القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منـبر السنة النبوية والآثار السلفية > الأحاديث الصحيحة فقهها وشرحها
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع التقييم: تقييم الموضوع: 1 تصويتات, المعدل 5.00. انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2016, 08:53AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي تطريز رياض الصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ




مقدمة الشارح :

الحمدُ لِلَّهِ الذَّي منَّ على الصالحين بذِكره وطاعَتِه ، فَرَتَعوا في رياض الجنَّة لشُغْلِهم بمُراقَبَتِه وعِبَادَتِه .
وَأشْهَدُ أنْ لا إِله إِلا اللهُ ، وَحْدَه لا شَرِيكَ لَه في ربوبيَّته وإلهيَّته وأسمائِهِ وصفاتِهِ ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيَّدَنَا محمَّدًا عبدُه ورسولُه ، وصفيُّه من مخلوقاتِه ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِِ وأتباعِهِ : أهلِ دينِه ووُلاته وسلَّم تسليمًا .
أما بعد :


فإنَّ كتاب ( رياض الصَّالحين ) مِن أنفع الكتب المختصرة ؛ لأنَّه مشتمل على أحاديث صحيحة وآيات كريمة ، تَحُثُّ على سلوك الطُّرق الموصلة إلى الجنَّة ، من الأعمال الصَّالحة ، والآداب الباطنة والظَّاهرة ، فَجَزى الله مؤلَّفه خيرًا ، وغَفَر له ، ولوالديه ، ومشايخه ، وسائر أحبابه ، والمسلمين أجمعين .



وقال الامام النووي رحمه الله :
فَرَأَيتُ : أَنْ أَجْمَعَ مُخْتَصَراً منَ الأحاديثِ الصَّحيحَةِ ، مشْتَمِلاً عَلَى مَا يكُونُ طَرِيقاً لِصَاحبهِ إِلى الآخِرَةِ ، ومُحَصِّلاً لآدَابِهِ البَاطِنَةِ وَالظَاهِرَةِ . جَامِعاً للترغيب والترهيب ، وسائر أنواع آداب السالكين : من أحاديث الزهد ورياضات النُّفُوسِ ، وتَهْذِيبِ الأَخْلاقِ ، وطَهَارَاتِ القُلوبِ وَعِلاجِهَا ، وصِيانَةِ الجَوَارحِ وَإِزَالَةِ اعْوِجَاجِهَا ، وغَيرِ ذلِكَ مِنْ مَقَاصِدِ الْعارفِينَ .


وَألتَزِمُ فيهِ أَنْ لا أَذْكُرَ إلا حَدِيثاً صَحِيحاً مِنَ الْوَاضِحَاتِ ، مُضَافاً إِلى الْكُتُبِ الصَّحِيحَةِ الْمَشْهُوراتِ . وأُصَدِّر الأَبْوَابَ مِنَ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ بِآياتٍ كَرِيماتٍ ، وَأَوشِّحَ مَا يَحْتَاجُ إِلى ضَبْطٍ أَوْ شَرْحِ مَعْنىً خَفِيٍّ بِنَفَائِسَ مِنَ التَّنْبِيهاتِ . وإِذا قُلْتُ في آخِرِ حَدِيث : مُتَّفَقٌ عَلَيهِ فمعناه : رواه البخاريُّ ومسلمٌ .
وَأَرجُو إنْ تَمَّ هذَا الْكِتَابُ أنْ يَكُونَ سَائِقاً للمُعْتَنِي بِهِ إِلى الْخَيْرَاتِ حَاجزاً لَهُ عَنْ أنْواعِ الْقَبَائِحِ والْمُهْلِكَاتِ . وأَنَا سَائِلٌ أخاً انْتَفعَ بِشيءٍ مِنْهُ أنْ يَدْعُوَ لِي ، وَلِوَالِدَيَّ ، وَمَشَايخي ، وَسَائِرِ أَحْبَابِنَا ، وَالمُسْلِمِينَ أجْمَعِينَ .


