|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
اجتماع الكلمة وآثارها في دفع الفتن لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع الكلمة وأثرها في دفع الفتن لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد، فإن موضوع الكلمة كما سمعتم هو في بيان اجتماع كلمة المسلمين وأثر ذلك في درء الفتن ومدافعة الفتن لا شك أن الفتن تجرى من أول الخليقة جرت على آدم عليه السلام وزوجه وجرت على بني آدم ولا تزال تجري وتكثر في آخر الزمان قال سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [سورة العنكبوت: 1-2] فالفتن تجرى وكما سمعتم في قراءة الإمام وفقه الله قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة: 155-157] الله يجري الفتن ليتميز المؤمن الصادق في إيمانه الثابت على دينه الصابر على ما يصيبه من المنافق الكاذب الذي ينحرف عن دينه عند الفتن ولا يصبر ولا يثبت (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [سورة الحـج: 11] فالمنافق لا يثبت عند الفتن لأنه ليس في قلبه إيمان يثبته وإنما تظاهر بالإسلام لمصالحه الدنيوية فإذا جاءت الفتن فإنه ينكشف أمره ويفتضح سره. وهذه هي الحكمة من الله أنه يجرى الفتن من أجل أن يتميز هذا من هذا ولا يبقى الناس على حالة واحدة لا يعرف المؤمن الصادق من المنافق الكاذب هذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه فكانت الفتن تأتى وتتجدد وعندها يثبت أهل الإيمان وأهل الصدق حتى تنجلي ويأتيهم نصر الله وينكشف المنافق والكاذب الذي يريد مصالح الدنيا فإذا انقبضت عنه مصالح الدنيا ترك دينه الذي تظاهر به هذه حكمة الله جل وعلا (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [سورة العنكبوت: 2] فالفتن تجرى وتكثر في آخر الزمان كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" تكثر الفتن وتكون كقطع الليل المظلم في آخر الزمان. ولكن ما النجاة منها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتماع المسلمين تحت قيادتهم وتحت سلطانهم ولزوم جماعة المسلمين من أعظم ما يقي من الفتن بإذن الله لزوم جماعة المسلمين وإمام المسلمين ولهذا لما سأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن أخبره صلى الله عليه وسلم عن جريان الفتن أنه جاء خير ثم يأتي بعده شر ثم يأتي خير ثم يأتي بعده شر وفي آخره آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها قال حذيفة يا رسول الله ما تأمرني إن أدركني ذلك قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال يا رسول الله إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: "تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك" فدل هذا على أن لزوم جماعة المسلمين إمام المسلمين من أسباب الوقاية من الفتن بإذن الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال جل وعلا (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ*وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة آل عمران: 103-104] أمر الله جل وعلا بالاعتصام بحبله وهو القرآن والسنة النبوية (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) الفرقة عذاب والاجتماع رحمة ثم ذكرهم بما كانوا عليه في الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في الجاهلية متفرقين متعادين متقاطعين يقتل بعضهم بعضَ ويسلب بعضهم بعضَ وينهب بعضهم أموال البعض هذه حالتهم في الجاهلية في فوضى لأنه لا قيادة تجمعهم ولا جماعة تضمهم كانوا متفرقين كل قبيلة تحكم نفسها بنفسها والقوي يأكل الضعيف والضعيف ليس له مناصر لأنه ليس فيه إمام ولا ولي أمر يشتكي إليه فكل قبيلة تعتدي على القبيلة الأخرى حتى نفس القبيلة يعتدي بعضهم على بعض أبناء العم يعتدي بعضهم على بعض هذا مجتمعهم وعيشتهم في الجاهلية. وكانوا على عقيدة باطلة يعبدون الأصنام والأشجار والأولياء والصالحين والملائكة والأنبياء يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا فالعقيدة عقيدتهم الشرك وفي الاقتصاد يأكل بعضهم بعضَ ليس لهم موارد مالية وإنما على الغارات فيما بينهما كل يغير على الآخر وفي الاجتماع متشتتون ومتفرقون ومتعادون ومتقاطعون فيما بينهم وفي المآكل والمشارب يأكلون الميتة والدم ويشربون الخمور ويأكلون الربا أضعافا مضاعفة هذه حالتهم الاقتصادية ليس لهم رابطة تجمعهم فلما بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام وترك الشرك وإفراد الله جل وعلا بالعبادة استجاب له من استجاب منهم توحدت كلمتهم وتألفت جماعتهم وصاروا تحت قيادة واحدة هي قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فأتم الله عليهم نعمته (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) [سورة آل عمران: 103] نقلهم من الفوضى والجاهلية والشرك إلى الإسلام بما فيه من الخير العظيم ذكرهم الله بذلك وحذرهم من التفرق والعود إلى تفرق الجاهلية إبقاء على وحدتهم وعلى دولتهم وعلى جماعتهم فالاجتماع خير إن كان على حق وإن كان على دين صحيح فهو خير. والفرقة عذاب ذكرهم الله بذلك وحذرهم من ضده وفي آية أخرى بين الله سبحانه وتعالى بماذا يحصل الأمن بعد الخوف والاطمئنان فقال سبحانه وتعالى (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [سورة الحـج: 40] (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحـج: 41] (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [سورة النــور: 55] هذا هو الذي جمعهم عبادة الله وحده وترك الشرك كلمة لا إله إلا الله هي التي جمعتهم جمعت القبائل المتناحرة جمعت العرب والعجم جمعت سلمان وبلالا وصهيب مع أبي بكر وعمر وعلي وسائر الصحابة جميعهم إخوانا متآلفين متحابين مع اختلاف ألسنتهم واختلاف ألوانهم وقبائلهم وشعوبهم جمعتهم كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله والعمل بمقتضاها يعبدونني لا يشركون بى شيئا. في آية أخرى قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ أنه عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة الأنفال: 63] هو الذي ألف بين قلوبهم بكلمة التوحيد بكلمة التوحيد توحيد العبادة والالوهية بدل كانوا يعدون الأصنام والأحجار ومتفرقون في عباداتهم صاروا يعبدون الله عز وجل الذي خلقهم ورزقهم فالله جل وعلا جمعهم بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة وترك الشرك والبدع والمحدثات ولهذا حث صلى الله عليه وسلم على البقاء على هذه النعمة قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" ثلاث تجمع الناس كلهم. الأولى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا العقيدة ولا يجمع الناس إلا العقيدة الصيحة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. الثانية أن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا تجعلون القرآن والسنة هما إمامكم الذي ترجعون إليه عند الاختلاف (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) [سورة النساء: 59] فالخلاف يحسم بالرجوع إلى الكتاب والسنة ولا يحسم بالعادات والتقاليد والعوائد القبلية والقوانين الوضعية والنظم البشرية إنما الذي يحكم الخلاف ويؤلف بين القلوب هو الرجوع إلى الكتاب والسنة هذه ثنتين. الثالثة تناصح من ولاه الله أمركم والمناصحة معناها السمع والطاعة لولي الأمر هذا من المناصحة السمع والطاعة لولي الأمر أمر المسلمين وكذلك القيام بالأعمال التي توكل إلى الموظف والمسئول هذا من مناصحة ولي الأمر القيام بالأعمال الوظيفية على الوجه المطلوب الذي وكلها إليك ولي الأمر هذا من النصيحة. أما الذي يغش في وظيفته ولا يقوم بالأعمال هذا غاش لولي الأمر وللمسلمين أن تناصحوا من ولاه الله أمركم وكذلك من المناصحة لولي الأمر إيصال النصيحة إليه لأنه بشر يحتاج إلى من يعينه يحتاج إلى من يبين له يحتاج إلى من يبلغه للأمور التي فيها خطر على الأمة فيبلغ بذلك حتى يحسمها ويعالجها ولا هو ما يعلم الغيب ولا يدري فلا بد من مناصحته أيضا فيما يصلح الأمور ويدفع الضرر وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم. وفي الحديث الآخر لما وعظ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فهموا أن أجله قريب كأنها موعظة مودع فأوصنا لأن من عادة المسلم أنه يوصي عند وفاته أو قرب أجله يوصي من خلفه بتقوى الله بصلاح الأمور أوصنا قال أوصيكم بتقوى الله أول شيء هذا إصلاح العقيدة أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة بعد تقوى الله السمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم السمع والطاعة لكن بالمعروف أما في المعصية فلا يجوز طاعة المخلوق لا ولي الأمر ولا غيره قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال عليه الصلاة والسلام إنما الطاعة في المعروف فإذا أمر ولي الأمر بمعصية لا نطيعه في ذلك ونناصحه. لكن ليس معنى ذلك أننا نخرج عليه بل نترك المعصية ولا نطيعه فيها لكن نطيعه في بقية الأمور التي ليس فيها معصية نطيعه فيها من أجل أن تستقيم الأحوال والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد لا تحتقروا ولي الأمر مهما كان لأن العبرة ليست بشخصه وإنما العبرة بمنصبه وإن تأمر عليكم عبد فلا تحتقروا ولي الأمر أو تتكلموا فيه بما يخل بطاعته انظروا إلى ولايته ولا تنظروا إلى شخصه وإن تأمر عليكم عبد ثم بين صلى الله عليه وسلم ما يحذره على الأمة فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا اختلافا بين الناس اختلاف في الآراء والأفكار هذه طبيعة البشر. نقول ما يحدث اختلاف يحدث اختلاف بطبيعة البشر ولكن الاختلاف يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله عليكم بسنتي والمراد بسنة الرسول طريقته وما كان عليها صلى الله عليه