[B]الحمدلله وحده وأشهد ألاإله إلاهو وأن محمد عبده ورسوله أما بعد
فاعلم رحمنا الله وإياك أن السلف رحمهم الله متفقون على أن التوسل والتضرع والإستسقاء ودعاء أصحاب القبور من دون الواحد الأحد الغفور شرك أكبر يحبط العمل كله أوله وآخره سراريته وعلانيته وذنب غير مغفور و يخلد في النار ويحرم أبدا فاعله جنة الواحد القهار قال تعالى ولو أشركوا لحبط عنهم ماكانوا يفعلون
قال تعالى إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وماللظالمين من أنصار
قال تعالى إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر وادون ذلك لمن يشاء
ذلكم أن حد الشرك وضابطه مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله كما قال تعالى تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين 0
فإن كانت المساواة في الألوهية كمن يدعو غير الله لطلب التوسل والشفاعة إلى الله فهذا شرك في الألوهية وهي العبادة لله وحده لاشريك له
فإن الدعاء كله لله والنذر كله لله والشفاعة كذلك فإن هذا النوع من الشرك في التوسل والشفاعة كان يحتج به المشركون المتقدمون
كما قال الله عنهم والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
فكانت حجتهم داحضة
إذ مجرد طلب الشفاعة من غير الله ودعاء الأصنام والأموات من الأنبياء والأولياء الصالحين والجن والغائبين طلبا للشفاعة أو التوسل بهم إلى الله سواءا كان دعاء عبادة كالذبح والنذر أو دعاء مسألة كقولهم يابدوي يارسول الله اشفع لي عند الله
دعاء لغير الله ومن دعا غير الله فقد عبده لما روى الترمذي في جامعه من حديث النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة
وحقيقة الدعاء وحده كما أوضحه السهسواني في كتابه صيانة الإنسان
أنه نداء لغائب مقرونا مع طلب
فقوله ياولي الله يارسول الله دعاء لميت غائب فلماقرنه مع طلب فقال أتوسل بك أو اشفع لي عند الله أو نحوذلك صار دعاءا وهو حق لله وحده لاشريك له فصرفه لغير الله شرك أكبر في الألوهية 0
وإن كانت المساواة في الربوبية كمن يعتقد أن غير الله له مثل أفعال الله المختصة به سبحانه أو بعضها كالخلق والتدبير والإحياء والإماتة
كما يقول البغيض الجفري قبحه الله إن في الكون أولياء يعينون الله في تدبير أمور الكون فهذا شرك في الربوبية لأن توحيد الربوبية
توحيد الله بأفعاله كالخلق والرزق والتدبير ولإحياء والإماتة والضر والنفع ونحو ذلك
وهذا الشرك كما يقول ذلك البغيض المشرك
كما يقول الجفري أن الولي قادر على خلق ولد بلا أب في بطن الأم عياذا بالله
وقد قال تعالى ألا له الخلق والأمر
وقال تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير
وقال عن نفسه فعال لما يريد
وإذا كانت المساواة في الصفات صار شرك في الصفات كمن يعتقد أن غير الله من السحرة والعرافين والكهان والأولياء يعلمون الغيب ويقدرون على الخلق
كما يقول الجفري أن الولي قادر على خلق ولد بلا أب في بطن الأم عياذا بالله
وقد قال تعالى قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله
فهذا مذهب السلف لايختلفون فيه ولايجز الإمام أحمد ولاغير ممن هو أعلى طبقة كمالك ذلك فماكان لأولئك الموحدون أن يخالفوا صريح القران وصحيح السنة الناهيين عن الشرك بالله العظيم ولكن أهل الأهواء إذا قام داعي الهوى عندهم أصمهم وأعماهم عن الحق فيستدلون بمالايصلح دليلا شرعيا في الدين فأ\دلتهم كما قال شيخ الإسلام للإعتضاد لاللإعتماد
فالإمام أحمد إذا قال قولا يخالف الأدلة وحاشاه تعمد ذلك لم يكن في قوله حجة قال الشافعي وأجمعت الأمة من لدن رسول الله أنه من تبينت له سنة فليس له أن يدعها لقول أحد كائن من كان
وهو الذي كان يحث على ترك قول كل من خالف الحديث
كما جاء لاتأخذ بقول مالك ولاالشافعي ولاأبوحنيفة أو كماجاء وخذ من حيث أخذوا
وهو القائل في تفسير قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
أن الفتنة الشرك يرد أحدهم بعض ماجاء عن الرسول (ولو لقول أحد ) فيبتليه الله بالشرك
كماقال عجبت لأقوام قد عرفوا الإسناد وصحته ويأخذون برأي سفيان أو كذا ويدعون الحديث
وما يذكر عنه أنه قال في صفوان بن سليم هذا رجل يستسقى بحديثه
إن صح فليس فيه التوسل به بل بحديثه
فلمن حدث بحديث من طريقه له أن يقول اللهم إني حدثت عن رجل ثبت ثقة ابتغاء وجهك اسمه صفوان فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك (والتحديث عن الثقات عمل صالح ) فأنزل علينا الغيث والمطر
وهذا توسل بالعمل لابالشخص عياذا بالله ولكن أهل الأهواء إذا لم يجدوا دليلا ينصر بدعتهم نسبوا باطلهم إلى إمام أو عالم لتروج بضاعتهم كما ذكر عن الشاطبي والمعصوم من عصمه الله والله المستعان على مايصفون 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|