تطريز رياض الصالحين
للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك -رحمه الله

(1313هـ 1376 هـ)


بسم الله الرحمن الرحيم

1- باب الإخلاص وإحضار النية
في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية


الإخلاص هو : إفراد الله سبحانه وتعالى بالقَصْدِ ، وهو أن يريد العبد بطاعته التقرُّب إلى الله دون شيء آخر .
قَالَ اللهُ تَعَالَى : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [ البينة (5) ] .

أي : وما أُمِرَ أهل الكتاب وغيرهم إلا بِعِبَادة الله وحده لا شريك له ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحنفاء هم : المائلون عن جميع الأديان إلى دين الإسلام .
﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ ، أي : الملة المستقيمة .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [ الحج (37) ] .

أي : لن يصل إلى الله لحوم الهدايا والضحايا ، ولا دماؤها ، ولكن يصله منكم النية والإِخلاص .
قال ابن عباس : كان أهل الجاهلية يلطخون البيت بدماء البُدْن ، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك ، فنزلت هذه الآية .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [ آل عمران (29) ] .

أي : فهو العالِم بخفيّات الصدور ، وما اشتملت عليه من الإخلاص أو الرياء .


-----------

المصدر :


http://waqfeya.com/book.php?bid=3723


التصفية والتربية

TarbiaTasfia@








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-01-2016, 04:45AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)



1] وعن أمير المؤمِنين أبي حَفْصٍ عمرَ بنِ الخطابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عبدِ العُزّى بن رياحِ بنِ عبدِ اللهِ بن قُرْطِ بن رَزاحِ بنِ عدِي بنِ كعب بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبٍ القُرشِيِّ العَدويِّ رضي الله عنه
قالَ : سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقُولُ : « إنّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصيبُهَا ، أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكَحُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه » .



مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ .
رَوَاهُ إمَامَا الْمُحَدّثِينَ ، أبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعيلَ بْن إبراهِيمَ بْن المُغيرَةِ بنِ بَرْدِزْبهْ الجُعْفِيُّ البُخَارِيُّ ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُسْلمُ بْنُ الحَجَّاجِ بْنِ مُسْلمٍ الْقُشَيريُّ النَّيْسَابُورِيُّ رضي اللهُ عنهما فِي صحيحيهما اللَّذَيْنِ هما أَصَحُّ الكُتبِ المصنفةِ .



هذا حديث عظيم ، جليل القدر كثير الفائدة .

قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى : ينبغي لكل من صنَّف كتابًا أن يبتدئ فيه بهذا الحديث ، تنبيهًا للطالب على تصحيح النية .

وقال الشافعي رحمه الله تعالى : يدخل في سبعين بابًا من العلم .

وقال البخاري رحمه الله تعالى : باب ما جاء أن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى ، فدخل فيه : الإيمان ، والوضوء ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، والصوم ، والأحكام .

قوله : « إنما الأعمال بالنيات » ، إنما للحصر ، أي : لا يعتد بالأعمال بدون النية . « وإنما لكل امرئ ما نوى » .

قال ابن عبد السلام : الجملة الأولى لبيان ما يعتبر مِنَ الأعمال ، والثانية لبيان ما يترتب عليها . انتهى .
والنية : هي القصد ، ومحلها القلب .



قوله : « فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله »، أي من كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدًا ، فهجرته إلى الله ورسوله حكمًا وشرعًا . « ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه » .


قال ابن دقيق العيد : نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة ، وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس ، فلهذا خص في الحديث ذكر المرأة دون سائر ما ينوى به .

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني : من نوى بهجرته مفارقة دار الكفر وتزوج المرأة معًا ، فلا تكون قبيحة ولا غير صحيحة ، بل هي ناقصة بالنسبة إلى من كانت هجرته خالصة .
والله أعلم .







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-01-2016, 04:48AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)


[2] وعن أمِّ المؤمِنينَ أمِّ عبدِ اللهِ عائشةَ رضي الله عنها
قالت : قالَ رسول الله ﷺ : « يغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ فإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وآخِرِهِمْ » .

قَالَتْ : قلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! كَيْفَ يُخْسَفُ بأوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ وَفِيهمْ أسْوَاقُهُمْ وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ؟!


قَالَ : « يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيّاتِهمْ » . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . هذَا لَفْظُ الْبُخَارِيِّ .

في هذا الحديث :
التحذير من مصاحبة أهل الظلم ومجالستهم ، وأن العقوبة تلزمه معهم ، وأنه يعامل عند الحساب بقصده من الخير والشر .



وفي حديث ابن عمر مرفوعًا : « إذا أنزل الله بقوم عذابًا ، أصاب العذاب من كان فيهم ، ثم بعثوا على نياتهم » .






رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-01-2016, 09:24PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)


[3] وعن عائِشةَ رضيَ اللهُ عنها قَالَتْ :
قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- : « لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ،
وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا » . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .



وَمَعناهُ : لا هِجْرَةَ مِنْ مَكّةَ لأَنَّهَا صَارَتْ دَارَ إسلاَمٍ .

قال الخطَّابي وغيره : كانت الهجرة فرضًا في أول الإسلام على من أسلم ؛
لقلة المسلمين بالمدينة ، وحاجتهم إلى الاجتماع .

فلما فتح الله مكة دخل الناس في دين الله أفواجًا ، فسقط فرض الهجرة إلى المدينة ،
وبقي فرض الجهاد ، والنية على من قام به ، أو نزل به عدو .



وقال الماوردي : إذا قدر على إظهار الدين في بلد من بلاد الكفر ، فالإقامة فيها
أفضل من الرحلة منها ؛ لما يترجى من دخول غيره في الإسلام .



قال الحافظ : كانت الحكمة في وجوب الهجرة على من أسلم ليسلم من أذى الكفار ،
فإنهم كانوا يعذبون من أسلم إلى أن يرجع عن دينه .



رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-01-2016, 10:55AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)


[4] وعن أبي عبدِ اللهِ جابر بن عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضي اللهُ عنهما قَالَ :
كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في غَزَاةٍ ،
فَقالَ : « إِنَّ بالمدِينَةِ لَرِجَالاً ما سِرْتُمْ مَسِيراً ، وَلا قَطَعْتُمْ وَادِياً ، إلا كَانُوا مَعَكمْ حَبَسَهُمُ الْمَرَضُ » .


وَفي روَايَة : « إلا شَرَكُوكُمْ في الأجْرِ » . رواهُ مسلمٌ .


ورواهُ البخاريُّ عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ : رَجَعْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : « إنَّ أقْواماً خَلْفَنَا بالْمَدِينَةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلا وَادياً ، إلا وَهُمْ مَعَنَا ؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ » .

في هذا الحديث : دليل على أن من صحت نيته ،
وعزم على فعل عمل صالح وتركه لعذر ، أن له مثل أجر فاعله .





رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-01-2016, 09:34AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)



5] وعن أبي يَزيدَ مَعْنِ بنِ يَزيدَ بنِ الأخنسِ رضي الله عنهم وهو وأبوه وَجَدُّه صحابيُّون قَالَ :


كَانَ أبي يَزيدُ أخْرَجَ دَنَانِيرَ يَتَصَدَّقُ بِهَا ، فَوَضعَهَا عِنْدَ رَجُلٍ في الْمَسْجِدِ ، فَجِئْتُ فأَخذْتُها فَأَتَيْتُهُ بِهَا . فقالَ : واللهِ ، مَا إيَّاكَ أرَدْتُ ، فَخَاصَمْتُهُ إِلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : « لكَ مَا نَوَيْتَ يَا يزيدُ ، ولَكَ ما أخَذْتَ يَا مَعْنُ » . رواهُ البخاريُّ .


في هذا الحديث : دليل على أن من نوى الصدقة على محتاج ، حصل له ثوابها ، ولو كان الآخذ ممن تلزمه نفقته ، أو غير أهل لها ، كما في قصة الذي تصدَّق على ثلاثة .





رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-01-2016, 09:39AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)



6] وعن أبي إسحاقَ سَعدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ مالِكِ بنِ أُهَيْب بنِ عبدِ منافِ ابنِ زُهرَةَ بنِ كلابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤيٍّ القُرشِيِّ الزُّهريِّ رضي الله عنه أَحَدِ العَشَرَةِ المشهودِ لهم بالجنةِ

قَالَ : جاءنِي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بي ، فقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! إنِّي قَدْ بَلَغَ بي مِنَ الوَجَعِ مَا تَرَى ، وَأَنَا ذُو مالٍ وَلا يَرِثُني إلا ابْنَةٌ لي ، أفأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي ؟ قَالَ : « لا » ، قُلْتُ : فالشَّطْرُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فقَالَ : « لا » ، قُلْتُ : فالثُّلُثُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : « الثُّلُثُ ، والثُّلُثُ كَثيرٌ - أَوْ كبيرٌ - إنَّكَ إنْ تَذَرْ وَرَثَتَكَ أغنِيَاءَ خيرٌ مِنْ أنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يتكفَّفُونَ النَّاسَ ، وَإنَّكَ لَنْ تُنفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغي بِهَا وَجهَ اللهِ إلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ في فِيِّ امْرَأَتِكَ » ،

قَالَ : فَقُلتُ : يَا رسولَ اللهِ ، أُخلَّفُ بعدَ أصْحَابي ؟ قَالَ : « إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعملَ عَمَلاً تَبتَغي بِهِ وَجْهَ اللهِ إلا ازْدَدتَ بِهِ دَرَجةً ورِفعَةً ، وَلَعلَّكَ أنْ تُخَلَّفَ حَتّى يَنتَفِعَ بِكَ أقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخرونَ .

اللَّهُمَّ أَمْضِ لأصْحَابي هِجْرَتَهُمْ ولا تَرُدَّهُمْ عَلَى أعقَابهمْ ، لكنِ البَائِسُ سَعدُ بْنُ خَوْلَةَ » . يَرْثي لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه رسلم أنْ ماتَ بمَكَّة . مُتَّفَقٌ عليهِ .



في هذا الحديث : مشروعية عيادة المريض .

وفيه : الإنفاق على من تلزمه مؤنتهم ، والحث على الإخلاص في ذلك .

وفيه : أن من ترك مالاً قليلاً ، فالاختيار له : ترك الوصية ، وإبقاء المال للورثة ، ومن ترك مالاً كثيرًا ، جاز له الوصية بالثلث فما دون .
والله أعلم .




رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19-01-2016, 09:42AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)



[7] وعنْ أبي هريرةَ عبدِ الرحمنِ بنِ صخرٍ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : « إنَّ الله لا ينْظُرُ إِلى أجْسَامِكُمْ ، ولا إِلى صُوَرِكمْ ، وَلَكن ينْظُرُ إلى قُلُوبِكمْ » . رواه مسلم .


في هذا الحديث : الاعتناء بحال القلب وصفاته ، وتصحيح مقاصده ،
وتطهيره عن كل وصف مذموم ؛ لأن عمل القلب هو المصحح للأعمال الشرعية ، وكمال ذلك بمراقبة الله سبحانه وتعالى .







رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21-01-2016, 11:50AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)


[8] وعن أبي موسى عبدِ اللهِ بنِ قيسٍ الأشعريِّ رضي الله عنه قَالَ :
سُئِلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الرَّجُلِ يُقاتلُ شَجَاعَةً ، ويُقَاتِلُ حَمِيَّةً ، ويُقَاتِلُ رِيَاءً ، أَيُّ ذلِكَ في سبيلِ الله ؟

فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُلْيَا ، فَهوَ في سبيلِ اللهِ » .
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

قال ابن عباس : كلمة الله : « لا إله إلا الله » .
وفي هذا الحديث : أن الأعمال إنما تحتسب بالنية الصالحة .

وفيه : ذم الحرص على الدنيا ، وعلى القتال لحظ النفس في غير الطاعة .

وفيه : أن الفضل الذي يورد في المجاهدين مختص بمن قاتل لإِعلاء دين الله .

قال ابن أبي جمرة : إذا كان الباعث الأول قصد إعلاء كلمة الله لم يضره ما انضاف إليه .

