بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعدهأما بعدفإظهار السنة فيه إحياء لها وإحياءهاطريق للعمل بها فإذا كانت السنة واجبة كأداء الصلوات في جماعات فيجب إظهارها قولا بالدعوة إليها وفعلا بأداءها وإن كانت السنة مستحبة كلبس الازار إلى نصف الساق ولعق الأصابع وإلعاقها الزوجة أو الخادم بعد الطعام فإظهارها عملا وقولا بالدعوة إليها مستحب ولكن إذا كانت غريبة عن الناس ويخشى عليهم لجهلهم انكارها فينبغي أن يمهد لها بالقول بنشر فتاوى العلماء الذين ذكروها وإبراز أدلتها الصحيحة واقناع الناس أن ليس كل شيء غريب فهو باطل مادام أن له أصل صحيح وسنة تدل عليه ويذكر لهم مارواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباءوفي رواية الذين يصلحون مافسد من دين الناس فإذا آنس منهم فهما واطمئن فليظهرها عملا ولايفجأ الناس بها بلا تمهيد كما قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بمايعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله قال بن حجر بما يعرفون أي بمايفهمون أقول فإذا كان العامي لايفهم أن ماكان غريبا يمكن أن يكون سنة فليصبر صاحب السنة وليرفق به وليمهد لها حتى يعرف ويفهم ثم ينشرها حتى لاتكون مفسدة تربو مصلحة نشرها وذلك بتكذيبها والاعلان بذلك قال البخاري رحمه الله أفضل المسلمين رجل أحيا الله به سنة أميتت بين الناس فاثبتوا ياأهل السنن إنكم قليل وابلغ من ذلك قول ربنا إن تبدوا الصدقات فنعما هي وفي الحديث من دل على هدى كان له مثل أجور من تبعه وقد قال النب صلى الله عليه وسلم لعائشة لولا أن قومك حدثاء عهد بكفر لهدمت الكعبة ولبنيتها على قواعد اسماعيل فامتنع عن إظهار السنة خشية ارتداد الناس أو تكذيبهمولكن إذا زالت العلة وجب اظهارها ولاتترك من أجل آراء الناس وأهواءهم كما قيل للحسن في سنة يريد إظهارها ان الناس لايرضون قولك هذا فقال ومتى كان الناس حكاما على السنة السنة حكم عليهموذلك مع القيد الاول وهو التمهيد
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|