|
||||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
التقييم:
|
انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فهذا هو الباب السادس عشر من ابواب كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله وجعل منزلته في علّيّين بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله وأطال عمره في طاعته ونَفعنا بما يقول . قال الإمام المجدّد رحمه الله : باب الشفاعة _أي بيان ماأثبته القرآن من الشفاعة وما نفاه وحقيقة ما دلّ القرآن على إثباته . * وقول الله عزّوجلّ : ( وَأَنذِرْ بهِ الذينَ يَخَافُونَ أن يحشَروا إلى ربّهِم لَيس لهم مِنْ دُونه وَليّ ولا شَفِيع ) الأنعام 51 . قال حفظه الله : وهذه الآية قال الله فيها أَنْ خَوِّف به الذين يخافون أن يحشروا أي المؤمنين وقد تخلَّوا عن كل ولي أوشفيع إلا الله لعلهم يتّقون . _ ثم قال ومقصود المصنف من إيراد هذه الآية ذكر الشفاعة المنفيّة وهي : نفي الشفاعة عن غيره سبحانه إلا بإذنه وللشفاعة المنفيّة شرطان وهما أنه نفاها عن المشرك والثاني أنّه لم يأذن لهُ الله . والشفاعة المثبتة لها شروط وهي : إذن الله للشافع ، لقوله تعالى : (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) . الثاني رضا الله عن الشافع والمشفوع له ، لقوله تعالى : (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) . الثالث أن يكون الزمان مأذونا به للشفاعة . ثم قال والشفاعة مأخوذة من الشفع أي الزوج . ( والشفاعة هي الدعاء ) . والدعاء ينقسم إلى قسمين : دعاء مسألة ودليله إذا سألت فاسأل الله . ودعاء عبادة : وهو كل ما يفعله المسلم من ذكر ودعاء يريد به التقرب إلى الله ، ولقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أفضل الدعاء الحمد لله . ثم قال حفظه الله وقول الله تعالى : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) . الوسيلة هي طلب القُربة كما قال ابن عباس . فيكون معنى الآية أي تقرّبوا إليه سبحانه بالطاعات . _ وعلى ما تقدّم أنَّ مجرّد طلب الوسيلة أو الشفاعة من الميّت مثلاً بقولهم : ياوليّ الله اشفع لي عند الله : فهذا شرك أكبر مخرج من الملّة لأن وقع وأشرك في عدة أمور منها الألوهية وهي دعاء غير الله ومنها شرك الأسماء والصفات وهي اعتقاد أن الوليّ يعلم الغيب وأنّه يسمعه . ثم قال المصنف رحمه الله وقوله تعالى : ( قل للهِ الشفَاعَةُ جميعاً ) الزمر 44 . _ ومعنى لله أي أن الله هو وحده مالكها ( الشفاعة ) . ولا تُطلب الشفاعة إلا ممن يملكها وهو الله سبحانه وحده لا شريك له . ثم قال رحمه الله وقوله تعالى : ( من ذا الذي يَشْفَعُ عِندَه إلاَّ بِإِذنِهِ ) البقرة 255 . _ وفي هذه الآية بيان الشفاعة المثبتة التي ذكرناها بشروطها أعلاه . _ وفيها أن الشفاعة تقع في الدار الآخرة بإذنه سبحانه . ثم قال رحمه الله وقوله تعالى : ( وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) النجم 26 . _ فيه دليل على أنه إذا كان الملائكة وهم الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون وشفاعتهم لا تغني شيئا إلا بإذن الله ولمن شاء ورضي ، فكيف أنتم أيها المشركون ترجون شفاعة هؤلاء الأولياء الذين جعلتموهم أنداد لله . وقال رحمه الله وقوله تعالى : ( قل ادعو الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ) سبأ 22 - 23 . * قال ابن القيّم في هذه الآيات كما نقَل عنه صاحب فتح المجيد : أن هذه الآيات قد قطع الله بها الأسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها ، فالمشرك إنّما يتّخذ معبوده لما يحصل له من النفع والنفع لا يكون إلا ممن يكون فيه خصلة من هذه الأربع : إمّا مالك لما يريد عابِدُهُ منهُ ، وإن لم يكن مالكا كان شريكا للمالك ، وإن لم يكن شريكا للمالك كان معينا له وظهيرا ، وإن لم يكن معينا له ولا ظهيرا كان شفيعا عنده . فنفى سبحانه المراتب الأربعة نفياً مرتّبا متنقّلاً من الأعلى إلى الأدنى ، ولم يثبت إلا الشفاعة بإذنه . ثم قال رحمه الله : وقال أبو هريرة للنبي صلى الله عليه وسلّم " من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه . رواه البخاري والنسائي . _ في الحديث أهمية الإخلاص ، وأن من أهم الأسباب التي تُنال بها الشفاعة هو تجريد التوحيد لله . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
|
#2
|
|||
|
|||
|
بارك الله فيك ياأبا عبدالله
|
|
#3
|
|||
|
|||
|
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
|
#4
|
|||
|
|||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فهذا هو الباب السابع عشر من أبواب كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله وجعل منزلته في علّيّين بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونَفعنا بما يقول . قال الإمام المجدّد رحمه الله : باب قول الله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين * قال حفظه الله : ومناسبة هذا التبويب لاجتثاث عروق الشرك ممن يعبُد غيرَ الله لأن النبي عليه الصلاة والسلام وهو أفضل البشر لا يملك الهداية لأحد فمن كان دون النبي من باب أولى أنه لايملك هذا ولا يستطيعه . ثم قال المصنّف رحمه الله : وفي الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال لمّا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأو جهل فقال له : يا عمِّ ، قل لا إله إلا الله كلمة أحاجُّ لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملّة عبد المطّلب ؟ فأعاد إليه النبي صلى الله عليه وسلّم فأعادا ، فكان آخر ماقال هو على ملّة عبد المطّلب وأبى أن يقول : لا إله إلا الله فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأستغفرنّ لك ما لم أُنْهَ عنك فأنزل الله عز وجل : ما كان للنبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى . التوبة 13 . وأنزل الله في أبي طالب : إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين . القصص 56 . رواه البخاري قال وتنقسم الهداية إلى قسمان : 1 _ هداية توفيق : كقوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت . 2 _ هداية دلالة وإرشاد وبيان : كقوله تعالى : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم . وكقوله تعالى : وأمّا عاد فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى . فائدة : ينبغي للداعي إلى التوحيد أن يعتقد أن ما يُوفّق إليه من الطرق الحسنة في الدعوة وتتويب العصاة إنّما هو بتوفيق الله ، ولابدّ أن يتوكّل على الله وهو يقوم بالدعوةِ وذِكرِ البراهين الدالة على توحيد الله ويتوكّل على الله في ذلك وأن لا يغترَّ بنفسه ، وأن لا يعتقد أنّه يستقل بهداية أي أحد من النّاس من دون إعانة الله عز وجل . ثم قال صاحب الفتح رحمه الله : وفيه تحريم الإستغفار للمشركين وموالاتهم ومحبّتهم لأنّه إذا حرّم الإستغفار لهم فموالاتهم ومحبّتهم من باب أولى . وقال المصنّف أيضاً أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ قال للرجل قل لا إله إلا الله ، فقبّح الله من أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام . قال وفيه مضرّة أصحاب السوء وأن الأعمال بالخواتيم . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