قال الحافظ : القتال يقع بسبب خمسة أشياء : طلب المغنم ، وإظهار الشجاعة ، والرياء ، والحمية ، والغضب ،
وكل منها يتناوله المدح والذم ، فلهذا لم يحصل الجواب بالإِثبات ولا بالنفي .








رد مع اقتباس
  #10  
قديم 21-01-2016, 11:52AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




تطريز رياض الصالحين

للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-

(1313هـ 1376 هـ)




[9] وعن أبي بَكرَةَ نُفيع بنِ الحارثِ الثقفيِّ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عايه وسلم قَالَ :
« إِذَا التَقَى المُسلِمَان بسَيْفَيهِمَا فالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ في النّارِ » .



قُلتُ : يا رَسُولَ اللهِ ، هذا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المقْتُولِ ؟
قَالَ : « إنَّهُ كَانَ حَريصاً عَلَى قتلِ صَاحِبهِ » .
مُتَّفَقٌ عليهِ .


في هذا الحديث :
العقاب على من عزم على المعصية بقلبه ، ووطَّن نفسه عليها .







رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23-01-2016, 09:38AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



10] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : قالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : « صَلاةُ الرَّجلِ في جمَاعَةٍ تَزيدُ عَلَى صَلاتهِ في بيتهِ وصلاته فِي سُوقِهِ بضْعاً وعِشرِينَ دَرَجَةً ، وَذَلِكَ أنَّ أَحدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضوءَ ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ ، لا يَنْهَزُهُ إِلا الصَلاةُ ، لا يُرِيدُ إلا الصَّلاةَ : لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرجَةٌ ، وَحُطَّ عَنْهُ بها خَطِيئَةٌ حَتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ ، فإِذا دَخَلَ المَسْجِدَ كَانَ في الصَّلاةِ مَا كَانَتِ الصَّلاةُ هِي تَحْبِسُهُ ، وَالمَلائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ في مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيهِ ، مَا لَم يُؤْذِ فيه ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ » .

مُتَّفَقٌ عليه ، وهذا لفظ مسلم .


وقوله صلى الله عليه وسلم : « يَنْهَزُهُ » هُوَ بِفَتْحِ اليَاءِ والْهَاءِ وبالزَّايِ : أَيْ يُخْرِجُهُ ويُنْهضُهُ .

قوله : « لا يريد إلا الصلاة » ، أي : في جماعة ، وفيه : إشارة إلى اعتبار الإخلاص .


وفي هذا الحديث :
إشارة إلى بعض الأسباب المقتضية للدرجات ، وهو قوله : « وذلك أنه إذا توضأ ، فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد ، لا يخرجه إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا رُفعت له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة » .

ومنها : الاجتماع والتعاون على الطاعة ، والألفة بين الجيران ، والسلامة من صفة النفاق ، ومن إساءة الظن به .

ومنها : صلاة الملائكة عليه ، واستغفارهم له ، وغير ذلك .








رد مع اقتباس
  #12  
قديم 24-01-2016, 10:40AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ




[11] وعن أبي العبَّاسِ عبدِ اللهِ بنِ عباسِ بنِ عبد المطلب رضي اللهُ عنهما ، عن رَسُول الله ﷺ فيما يروي عن ربهِ تباركَ وتعالى قَالَ :

« إنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ والسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلِكَ ، فَمَنْ هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَها اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً ، وَإنْ هَمَّ بهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إِلى سَبْع مئةِ ضِعْفٍ إِلى أَضعَافٍ كَثيرةٍ ، وإنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلةً ، وَإنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً » .
مُتَّفَقٌ عليهِ .

هذا حديث شريف عظيم ، بيَّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم مقدار ما تفضَّل الله به عزَّ وجلّ على خلقه من تضعيف الحسنات ، وتقليل السيئات .


زاد مسلم بعد قوله : « وإن همَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة » . « أو محاها ، ولا يَهْلِك على الله إلا هالكٌ » .

قال ابن مسعود : ويلٌ لمن غلبت وحداته عشراته .


قال العلماء : إنَّ السيئة تعظم أحيانًا بشرف الزمان أو المكان ، وقد تضاعف بشرف فاعلها وقوة معرفته ، كما قال تعالى : ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً ﴾ [ الأحزاب ] .