وسلم من العلم والعمل عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الذين يتولون الأمر. ما نقول مات الرسول خلاص كل بهواه لا نتبع ولاة الأمور من بعده صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين وخلفاء الرسل ولاة الأمور المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ تأكيد بعد تأكيد تمسكوا بسنة الرسول وسنة الخلفاء من بعده الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ الغريق إذا كان في الماء واللجة ومعه حبل ما له نجاة من هذا الغرق إلا إذا تمسك بهذا الحبل مافي وسيلة غيره لو أطلق الحبل غرق فشبه الناس عند الفتن بالغريق الذي في لجة البحر وش الذي يتمسك به يتمسك بالحبل ولا يغرق كذلك الفتن مثل أمواج البحر والعياذ بالله وش اللي ينجى منها الحبل حبل النجاة ما هو حبل النجاة هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا) [سورة آل عمران: 103] الكتاب والسنة هما الحبل حبل النجاة تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور البدع والخرافات المخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تهلك من اتبعها (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة الأنعام: 153] تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ هذا تحذير شديد دل على أنه سيكون هناك بدع ومحدثات وناس يدعون إليها ويزينونها للناس ويزهدونهم في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ابتلاء وامتحان تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل محدثة في الدين ليس عليها دليل من كتاب الله وسنة رسوله فهي بدعة وإن سماها أهلها أنها سنة وأنها خير فإنها بدعة وإن سماها أهلها خير وأنها سنة وأنها هي بدعة وكل بدعة ضلالة ليس هناك بدعة حسنة ليس هناك بدعة حسنة الذي يقول أن هناك بدعة حسنة الرسول يقول كل بدعة ضلالة فدل على أنه ما في بدع حسنة فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي رواية وكل ضلالة في النار مآلها إلى النار والعياذ بالله (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه) [سورة الأنعام: 153] دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها. فلا نجاة إلا بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله لا نجاة إلا بذلك مهما قيل ومهما كله كذب وبهتان ما في نجاه إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم لأنهم ساروا على نهج النبي وأحيوه وتمسكوا به فأعظم من يمثل المتمسكين بالسنة هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة التوبة: 100] بعد الخلفاء الراشدين بقية الصحابة من المهاجرين والأنصار القرن الذي أثنى عليهم رسول صلى الله عليه وسلم خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثة قرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا متمسكين تماما بالكتاب والسنة. فنقتدي بهم ونأخذ طريقهم ونسير على منهجهم حتى ننجو من الفتن وإلا فالفتن جارفة وتزداد في كل عصر وكل ما تأخر الزمان تكثر الفتن إلى أن تقوم الساعة وتعظم في آخر الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله ويأتي فتن شديدة فتن عظيمة تأتي في آخر الزمان من لم يتمسك بالكتاب والسنة انجرف وهلك الله جل وعلا قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) [سورة النساء: 59] بعد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة أولي الأمر منكم أي من المسلمين ولي الأمر المسلم هذا مما يعصم من الفتن طاعة الله أولا ثم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيا ثم طاعة ولاة أمور المسلمين وأولي الأمر منكم ولما كان لابد يحصل اختلاف وجهات نظر هذه طبيعة البشر فقال (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) [سورة النساء: 59] إلى الله إلى كتاب الله والرسول بعد وفاته إلى سنته عليه الصلاة والسلام لأنه قال عليكم بسنتي في حياته يرجعون إليه عليه الصلاة والسلام لكن بعد وفاته يرجعون إلى سنته عليكم بسنتي (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر) [سورة النساء: 59]. فالذي لا يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله في حل النزاعات والخصومات والاختلافات هذا ليس بمؤمن إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر يوم القيامة ذلك خير أي الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله خير وأحسن تأويلا أحسن عاقبة ومآلا أما الذي يرجع إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ويرجع إلى القوانين الوضعية والعادات القبلية فهذا يهلك ويضل ولا يحل للخلاف ما يحل للخلاف إلا الرجوع للكتاب والسنة هذا شيء معروف ومفروغ منه ومجرب أيضا ذلك خير وأحسن تأويلا هذه وصية الله جل وعلا لنا إن الله يرضى لكم ثلاثة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم فاجتماع الكلمة يكون بهذه الأمور أولا إصلاح العقيدة مادام الناس على الشرك وعلى البدع والمحدثات فلن تصلح أمورهم ولن تحل مشاكلهم بل تزيد مشاكلهم كما كانوا في الجاهلية. أولا إصلاح العقيدة ولهذا الرسل كلهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم أول ما يبدؤون الدعوة بإصلاح العقيدة (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) لأنها هي التي تصلح المجتمع وهي التي تجتمع عليها القلوب تتآلف عليها القلوب عقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد والإيمان بالله ورسوله والمرجع عند الاختلاف هو الكتاب والسنة في كل وقت وفي كل زمان وفي كل جيل ما يحل المشاكل إلا هذه الأمور طاعة الله طاعة رسوله طاعة ولاة أمور المسلمين الرجوع عند النزاعات والاختلافات إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الأمور هي التي تنجى من الفتن ولا يصلح الناس بدون جماعة والجماعة لا تستقيم إلا بولي أمر لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم لازم يكون لهم قيادة والقيادة هي ولاة الأمور فلابد من الاجتماع وعدم التفرق والاجتماع لا يتحقق إلا بولي أمر يجتمع الناس عليه لابد من هذا ولا يستقيم ولي الأمر إلا بالسمع والطاعة. لا خير إلا في الجماعة ولا جماعة بدون قيادة ولا قيادة بدون سمع وطاعة لابد من هذا فلذلك اجتماع الكلمة لا يحصل إلا بقيادة وولاة أمور يسوسون الناس وينهون المشكلات ويحلون المعضلات بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وتحكيم الشريعة هو الذي يصلح الناس وينهي الخلافات ويألف بين القلوب ويقنع الناس ما يقنع الناس إلا الكتاب والسنة مهما حاولت في الأنظمة والقوانين والعادات ما تقنع الناس لأنها آراء رجال مثلهم أما الكتاب والسنة فهو هذا من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم لا كلام لأحد بعد الكتاب والسنة ولا يعترض على الكتاب والسنة إلا كافر أومنافق أما المؤمن مهما كان ولو إيمانه ضعيف ولو هو فاسق وعاصي فهو يقتنع بالكتاب والسنة ما دام إنه مؤمن يقتنع بالكتاب والسنة فلا يرضى الناس ولا يحل مشاكلهم ولا ينهي خلافاتهم إلا بقيادة صالحة وبمرجع صالح القيادة الصالحة ولي أمر المسلمين ولا نقول أنه لابد أن يكون كامل ما عليه ملاحظات ولا يقع منه خطأ لا الإنسان بشر .لكن ما دام أنه مسلم ولم يخرج من الإيمان فإنه تجب طاعته السمع والطاعة ما هو عشانه هو بل عشان المسلمين. ولهذا أوصى صلى الله عليه وسلم بطاعة ولاة الأمور وإن جاروا وإن ظلموا وإن عصوا ما لم ترو كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان فولي الأمر ما يكون معصوم يكون عنده خطايا يكون عنده بعض الأمور مادام أنه لا يصل إلى حد الكفر لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ما يكون من ولاة الأمور في آخر الزمان من المخالفات قالوا يا رسول الله أفلا ننابذهم أي نخرج عليهم قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة ما داموا يصلون وعقيدتهم سليمة فإنهم تجب طاعتهم ولو كان عندهم معاصي ومخالفات لأجل اجتماع الكلمة وتوحيد الكلمة والصف. ولهذا لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقل إلى الرفيق الأعلى وأصيب المسلمون بوفاته عليه الصلاة والسلام ما اشتغلوا في تجهيزه وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه إلا بعد ما أقاموا الخليفة من بعده اجتمعوا وتشاوروا وانتهى أمرهم إلى أبي بكر رضي الله عنه نصبوه خليفة لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتجهوا إلى تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه هذا يدل على أهمية ولاة الأمور لأنه لا يجوز أن تمضى ساعة أو يوم أو شهر بدون ولي أمر المسلمين لأنه إن لم يكن هناك ولي أمر للمسلمين يتفرقون ويظلم بعضهم بعضَ ويتسلط عليهم العدو من الخارج فولي الأمر يدفع الله به عن المسلمين لأن المسلمين يجتمعون عليه ويكونون جماعة واحدة فتتحقق لهم المصالح ويتحقق لهم الأمن ولي الأمر يمنع الظلمة عن ظلمهم ويؤدي الحقوق إلى مستحقيها ويقيم الحدود التي تردع المجرمين يقيم الحد على المرتد عن دين الله ويقيم القصاص على القاتل عمدا عدوانا يقيم الحد على السارق يقيم حد الزنا على الزاني يقيم حد يقيم حد الزنا على القاذف يقيم حد الحرابة على قطاع الطرق ولذلك يؤمن المسلمون على دمائهم وأموالهم ومحارمهم هذا ما يتحقق إلا بولي أمر من المسلمين ينفذ هذه الأمور أما إن لم يكن ولي أمر فمن الذي يقوم بهذه الأمور كذلك ولي الأمر يقيم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين حتى يرتدع العصاة والمجرمون. فولي الأمر له مصالح عظيمة جدا ولا يتم ولي أمر إلا بالسمع والطاعة له كما قال جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59] أي من المسلمين طاعتهم بعد طاعة الله وطاعة رسوله أي تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الشيء والشيء الثاني أن يكون الحكم بين الناس بالشريعة (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [سورة المائدة: 49] (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة المائدة: 45] فأولئك هم الكافرون فأولئك هم الفاسقون الحكم بالشريعة كتابا وسنة هو الذي ينهى الخلافات ويقنع الناس ويضمن الحقوق لمستحقيها ويردع الظلمة لن تتم هذه الأمور إلا بولي أمر من المسلمين وإلا من الذي يحكم الشريعة من الذي يقيم الحدود من الذي يقيم الحسبة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الذي يقيم علم الجهاد ضد الأعداء والكفار إلا ولي الأمر لصلاحياته ما تحصل المصالح هذه إلا بولي أمر ينصبه المسلمون فلا شك ولا ريب أنه لا تتم للمسلمين مصالحهم الدينية والدنيوية إلا بولي أمر ولا يحصل ولي أمر إلا بالسمع والطاعة إلا بالمعروف. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا وجميع المسلمين لما فيه الخير والصلاح ثم نعلم أن هذه المقاصد وهذه الأمور ما يكفى فيها محاضرة أو كلمة أو إنما هذا تذكير فقط. لكن ما تعرف تماما إلا بالدراسة بدراسة العقيدة الصحيحة المؤلفة لأهل السنة والجماعة دراسة صحيحة وتفهمها تفهما صحيحا والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما أشكل سؤال أهل العلم الدراسة والتعلم لا يكون إلا على أهل العلم المعروفين به وإلا يكون ضلالا الذي تعلم على نفسه أو على كتابه أو على جاهل مثله أو متعالم هذا يكون ضلالا جهلا لا علما يكون ضلالا لا هداية ولذلك الخوارج ما هلكوا إلا لسبب أنهم لا يأخذون العقيدة والفقه على أهل العلم وإنما تعلم بعضهم على بعض اقتصروا على فهمهم فضلوا والعياذ بالله وأضلوا. وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منهم وأمر بقتلهم دفعا لشرهم عن المسلمين وأسأل الله عز وجل لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما يحب ويرضى وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2031 |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع الكلمة وأثرها في دفع الفتن لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - [فقرة الأسئلة] جزاكم الله خيرا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع الجميع بما قلتم. السؤال السائل: سماحة الشيخ هنا مجموعة كبيرة من الأسئلة نعرض منها ابتداء ما يتعلق بالمحاضرة إن بقى ثم وقت إن رأيتم أن نستعرض بعض الأسئلة التي يطلب أصحابها الإجابة عليها بما يتعلق بالقضايا الفقهية هذا هناك يطرح عبر كثير من وسائل الإعلام كما تفضلتم قبل قليل يا سماحة الشيخ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وبيان الحق والتحذير من الباطل والسعي في جمع الكلمة كلها أمور من أسباب وحدة المسلمين لكن هناك دعوة جديدة يقوم بها مجموعة من الناس في بعض وسائل الإعلام يقولون إن الحفاظ على نسيج المجتمع وإن كان بينه من التباين. الجواب الشيخ: ما يكون أهم من بيان الحق والتحذير من الباطل هذا الكلام متناقض يبطل آخره أوله لأن نسيج المجتمع ونسيج المسلين لا يقوم لله على أصول صحيحة ما يقوم بدون الوصول التي جاء بها الكتاب والسنة ودونها علماء الإسلام في كتب العقائد وكتب التوحيد ما يحصل الاجتماع إلا بها (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ["103" سورة آل عمران] ولا تفرقوا ما قال اجتمعوا ولا تفرقوا بل قال اعتصموا بحبل الله بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ولا يحصل الاجتماع ولا نسيج المجتمع إلا على الكتاب والسنة ولا يصلح هذا إلا بإصلاح العقيدة هي أهم شيء الخلاف في العقيدة لا تسامح فيه لكن الخلاف في الأمور الفقيه قد يكون أسهل أما الخلاف في العقيدة هذا لا يكون ما يجوز الاجتماع فيه لأنه لا يحصل معه الاجتماع أبدا لا يحصل الاجتماع بين مشرك وموحد لا يحصل الاجتماع بين سني ومبتدع لا يحصل هذا أبدا مهما حاولوا نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهنا ورد أكثر من سؤال من أشخاص يعيشون في بعض بلاد المسلمين التي لا تحكم فيها الشريعة وبعضهم يعيش في بلاد غير المسلمين نعم وبعضهم يعيش في بلاد غير المسلمين هم يسألون كيف تكون الطاعة؟ الجواب الشيخ: هؤلاء عليهم أن يكونوا إذا كانوا في بلاد غير المسلمين مركزا إسلاميا يرجعون إليه ويكون فيه من فقهائهم ومن علماءهم ومن أهل الخير من يحل مشاكلهم ويكون لهم اجتماع ومركز إسلامي كما هو موجود والحمد لله في البلاد الأخرى فيها مراكز إسلامية يرجع إليها تنهى كثيرا من المشاكل أما من كان في بلاد إسلامية فعليه أن يتقى الله ويفعل ما يستطيع وينصح ويدعو إلى الله وينصح ولاة الأمور لعل الله أن يصلح الأمور فيما بعد نعم هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر أن بعض المسلمين يقولون أنهم يؤذون في بلادهم فيتجهون إلى أوربا وأمريكا ويقول نجد هناك من الحرية ما نستطيع به أن نقيم شعائر ديننا دون أن نجد الأذية نعم هذا الشيء حصل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضايق المشركون أهل الإسلام في مكة ومنعوهم من شعائر دينهم أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجروا إلى أرض الحبشة وكان بلاد نصرانية ولكن فيها ملك عادل لكنه عادل لا يظلم أحد عنده فهاجرو فرارا بدينهم هذه الهجرة الأولى ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما فإذا كان محتاج أن يذهب إلى بلاد كافرة لكن فيها عدل من أجل أن تقيم دينك فيها ولا يوجد بلاد إسلامية تهاجر أولا لابد من الهجرة إلى بلاد الإسلام ولا يجوز تروح بلاد الكفر إذا أمكن تهاجر إلى بلاد الإسلام إذا أمكن إذا لم يمكن ليس هناك بلاد إسلامية على الأقل اذهب إلى البلاد الكافرة لكن يمكنونك من مزاولة شعائر دينك ولا يضايقونك من باب دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا وهذا يسأل يقول الطاعة طاعة ولي الأمر المسلم في أمر مباح أو أمر مكروه كيف تكون هو المكروه من نوع المباح؟ الجواب الشيخ: المكروه هو يثاب تاركه ولا يعاقب تاركه والمباح هو متساوي الطرفين ليس فيه كراهة وليس فيه مدح إنما هو متساوي الطرفين ما دام أنه لا يصل إلى الحرام الأمر الحرام لا يجوز الطاعة فيه أما الأمر المكروه فقط هذا لا مانع من ارتكابه لأنه مباح والكراهة تزول عند الحاجة لاحظوا الكراهة تزول عند الحاجة والتحريم يزول عند الضرورة ما يرتكب إلا عند الضرورة أما المكروه لا يرتكب إلا عند الحاجة ولو لم يكن هناك ضرورة. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وماذا عند الأمور المختلف فيها لو كان طالب علم ويرى أن هذا الأمر محرم ثم جاء نظام من ولي الأمر؟ الجواب الشيخ: والمسألة فيها خلاف وولي الأمر أخذ بالأمر الذي يرى الإباحة إذا كان الأمر المخالف مخالفا للكتاب والسنة فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق أما إذا كان الرأي المخالف لا يخالف ما في الكتاب والسنة فالأمر فيه واسع الله عز وجل قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ["59" سورة النساء] أول شيء نرد إلى القرآن والسنةالشيخ: فما وافق الكتاب والسنة أخذناه وما خالف الكتاب والسنة تركناه هذه هي القاعدة التي وعها الله لنا نسير عليها في كل زمان وفي كل مكان نعم إذا هل يرتدع الخلاف في هذه الحالة إذا كان الأمر قابل للاجتهاد إذا أن قابل للاجتهاد ولا يترجح أحد القولين إذا ترجح أحد القولين فنأخذ بالراجح بالدليل ونترك المرجوح المخالف للدليل أما إذا كان الأمر خلاف فقهي لم يتبين الدليل على من الأمر في هذا واسع لا يخالف الدليل ولم يظهر لك مخالفته للدليل أخذت به وهو قول من أقوال العلماء وإذا أخذ ولي الأمر برأي لا يخالف الدليل أخذ ولي الأمر برأي لم يظهر مخالفته للدليل فإنه يطاع في هذا حسما للخلاف نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. هذا يقول تغيير المنكر هل يكون قاصرا على العلماء من الأئمة والدعاة ونحوهم يجب عليهم تغيير المنكر الظاهر مثل ما يظهر في وسائل الإعلام أو تبرج النساء أو نحو هذا. الجواب هذا ما فسره الرسول عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه إذا كان من رأى منكر وعنده سلطه وعلم يغير باليد إذا كان من رأى المنكر عنده علم وليس عنده سلطه يغير باللسان وهذا لا يجوز هذا محرم هذا منكر يبين باللسان ينفع ويذكر يكاد ما عنده سلطه وما عنده علم ومسلم ممكن بالقلب ويبتعد عن محل المنكر وأهل المنكر نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل يقول طالب العلم إن كان في بلده لكنه يخشى على نفسه الفتنه في بلده من الفتن فيهاجر إلى المملكة العربية السعودية حفظها الله ليطمئن على دينه رغم أن الناس في بلده في أمس الحاجة إليه؟ الجواب الشيخ: لا إذا كان طالب العلم يحتاج إليه المسلمون فإقامته عندهم هي مصلحة راجحة وللدعوة إلى الله ولإرشاد المسلمين هناك أرجح من هجرته إلى بلاد السعودية. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول الشاب المسلم ما نصيحتكم له في هذه الفتن فتن الشهوات التي يراها في القنوات الفضائية وإذا خرج إلى الشارع وجد النساء المتبرجات نصيحتكم. جزاكم الله خيرا. الجواب الشيخ: نصيحتنا أنه يبتعد عن القنوات الفضائية التي فيها فتنه لا يفتحها لا ينظر إليها يسلم من شرها وأيضا إذا خرج إلى الشارع لا ينظر إلى النساء المتبرجات قال تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ["30" سورة النــور] يتجنب الفتنتين النظر في الفضائيات الفاتنة والنظر إلى النساء الفاتنات نعم جزاكم الله خيرا وآخر يقول هناك بعض أهل البدع يقومون باستخدام بعض وسائل الإعلام فيطعنون في علماء أهل السنة والجماعة وفي ولاة الأمر وقد سمعت هذا بنفسي من بعضهم كيف توجهون الناس تجاه هذه الوسائل التي تبث كلام هؤلاء الناس لا شك أن يكون هناك دعاة إلى الضلال ودعاه إلى جهنم كما في الحديث يوجدون في كل مكان وفي كل زمان ابتلاء وامتحان للعباد (إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) ["42" سورة الأنفال] من باب الابتلاء والامتحان ليس غريبا أن يوجد دعاة ضلال في القنوات من يسبوا المسلمين ما هو غريب هذا ولكن علينا إن كنا من أهل العلم أن نرد على هؤلاء ونبين عورهم ونفضحهم بنفس القنوات نطلب من القنوات أنها تعطينا فرصة نتكلم مثل ما يتكلم هؤلاء أما الإنسان العامي والإنسان إلى ما عنده إنسانية ما عنده علم يرد بها فلا يفتح على هذه القنوات أصلا يغلقها نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا وهذا يسأل كذلك عن الفرق يقول كثيرا من الفرق إن لم تكن كل الفرق يدعون أنهم يتبعون الكتاب والسنة وأهل السنة والجماعة يقولون إنا نتبع الكتاب والسنة فما الفرق بين إتباع أهل السنة والجماعة وغيرهم من الفرق؟ الجواب الشيخ: ليس العبرة بالدعوة كل يدعى ولكن العبرة بالحقيقة ميزان كلام هؤلاء وهؤلاء الميزان بالكتاب والسنة فالموافق للكتاب والسنة هو الحق والمخالف للكتاب والسنة هو الباطل ما في إلا أحد القسمين إما حق وإما باطل (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) ["32" سورة يونس] عندنا الميزان نعرض ما قال هذا وما قال هذا على الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة فهو حق وما خالف الكتاب والسنة فهو باطل وإن قال صاحبه أنه حق فالإنسان إلى عنده علم يعرض على الكتاب والسنة أقوال الناس ويبين بينهم واللي ما عنده علم يسأل أهل العلم فلان قال كده وفلان قال كده قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) "7" [سورة الأنبياء] نعم ولا يبقى متحيرا نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. كذلك في وسائل الإعلام كثير منهم يكتب نحن نتبع الكتاب والسنة إلا أنك لا تستطيع أن تلزمني بفهمك للكتاب والسنة لك فهمك ولي فهمي. الجواب الشيخ: نقول إن إحنا ما نلزمك بفهمنا إحنا نلزمك بما يدل عليه الكتاب والسنة لازم نتجرد أنا وأنت نعرض رأيي ورأيك على الكتاب والسنة فأيهما يشهد له الكتاب والسنة أنا أو أنت فهو الحق إنصاف وإنا (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [سورة سبأ: 24] نقول له تعالي أنا مسلم وأنت مسلم وقد اختلفنا أنت تقول كذا وأنا أقول كذا والمسلمون يرجعون إلى الكتاب والسنة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ["59" سورة النساء] الآن نعرض ما عندي وما عندك ما هو بفكري ولا فكرك نعرض ما عندنا على الكتاب والسنة فما وافق فهو الحق وما خالف فهو الخطأ فإن كان عنده إيمان سيوافق أما إن كان معاندا فليس فيه حيلة أتركه ولا تجادله. السؤال السائل: أحسن الله إليكم هذا يقول أنه شاب استأذن والديه في الذهاب إلى الجهاد فأذنا له بما تنصحني يا فضيلة الشيخ أنت تبع ولي أمر الجهاد لا يكون إلا بولي أمر أما أن تخرج من طاعة ولي الأمر وتخرج إلى الجهاد بدون إذن ولي الأمر. الجواب الشيخ: لا يجوز حتى لو أذن لك والداك يمكن جاهلان ما يدريان ما يعرفان فلابد من إذن ولي الأمر فلابد من استئذان الوالدين يعنى هكذا بالترتيب أولا لازم ولي الأمر المسلمين ثانيا إذا أذن ولي الأمر حينئذ تستشير والديك مثل هذه الأمور. السؤال السائل: أحسن الله إليكم. هذا سائل يقول المناصحة لولي الأمر هل تكون من كل أحد وكيف تكون المناصحة لولي الأمر؟ الجواب الشيخ: تكون ممن عنده علم يعرف الخطأ من الصواب ويعرف الصحيح من غير الصحيح وتكون من عالم أما العامي فينصح ولكن عموما ينصح ولي الأمر بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أمور مجملة واضحة لكل أحد أما الأمور الدقيقة التحليل والتحريم والأمور الدقيقة تحتاج إلى عالم نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. كذلك يسأل ويقول هناك من يقع في ولاة الأمر متتبعا بعض أخطائهم فما توجيهكم له؟ الجواب الشيخ: هذا يجب أن يتتبع أخطائه هو أولا لأنه مكلف لنفسه أول شيء يصلح نفسه أولا فإذا أصلح نفسه أولا من الأخطاء ينظر في أخطاء إخوانه من المسلمين فينصحهم ولي الأمر وغيره يعنى يبدأ بنفسه أولا نصيحة ولي الأمر لا تكون فوضى وتكون في المجالس وفي خطب الجمعة نصيحة ولي الأمر توصل إليه إما أن توصلها أنت وتخاطب ولي الأمر وهذا ما في شك هذا هو الأصلح وإذا كنت ما تستطيع ترسلها مع أحد أو ترسلها بالبريد لتصل إليه تكون سرية لا تكون نصيحة ولي الأمر علانية لكي لا يفسد الأمر ويجعل الناس فوضى ويتكلمون وينحل زمام الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر زمام السمع والطاعة والخوارج حصل لهم ما حصل إلا بهذه الطريقة ما حصل الخروج على عثمان رضي الله عنه ونهاية قتله رضي الله عنه إلا بالكلام والمجالس حتى ألب الناس عليه الخبيثة ألب الناس على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجالس فما أشبه إلا شر أما لو تذهب إلى ولي الأمر وتوصل له النصيحة إذا وصلت هذه النصيحة أنت برئت ذمتك والغالب أنها تنفع بإذن الله. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول أنه ذهب إلى البنك لاستخراج بطاقة فيزا وقال له الموظف أنا مجازة من الهيئة الشرعية وبعد أن استلمت البطاقة اتضح لي أنها ليست مجازة وأنها بطاقة ربوية وأنا الآن لا أملك قيمتها لأردها إلى البنك وهو 15 ألف ريال فما أصنع؟ الجواب الشيخ: أخطأت كان سأل يقولون الناس مجازة تأكدت أنها مجازة سألت أهل العلم المتعلمين والجهالة سألت أهل العلم الصحيح أهل الفتوى قبل أن تدخل في الموضوع أما الآن وقد تورطت عليك أن تستعمل الخلاص منها بأي طريقة تعمل الخلاص بها ولا تعمل بها ولا تستعملها ولو ضاع عليك ما ضاع الحمد لله يخلف الله لو ضاع عليك ما ضاع لا تستعملها وأنت تعلم أنها ربا وأنها حرام لا تستخدمها ولو أنك خسرت الشكوى إلى الله أنت اللي أخطأت. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل يقول هناك من يعالج بالرقية فإذا جاءه المريض أمره أن يردد بعض الأذكار أو الأدعية بأعداد معينة وبعضهم يستخدم ترديد أسماء الله الحسنى فإذا جاءهم المريض يشكو من أذنه يقول ردد اسم السميع وإذا جاء يشتكى من بصرة يقول ردد اسم البصير وهكذا؟ الجواب الشيخ: هذا لا دليل عليه الرقية ليست هكذا الرقية تقرأ على المريض الفاتحة هي أعظم شيء هي الفاتحة يقرأها ويمكث على المريض في محل الإيصال ويقرأ الإخلاص والمعوزتين ويقرأ ما تيسر من الآيات التي فيها الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى أما أنه يقول افعل كذا وبعدد كذا هذا لا أصل له ولا دليل عليه. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يكون أنه مندوب مشتريات في شركة والشركة عندما تشترى البضاعة من الصين يقول تعرض عليه بعض الشركات نسبة بكل صفقة أقوم بها فهل هذا جائز؟ الجواب الشيخ: لا ما دام أنك موظف عند الشكة عند الشركة وتحضر لها البضائع من المصانع ومن الشركات الخارجية أنت وسيط بين الشركة وبين المنتجين فلا تأخذ شيئا إلا راتبك المخصص لك لأنك لو أخذت شيئا من الشركة المنتجة أو البائعة فهذه رشوة حرام ولا تجوز نعم وماذا عن بعض الشركات إن أعطتك الشركة شيء فخذه ما يجوز هذا لا ما يجوز هذا الشركة ما تجيز الرشوة المحرمة جزاكم الله خيرا مش الشركة هي اللي تحلل الرشوة. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول ذكرت حفظك الله أن لا بدعة حسنة وبعض الناس يستشهد بقول عمر رضي الله عنه نعمت البدعة تلك ماذا يعنى عمر يعنى صلاة التراويح هل فهم خلف إمام واحد؟ الجواب الشيخ: صلاة التراويح سنة وليست ببدعة فهو يقصد صلاة التراويح ويرد على من يقول أنها بدعة نقول إنها سنة نعمة التي تسمونها بدعة وهى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل ويقول أنه نطق بكلمة كفر والعياذ بالله حال غضب فكيف يصنع؟ الجواب الشيخ: إذا كان في حال غضب ولا يدرى ما يقول فليس عليه شيء لأنه غير مكلف الغضب الشديد الإنسان لا يتصور ما ينطق به لا يؤاخذ عليه لم يصدر عن اختيار منه صدر عن غضب شديد لا يؤاخذ عليه إن شاء الله وليس عليه شيء. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل ويقول عليه دين ولديه مال تجب عليه الزكاة هل يعطى أهل الدين ما عليه أولا أما يخرج الزكاة؟ الجواب الشيخ: إذا حال الحول تم عليه الحول ولم يسدد منه الدين حتى حال الحول يزكى المال الموجود عنده أما إذا سدد الدين قبل حلول الحول حين إذ ما عليه زكاة ليس عليه زكاة إلا إذا سدد يسدد ويزكى الباقي عنده إن بقى شيء. نعم . السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هناك رواية تقول لا يرقون. الجواب الشيخ: نعم هي صحيحة الحديث لا يسترقون هذه ليست صحيحة لا يسترقون لا يرقون هذه هي الصحيحة الحديث جاء هكذا سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم من هم السبعون الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب قال هم الذين لا يسترقون هذه ليست صحيحة لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون اللي ماهياش صحيحة لفظة لا يسترقون لفظة لا يسترقون لأن الإسترقاء هي طلب الرقية من الناس فيه حاجة إلى الناس فيكون يذل للمخلوق فيترك هذا ويستغنى لأنه يعتمد على الله عز وجل ولا يطلب الرقي من الناس ولا يطلب الرقي استغناء بالله لأن سؤال الناس مكروه سؤال الناس مكروه إلا عند الضرورة فهو مباح لكن عند غيرا لضرورة مكروه فكلمة لا يسترقون لا تثبت عن الرسول الثابت أنه قال لا يرقون لا يسترقون الثابت أنه هناك الإسترقاء قال لا يسترقون وأما لا يرقون هذه غير صحيح جزاكم الله لا في لفظتين لفظة لا يسترقون هذه هي الصحيحة لأن معناها أنهم يطلبون الرقي من الناس فلا يسألونهم والاستغناء عن الناس مطلوب مهما أمكن فكلمة لا يسترقون هي الصحيحة أما كلمة لا يرقون هذه خطأ لأن الرسول يرقى عليه الصلاة والسلام والصحابة يرقون وأذن بالرقية نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهل يدخل في هذا التطبب الذهاب للطبيب للمعالجة. الجواب الشيخ: نعم إذا كان يستغنى عن الطبيب فهذا أفضل أما إن كان يحتاج للطبيب فلا مانع نعم قال صلى الله عليه وسلم تداو ولا تداو بحرام التداوي مباح نعم. السؤال السائل: أحسن الله إليكم. هذا السائل يقول نأتي كل عام إلى المنطقة الغربية في انتداب نمكث في جدة مدة شهرين ثم نتردد بين الطائف ومكة جدة هنا ثلاثة أيام وهنا أربعة أيام وأكثر وأقل فكيف تكون صلاتنا وجزاكم الله خيرا وهل نجمع ونقصر؟ الجواب الشيخ: إذا كنتم في البلد وعندكم مسجد وتسمعون الآذان صلوا مع المسلمين وأتموا الصلاة معهم ولا تقول إحنا مسافرين تنعزلون عن المسجد علشان انتم مسافرون لا صلوا مع المسلمين من سمع الآذان فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر أما إذا لم يكن عندكم مسجد وإقامتكم أربعة أيام أو أقل لكم القصر والجمع إذا لم يكن عندكم مسجد قريب وقامتكم أقل من أربعة أيام فأقل فلكم القصر والجمع فإذا نويتم قامة أكثر من أربعة أيام فلا يجوز لكم القصر ولا الجمع لأنكم أصبحتم مقيمين وأنقطع السفر نعم وفي الطريق على ما ذكرت تروحون الطايف كما ذكرت تقصرون وتجمعون تقصرون وتجمعون في الطريق نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل عن حكم الظاهرة الأخيرة التي ظهرت في السنتين أو الثلاث سنوات الأخيرة وهى ظاهرة التصويت لبعض الشعراء في القنوات الفضائية وكل قبيلة تصوت لشاعرها. الجواب الشيخ: هذا من أكل الناس بالباطل ومن إثارة النعرات بين القبائل وإثارة النخوات بين القبائل يجب منع هذا الشيء لأنه يورث شرا بين القبائل وافتخارا نهينا عن الافتخار بالأنساب والافتخار بالقبائل المسلمون إخوة هذه من ناحية من الناحية الثانية بذل الأموال بغير حق الأموال والجوائز هذه حرام لأنها أكل للأموال بالباطل. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يسأل إذا كان يطلب بر أمه ورضاها فيقبل قدمها ما الحكم؟ الجواب الشيخ: إن يراها أن يقبل قدمها من باب البر فلا بأس بذلك. السؤال السائل: هذا سائل يقول أنه يدير منتدى إسلاميا كما يقول وهذا المنتدى يوجد فيه اختلاط بين الرجال والنساء فما توجيهك؟ الجواب الشيخ: هذا ما إسلامي الإسلامي الذي يمنع الاختلاط عليك أن تمنع هذا الاختلاط لا يكون إسلاميا وبه اختلاط. السؤال السائل: أحسن الله إليكم. هذا يسأل كأنه في بلد غير السعودية يقول في القبور يضعون الميت وبعد ستة أشهر ينبشون القبر ويخرجون الرفات منه يقول فقام أحد أقاربنا لما ماتت أمه ووضع طبقه من الأسمنت على جسدها حتى ينبش القبر فما الحكم؟ الجواب الشيخ: القبر لا يجوز ينبش لأن الميت إذا وضع فيه يكون وقفا عليه فلا يجوز أن يخرج منه مسكنا له إلا أن تقوم الساعة فلا يجوز هذا ظلم إلا إذا دعت الضرورة إن كان على الميت ضرر أنه يداس أو في طريق عام ويتضرر الميت لا مانع من نقله أما إذا نقله لحق ميت آخر لا يجوز هو أحق من الميت الجديد فيجب ترك المقبورين في قبورهم وعدم التعدي عليهم أنت لو جاء واحد في بيتك تقول له اخرج من بيتك يجوز هذا ما يجوز هذا كيف تخرج الميت من قبره لميت آخر لا حق لك في ذلك نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. وهذا يقول بنت يتيمة يريد أن يتزوجها ويقول هل يشملني حديث أنا وكافل اليتيم كهاتين؟ الجواب الشيخ: اليتيمة إذا بلغت ما تصير يتيمة اليتم ينتهي بالبلوغ إذا بلغت ما صارت يتيمة بالغة لا مانع إذا تزوجها إن رضيت بذلك برضا وليها برضاها وعقد لها وليها برضاها مع وجود شاهدين عدلين نعم. السؤال السائل: جزاكم الله خيرا. ونختم بهذا السؤال هل رمضان وأسأل الله عز وجل أن يبلغ الجميع هذا الشهر العظيم وأن يعيننا على الصيام والقيام آمين فضيلة الشيخ تتنافس بعض القنوات الفضائية في هذا الشهر بعرض كثير من الأحاجي والألغاز والمسلسلات ونحو هذا مما يجذب الناس ويشغلهم إلى القنوات فما توجيه سماحتكم؟ الجواب الشيخ: هذا كيد للمسلمين وانتهاك للشعب فلا يجوز لهذه القنوات إن كانت مسلمة لأن هذا إشغال للناس بالترهات والمضحكات عن الطاعة والعبادة وتلاوة القرآن لا يجوز لهم هذا العمل يجب مناصحتهم ويجب إبلاغ ولي الأمر ولاة الأمور عنهم لأجل أن يمنعوا ذلك الأشياء التي تشغل المسلمين عن شهر رمضان أما ذا كانت في بلاد غير إسلامية ولا أحد يسيطر عليها فأنت لا تفتح عليها لنفسك ولا لأولادك المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2031 |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 موقف المسلم من الفتن 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - بسم الله الرحمن الرحيم فإن الموضوع الذي سنتحدث عنه إن شاء الله هو كما أُعُلن "موقف المسلم من الفتن" وقانا الله وإياكم شرها. والفتن: جمع فتنة، وهي الابتلاء والاختبار، وسنة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن يبتلهم، ولا يتركهم من غير ابتلاء لأنهم لو تركوا من غير ابتلاء لم يتميز المؤمن من المنافق، ولم يتبين الصادق من الكاذب ولحصل الالتباس كما قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، فالله سبحانه يجري الفتن ليظهر ويُعلم الصادق من الكاذب، ولولا ذلك لم يميز بين هذا وهذا ولتبس الأمر ووثق المسلمون بمن يظهر لهم الإيمان والإسلام وهو على خلاف ليخدع وليغش لأجل أن يحذروه ولا يثق به على أسراره وعلى أموره، ولو لم يكن هناك فتن ما عرفوه ولا، اختلط المؤمن بالمنافق، واختلط الصادق بالكاذب وحصل الفساد ولم يتميز هذا من هذا، ومن حكمته ورحمته أنه يجري هذه الفتن لأجل أن يمايز بين الفريقين. فالله سبحانه وتعالى حكيم في صنعه، وفي ما يجريه بهذا الكون، فالله قال لنا: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) من اختلاط المنافقين والكاذبين مع المؤمنين الصادقين لأن هذا يحصل به ضرر كبير على الدين والدنيا، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ) وذلك بالفتن التي يجريها على عباده، (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) أنتم لا تعلمون ما في القلوب، فكثيرون بمن أظهر لكم الولاء والصدق والمصادقة والإيمان لأنكم لا تتطلعون على ما في قلبه وهو عدو متربص، فلما كان الناس لا يعلمون ما في القلوب جعل الله هذه الفتن مظهرة لما في القلوب من المحن والكذب والنفاق فإنها إذا جاءت الفتنة تكلم المنافقون فعرفوا وانحازوا إلى الكفار ولم يثبتوا، وأما في وقت الرخاء فهم لا يُعرفون ويخدعون ويكذبون ويمارسون أعمالهم الخبيثة، وأما قوله: (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي) أي يختار (مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) هذا استثناء من قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ)، فإن الله يطلع على الغيب من شاء من رسوله على شيء من الغيب لأجل المعجزة الدالة على صدقهم، ولأجل أن يعالجوا هذا الخلال الذي يحصل في المجتمع وفي الأمم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) كما قال الله جلَّ وعلا: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً* إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)، فالرسل قد يطلعهم الله على شيء من المغيبات لأجل مصلحة الدعوة وإثبات الرسالة، أما غير الأنبياء فإنهم لا يطلعون على الغيب ولا يطلعهم الله على الغيب: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)، فهذه هي الحكمة في إجراء الفتن على العباد. والفتن لا تكون في وقت دون وقت؛ بل الفتن في جميع أطوار الخليق كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) هذه سنة الله في خلقه سبحانه وتعالى. والفتن متنوعة: تكون الفتن في الدين. تكون الفتن في المال. تكون الفتن في الأولاد. تكون الفتن في المقالات والمذاهب الاختلاف، تكون متنوعة. فالله سبحانه وتعالى يجريها على عباده لنصرة دينه وخذلان أعداءه المتربصين: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) يعني: ينتظرون بكم، (فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنْ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً* إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)، وما أكثر المنافقين في كل زمان ومكان. والفتن على اختلاف أنواعها وتعددها ترجع على نوعين: النوع الأول: فتن الشبهات: تكون في الدين وفي العقيدة. النوع الثاني: وفتن الشهوات: تكون في السلوك والأخلاق والملذات والمشتهيات للبطون والفروج وغير ذلك من الشهوات كما قال جلَّ وعلا في سورة التوبة: (كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) يعني: بشهواتهم (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) تشبهتم بهم في نيل الشهوات المحرمة وإن كانت على حساب دينكم وأخلاقكم، (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً) أنظروا الابتلاء والامتحان (كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) أي: بنصيبهم من هذه الأمور، انطلقوا معها تاركين لدينهم في فروجهم، وفي بطونهم، وفي رئاساتهم، وفي ما يشتهون: (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ) تشبه، ثم قال: (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا)هذه فتنة الشبهات الخوض في أمور الدين، ظهور المقالات المخالفة، ظهور الفرق المخالفة هذا من الفتن في الدين فتن الشبهات، منها نشأ ما نشاء من الفرق في الإسلام فرقة القدرية، فرقة الجهمية، فتنة الشيعة، وفتن كثيرة انحدرت من هذه الفتن، وهذه الفرق كما قال صلى الله عليه وسلم: "ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: "من كان على ما أنا عليه" أو"على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" فرقة واحدة ناجية تسمى الفرقة الناجية، لأنها نجت من النار كلها في النار إلا واحدة نجت من النار بسبب أنها تمسكت بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وثبتوا على ذلك، وصبروا عليه رغم ما يعترضهم من الصعوبات ومن المشقات إلا أنهم صبروا، وثبتوا على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولم ينجرفوا مع الفرق المنجرفة. وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ من بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ"، وفي رواية: "وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ"، الرسول ما ترك شيئا إلا وضحه لنا، وبينه لنا، ومن ذلك أنه بين موقف المسلم من هذه الفتن: أنه يكون على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ويلزم ذلك ويصبر عليه، ويكون على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، هذا فيه النجاة من الفتن، وهذا موقف المسلم من الفتن أنه لا ينخدع ولا ينجرف معها وإنما يبقى على دينه، ويصبر عليه، وله قدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لاسيما الخلفاء الراشدين المهديين. وكذلك من المنجيات من هذه الفتن وموقف المسلم منها: أنه يلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين الموجودين في عهده، فيكون مع جماعة المسلمين وإمام المسلمين ويبتعد عن الفرق المخالفة، لأن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني من ذلك أنه سأله: ماذا يصنع؟ ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ أي وقت الفتن الاختلاف قال: "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" ما داموا موجودين ولو كانوا قلة، إذا كانوا على الحق تلزمهم وتكون معهم، وتكون تحت إمامهم، إمام المسلمين، لأن هذا منجاة من الفتن بإذن الله، "تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ" ولا تنجرف مع المنجرفين باسم الحرية أو باسم الديمقراطية أو باسم العلمانية أو باسم التعددية أو ما أشبه ذلك، لا ليس هذا عندنا، نحن نتمسك بديننا وننحاز مع جماعة المسلمين وإمام المسلمين هذا هو النجاة من الفتن عند حدوثها، ولا نغتر بالدعايات، ولا نعتر بزخرف القول، ولا نصغي إلى الشبهات التي تحاول أن تجتثنا من جماعة المسلمين وإمام المسلمين، قال حذيفة رضي الله عنه: فإِنْ لَمْ يكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ - ولا حول ولا قوة إلا بالله - جاءت فتن عظيمة وليس هناك جماعة ولا إمام للمسلمين، قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا" لا تدخل في الفتن، اعتزل هذه الفرق كلها لأنها ليس لبعضها ميزة على بعض، ليس فيها جماعة وليس فيها إمام، فهي كلها على ضلال تاءه لا تدخل معها، اعتزلها ولو أن تكون وحدك: "وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ"، فهذا موقف المسلم من الفتن: أولاً: يأخذ بكتاب الله عز وجل. ثانياً: يأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه خلفاءه وأصحابه. ثالثاً: يكون مع جماعة المسلمين أينما وجودوا ومع إمام المسلمين. رابعاً: إذا لم يكن هناك جماعة ولا إمام فإنه ينجوا بنفسه وينحاز عن هذه الفرق كلها حتى يدركها الموت وهو ومتمسك بدينه وعلى سنة نبيه. إن المنافقين في كل زمان ومكان وهم يعيشون بيننا وربما يكونون من أولادنا، ومن جماعتنا إنهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، وينحازون مع العدو دائما، إذا جاءت الفتن انحازوا إلى العدو وتركوا المسلمين كما حصل منهم يوم الأحزاب في غزوة الأحزاب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لما تألف العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءوا يريدون القضاء على الإسلام والمسلمين، يريدون القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، جاءوا وأحاطوا بالمدينة وهم كثرة كافرة من القبائل عند ذلك انحاز معهم اليهود ونقضوا العهد الذي أغرموه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظموا إلى صفوف الكفار وهم أهل كتاب يعرفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم انحازوا مع أعداءه وصاروا مع الكفار وقال الله جل وعلا: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيد) ماذا كان موقف المؤمنين وما كان موقف المنافقين؟ (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيد* وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُور) الرسول وعدنا أنه سينتصر وأنه سيبسط الأمن على الجزيرة ويسير الراكب من كذا وكذا آمنا والآن يقولون ما نقدر نذهب إلى قضاء حوائجنا، وين وعد الرسول؟ (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُور) هذا موقف المنافقين. وأما المؤمنون: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً* مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً* لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً* وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) هذه النتيجة الآن لما حصل الامتحان وامتاز المنافقون عن المؤمنين وانحاز اليهود مع الكفار وهم أهل كتاب يعرفون أنه رسول الله: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً) وفي مطلع هذه الآيات يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) ماذا حصل؟ المسلمون ما قتلوا (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) أرسل الله ريحاً شديدة باردة فكفئت صدروهم وحصبتهم وأنزل ملائكة من السماء تلقي الرعب في قلوبهم فرحلوا خائفين مهزومين (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزا* وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ) اليهود الذين أعانوهم وانحازوا معهم أنزلهم الله من حصونهم التي تحصنوا بها وظنوا أنها تمنعهم من الله عز وجل: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً* وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا) هذا في خيبر أول لم تطئوها هذه النتيجة، نتيجة الصبر؛ لكن بعد الامتحان بعدما (وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيد) (وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ) لكنهم ثبتوا، ووجدوا وعد لله سبحانه وتعالى وصبروا هذه هي النتيجة، إذا تميز المؤمن الصادق من المنافق الكاذب عند هذه المحنة والفتنة وعند غيرها، هذه حكمة الله جل وعلا في إجراء الفتن. واليوم كما تعملون الكفار أقبلوا على المسلمين بقبضهم وقضيضهم ومختلف مكرهم وأسلحتهم وكيدهم يردون القضاء على الإسلام والمسلمين بحجة أن الشعوب مظلومة، وأنها مقهورة، وأنها تريد حقوقها وبحجة الحرية والمطالبة بالحقوق والديمقراطية وإلى آخره، وانحاز إليهم من الكتاب المغرورين والمخدوعين من انحاز وصاروا يتكلمون بألسنتهم ويقولون ما يقولون؛ ولكن كل هذا لن يضر الإسلام والمسلمين، الآن ينادون بالتعددية الفكرية وبحرية المذاهب وحرية المقالات وإلى آخره، يعني ما لنا دين؟ ألم ينزل الله علينا كتابا من السماء ويرسل إلينا رسولاً ويأمرنا بتباع الكتاب والسنة، والالتزام بطاعة ولاة الأمور من: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، ينادون بحرية المرأة بكل ما تعنيه الحرية البهيمية ما هي بالحرية الطيبة التي تحرر المرأة من الخنوع والخضوع للشهوات ورغبات الكفار، وأن تكون مثل الرجل وهي ليست كرجل (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى)، يردون أن تكون مثل الرجل أن تتولى أعمال الرجال، أن تخرج من البيوت التي هي مقار عملها: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ) لا يردون هذا، يردون أن تكون المرأة المسلمة مثل المرأة الغربية الكافرة؛ بل وأحق منها ستكون أحق منها لأنها كفرة نعمة الله وتركت آداب الإسلام وصارت أحق من المرأة الكفارة التي لم تعرف الإسلام ولم تعش تحت ظلهِ فترة طويلة فتكون أذل منها بكثير هم يردون هذا، ويعلمون أنها إذا انجرفت النساء انجرف المجتمع لقوله صلى الله عليه وسلم: "وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ"، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِى فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" لما عرفوا أن النساء بهذه المثابة جندوها ضد أخلاقها، وضد دينها، وضد مجتمعها لينالوا مأربهم بها بالمرأة، ركزوا عليها وناصرهم من ناصرهم من المنافقين من أبناءنا ومن حولنا ناصرهم على ذلك صاروا ينعقون بآرائهم ويعلون هذه الآراء التي لا يعرفون مغزاها ولا معناها وإنما لأنها جاءت من قبل دول متقدمة بزعمهم وهي متأخرة في الحقيقة، جاءت أفكار من دول الغرب فيرونها كمالاً وأننا متأخرون وأننا, وأننا، نحتاج إلى إصلاح يسمونها الإصلاح وهو الإفساد (إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) كما يقول المنافقون:(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) فهذا موقف هؤلاء عند الفتن ولم يصبر على ذلك إلا أهل الإيمان واليقين والثبات الذين لا يغترون بالدعايات، نحن ولله الحمد لسنا في شك من ديننا ولسنا في شك من عقدتنا، فلماذا لا نتمسك بديننا ونصبر عليه؟ لماذا لا نتمسك بعقيدتنا؟ لماذا ننزل من أعلى إلى أسفل؟ هذا يردون به أن نتخلى عن عزتنا الله جلَّ وعلا يقول: (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ) بشرط ما هو الأعلون المطلقة بشرط (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، (وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). فبالإيمان يعلوا المؤمنون، وبعدم الإيمان ينخذلون ويذلون، ولكن لابد من الامتحان والابتلاء فلا نستغرب،. وسيأتي فتن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كلما تأخر الزمان أشدت الفتن وتنوعت كل فتنة أشد من التي قبلها، فتن يرقق بعضها بعضا، فتن يكون فيه "المؤمن القابض على دينه كالقابض على الجمر"، "بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ"، قالوا يا رسول الله: ومن الغرباء؟ قال:"الَّذِينَ يصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ"، وفي رواية: "الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسَ"، هؤلاء هم الغرباء في آخر الزمان، لماذا كانوا غرباء؟ لأن أكثر الناس ضدهم وعلى خلاف فهم غرباء. والغريب: هو الذي يعيش بين أناس ليسوا من أهله، وليسوا من بلده هذا هو الغريب. فالمؤمن يعيش في آخر الزمان بين أناس ليسوا من أهله، وليسوا من موطنه بأخلاقهم وثقافتهم وأفكارهم ليسوا من بلده، لمؤمن يصبر على ذلك: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ). أسال الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل. وصلى الله وسلم على نبيا محمد وعلى آله وأصحابه جمعين. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13693 الملف الصوتي : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...les/mouqaf.mp3 التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 29-03-2015 الساعة 10:09PM |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
