بسم الله الرحمن الرحيم
ليس ذلك معناه أن يكون الطريق واسعا ثم يذهب المسلم بفرسه أو سيارته تجاههم ويحاصرهم فيؤذيهم حتى يلتصقوا بالجدار بل إن كان الطريق ضييقا أو مزدحما والمسلم يمر به فله وسط الطريق ولايوسع للذمي أو المعاهد الطريق احتراما له بل يمشي على سبيله ولايتكلف التنحي بل يجعل الذمي هو الذي يتكلف ذلك إظهارا لعز الإسلام وذل الكفران لأن في التوسيع لهم تعظيما لهم وهم عند الله مهانين لأن في قلوبهم مسبة لله بكفرهم وشركهم
والذي لايجعلنا نأخذ بظاهر الحديث فنقول بالصورة الأولى وهي أن نذهب ببدننا أو سياراتنا تجاههم ولانزال نحاصرهم ونؤذيهم حتى يلتصقوا بالجدار لأن في ذلك أذية لهم والمقصود إظهار عز الإسلام وترك تعظيم أهل الكفران ففعل ذلك أذية لهم وقد نهينا عن إيذائهم والأصل الأخذ بظاهر الحديث حتى يأتي مقتضي يرجح صرفه وقد نهينا عن إيذائهم والله المستعان 0
قال بن حجر في الفتح :
قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي قَوْله " وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيق فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقه " مَعْنَاهُ لَا تَتَنَحَّوْا لَهُمْ عَنْ الطَّرِيق الضَّيِّق إِكْرَامًا لَهُمْ وَاحْتِرَامًا , وَعَلَى هَذَا فَتَكُون هَذِهِ الْجُمْلَة مُنَاسِبَة لِلْجُمْلَةِ الْأُولَى فِي الْمَعْنَى , وَلَيْسَ الْمَعْنَى إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيق وَاسِع فَأَلْجِئُوهُمْ إِلَى حَرْفه حَتَّى يَضِيق عَلَيْهِمْ لِأَنَّ ذَلِكَ أَذًى لَهُمْ وَقَدْ نُهِينَا عَنْ أَذَاهُمْ بِغَيْرِ سَبَب .
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|