رد مع اقتباس
  #13  
قديم 24-01-2016, 10:43AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



[12] وعن أبي عبد الرحمن عبدِ الله بنِ عمرَ بن الخطابِ رضيَ اللهُ عنهما ، قَالَ : سمعتُ رسولَ الله ﷺ ، يقول :
« انطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ المَبيتُ إِلى غَارٍ فَدَخلُوهُ ، فانْحَدرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الغَارَ ، فَقالُوا : إِنَّهُ لا يُنْجِيكُمْ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ إِلا أنْ تَدْعُوا اللهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ .



قَالَ رجلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كبيرانِ ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُمَا أهْلاً ولا مالاً ، فَنَأَى بِي طَلَب الشَّجَرِ يَوْماً فلم أَرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا ، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُما نَائِمَينِ ، فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا وَأَنْ أغْبِقَ قَبْلَهُمَا أهْلاً أو مالاً ، فَلَبَثْتُ - والْقَدَحُ عَلَى يَدِي - أنتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرِقَ الفَجْرُ والصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَميَّ ، فاسْتَيْقَظَا فَشَرِبا غَبُوقَهُما .

اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاء وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هذِهِ الصَّخْرَةِ ، فانْفَرَجَتْ شَيْئاً لا يَسْتَطيعُونَ الخُروجَ مِنْهُ .



قَالَ الآخر : اللَّهُمَّ إنَّهُ كانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمّ ، كَانَتْ أَحَبَّ النّاسِ إليَّ - وفي رواية : كُنْتُ أُحِبُّها كأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النساءَ - فأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فامْتَنَعَتْ منِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بها سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمئةَ دينَارٍ عَلَى أنْ تُخَلِّيَ بَيْني وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفعَلَتْ ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا - وفي رواية : فَلَمَّا قَعَدْتُ بَينَ رِجْلَيْهَا ، قالتْ : اتَّقِ اللهَ وَلا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلا بِحَقِّهِ ، فَانصَرَفْتُ عَنْهَا وَهيَ أَحَبُّ النَّاسِ إليَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أعْطَيتُها . اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابْتِغاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فيهِ ، فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ مِنْهَا .


وَقَالَ الثَّالِثُ : اللَّهُمَّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ وأَعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غيرَ رَجُل واحدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهبَ ، فَثمَّرْتُ أجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنهُ الأمْوَالُ ، فَجَاءنِي بَعدَ حِينٍ ، فَقالَ : يَا عبدَ اللهِ ، أَدِّ إِلَيَّ أجْرِي ، فَقُلْتُ : كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أجْرِكَ : مِنَ الإبلِ وَالبَقَرِ والْغَنَمِ والرَّقيقِ ، فقالَ : يَا عبدَ اللهِ ، لا تَسْتَهْزِئْ بي ! فَقُلْتُ : لا أسْتَهْزِئ بِكَ ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتَاقَهُ فَلَمْ يتْرُكْ مِنهُ شَيئاً . الَّلهُمَّ إنْ كُنتُ فَعَلْتُ ذلِكَ ابِتِغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحنُ فِيهِ ، فانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ » .


مُتَّفَقٌ عليهِ .

في هذا الحديث :
فضل الإخلاص في العمل ، وأنه ينجي صاحبه عند الكرب .


وفيه : فضل بر الوالدين وخدمتهما ، وإيثارهما على الولد والأهل ، وتحمُّل المشقة لأجلهما .

وفيه : العفة والانكفاف عن الحرام مع القدرة .

وفيه : فضل حسن العهد وأداء الأمانة ، والسماحة في المعاملة .






رد مع اقتباس
  #14  
قديم 25-01-2016, 11:42AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ



2- باب التوبة

قَالَ العلماءُ : التَّوْبَةُ وَاجبَةٌ مِنْ كُلِّ ذَنْب ، فإنْ كَانتِ المَعْصِيَةُ بَيْنَ العَبْدِ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى لا تَتَعلَّقُ بحقّ آدَمِيٍّ فَلَهَا ثَلاثَةُ شُرُوط :
أحَدُها : أنْ يُقلِعَ عَنِ المَعصِيَةِ .
والثَّانِي : أَنْ يَنْدَمَ عَلَى فِعْلِهَا .
والثَّالثُ : أنْ يَعْزِمَ أَنْ لا يعُودَ إِلَيْهَا أَبَداً . فَإِنْ فُقِدَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ لَمْ تَصِحَّ تَوبَتُهُ .


وإنْ كَانَتِ المَعْصِيةُ تَتَعَلقُ بآدَمِيٍّ فَشُرُوطُهَا أرْبَعَةٌ : هذِهِ الثَّلاثَةُ ، وأنْ يَبْرَأ مِنْ حَقّ صَاحِبِها ، فَإِنْ كَانَتْ مالاً أَوْ نَحْوَهُ رَدَّهُ إِلَيْه ، وإنْ كَانَت حَدَّ قَذْفٍ ونَحْوَهُ مَكَّنَهُ مِنْهُ أَوْ طَلَبَ عَفْوَهُ ، وإنْ كَانْت غِيبَةً استَحَلَّهُ مِنْهَا .


ويجِبُ أنْ يَتُوبَ مِنْ جميعِ الذُّنُوبِ ، فَإِنْ تَابَ مِنْ بَعْضِها صَحَّتْ تَوْبَتُهُ عِنْدَ أهْلِ الحَقِّ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ وبَقِيَ عَلَيهِ البَاقي .


وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الكتَابِ والسُّنَّةِ ، وإجْمَاعِ الأُمَّةِ عَلَى وُجوبِ التَّوبةِ .

التوبة : الرجوع عن معصية الله تعالى إلى طاعته ، وطلب الاستحلال مِنَ المقذوف ونحوه إن بلغه ذلك ، و إلا كفى الاستغفار ، كما قال النبي ﷺ : « كفارةُ من اغتبته أن تسغفر له »


قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [ النور (31) ] .

( لعل ) في الأصل للترجي ، وفي كلام الله تعالى للتحقيق ؛ لأنَّ وعده واقع والآية تدل على وجوب التوبة من الصغائر والكبائر .


وَقالَ تَعَالَى : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ﴾ [ نوح (10)] .
وهذه الآية أيضًا تدل على وجوب الاستغفار من جميع الذنوب .

وَقالَ تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحا ﴾ [ التحريم (8) ] .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : التوبة النصوح أن يتوب من الذنب ، ثم لا يعود إليه ، كما لا يعود اللبن في الضرع .







رد مع اقتباس
  #15  
قديم 26-01-2016, 06:04PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




( تطريز رياض الصالحين)

للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ




[13] وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قَالَ : سمعْتُ رسولَ الله ﷺ يقول : « والله إنِّي لأَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْه في اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً » . رواه البخاري .

في هذا الحديث :
تحريض للأمة على التوبة والاستغفار .


قال ابن بطال : الأنبياء أشد الناس اجتهادًا في العبادة ، لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة ، فهم دائبون في شكره ، معترفون له بالتقصير .

-------

[14] وعن الأَغَرِّ بنِ يسار المزنِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُول الله ﷺ : « يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ ، فإنِّي أتُوبُ في اليَومِ مئةَ مَرَّةٍ » . رواه مسلم .



في هذا الحديث أيضًا :
وجوب التوبة والاستغفار ، واستمرار ذلك في كل وقت ، وعلى كل حال .







رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله- ام عادل السلفية منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 70 22-01-2015 03:24AM
مشكلة الطلاق والزواج بنية الطلاق والاختلاع عند بعض الصالحين والصالحات ماهر بن ظافر القحطاني منبر أصول الفقه وقواعده 1 09-09-2011 07:14AM
مجاهدة النفس §من كتاب رياض الصالحين § أم العبدين الجزائرية منبر الأسرة والمجتمع السلفي 1 09-04-2010 05:44AM
شرح مسائل الجاهلية أبو عبد الرحمن السلفي1 منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك 8 25-10-2007 06:33PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd