِ؛ فسبحانَ من جعلَ كتابَه شفاءً (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) [الإسراء:82]، باركَ اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنّه هو الغفورُ الرَّحيمُ. الخطبة الثانية: الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى. عبادَ الله، آيةُ الكرسيِّ تنفعُ من قَرأَها وتدبَّرَها، وتَعَقَّلَ معناها، تنفعُ من حافظ عليها دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ، تنفعُ من قرأَها عند منامِه، تنفعُ من تدبَّرها حقَّ التَّدَبًُّرِ، أمَّا مُجَرَّدُ تعليقِها في المجالسِ، وكتابتِها ونحوِ ذلك؛ فهذا لا ينفعُ شيئًا، إنما ينفعُ قراءتُك لها، وتدبُّرُك لمعانيها؛ لِتَجِدَ فيها الخيرَ الكثيرَ، فكونُ النبيِّ يَحُثُّ على قراءتِها دُبُرَ كُلِّ صلاةٍ، يدَُّلُ على عظيمِ شأنِها، وكبيرِ أهميَّتِها، وأن لها منزلةً رفيعةً، ومكانةً عاليةً؛ ليتعقَّلَ المسلمُ، ويتدَبَّرَ ويعلمَ عَظَمَةَ اللهِ جلَّ وعلا، وكمالَ أسمائِه وصفاتِه؛ فإنه إذا تَأثَّرَ من قراءتِها وتدبُّرِها ازدادَ خيرًا، فالأذكارُ التي شُرِعت في أدبارِ الصَّلواتِ أو شُرِعت في الليل، في إدبار الليل، وإقبار النهارِ، هذه الأذكارُ تُحيِي القلوبَ، وتُزَكِّيها، وتُنيرُها، وتجعلُ العبدَ على صلةٍ دائمةٍ بربِّهِ، وفقَّني اللهُ وإيّاكم لما يُرضِيه من الأقوالِ والأعمالِ. واعلموارحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار،وصَلُّوا رحمكم اللهُ على عبدِ اللهِ ورسوله محمدٍ، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:٥٦]. اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خلفائِه الراشدين الأئمة المهديين، أبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُر عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين ، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا وولاةَََ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْهُم لما فيه صلاحُ الإسلامِ والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ، عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمَّ أَمِدَّهُ بعونِك، وتوفيقِك، وتأييدِك، وكُنْ له عونًا في كلِّ ما أهمَّه، واجمع به كلمةَ الأمةِّ، ووحِّدْ به صَفَّها على الخير والتقوى، اللّهُمَّ شُدَّ عَضُدَهُ بوليِّ عهدِه سلطانَ بنِِ عبدِ العزيزِ، ووفقْهُ لما تحبُّه وترضاهُ، وبارِك له في عُمُرِه وعملِه، اللَّهُمَّ وفِّقْ النائبَ الثانيَ لكلِّ خيرٍ، وأعنه على مسؤوليتِه؛ إنك على كُلُّ شيءٍ قديرٌ، واجعلهم قادةَ خيرٍ وأئمةَ هدًى؛ إنك على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الأحزاب: ٥٦] (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف : 23]. اللّهمّ أنت اللهُ، لا إله إلا أنت، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللّهمّ أنت اللهُ، لا إله إلا أنت، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللَّهمَّ أَغِثْنَا، اللهم أَغِثْنا، اللهم أغثتنا، اللهم سُقْيَا رحمةٍ، لا سُقيا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرَقٍ،ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكروه على عمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، والله يعلمُ ما تصنعون. استمـاع – حفـظ
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|