[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة المخالف ودعوته مطلوبة شرعا سواءا كان كافرا أو كتابيا أو مشركا أو مبتدعا أو فاسقا
قال تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
فقال سبحانه أخرجت للناس ففيه دليل أن دعوة أمة الإجابة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لإيمانهم بالله عامة تعم الناس كلهم وفي صحيح مسلم من حديث تميم مرفوعا الدين النصيحة قيل لمن قال لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم0
ولكن يشترط في الناصح أن يكون عنده القدرة العلمية والبدنية على النصيحة وأن تكون نصيحته بالحكمة والموعظة الحسنة وأن يجادل خصوم الدعوة بالتي هي أحسن وأن يقول لهم في أنفسهم قولا بليغا ويقدم العفو معهم عند إساءتهم على الإنتقام لنفسه ويصبر كما صبر أولي العزم من الرسل ويؤمن أنه لايمكن أن يهدي من أحب ولكن الله يهدي من يشاء فهدايتهم معلقة بمشيئة الله فيلزمه التوكل على الله عند دعوتهم وأن يدع أذاهم ولايلتفت إلى تشغيبهم إن كان يريد وجه الله والدار الآخرة بدعوتهم وأن يكون في منهجه لتتويبهم إلى السنة والعمل بها على منهج السلف الصالح في بيان الدليل الصحيح ومعرفة الشبهة والرد عليها بإخلاص ومحبة لهدايتهم
قال تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
وقال لموسى عن فرعون أعتى أهل الأرض فقولاله قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
وصبر نوح على دعوة قومه ألف إلا خمسين سنة ومع ذلك ماآمن معه إلا قليل
إلا أن يكون المدعو مبتدعا رأسا يدعو لبدعته ويلبس بالحجج الداحضة والأهواء المضلة ويخشى على نفسه إذا ماقابله أن يفتن فليعرض عنه ويحذر من يقبل قوله عنه نصيحة للمسلمين ولايقدر المصلحة والمفسدة في ذلك إلا أهل العلم كما قال الذهبي لايتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع 0
والعالم بالكتاب والسنة وطريقة السلف في أبواب المنهج والعقيدة هو الذي يتمكن من إقامة الحجة
وهو الذي يجتهد عند مقابلة الخصم بغلبة الظن بعد ذكر الأدلة وسماع شبه خصمه هل أقيمت عليه الحجة أم لا وليس كل أحد يفرح وهو مبتدأ أو لاعلم له يفك به عقد الشبه عن خصمه فيقول أقمت عليه الحجة أقمت عليه الحجة فذلك من التقول بلاعلم ومايدريه كيف تقام الحجة حتى يدعي قيامها
فليواصل بدعمه بالكتب والرسائل والأشرطة العلمية المصلحة السلفية ويترك إقامة الحجة لغيره ولايواجهه ويجالسه ويسمع منه إن كان مبتدعا ولايدعو إلى هجره من لايعلم وهو ليس بمرجع إلا في بدعة واضحة كالحلول والإستغاثة بالأموات والرفض والصوفية الواضحة 0
والهجر يضبطه أهل العلم فهم الذين يبدعون فيأمرون الناس ويهجرون ومن كان دونهم فيسلم بنفسه ومن يثقوا بعبمه ولايتوسع في التحذي والتسمية والتعيين حتى لاتكون المفسدة أرجح والله أعلم 0