مجلة معرفة السنن والآثار العلمية

أما المبتدع الذي يدعو إلى بدعة ويخاصم فيها فهذا هجره متعين وقائيا وزجرا له وينبغي أن يفتي بهجره أهل العلم والنظر ممن يسمع قوله 0إذا كانت بدعته خفية كالإخوانية والتبليغية 0إلا إذا ترجحت مفسدة في الإعلان عن هجره فيترك كما ترك علي فضح ابن الكوا لأنه كان غير مطاع في رعيته 0وكذلك صاحب البدعة الواضحة البينة كما قال الجفري المشرك إن في الكون أولياء يعينون الله في تدبير أمور الكون فهذا إذا ملك المبتدأ في العلم توثيق النقل عنه في شريط أو نحو ذلك وأمن المفسدة فلينفر عنه وليحذر عنه ولايحتاج إلى عالم مطاع لينفر عنه كما في البدع الخفية كبدعة بن لادن وإلياس وحسن البنا
وأما من كان صاحب سنة وتأول وعمل ببدعة فهذا لايهجر ويبين له الحق حتى يصر ويعاند مهما ذكر له من الحجج والبينات
وأما صاحب المعصية فيكون هجره بحسب المصلحة والمفسدة وقد يبقى مهجورا بعد التوبة إذا كانت مراجعته سريعا مدعاة لتساهله ورجوعه فينظر إلى حال الشخص والزمان والمكان على أن هذا الزمان زمان سوء فيخشى أننا لو أطلنا هجره ولم نواصل مناصحته أن يذهب إلى أهل السوء فيستروح بلقيهم لينسى ألم هجر أهل دعوة الحق 0