[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب عن سؤالك :
هل يأثم السائل ان استفتاكم في مسئلة ولم يعمل بها بعد علمه بالجواب .

أقول : نعم يأثم إذا عرف أنه الحق بدليله واطمئن إلى ذلك في ماإذا كان الأمر الذي أفتي فيه يتعلق بالواجبات لاالمستحبات والأولويات
ولذلك غضب الله على يهود لأنهم عرفوا الحق ولم يعملوا به فقال تعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون
فبين سبحانه أنهم ليس كلهم يكتمون الحق بل بعضهم يعلمون الحق ولايعملون به فمقتهم الله
جميعا وإن كانت طائفة اشد عذابا من الطائفة الاخرى 0
وقد قال سفيان من ضل من علمائنا (وهم الذين يعلمون الحق ولايعملون به ) ففيهم شبه باليهود
روى الامام أحمد في مسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللَّهُ لَكُمْ وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ

وهل يجوز له ان يكرر السؤال لشيخ اخر ؟

الجواب :
إذااطمئن للجواب وعرفه بدليله لزمه وليس له أن يسئل شيخا آخر اذا اطمئن واما اذا لم يطمئن فله أن يسأل حتى يطمئن ولايجوز ان يسأل للرخصة والهوى


أو يرد الفتوى بغير علم مثلا ان يقول هذا خلاف كلام العالم الفلاني

الجواب
إذا اختلف العلماء فلايجوز أن يجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية كما قال بن تيمية فلو طعن في قول عالم ورجح قول عالم عليه بلابرهان ولادليل لكان متكلما على الله بغير علم
ولكن اذا اختلف العلماء ولم يقدر بمايستطيع معرفة الأقرب إلى الدليل فله أن يقلد الأعلمإذا اطمئن لفتواه لأنه أكثر اصابة للحق وارجح ممن هو دونه في العلم وان توفر ان يسأل ثالثا للترجيح بالدليل فليفعل
واذا حضرته المسألة ورجح قول عالم على عالم ولم يكن من أهل العلم ولكن
بحسب الأعلم رجح أو بمااطمئن اليه قلبه فلايفتي غيره وليعمل بمااطمئن لأنه ليس من اهل الفتوى0
روى الامام أحمد بالسند الصحيح من طريق مُسْلِمَ بْنَ مِشْكَمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْخُشَنِيَّ يَقُولُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِمَا يَحِلُّ لِي وَيُحَرَّمُ عَلَيَّ قَالَ فَصَعَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَوَّبَ فِيَّ النَّظَرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ وَقَالَ لَا تَقْرَبْ لَحْمَ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا ذَا نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ
...