عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-01-2008, 09:04PM
المغربي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
من كتاب الشيخ صالح الفوزان عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر وال


في بيان العقيدة وبيان أهميتها باعتبارها أساسًا يقوم عليه بناء الدين

العقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء ، واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير . والعقيدة : ما يدين به الإنسان ، يقال : له عقيدة حسنة ، أي : سالمةٌ من الشك . والعقيدةُ عمل قلبي ، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .

والعقيدةُ شرعًا : هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والإيمان بالقدر خيره وشره ، وتُسمَّى هذه أركانُ الإيمان .

والشريعة تنقسم إلى قسمين : اعتقاديات وعمليات :

فالاعتقاديات : هي التي لا تتعلق بكيفية العمل ، مثل اعتقاد ربوبية الله ، ووجوب عبادته ، واعتقاد بقية أركان الإيمان المذكورة ، وتُسمَّى أصلية .

والعمليات : هي ما يتعلق بكيفية العمل مثل الصلاة والزكاة والصوم وسائر الأحكام العملية ، وتسمى فرعية ؛ لأنها تبنى على تلك صحة وفسادًا .

فالعقيدةُ الصحيحةُ هي الأساسُ الذي يقوم عليه الدين ، وتَصحُّ معه الأعمال ، كما قال تعالى : فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا .

وقال تعالى : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .

وقال تعالى : فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ .

فدلّت هذه الآيات الكريمة ، وما جاء بمعناها ، وهو كثير ، على أن الأعمال لا تُقبلُ إلا إذا كانت خالصة من الشرك ، ومن ثَمَّ كان اهتمام الرسل - صلواتُ الله وسلامه عليهم - بإصلاح العقيدة أولًا ، فأول ما يدعون أقوامهم إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة ما سواه ، كما قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ .

وكلُّ رسول يقول أول ما يخاطب قومه :

اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قالها نوح ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، وسائر الأنبياء لقومهم .

وقد بقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عامًا يدعو الناس إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ؛ لأنها الأساسُ الذي يقوم عليه بناءُ الدين . وقد احتذى الدعاة والمصلحون في كل زمان حذو الأنبياء والمرسلين ، فكانوا يبدءون بالدعوة إلى التوحيد ، وإصلاح العقيدة ، ثم يتجهون بعد ذلك إلى الأمر ببقية أوامر الدين
.