واجبنا تجاه ولاة الأمر والعلماء لفضيلة الشيخ العلامة الفقية / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان -حفظه الله ورعاه- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد، فإن هذا الموضوع وهو طاعة العلماء والأمراء موضوع مهم جداً، لأنه زلت فيه إقدام وضلت فيه إفهام وحصل بسببه فتن وحروب وقتل وقتيل وضياع أمن، بسبب التفريط في هذا الأصل، الذي هو طاعة أولي الأمر، الله جل وعلا أمرنا بطاعة أولي الأمر، لما يعلمه سبحانه من مصلحتنا في ذلك، وما يترتب على ذلك من الخير الكثير عاجلا وآجلا، ولما في معصيتهم ومخالفتهم و من الشرور والفتن وضياع الأمن وانتشار الخوف والقلق في المجتمع، قال الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59] وقال النبي عليه الصلاة والسلام "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وفي رواية "وكل ضلالة في النار" الله جل وعلا أمر المؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) لأنهم هم الذين يمتثلون أمر الله سبحانه وتعالى، بمقتضي إيمانهم، فقال (وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) طاعة الله جل وعلا في الدرجة الأولى وهي الأصل وهي الغاية، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعة أولي الأمر تابعة لطاعة الله عز وجل، (وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) وأولي الأمر هم العلماء والأمراء. فالعلماء هم ألو الأمر من ناحية إنهم يبلغون عن الله سبحانه وتعالى ما ورثوه عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم من العلم، كما قال صلى الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة الأنبياء) فالعلماء لهم شأن في الأمة لأنهم ورثة الأنبياء، فليسوا مثل غيرهم من أفراد الناس لأن الله فضلهم لأنهم ورثة الأنبياء، فهم يبلغون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخلفون من بعده في القيام على مثل ما جاء به صلى الله عليه وسلم تبليغه للناس، فتجب طاعتهم ولا يجوز الاختلاف عليهم، فهم أولوا الأمر من ناحية أنهم يحملون الشريعة ويبلغونها للناس، أمراً ونهياً، وغير ذلك مما ورثوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، فلهم أمر في هذا لا يستهان بهم، لأنهم لا يقولون شيئا من عند أنفسهم، وإنما يقولون ما بلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلهم الأمر الشرعي العلمي، والأمراء لهم أمر من ناحية السياسة، وتنفيذ شرع الله سبحانه وتعالى، لأنهم بيدهم السلطة، فالعلماء من أولي الأمر من ناحية الشرع، والأمراء بل هم من رأس أولي الأمر من ناحية السلطة التنفيذية، التي ولاهم الله جل وعلا عليها، وفي طاعة العلماء وطاعة الأمراء مصالح عظيمة من استتباب الأمر وتعظيم الشرع والسلامة من الاختلاف والفتن والانضباط في الأمر، الله جل وعلا قال (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) [سورة النساء: 83] ردوه إلى الرسول في حياته صلى الله عليه وسلم يرجع إليه وبعد موته يرجع إلى سنته التي ورثها لامته. وقال إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي، ومنهم الذين يقومون على الكتاب والسنة ويبلغون رسالات الله ويخشون الله هم العلماء الربانيون، والله شرفهم بالعلم، قال صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) لأن القمر يضئ للناس، والعلماء يضيئون للناس بالعلم، وأما الكواكب فإنها تضيء لنفسها فقط، وهم العباد نفعهم قاصر على أنفسهم وعبادتهم قاصر نفعها على أنفسهم، وأما العلماء فنفعهم يتعدى كما يتعدى وجه القمر إلى الكون فيضيء الكون وبهذا يظهر فضل العلماء. ولهذا إذا فقد العلماء حصل الشرخ والاختلاف، قال صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال وإنما يقبض العلم بموت العلماء) فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالاً فأفتوا بغير علم، فأضلوا وأضلوا، وما حدث الشرك في قوم نوح إلا بعد فقد العلماء، لأن قوم نوح زين لهم الشيطان أن يصوروا صور الصالحين، يتذكروا أحوالهم بزعمهم ينشطون على العبادة، فأطاعوا الشيطان وصوروا صور الصالحين ونصبوها على مجالسهم، والشيطان يريد لهم الشر ويريد لهم الهلاك، ولكنه لا يقدر مع وجود العلماء، فلذلك لم يأمرهم بعبادة تلك الصور مع وجود العلماء، وإنما انتظر حتى إذا مات العلماء ونسخ العلم أو نسي العلم، قال إن إباءكم ما نصبوا هذه الصور إلا ليعبدوها وبها كانوا يسقون المطر، فعبدوها من دون الله، لما لم يكن فيهم علماء ينهونهم عن ذلك، فحدث الشرك وحدث الدمار في قوم نوح، كما ذكر الله جل وعلا في القرآن، وهذا سببه فقد العلماء، وكذلك في آخر الزمان إذا قبض العلم اتخذ الناس رؤوسا جهالا ليس عندهم علم، فأفتوا بغير علم فأضلوا وأضلوا، أما العلماء الحقيقيون فإنهم يفتون بعلم، أما هؤلاء ليس عندهم علم يفتون به، أفتوا بغير علم، فضلوا في أنفسهم وأضلوا غيرهم، وبهذا يظهر فضل العلماء وفضل وجودهم في الأمة، ومن ثم لا يجوز مخالفتهم، ماداموا مستقيمين على العلم الصحيح، لا تجوز مخالفتهم لأنهم ورثة الأنبياء، يبلغون عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يتهاون بشأنهم، ونقول نحن وإياهم سواء، لا سواء، ليس العالم كالجاهل، ليس العالم مثل الجاهل، وأما ولاة الأمور فهم الأمراء. القسم الثاني من ولاة الأمور هم الأمراء، الذين يتولون السلطة فهؤلاء يجب احترامهم ويجب طاعتهم بالمعروف، كما في هذه الآية وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر، أي وأطيعوا أولي الأمر منكم، وقوله منكم أي من المسلمين، أما ولي الأمر الكافر فهذا لا يطيعه المسلم، أما يطيع ولي الأمر المسلم، وأولي الأمر منكم، ثم أيضاً لنعلم أن طاعة العلماء وطاعة الأمراء مربوطة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما لم يخالف كتاباً ولا سنة تجب طاعتهم لا لذاتهم وإنما لما يبلغونه عن الله ورسوله، وهم أمناء، أما إذا أمروا بمعصية، السلطان أمر بمعصية فإنه لا يطاع في هذه المعصية، لكن تبقى طاعته فيما عاداها مما ليس بمعصية. قال صلى الله عليه وسلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" قال عليه الصلاة والسلام "إنما الطاعة في المعروف" وقد أمر صلى الله عليه وسلم على سرية أميراً فخرج بهم هذا الأمير وسار بهم، ثم قالوا لهم اجمعوا حطباً قاموا وجمعوا حطباً فقال أوقدوا نارً فقاموا وأوقدوا النار، قال ادخلوا فيها، تراودوا فيما بينهم، كيف ندخل النار، الرسول قالوا أطيعوا أميركم، لكن هل يطيعونه في دخول النار، تراودوا فيما بينهم، فقال خلاقهم، نحن ما اطعنا الرسول إلا لأجل النجاة من النار، فكيف ندخل في النار، فلما رجعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واخبروه قال، لو دخلوها ما خرجوا، منها إنما الطاعة في المعروف، وليست الطاعة في المعصية "بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن طاعة الأمراء إنما تكون إذا لم يأمروا بمعصية. ولكن ليس معنى ذلك أن ولي الأمر إذا أمر بمعصية إنها تنخلع ولايته ويجوز الخروج عليه، لا، يطاع فيما عاداها وهؤلاء الصحابة لم يخرجوا على أميرهم بسبب أنه أمرهم بدخول النار، بل بقوا مطيعين له، لكن لم يطيعوه في هذه المسألة فقط، يجب أن نعرف هذا، وأما إذا أمر الأمراء أو العلماء بمعصية الله أو أحلوا حراما أو حرموا حلال، فلا تجوز طاعتهم في ذلك، والله جل وعلا قال في النصارى (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة التوبة: 31]، وقد بين الرسول الله عليه وسلم لما سأله عدي بن حاتم ما معنى (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ) فقال يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم لأنه كان نصرانيا ثم أسلم رضي الله عنه فهو يخبر عن النصارى أنهم ما كانوا يعبدون الأحبار والرهبان، يعني يركعون لهم ويسجدون لهم ما كنا نعبدهم، قال صلى الله عليه وسلم أليسوا يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه، قال بلى، قال أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه، قال بلى، قال فتلك عبادتهم، عبادتهم ليست مقصورة على الركوع والسجود، بل طاعتهم في التحريم والتحليل والتشريع، التشريع حق لله التحليل والتحريم حق لله، لا يجوز أن يشاركه في ذلك أحد ولا نطيع من أحل ما حرم الله أو حرم