سؤال منهجي الى الشيخ ماهر حفظه الله

هل اذا جالس رجل من اهل السنة صاحب بدعة لم تقم عليه الحجة على سبيل المؤنسة يحكم عليه بانه مبتدع ؟وهل هناك فرق بين مجالسة صاحب بدعة ومجالسة مبتدع ؟

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
مجالسة صاحب البدعة للمؤانسة فيه خطر إذا كان ينقل شبه شيخه المبتدع أو يحسن بدعته بالثناء عليها فحينئذ ينبغي ألا يجالسه صيانة لدينه
وأما إذا كان من العامة من أهل السنة ووافق أهل البدع في شيء ظن أنه من الدين تقليدا أو تأولا بغير علم وهو مع ذلك لايظهر بدعته تلك وينقل شبه الذي قلده فهذا يجلس معه ولكن ينبغي أن يناصح ويهدى من كتب أهل العلم ويقرأ عليه ومن الأشرطة السمعية ما يدفع بها بدعته
وإذا كان في مؤانسته والإنبساط إليه طريق لتأليفه لدعوته فهذا مطلوب شرعا كما روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ 0

أما المبتدع وهو الذي يستدل لبدعته ويخاصم فيها ويلبس على من يجالسه ويدعو إليها فهذا من أهل الأهواء وقد قال الحسن لاتجالسوا أهل الأهواء ولاتسمعوا منهم ولاتناظروهم
ومع ذلك إذا جالسه مجالسا طلبا للأنس كأن يكون عنده طرف أو أنه طريف وتساهل فهذا مخالف لسنة السلف وغاية مايقال عاصي وليس مبتدع أو صاحب بدعة إذا لم يقصد في مجالسة قربة أو معنى ديني والله أعلم 0

جزاك الله خيرا شيخنا ماهر

جزاك الله خيرا شيخنا ماهر لكن أستشكل علي قولك ان من جالس المبتدع انما هو عاصي وليس بمبتدع لان المعروف عند اهل العلم ان من جالس المبتدع يبدع كما حكي عن الائمة كالامام احمد و الاوزاعي وابن المبارك وسفيان الثوري وذلك موجود في دواوين اهل السنة التي عنيت بأ صول أهل السنة وعقائدهم ونذكر على سبيل المثال ما رواه ابو داوود عن الامام احمد أنه قال قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل أرى رجلا من أهل البيت مع رجل من أهل البدع أترك كلامه قال لا أو تعلمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه وإلا ألحق به قال إبن مسعود المرء بخدنه. طبقات الحنابلة
وأرجو من شيخنا أن يزيل ألإشكال في هذه المسأ لة

[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم يلحق به كما قال الإمام أحمد ولكن بعد أن يعرف أنه مبتدع من قبل عالم أو ثقة ينقل عن عالم من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم المرأ على دين خليله
ولكن هل ذلك إذا جلس معه مرات مما يدل على المخاللة والمصادقة والتآلف في الإعتقاد أم نادرا قليلا و لمصلحة دنوية كالأنس وطلب طرفته مثلا
فلاشك أنه إذا جالسه وأكثر أنه يلحق به بعد بيان بدعة ذلك الرجل له إذا أصر فالمخاللة تكون بكثرة المجالسة
وأما نادرا عارضا قليلا لمصلحة دنيوية كطلب طرفة عنده أو قصص للتسلية أو جاها وهو يبغض بدعته ويكرهها وذلك مما يعلم عنه
فهذا لم يتبين لي تبديعه وينظر هل مثله يشمله عموم قول أحمد (يتأمل )ولكنه أيضا على خطر وقد يهجر تأديبا إذا لم يرعوي بحسب الحالة إذ أنه قد يهلك بذلك المجلس الواحد أو النادر ولو لطلب نفع عاجل من ترويح عن النفس أو جاه والله المستعان 0

جزاكم الله خيرا شيخنا ماهر وحفظكم الله تعالى و رعاكم وبارك فيكم