ولكن لابد من تحرير هذه الجملة حتى لايقع الخبط والضلال في دين الله
فهذه المقولة يتكلم بها العالم في معرض الرد على من خالف السنة قوله وتعصب له الأتباع
ولكن لايقولها عامي في معرض التخلص من فتاوى علماء السنة والتي لم يعرف دليلها
نعم يبحث ويسأل عن الدليل ولكن إذا حضرت المسألة كالعمرة هل لها طواف وداع فيعلم ان الشيخ بن باز قال ليس له طواف وداع ويكون له هوى في طواف الوداع فلايصلح له التخلص من فتاوى العلماء قائلا أطوف لأن العلماء يحتج لهم ولاأعلم دليل الشيخ
بل يتركه لأن العلماء لهم طاعة في الدين حتى تتبين السنة الصحيحة المفهومة بأن قوله مخالفا لها وكان المخالف من أهل العلم فهنا يأخذ العامي بالقول الأصح ويصح حينئذ إذا ماأنكر عليه متعصب للأول أن يقول العلماء يحتج لهم ولا يحتج بهم
فنحن وسط بين قبول كلام العلماء وإن خالف الدليل وبين رد قولهم بلا دليل بل نرد ماعلمناه مخالف للسنة التي تبينت بوضوح ونأخذ بقول الآخر الذي خالفه فإذا لم نعلم مخاف ولم نعلم مخالفته للدليل فإننا نستفيد من فتواه حتى يتبين لنا بالأدلة مخالفة للسنة قال تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون ولم يشترط الدليل في قبول الفتوى
وإذا اختلفوا قدمنا قول من وافق السنة وإن لم نعلم السنة سألنا عالم ثالث فإن لم نجدفلنا للضرورة تقليد الأعلم لأن مظنة أصابته للحق أرجح ممن هو دونه في العلم كذلك في الرجال لما قال الشيخ بن باز ليتب بن لادن من طريقته الوخيمة فلايصح أن يقول العامي والطالب هذا رأي الشيخ والعلماء يحتج لهم لابهم حتى تظهر الحجة الدامغة من قول عالم آخر غلطه بالدليل المقبول المفصل وهنا مثلا لم نجد دليلا لرد قول الشيخ ولن يجد العلماء حتى يتوب بن لادن من جهاده البدعي فالمرجع في ضبط ذلك كله لأهل العلم والناس تبع لهم والله أعلم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|