بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة
هذا محمول على التغليظ كما في تفسير أبي السعود قال كذا ما روي عن سفيانَ أن أهلَ العلم كانوا إذا سُئلوا قالوا : لا توبةَ له محمول على الاقتداء بسنة الله تعالى في التشديد والتغليظِ وعليه يُحمل ما روي عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : « أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمنِ توبة » كيف لا وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً سأله : ألِقاتلِ المؤمنِ توبةٌ؟ قال : لا ، وسأله آخَرُ؟ ألقاتل المؤمن توبةٌ؟ فقال : نعم ، فقيل له : قلت لذلك كذا ولهذا كذا ، قال : كان الأولُ لم يقتُلْ بعد فقلت ما قلت كيلا يقتُلَ وكان هذا قد قتل فقلت له ما قلت لئلا ييأسَ ،
أقول :
وهذا له نظائر في الشريعة من أتى حائضا فقد كفر
وحديث من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله
مع قوله ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله فيحمل كما قال الحافظ على التغليظ على من تركها
وقوله تعالى فألئك هم الكافرون فيما حكم بغير ماأنزل الله
والقرينة الصارفة الإجماع على أن المعاصي تحت الشرك تحت المشيئة وقابلة للتوبة
ثم قوله أبى أن يجعل له توبة ولم يقل مغفرة
فلعله على التغليظ أي أن الغالب أنه لايوفق للتوبة فقد لايوفق في الطمع في المغفرة فييئس من رحمة الله ويسيء الظن فلايتوب فقد يقال هذا أيضا والله أعلم 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|