بسم الله الرحمن الرحيم
مجالسة صاحب البدعة للمؤانسة فيه خطر إذا كان ينقل شبه شيخه المبتدع أو يحسن بدعته بالثناء عليها فحينئذ ينبغي ألا يجالسه صيانة لدينه
وأما إذا كان من العامة من أهل السنة ووافق أهل البدع في شيء ظن أنه من الدين تقليدا أو تأولا بغير علم وهو مع ذلك لايظهر بدعته تلك وينقل شبه الذي قلده فهذا يجلس معه ولكن ينبغي أن يناصح ويهدى من كتب أهل العلم ويقرأ عليه ومن الأشرطة السمعية ما يدفع بها بدعته
وإذا كان في مؤانسته والإنبساط إليه طريق لتأليفه لدعوته فهذا مطلوب شرعا كما روى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ 0
أما المبتدع وهو الذي يستدل لبدعته ويخاصم فيها ويلبس على من يجالسه ويدعو إليها فهذا من أهل الأهواء وقد قال الحسن لاتجالسوا أهل الأهواء ولاتسمعوا منهم ولاتناظروهم
ومع ذلك إذا جالسه مجالسا طلبا للأنس كأن يكون عنده طرف أو أنه طريف وتساهل فهذا مخالف لسنة السلف وغاية مايقال عاصي وليس مبتدع أو صاحب بدعة إذا لم يقصد في مجالسة قربة أو معنى ديني والله أعلم 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|