ما أحل الله، لا نطيعه في ذلك، ونحن نعلم انه قد أحل ما حرم الله أو حرم ما أحل الله، لا نطيعه في ذلك، لأن التشريع والتحليل والتحريم حق لله، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة الشورى: 21] والله جل وعلا أخبر أن المشركين يستحلون الميتة، ويقولون أنها مما أحل الله، الميتة والمذبوحة سواء عندهم، يقولون ما الفرق بينهم كل سواء، والله جل وعلا قال : (وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ) [سورة الأنعام: 121] هم اعترضوا على هذا وقالوا كله سواء، المذكاة والميتة، بل يقولون أن الميتة أولى بالحل، لأن الله هو الذي ذكاها، أما المذبوحة أنتم ذبحتموها وذكيتموها، قال الله جل وعلا: (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [سورة الأنعام: 121] إن أطعتموهم في استباحة الميته إنكم لمشركون مشركون، مشركون في الركوع والسجود لا في التحليل والتحريم، لأن التحليل والتحريم حق لله جل وعلا، فلا نطيع أحداً في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله. لا نطيع أحداً في هذا وإنما نطيع من أمرنا بما أمر الله به، ومن أحل ما أحله الله وحرم ما حرم الله، هذا نطيعه طاعة لله جل وعلا وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، والآن نسمع من يقول في كثير من الصحف يقول مادامت المسالة فيها خلاف فنحن نأخذ بأي قول، وكل أقوال العلماء سواء فإذا أخذنا بأي قول فقد أطعنا الله وأطعنا الرسول، نقول لا هذا غلط، الله ما أمرنا أن نطيع غيره، أو نطيع غير رسوله، أو غير العلماء الذين يطيعون الله ويطيع رسوله، ما أمرنا أن نطيع كل أحد، وأقوال العلماء يكون فيها الخطأ ويكون فيها الصواب، فنحن نأخذ الصواب الموافق للدليل، ونترك الخطأ المخالف للدليل. والعلماء ليسوا معصومين فيخطئون ويصيبون، والله جل وعلا قال (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) فالعلماء إذا اختلفوا نرد خلافهم وأقوالهم إلى كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم، فما وافق الدليل أخذنا به ، وما خالف الدليل تركناه، والنبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد) ولكن لا يجوز لنا أن نأخذ الخطأ، وإنما نأخذ الصواب، الموافق لكتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم، فلنعلم مدى أو روابط طاعة أولي الأمر من العلماء والأمراء إنها ما وافقت كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم وما خالف ذلك فإننا لا يجوز لنا أن نأخذ ما خالف الكتاب والسنة كائناً من كان، ولكن المجتهد من العلماء إذا أخطا له أجر على اجتهاده ولكن لا يجوز لنا أن نأخذ ما أخطأ فيه، وهو مأجور على اجتهاده ولا نتنقص العالم إذا أخطأ أو نحط من قدره، بل ندعو له، نستغفر له، ونقول هو اجتهد وبذل وسعه. لكن ما كل مجتهد مصيب والحكم في هذا هو الكتاب والسنة، فلابد من هذه الضوابط في طاعة العلماء والأمراء، وليس إذا خالفنا الأمير أو العالم في خطأ لم نوافقه عليه يكون معنى ذلك إننا نخرج على ولي الأمر ونخلع طاعته أو نستهتر بالعلماء لمجرد خطأ حصل من بعضهم لا يجوز لنا هذا، نحترمهم وإن اخطئوا لكن لا نتبعهم على الخطأ ونطيع الأمراء وولاة الأمور وإن أمروا بمعصية لكن نتجنب المعصية فقط ونطيعهم فيما عاداها، إنما هذا الذي يخرج على العلماء وعلى ولاة الأمور بسبب خطأ يحصل هذه طريقة الخوارج والمعتزلة أما أهل السنة والجماعة فهم مقيمون على طاعة العلماء وعلى طاعة ولاة الأمور فيما وافق الكتاب والسنة ويعتذرون عما خالف الكتاب والسنة ولا يعملون به ولا يمتثلونه ويناصحون من حصل منه الخطأ. قال صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم) ومن النصيحة بيان الخطأ بالطريقة اللبقة اللائقة لمقامهم، لا نشهر بهم ولا ننشر أخطائهم وإنما نناصحهم فيما بيننا وبينهم سراً وبأسلوب لين، ومؤدب، حتى يحصل المقصود وينتفي المحذور، هذه طريقة أهل السنة والجماعة، لا يشترط في العالم أن يكون معصوماً من الخطأ، ولا يطاع إلا إذا كان معصوماً من الخطأ، من قال هذا ولا يشترط في ولي أمر المسلمين أن يكون معصوماً من الخطأ، لا يشترط هذا، ولكن نأخذ القول الصحيح أو القول الصواب، ونترك ما خالفه، ولا يكون هذا سبباً في نزع اليد من الطاعة أو الخروج على ولاة الأمور، أو احتقار العلماء، أو التقليل من شأنهم، هذا أصلاً يجب معرفته، ويجب التقيد به، فليس معنى إننا لا نطيع في معصية الله، ليس معناه أننا نخرج على العلماء أو على ولاة الأمور، ونخلع صلاحيتهم ونستهين بهم، لا، معناه أننا نترك المعصية ونأخذ بالمعروف والطاعة. وسنجد ولله والحمد في أقوالهم وفي أوامرهم من الطاعة والخير الكثير، ونجد أن الزلات والأخطاء قليلة، ولا تؤثر ولله لحمد في الأمر شيئاً، فهذا من أصول أهل السنة والجماعة، طاعة أولي الأمر عملا بقوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) وأما قوله صلى الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد) هذا في الأمير، فلا يحملنا مظهر ولي الأمر على أن نحتقره، أو نتساهل في أوامره، ولو كان عبداً حبشياً، لأن ليس العبرة بشخصه، وإنما العبرة بمنصبه، والعبرة بمكانته، من الأمر، وإن تأمر عليكم عبد وفي رواية عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة، فالاعتبار بمناصبهم ومقامهم، وليس الاعتبار بشخصياتهم وأيضاً، ربما يكون شخص ليس شيئاً في المنظر لكنه عند الله عظيم رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، ثم قال صلى الله عليه وسلم (فإنه من يعش منكم فسيرى إختلافا كبيراً) ما النجاة من هذا الاختلاف، يأتي دور العلماء، عند الاختلاف، فعليكم بسنتي وسنه الخلفاء من الذي يعرف سنه الرسول وسنه الخلفاء، من هو الذي يعرفها كل أحد؟ لا، إنما يعرفها العلماء فنتبع العلماء الذين يعرفون سنه الرسول صلى الله عليه وسلم وسنه الخلفاء الراشدين بما أعطاهم الله من العلم، وأورثهم من العلم، فنرجع إليهم إتباعاً لسنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنه خلفائه الراشدين الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، رضي الله تعالى عنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يعرف هذا إلا أهل العلم، فنحن نتمسك بسنة الرسول بواسطة أهل العلم الذين يعرفوننا بها، ويدلوننا عليها، ما كل أحد يعرف سنه الرسول، وسنه الخلفاء الراشدين، إلا أهل العلم والبصيرة، فهم دليلنا وثقتنا إلى سنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الطريق الصحيح عند الاختلاف وعند الفتن، طاعة ولاة الأمور، ولما أخبر صلى الله عليه وسلم عن تغير الأحوال بعده صلى الله عليه وسلم، وأنه يأتي بعده تغييرات ويأتي بعده اختلافات، ويأتي بعده فتن، ودعاة ضلال، قال له حذيفة رضي الله عنه ما تأمرني إن أدركني ذلك، قال أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، تلزم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين، قال فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة، قال اعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بلزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين، لأن هذا فيه النجاة من الفتن، والاجتماع رحمة، الاجتماع على الحق رحمة، والاختلاف عذاب وشقاء. ومما يؤلف بين الناس ويجمع القلوب ويجمع الكلمة، طاعة أولي الأمر، من الأمراء والعلماء بالضوابط التي جاءت بها الأدلة، هذا هو سبيل النجاة وسبيل الفلاح، وعندما يكثر الخوض ويكثر التعالم كما في هذا الزمان وتكثر الفتاوى والأقوال في الفضائيات وغيرها، يحصل الإرتباك، نرجع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنه الخلفاء الراشدين) ومن كان عليها من أهل العلم والثبات ونترك أقوال الناس نترك الفوضى نرجع إلى الانضباط والإتلاف والتمسك بالكتاب والسنة، فمن كان عالماً بذلك فالحمد لله يعمل بعلمه، ومن لم يكن عالماً فإنه يرجع إلى العلماء، الذين هم من أولي الأمر، ولا نستهن بالعلماء، فأنهم النجوم تقتدي بها في ظلمات البر والبحر، وإذا فقدوا والعياذ بالله ضاعت الأمة ولا ينفع أن يكون فيهم متعالمون أو فيهم رؤوس جهال يفتونهم بغير علم، فيضلون ويضلون نسأل الله العافية والسلامة، و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2018 |
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة في زمن كثرت فيها الفتن لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - السؤال: بماذا تنصحنا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وانتشر أهل البدع وموت العلماء؟ الجواب: أنصحكم أول شيء بتقوى الله سبحانه وتعالى، والإكثار من الدعاء أن يثبتنا الله وإياكم على الدين، وأن يقنا وإياكم شر الفتن. ثم ننصحكم بطلب العلم، طلب العلم على أهل العلم، والحرص على طلب العلم، فإنه لا يقي من الفتن بإذن الله إلا العلم الصحيح . أما إذا لم يكن عندك علم صحيح فربما تقع في الفتن وأنت لا تدري ولا تعلم أنها فتن . فعليكم بطلب العلم على أهل العلم، ولا تتكاسلوا عن طلب العلم مهما أمكنكم ذلك. المصدر : www.alfawzan.af.org.sa/node/14958 |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الرقية الشرعية لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر الرقائق والترغيب والترهيب | 1 | 21-04-2015 06:21PM |
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 70 | 22-01-2015 03:24AM |
[شروحات صوتية]لأول مرة على شبكة (حمل بعض الدروس المسجلة في الفقه و الأصول و العقيدة ل | أبو عبد الرحمن محمد السلفي | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 1 | 08-05-2011 12:07AM |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 01:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |