بسم الله الرحمن الرحيم
من تاب من الشرك والكفر تاب الله عليه كما قال تعالى قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ماقد سلف
فكيف بمن تابت من مثل ذلك العمل الرديء من التساهل في مكالمة أجنبي بغير حق شرعي فينبغي لمن اطلع على توبتها أن يترك هجرها مادامت أحسنت توبتها فلايعين الشيطان عليها ولاييئسها من رحمة الله
والهجر الوقائي مع أهل البدع ويمكن أن يكون مع أهل المجون حتى لايتأثر بهم
أما وقد تابت وأحسنت توبتها فالله يقبل التوبة عن عباده وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر والمقاطعة والتهاجر من غير سبب شرعي
وقد قال الله تعالى واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجرون في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلاتبغون عليهن سبيلا
ومن المعلوم أنها لما كانت ناشزا عن طاعة زوجها أنها كانت عاصية لأمر ربها ومع ذلك فإن عادت وتابت وتركت النشوز فلاينبغي أن يبغي الزوج عليها بالإعراض والأذية بالهجر وكذلك كل عاص تائب والله المستعان إلا إذا كان مباشرة الرجوع إليها سريعا قد يؤدي إلى التساهل في مجتمعها فقد يجتهد في البعد عنها أياما حتى يشعر الجميع بقبيح ذنبها حتى يحصل الأدب في المجتمع المسلم 0
فقد امتدت هجرة الثلاثة الذين خلفوا بالرغم من توبتهم زجرا وتأديبا فإذا خافوا من التساهل عليها لمعاودة الذنب أ وعرفوا من مجتمعهم ذلك فأرجوا ألابأس من تغيير المعاملة والبعد عنها بقدر ما يتحقق الزجر إذا لم يخش عليها الإنتكاس ومعاودة الذنب بذلك الزجر والبعد وليستشار أهل الصلاح وطلبة العلم المعايشون لواقعها وتوبتها وحالها والله أعلم 0
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|