اقتباس:
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر بن ظافر القحطاني
هداك الله000
ليس هذا الكلام القيم مكانه منبر الأسئلة بل منبر العقيدة
وكان مالك لايحب ذكر تفصيات الصفات علانية للعامة من باب حدثوا الناس بمايعرفون حتى لايقوم في ذهنهم التشبيه إلا (وهذا الإستثناء ) قولي إذا وقع المقتضي فنقدم مقدمة ليفهم العامة والله أعلم
|
(قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "مجموعة الفتاوى" (5/258) : (وقد قال مالك بن أنس : إن اللّه فوق السماء، وعلمه في كل مكان. إلى أن قال: فمن اعتقد أن اللّه في جوف السماء محصور محاط به، وأنه مفتقر إلى العرش، أو غيـر العرش ـ من المخـلوقات ـ أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على كرسيه ـ فهو ضال مبتدع جاهل، ومن اعتقد أنه ليس فوق السموات إله يعبد، ولا على العرش رب يصلى له ويسجد، وأن محمدًا لم يعرج به إلى ربه، ولا نزل القرآن من عنده ـ فهو معطل فرعوني، ضال مبتدع. . .).
وقال أيضاً في "الفتاوى الكبرى"(5/7-17)[دار المعرفة-بيروت،1386 هـ الطبعة الأولى ،بتحقق حسنين محمد مخلوف]،و[طبعة دار الكتب العلمية-بيروت،1408هـ الطبعة الأولى ، تحقيق وتعليق وتقديم محمد ومصطفى عبدالقادر عطا (6/327-338)]،و "التسعينية" (1/121-175)[دراسة وتحقيق : الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان] :
(الوجه الثاني :
إن قول القائل نطلب منه أن لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام، ولا يكتب بها إلى البلاد ولا في الفتاوى المتعلقة بها.
يتضمن إبطال أعظم أصول الدين ودعائم التوحيد، فإن من أعظم آيات الصفات آية الكرسي التي هي أعظم آية في القرآن، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح، و{قل هو الله أحد} التي هي تعدل ثلث القرآن، كما استفاضت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فاتحة الكتاب التي لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان، مثلها كما ثبت ذلك في الصحيح أيضا، وهي أم القرآن التي لاتجزئ الصلاة إلا بها، فإن قوله : {الحمد الله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين} [الفاتحة :1-3] كل ذلك من آيات الصفات باتفاق المسلمين، و{قل هو الله أحد} قد ثبت في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ {قل هو الله أحد}، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها، فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن الله يحبه)، وهذا يقتضي أن ما كان صفة لله من الآيات فإنه يستحب قراءته، والله يحب ذلك ويحب من يحب ذلك، ولا خلاف بين المسلمين في استحباب قراءة آيات في الصفات للصلاة الجهرية التي يسمعها العامي وغيره، بل {بسم الله الرحمن الرحيم} من آيات الصفات، وكذلك أول سورة الحديد إلى قوله : {والله بما تعملون بصير}، هي من آيات الصفات وكذلك آخر سورة الحشر، هي من أعظم آيات الصفات بل جميع أسماء الله الحسنى هي مما وصف بها نفسه كقوله : (الغفور، الرحيم، العزيز، الحكيم، العليم، القدير، العلي، العظيم، الكبير، المتعال، العزيز، القوي، الرزاق، ذو القوة المتين، الغفور، الودود، ذو العرش المجيد، فعال لما يريد، وما أخبر الله بعلمه، وقدرته، ومشيئته، ورحمته، وعفوه، ومغفرته، ورضاه، وسخطه، ومحبته، وبغضه، وسمعه، وبصره، وعلوه، وكبريائه، وعظمته) وغير ذلك من آيات الصفات فهل يأمر من آمن بالله ورسوله بأن يعرض عن هذا كله، وأن لا يبلغ المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآيات ونحوها من الأحاديث، وأن لا يكتب بكلام الله وكلام رسوله الذي هو آيات الصفات وأحاديثها إلى البلاد ولا يفتي من ذلك ولا به، وقد قال الله تعالى : {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} [الجمعة :2]، وأسوأ أحوال العامة أن يكونوا أميين فهل يجوز أن ينهى عن أن يتلى على الأميين آيات الله أو عن أن يعلموا الكتاب والحكمة.
ومعلوم أن جميع من أرسل إليه الرسول من العرب كانوا قبل معرفة الرسالة أجهل من عامة المؤمنين اليوم، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم ممنوعاً من تلاوة ذلك عليهم وتعليمهم إياه أو مأموراً به ؟! أوليس هذا من أعظم الصد عن سبيل الله ……) إلى آخر كلامه رحمه الله.
وسُئل العلامة الشيخ محمد الألباني –رحمه الله- في شريط رقم (314) من "سلسلة الهدى والنور" عمن (يقول بأنه يجب على الدعاة إلى الله أن لا يتحدثوا في هذا الباب أمام عامة الناس وغوغائهم لأن الخوض في هذا يؤدي إلى وقوع الشك في نفوسهم.
فما هو مدى صحة هذا الكلام؟)
فأجاب –رحمه الله- ( أولاً : نقول لهؤلاء تحدثوا أنتم أمام العامة بخير من هذا الكلام، فإذا كان لا يعجبكم هذا الكلام فواجبكم أن تتحدثوا بما يعجبكم من غير هذا الكلام، وإذا لم تفعلوا ولن تفعلوا، فستسمعون ما لا يرضيكم، وهذا الذي لا يرضيكم، المهم أنه يُرضي ربكم.
وهذا هو الذي وصلنا من علم السلف وندين الله به، والعامة كما قلنا لكم هم على الفطرة، إذا قيل لهم (لا فوق ولا تحت) استنكرته قلوبهم، ولكن إذا قيل لهم (الله فوق المخلوقات كلها وليس فوقه أي مخلوق)، هذا هو الذي يلتقي مع الفطرة السليمة، {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ})اهـ.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالرحمن عبدالمنعم ; 09-04-2008 الساعة 08:28PM
|