#1
|
|||
|
|||
مِن أسباب الفرح يوم القيامة!
مِن أسباب الفرح يوم القيامة!
بسم الله الرحمن الرحيم حمدًا لله المنعِم حتى بالبلاء! وصلاة وسلامًا على إمام الصابرين من أنبياء وأولياء أما بعد فقد روى الإمام الطبري[1] رحمه الله أثرًا عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، أورده في موضعين من "تفسيره"، أحدهما في سورة النساء، والثاني في سورة المؤمنون، وإن فيه لموعظة.. أسأل الله النفع بها. قال الإمام الحافظ الطبري رحمه الله تعالى ذاكرًا الوجه الثاني مِن تأويل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (الآية 40 من سورة النساء): "وقال آخرون في ذلك، بما:- 9508 - حدثني به المثنى قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا صدقة بن أبي سهل قال: حدثنا أبو عمرو، عن زاذان قال: أتيت ابن مسعود فقال: إذا كان يومُ القيامة، جمع الله الأولين والآخرين، ثم نادى مناد مِن عند الله: "ألا مَن كان يطلب مظلمةً فليجئ إلى حقه فليأخذه"! قال: فيفرح -واللهِ!- المرءُ أن يَذُوبله الحقّ [2] على والده أو ولده أو زوجته فيأخذ منه وإن كان صغيرًا = ومصداق ذلك في كتاب الله تبارك وتعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [سورة المؤمنون: 101] = فيقال له: "ائت هؤلاء حقوقهم" = أي: أعطهم حقوقهم = فيقول: "أي ربِّ! مِن أين وقد ذهبت الدنيا؟!" فيقول الله لملائكته: "أي ملائكتي! انظروا في أعماله الصّالحة، وأعطوهم منها" فإن بقي مثقال ذَرّة من حسنة؛ قالت الملائكة -وهو أعلم بذلك منها-: "يا ربنا! أعطينا كلَّ ذي حق حقَّه، وبقي له مثقالُ ذرة مِن حسنة" فيقول للملائكة: ضَعِّفوها لعبدي، وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة" = ومصداق ذلك في كتاب الله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} أي: الجنة، يعطيها. وإن فنيت حسناته وبقيت سيئاته؛ قالت الملائكة - وهو أعلم بذلك-: "إلٰهنا! فنيت حسناتُه وبقي سيئاته، وبقي طالبون كثيرٌ!" فيقول الله: "ضعِّفوا عليها مِن أوزارهم، واكتبوا له كتابًا إلى النار" قال صدقة: أو صكًّا إلى جهنم، شك صَدَقة أيتهما قال. 9509 - وحُدثت عن محمد بن عبيد، عن هارون بن عنترة، عن عبد الله بن السائب قال: سمعت زاذان يقول: قال عبد الله بن مسعود: يؤخذ بيد العبد والأمة يومَ القيامة، فينادي منادٍ على رؤوس الأولين والآخرين: "هٰذا فلان بن فلان، مَن كان له حق؛ فليأت إلى حقه" فتفرح المرأة أنْ يَذُوب لها الحقُّ على أبيها أو على ابنها أو على أخيها أو على زوجها ثم قرأ ابن مسعود: {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ } [سورة المؤمنون: 101] فيغفر الله تبارك وتعالى مِن حقه ما شاء ولا يغفر مِن حقوق الناس شيئًا فينصبُ للناس فيقول: "ائتوا إلى الناس حقوقهم" فيقول: "ربّ! فنيت الدنيا، مِن أين أوتيهم حقوقهم؟!" فيقول: "خذوا مِن أعماله الصالحة، فأعطوا كلَّ ذي حقّ حقَّه بقدر مَظْلمته". فإن كان وليًّا لله، ففضل له مثقال ذرّة؛ ضاعفها له حتى يُدخله بها الجنة = ثمّ قرأ علينا: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} = وإن كان عبدًا شقيًّا؛ قال الملك: "ربِّ! فنيت حسناتُه، وبقي طالبون كثير!" فيقول: "خذوا مِن سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته، ثم صُكُّوا له صكًّا إلى النار". ا.هـ من "تفسير الطبري" (8/ 362 و363) وقال – أي الحافظ الطبري رحمه الله – في تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} (الآية 101 من سورة المؤمنون) "حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن فضيل، عن هارون بن أبي وكيع، قال: سمعت زاذان يقول: أتيت ابن مسعود، وقد اجتمع الناس إليه في داره، فلم أقدر على مجلس، فقلت: يا أبا عبد الرحمٰن! مِن أجل أني رجل مِن العجم تَحْقِرُني؟ قال: ادْنُ. قال: فدنوت، فلم يكن بيني وبينه جليس، فقال: يؤخَذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة على رؤوس الأوّلين والآخرين، قال: وينادي مناد: ألا إنّ هذا فلان بن فلان، فمن كان له حق قِبَله؛ فليأت إلى حقه قال: فتفرح المرأة يومئذ أن يكون لها حقّ على ابنها أو على أبيها أو على أخيها أو على زوجها {فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُم يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ }. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنترة، عن زاذان، قال: سمعت ابن مسعود يقول: يؤخذ العبد أو الأمة يوم القيامة، فينصب على رؤوس الأولين والآخرين، ثم ينادي مناد، ثم ذكر نحوه، وزاد فيه: فيقول الربّ تبارك وتعالى للعبد: أعط هؤلاء حقوقهم فيقول: أي ربّ! فَنِيت الدنيا، فمِن أين أعطيهم؟! فيقول للملائكة: خذوا مِن أعماله الصالحة، وأعطوا لكل إنسان بقَدر طلبته فإنْ كان له فضلُ مثقال حبة مِن خردل؛ ضاعفها الله له، حتى يدخله بها الجنة ثم تلا ابن مسعود: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } وإن كان عبدًا شقيًا؛ قالت الملائكة: ربَّنا! فنيت حسناتُه، وبقي طالبون كثير! فيقول: خذوا مِن أعمالهم السيئة، فأضيفوها إلى سيئاته، وصُكُّوا له صَكًّا إلى النار". ا.هـ "تفسير الطبري" (19/ 72). __________________ [1] - ورواه غيره أيضًا، كالإمام ابن أبي حاتم في "تفسيره"، وقد صحح العلامةُ أحمد شاكر - رحمه الله- إسناد هذا الأثر فقال في "تفسير الطبري" (8/ 363): "فهذا الإسناد - عند ابن أبي حاتم - إسناد صحيح. والحديث أثر موقوف على ابن مسعود. ولكني أراه من المرفوع حكمًا؛ فإنّ ما ذكره ابن مسعود مما لا يُعرف بالرأي، وما كان ابن مسعود ليقول هذا من عند نفسه، وليس هو ممن ينقل عن أهل الكتاب ، ولا يقبل الإسرائيليات. وقد ذكره ابن كثير - كما قلنا - ثم قال: "ولبعض هذا الأثر شاهد في الحديث الصحيح".". [2] - جاء في "النهاية" (مادة: ذوب): "وفي حديث عبد اللّه [ فيَفْرَحُ المرءُ أن يذُوبَ له الحقُّ ] أي: يَجبَ". وفي "لسان العرب": "ذابَ لي عليه من الحَقِّ كذا أَي: وَجَبَ وثَبَتَ". المصدر مدونة تمام المنة للأخت سكينة الألباني غفر الله لهما التعديل الأخير تم بواسطة أم محمود ; 05-03-2010 الساعة 04:34PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|