|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فقه حديث ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ...)) الحديث
إلى فضيلة الشيخ ماهر – حفظه الله ورعاه -
السلام عليكم ورحمة الله : شيخنا الفاضل ، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم )) ، وفي صحيح مسلم (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)) . ــــــــــــــــــــــــــــــ أولاً شيخنا نرغب أن توضح لنا ما تيسر من فقه الحديث . ثانياً ، قد يقع طالب الخير من حيث لا يشعر في بعض الأشياء ، أو يقول أشياء وهو لا يقصد بها معنىً سيئاً ، ثم إذا توسع اطلاعه بفضل الله تعالى قد يفاجأ بأمور كان لا يعيها سابقاً وأمورٍ لم يكن منتبهاً لها ، فيدرك أنه على الأرجح آلم أحد الفضلاء من حيث لم ينتبه ، والمخجل أن يكون قد تأذى منه أحد أهل العلم والفضل والتقوى ، فيجد أن سؤاله أو كلمته جاءت بما يشبه المشاغبة ، ولكن ولله الحمد يختلف المتكلِّم أو السائل المخلص الذي يريد رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ، ويريد نصرة الحق ، وقد يقع في بعض الهفوات بسبب جهله ، يختلف من حيث النية والإخلاص عن أهل الشغب والهوى ، وسؤالي فضيلة الشيخ ماذا يلزم المتكلِّم أو السائل إذا شعر بأنه ربما آذى أحداً من إخوته أو علمائه كي يقي نفسه وينجو من وعيد الحديث السابق ؟ وبارك الله فيكم ووفقكم إلى كل خير التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبدالله ابن إبراهيم ; 18-01-2009 الساعة 01:07AM |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
. قَوْله ( بِالْكَلِمَةِ ) ليس معناه اللفظة الواحدة كتعال واذهب بل الجملة من الكلام المفهوم وقد تكون عدة جمل من الشر والوقيعة عند السلطان بمسلم أو سخرية واستهزاء بالدين فيلقيه من غير تثبت تهاونا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتثبت قبل النطق بالكلمة فهي كما قال الحافظ الْكَلَام الْمُشْتَمِل عَلَى مَا يُفْهِم الْخَيْر أَوْ الشَّرّ سَوَاء طَالَ أَمْ قَصُرَ , كَمَا يُقَال كَلِمَة الشَّهَادَة , وَكَمَا يُقَال لِلْقَصِيدَةِ كَلِمَة فُلَان . قَوْله ( مَا يَتَبَيَّن فِيهَا ) أَيْ لَا يَتَطَلَّب مَعْنَاهَا , أَيْ لَا يُثْبِتهَا بِفِكْرِهِ وَلَا يَتَأَمَّلهَا حَتَّى يَتَثَبَّت فِيهَا فَلَا يَقُولهَا إِلَّا إِنْ ظَهَرَتْ الْمَصْلَحَة فِي الْقَوْل . وعند مُسْلِم " مَا يَتَبَيَّن مَا فِيهَا " وَهَذِهِ أَوْضَح , . قَوْله ( يَزِلّ بِهَا ) أَيْ يَسْقُط . قَوْله ( أَبْعَد مَا بَيْن الْمَشْرِق ) مَا بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب " قَوْله " مَا بَيْن الْمَشْرِق " لَفْظ بَيْن يَقْتَضِي دُخُوله عَلَى الْمُتَعَدِّد وَالْمَشْرِق مُتَعَدِّد مَعْنًى إِذْ مَشْرِق الصَّيْف غَيْر مَشْرِق الشِّتَاء وَبَيْنهمَا بُعْد كَبِير , وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون اِكْتَفَى بِأَحَدِ الْمُتَقَابِلَيْنِ عَنْ الْآخَر مِثْل ( سَرَابِيل تَقِيكُمْ الْحَرّ ) قَالَ : وَقَدْ ثَبَتَ فِي بَعْضهَا بِلَفْظِ " بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب " قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : الْكَلِمَة الَّتِي يَهْوِي صَاحِبُهَا بِسَبَبِهَا فِي النَّار هِيَ الَّتِي يَقُولهَا عِنْد السُّلْطَان الْجَائِر , وَزَادَ اِبْن بَطَّال : بِالْبَغْيِ أَوْ بِالسَّعْيِ عَلَى الْمُسْلِم فَتَكُون سَبَبًا لِهَلَاكِهِ وَإِنْ لَمْ يُرِدْ الْقَائِل ذَلِكَ لَكِنَّهَا رُبَّمَا أَدَّتْ إِلَى ذَلِكَ فَيُكْتَب عَلَى الْقَائِل إِثْمهَا , وَالْكَلِمَة الَّتِي تُرْفَع بِهَا الدَّرَجَات وَيُكْتَب بِهَا الرِّضْوَان هِيَ الَّتِي يَدْفَع بِهَا عَنْ الْمُسْلِم مَظْلِمَةً أَوْ يُفَرِّج بِهَا عَنْهُ كُرْبَةً أَوْ يَنْصُر بِهَا مَظْلُومًا . وَقَالَ غَيْره فِي الْأُولَى : هِيَ الْكَلِمَة عِنْد ذِي السُّلْطَان يُرْضِيه بِهَا فِيمَا يُسْخِط اللَّه , قَالَ اِبْن التِّين : هَذَا هُوَ الْغَالِب , وَرُبَّمَا كَانَتْ عِنْد غَيْر ذِي السُّلْطَان مِمَّنْ يَتَأَتَّى مِنْهُ ذَلِكَ . وَنُقِلَ عَنْ اِبْن وَهْب أَنَّ الْمُرَاد بِهَا التَّلَفُّظ بِالسُّوءِ وَالْفُحْش مَا لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ الْجَحْد لِأَمْرِ اللَّه فِي الدِّين . وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض : يَحْتَمِل أَنْ تَكُون تِلْكَ الْكَلِمَة مِنْ الْخَنَى وَالرَّفَث , وَأَنْ تَكُون فِي التَّعْرِيض بِالْمُسْلِمِ بِكَبِيرَةٍ أَوْ بِمُجُونٍ , أَوْ اِسْتِخْفَاف بِحَقِّ النُّبُوَّة وَالشَّرِيعَة وَإِنْ لَمْ يَعْتَقِد ذَلِكَ . وَقَالَ الشَّيْخ عِزّ الدِّين بْن عَبْد السَّلَام : هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي لَا يَعْرِف الْقَائِل حُسْنهَا مِنْ قُبْحهَا , قَالَ : فَيَحْرُم عَلَى الْإِنْسَان أَنْ يَتَكَلَّم بِمَا لَا يَعْرِف حُسْنه مِنْ قُبْحه . ذكره بن حجر ثم قال قُلْت : وَهَذَا الَّذِي يَجْرِي عَلَى قَاعِدَة مُقَدَّمَة الْوَاجِب . وَقَالَ النَّوَوِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيث حَثّ عَلَى حِفْظ اللِّسَان , فَيَنْبَغِي لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْطِق أَنْ يَتَدَبَّر مَا يَقُول قَبْل أَنْ يَنْطِق , فَإِنْ ظَهَرَتْ فِيهِ مَصْلَحَةٌ تَكَلَّمَ وَإِلَّا أَمْسَكَ . تبيه كل ماذكر يمكن أن يدخل فعلى المسلم التثبت ممايقول قال تعالى مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
#3
|
|||
|
|||
على كل حال عليه أن يتثبت قبل ان ينطق فان تثبت ووهم فهو معذور
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|