|
#8
|
|||
|
|||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
في بيان صوم التطوع لفضيلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله ورعاه- الحمد لله رب العالمين ، شرع لعباده ما يتقربون به إليه من الطاعات ، والصلاة والسلام على نبينا محمد أول سابق إلى الخيرات ، وعلى آله وأصحابه ، ذوي المناقب والكرامات ... وبعد : - اعلموا أن الله سبحانه جعل إلى العبادات الواجبة عبادات مستحبة من جنسها كالصلاة المفروضة والصلاة النافلة . والصدقة المفروضة ، والصدقة المستحبة ، والصوم المفروض والصوم المستحب ، والحج الواجب والحج المستحب وهكذا ، والحكمة والله أعلم - طلب الإكثار من الطاعة ، وجبر ما يحصل في العبادة المفروضة من نقص فإن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة إذا لم يكن العبد قد أتمها . والصيام من أحب العبادات إلى الله عز وجل وقد اختصه لنفسه من بين سائر الأعمال . فقال سبحانه : الصوم لي وأنا أجز به وهو لا ينحصر تضعيفه ، وهو من الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وله من الفضائل والمثوبة ما لا يحصيه إلا الله ووجه إضافته إلى الله . قيل لأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه سواه ، فلا يكون العبد صائمًا حقيقة إلا وهو مخلص لله في الطاعة ، وقيل لأنه لا يدخله الرياء ، وقيل لأن جميع العبادات عبد بها المشركون آلهتهم إلا الصوم ، فلذلك قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وقيل لأنه لا يظهر على اللسان ولا يفعل فتكتبه الحفظة إنما هو نية في القلب . وقد شرع التنفل به . فيستحب صيام ثلاثة أيام من كل شهر لما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو : صم من الشهر ثلاثة أيام ، فإن الحسنة بعشرة أمثالها وذلك مثل صيام الدهر . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : مراده أن من فعل هذا حصل له أجر صيام الدهر بتضعيف الأجر ، والأفضل أن يجعل هذه الثلاثة أيام البيض ، الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر . سمي بذلك لأن لياليها كلها مقمرة ، لما روى أبو ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاثة عشر ، وأربعة عشر ، وخمسة عشر رواه الترمذي وحسنه ورواه غيره من طرق متعددة . ويسن صوم يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع لقوله صلى الله عليه وسلم : هما يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم رواه أحمد والنسائي . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصومهما فسئل عن ذلك فقال إن أعمال الناس تعرض يوم الاثنين والخميس ، ويستحب صيام ستة أيام من شهر شوال الحديث من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر أخرجه مسلم . وقوله صلى الله عليه وسلم : كأنما صام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها . فرمضان بعشرة أشهر ، وستة أيام عن شهرين فهذه اثنا عشر شهرًا في الأجر والثواب وهي سنة كاملة ، ويستحب أن يصومها بعد العيد مباشرة وأن تكون متتابعة ويكفي أن يصومها في أول الشهر أو وسطه أو آخره ، وأن يصومها متتابعة أو متفرقة ، لكن المبادرة بها بعد العيد وتتابعها أفضل ، لأن ذلك مبادرة إلى الخير ، وكره بعض العلماء صيام الست من شوال ، قال النووي رحمه الله : وكرهه مالك وغيره وعللوه بأنه ربما ظن وجوبها وهو باطل لأنه في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة ، ولا تترك السنة لترك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها ويلزم ذلك في سائر أنواع الصوم وغيره المرغب فيه ولا قائل به ... انتهى . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ... . المصدر: http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2501 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
| انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| من أحكام القرآن الكريم لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر القرآن العظيم وعلومه | 2 | 28-11-2014 11:21AM |
| خطاب خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة 13/4/1432هـ ويليه : فتوى هيئة كبار العلماء حول | أبو عبد الودود سعيد الجزائري | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 0 | 21-03-2011 12:36AM |
| محظورات الإحرام- لمعالي الشيخ أحمد المباركي عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإ | أبو عبد الرحمن محمد السلفي | منبر أصول الفقه وقواعده | 0 | 10-11-2010 01:53AM |
| (الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 21-12-2008 12:07AM |
| نبذة مختصرة عن أحكام صيام ستة أيام من شوال | طارق بن حسن | منبر أصول الفقه وقواعده | 1 | 28-11-2003 04:46AM |
