#1
|
|||
|
|||
مسائل مهمة في ردِّ السَّلام
بسم الله الرحمن الرحيم مسائل مهمة في ردِّ السَّلام الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- السائل س. ح. ع. يقول: فضيلة الشيخ، ما رأيكم بمن لا يُسلِّمَ إلا بصوت منخفض، أو لا يُسمع منه إلا الصفير، والذي يرد يقول: السلام، ففقدان البشاشة من الطرفين؟ نرجو بهٰذا إفاده. الجواب: ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشي إذا فعملتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم))، وإفشاء السلام: إظهاره وإعلانه، ولا شك أن من سلَّم علىٰ وجهٍ لا يُسمع منه إلا الصفير؛ لم يفشى الإفشاء الذي ينبغي أن يكون عليه السلام؛ بل الذي ينبغي أن تسلِّم سلامًا ظاهرًا يسمعه صاحبك، ويأنس به، ويطمئن إليك به، ويكون بصدر منشرح، ووجهٍ طليق، ويرد عليك مثلما رددت عليه أو أحسن؛ لقول الله -تعالى-: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86]. وأنني بهٰذه المناسبة أودُّ أن أنبِّه علىٰ شيٍ آخر يفعله بعض المجيبين للسلام؛ تجد الرجل يسلِّم على أخيه بسلامٍ بيِّنٍ واضح ملأ فمه؛ فيرد عليه الثاني بأنفه! لا يسمع منه إلا الصفير! فنقول: إن هٰذا لم يرد عليه السلام الواجب؛ لأن الله –تعالى- قال: ﴿فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾، ومن المعلوم إنَّ من سلَّم عليك بسلامٍ بيِّنٍ فصيحٍ واضح، ثم رددت عليه هذا الرد؛ أنك لم ترد عليه تحيته، ولم ترد عليه بأحسن؛ فتكون آثمًا. كذٰلك يوجد بعض الناس إن سلموا عليه فيرد أهلاً وسهلاً! أهلاً ومرحبًا! وهٰذا الرد ليس بكافي، ولا تبرأ به الذمَّة، وليس مثل الذي سلَّم عليك ولا أحسن منه؛ فهو سلَّم عليك: السلام عليكم، بلفْظِ الدعاءِ لكَ بالسلامة، وأنت رددت هٰذا الرد: أهلاً وسهلاً، هٰذا لا يُفيد الدعاء، ولم ترد عليه دعائه، هٰذا غاية ما فيه أنه يدلُّ على أنك رحبت به فقط؛ لذٰلك يجب علىٰ من سلَّم عليه أخوه؛ فقال: السلام عليكم؛ أن يرد؛ فيقول: عليكم السلام؛ ثم إذا شاء بعد ذٰلك أردفها بأهلاً وسهلاً ومرحبًا! وكيف أنت؟ وكيف حالك؟ وما أشبهه. نعم. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|