بسم الله الرحمن الرحيم
ليعلم هذا الذي وقع في كبيرة أن باب التوبة مفتوح ولن يغلق حتى تقوم الساعة أو تبلغ الروح الغرغرة
وأنها مهما عظمت ذنوب العبد ولو كان منها الشرك أعظم ذنب عصي الله به والذي هو أعظم من وطيء الأم وقتل الولد خشية المشاركة في الرزق وشرب الخمر وادمانه وعقوق الأم ونحوذلك من الكيائر
فاستغفر وتاب وإلى الله أناب وحقق شروط التوبة لغفر الله له وفرح بتوبته أشد الفرح وبدل سيئاته حسات ولربما حصل له من المسابقة في الخير ورفعة الدرجات مايفوق به من لم يذنب مثله ثم تاب
ولو كانت التوبة بعد الذنب منقصة لما وقعت من الانبياء الصغائر والتي كان من كمالهم المحبوب إلى الله التوبة منها فهداهم اليها فقدر الذنب على العباد لتظهر صفة المغفرة والرحمة
فبشر الله عبادة بقوله (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ))
بل يبدل سيئات التائب حسنات ويود يوم القيامة بعد مايرى ذلك لو استكثر من السيئات
روى الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات ، قال : بم يا رسول الله ؟ قال : الذين
بدل الله سيئاتهم حسنات " .
إذا حقق شروط التوبة من الاقلاع والندم والعزم على عدم العودة ورد المظالم قبل الغرغرة وطلوع الشمس من مغربها
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|