يكره للمأموم التأخر عن متابعة الإمام لأن ذلك خلاف سنة متابعة الإمام المورثة عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فقد روى البخاري في صحيحه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ فَجُحِشَتْ سَاقُهُ أَوْ كَتِفُهُ وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرًا فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا
والأمر هنا يقتضي الفور فإذا ركع فينبغي أن يبادر بالركوع ولايتباطأ إلا بقدر مايغلب على ظنه أن الإمام استقر في الركن الذي بعد فلايتحرك للركوع إلا بعد استقرار الإمام راكعا ولاالسجود إلا إذا وضع الإمام جبهته على الأرض إن كان يراه وإذا كان في المؤخرة أو في الميمنة أو الميسرة فبغلبة ظنه وكلا يعرف سرعة إمام حيه وإذا جهل قدر مدة تصلح للجميع فالعبرة في المتابعة ليس بسماع حرف الراء من التكبير وهو قول الإمام الله أكبر بل باستقرار الإمام في الركن البعدي كما أفاده الحديث الذي خرجه البخاري عن الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ قَالَ كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَبْهَتَهُ عَلَى الْأَرْضِ
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|