بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال من السعودية / جدة
رجل يقول لآخر أتفاءل بنجاح مشروعي لأني رأيت وجهك !! فما حكم ذلك ؟
أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
درس شرح كتاب لمعة الاعتقاد الهادي لسبيل الرشاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله
الأحد 22/شوال/1430هـ الموافق 11/10/2009
اعلم أنَّ من الفأل ما هو شركٌ ومن الفأل ما هو مشروعٌ، ما هو مشروعٌ كأن تذهبَ لإنجازِ مُعاملةٍ لَكَ في الحكومةِ، في الإدارةِ الحكوميَّة مثلًا، أو في شركةٍ تسمعُ إنسانًا يُنادي إنسان في الطَّريق وإن كان اسمه "يا ناجح" فتذكر النَّجاح وأنَّ الله قادرٌ عليه سبحانه فتستبشر، فهذا الفأل كان يُعجبُ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ويجعلكَ تتوكَّلُ على الله وتعتقدُ أنَّ الأمرَ بيدِهِ وأنَّ الله قادرٌ على إنجاحِ معاملتكَ ولا ربطَ بانطباقَ كلمة ناجحٌ أنَّها تنجح المعاملة، انتبه، لكن يزيدُ في توكُّلكَ واستبشاركَ والنَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يُعجبه الفأل.
أمَّا الشِّركيُّ فمثلُ هذا، يعني كونه أنَّه رأى وجهه، آش يؤثر في المشروع فينجح؟، آش يُؤثِّر في المشروع أنَّه ينجح؟، ما سمع كلمة تحرِّك الفعل كما في كلمة "يا ناجح"، مجرَّدُ وجهةٍ، نعم، آش الذِّي يُحرِّك؟ إلَّا أن يكون حرَّك الفأل في أن نَجَحَ في مشاريع فَذَكَرَ الله قادرٌ كما أنجحه قادرٌ على إنجاحهِ لأنَّه كَثُرَ نجاحه فاستبشر وتوكَّل على الله وذَكَرَ النَّجاح، قد يُقال لكن مُجرَّد الوجهِ هذا شركٌ أن يعتقد أنَّ وجه إنسانٍ صالحٍ طلَّ عليه هكذَا سينجحُ المشروع، هذا من الشِّرك إمَّا أكبر أو أصغر؛ فإذا اعتقد أنَّه يستقلُّ فهذا شركٌ أكبرٌ وإذا اعتقد أنَّه سببٌ وليس بسببٍ هذا شركٌ أصغرٌ.