|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
فائدة من شرح كتاب أحكام الجنائز في زيارة المسجد النبوي ومسجد قباء للشيخ ماهر القحطاني
فائدة من شرح كتاب أحكام الجنائز في زيارة المسجد النبوي ومسجد قباء للشيخ ماهر القحطاني حفظه الله
إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل لهُ ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسوله. أما بعد،، فشارفنا بفضل الله ومنَّته على الفراغ من كتاب أحكام الجنائز وبدعها نسأل الله العظيم رب العرش الكريم إذا توفانا أن لا يتوفانا إلا وهو راضٍ عنا بأفضل ما يرضى الله عن عبد صالح وأن يغفر لنا سيئاتنا وإسرافنا في أمرنا ويرحمنا ويجعل منتهى هذه المجالس العمل بإخلاص ووراثة الفردوس الأعلى من جنة رب الناس سبحانه وتعالى. وأود أن أنبه قبل أن تكون ربما آخر قراءة لنا إن لم نأخذ البدع يسردها الشيخ سردا في الجنائز فقد نمر عليها سريعا إلى بدعة غير مشروعة منتشرة بين كثير من الناس وهي قد اشار لها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: ((لو نذر أن يسافر إلى المدينة لغير الصلاة في المسجد فإنه يُنهى عن الوفاء بنذره لأنه نذر معصية)). قد انتشر بين كثير من الناس شيء أظنه من التقرب إلى الله بالسفر للمدينة للإقامة فيها تعبدا وهذه من البدع وإنما يسافر للمدينة كما قال شيخ الإسلام للصلاة في المسجد النبوي لا كما يصنعه البعض تلذذا وتعبدا بالسفر إلى المكان الذي كان النبي يقيم فيه، ليست هذه علة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أصلا إنما سافر إلى المدينة هجرة بأمر الله سبحانه وتعالى لا لأجل التعبد في ذات المدينة، نعم الإقامة في المدينة ورد فيها فضل فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استطاع أن يمت في المدينة فليفعل فإني أشفع لمن يموت فيها" ففرق بين الذهاب للمدينة سفرا للتعبد بالجلوس يوم أو يومين ونحو ذلك من السفر تعبدا وطلبا لذات أرض المدينة والجلوس فيها تلذذا للعبادة وبين الإقامة فيها والإستيطان، فإن الذي جاء الإقامة وبناء بيت أو استئجار حتى يأتي الرجل الموت ويصبر على حرها وشدتها فحينئذ يشفع له الرسول صلى الله عليه وسلم شفاعة خاصة يوم القيامة فقال: "من استطاع أن يمت في المدينة فليفعل " أي يبتني بيتي ويقيم فيها استيطانا وليس أن يكون في سكرات الموت فينقله أهله حتى تُقبض روحه في المدينة مثلا، ليس هذا مقصوده، بل أن يبقى في المدينة صابرا على حرها وشدته وعلى برودتها وعلى البرد وقرصه في المدينة وعلى أهوائها فحينئذ يكون له النبي شفيعا وإلا فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((لو نذر أن يسافر إلى المدينة)) نذر يريد أن يسافر إلى أرض المدينة سفرا ليس للإقامة فيها بل سفر ((ليس للصلاة في المسجد فإنه يُنهى عن الوفاء بنذره لأن نذره يكون حينئذ يكون نذر معصية)). وكذلك لو نذر أو لو أنه سافر إلى ليصلي في مسجد قباء فلا شك أن هذا يُنهى عنه أيضا، لأن مسجد قباء ما شرعت الصلاة فيه إلا لمن كان مقيما أو سافر إلى المدينة للصلاة في المسجد النبوي ثم يتوضأ في فندقه ثم يذهب ويصلي في قباء؛ أما أنه يذهب من هنا قائلا لأولاده نريد أن نذهب نصلي في المسجد النبوي وقباء. خطأ لا تُجمل قباء معه في نية السفر، بل قل لأودك إننا ذاهبون لنصلي في المسجد النبوي. فلا تُجمل هذين الأمرين: الأمر الأول: أن تقول سنسافر إلى المدينة هكذا تعبدا هكذا توهمهم بأن السفر للمدينة له مزية وعبادة فهذا خطأ كما قال شيخ الإسلام لا دليل عليه. _ أو توهمهم باجمال القول بأن السفر إلى المدينة للصلاة في مسجد قباء وهذا خطأ آخر ومحدَث، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما جاء ذلك في صحيح البخاري: "لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد" ولم يذكر قباء منها. فإذا كان ذلك كذلك فلا تذهب بنية الصلاة في مسجد قباء حتى وإن كان فيه أجر عظيم وهو كعمرة؛ من صلى فيه ركعتين وتوضأ في منزله وصلى ركعتين فإن له أجرا كعمرة. لكن لا ينبغي أن تكون هذه نيتك تشد الرحل إليه من أجل ذلك، بل تكون نيتك بالصلاة في المسجد النبوي كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فليس لأحد أن يتعبَّد اللهَ بالرأي وما استحسنه عقله وما تعود عليه من آبائه وإن كان تعودَّد السفر للمدينة تعبدا تلذذا فيغيِّر نيته في السفر للمدينة يقول لا أسافر ولا أشد الرحل إلا للصلاة في المسجد النبوي فقط. فالصلاة فيه بألف صلاة وإليه تُشد الرحل لا للإقامة في المدينة تلذذا وتعبدا وأن ذلك يُكتب له أجر للإقامة في المدينة سفرا، ولا أيضا للصلاة في مسجد قباء وأشد من ذلك أو مثله يسافر بغرض زيارة قبور الشهداء. فهذه بدع ما أنزل الله بها من سلطان تتعلق بالمدينة: البدعة الأولى: قد حذَّرنا منها وذكرنا أن من فعلها فنذر بها فنذره نذر معصية لا يوفي به. الثانية: أن يسافر بغرض الصلاة في مسجد قباء و "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد" لم يذكر منها قباء أو القبلتين وهذا أشد لأنه لم يكن فيه نص أصلا مسجد القبلتين أو المساجد السبعة أو أن يدعو أو أن يزور الشهداء فيُلغي هذا الكلام لأنه محدَث لا يحبه الرحمن، فإن كان تعوَّد يقول لأولاده هيا يا عيالي غدا نسافر المدينة لأجل نصلي في المسجد النبوي ونزور قباء ونزور أحد ونزور الشهداء نزور البقيع كل ذلك يُلغى من الكلام لا أصل له، بل تُفرد النية كما أخبر رسول رب البرية من شد الرحال إلى المسجد النبوي مع المسجدين الذين ذكرهما صلى الله عليه وسلم، فليُنتبه لهذا لأنه كثير. وقلنا لا مانع أن يفرِّغ نفسه إن استطاع وينقل عمله إلى المدينة ليقيم بها فإن النبي يكون شفيعا له، أما مجرد السفر تعبدا بالسفر والإقامة على وجهية السفر فيها وانه غذا قام مسافرا فيها له أجر فإذا حرَّك نيته للسفر هناك لذات المدينة لا لذات الصلاة ولو حتى نذر بذلك فنذره كما قال شيخ الإسلام نذر معصية. وأما زيارة قبور الشهداء فمستحبة ومستحب زيارة قبور البقيع، واستحبابها كما قال شيخ الإسلام مثل زيارة القبور عموما وليس لها خصوص بذاتها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "زوروا القبور فإنها تُذكِّر الآخرة" صلى الله عليه وسلم؛ ولو أراد الإقتداء بالنبي لكان له في ذلك فضل من جهة أن النبي زار البقيع ودعا لهم ودعا لأصحاب البقيع فيزور البقيع لتذكر الآخرة وللدعاء لهم وكذلك قبور الشهاداء للدعاء وليس لأن يدعو عندها فهذا من البدع التي يصنعها الكثير من زوار المدينة وهي الفرح بزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة: أولا: أن له مزية في الزيارة على غيره وهذه بدعة لا دليل على أن النبي قال زوروا قبري فمن زار قبري حلت له شفاعتي مثلا حتى يقول لزيارة قبره فضل على غيره قال فيه وفي غيره "زوروا القبور فإنها تذكر اللآخرة". الثانية: الفرح بالدعاء عنده قال شيخ الإسلام ولم يثبت عن الصحابة الكرام أنهم يعني بهد السلام على النبي أنه يدعو الواحد لنفسه عند قبره بل كان ابن عمر يسلم على النبي وعلى أبي بكر وعمر ثم ينصرف ما كان يدعو لنفسه، بل قال مالك: ((الدعاء عند قبر النبي بدعة" للنفس، فلا يدعو عند قبر النبي معتقدا أن الدعاء مستجاب لأنه لم يرِد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان خيرا لسبقنى الصحابة ؛ هاك أمورا عظيمة وقعت في زمن الصحابة منها ما أشعله المنافقون من نار الفتنة في معركة صفين والجمل وكذلك من الموت الكثير الذي حصل فيهم رضي الله عنهم في طاعون أمواس الذي مات على إثره كثير من الناس؛ فلم يأتِ أحد منهم عند قبر النبي ويدعو الله مستشفعا ببقعة قبر النبي قائلا أنا عندما أدعو عند قبر النبي يكون دعائي أجوب عند الله. ما فعلوا ذلك ولا تجمهروا عند قبر النبي في تلك الساعات العظيمة الجسيمة ولم يدعو النبي وهذا أشد فلو دعوْه فقالوا يا رسول الله اشفع لنا عند الله أن يرفع عنا هذه الفتنة لأشركوا وما فعلوه رضي الله عنهم وما كان لهم أن يفعلوا وقد رضي الله عنهم ورضوا عنهم فلم يأتِ أحد لقبر النبي يطلب الشفاعة منه بعد موته صلى الله عليه وسلم. وأما تلك الآية التي حثَّت على الاستغفار عند النبي صلى الله عليه وسلم ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾[النساء:٦٤] التي تبدأ بهذا لا دليل بعد وفاة النبي أبدا فإنه لو كان هذا معنى الآية صحيحا لتسابق الصحابة للاستغفار عند قبره وما ثبت عن صحابي واحد من الشهود لهم بالجنة والخير والعلم كأبي بكر وعمر رضي الله عنهم أنه استغفر عند قبر النبي فلا يكون معنى للآية لأن الصحابة أولى الناس بالمسابقة في الخيرات فلو كان معنى الآية الاستغفار عند قبر النبي بعد وفاته لاستغفروا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان الدعاء عند قبره أفضل من غيره لاجتمعوا عند قبر النبي يدعون الله مجتمعين ومتفرِّقين فلما لم يفعلوا ذلك عُلم أن هذا من البدع التي هي من وسائل الشرك بالله سبحانه وتعالى؛ فقد عرَّف علماء العقيدة رحمهم الله والتوحيد الشركَ الأصغر ((أنه ما كان وسيلة للشرك الأكبر)). فمن كان يدعو الله عند قبر النبي معتقِدا أن بقعة قبر النبي مبارك ة والدعاء عنه مستجاب فقد وقع في الشرك الأصغر لأنه وسيلة للشرك الأكبر وهو داخل فيما ذكره الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب من تبويب سديد في التوحيد فقال: ((باب في التغليظ فيمن عبد اللهَ عند قبر رجل صالح)) فكيف بمن عبده؟ فمكن عبد اللهَ بالدعاء للنفس عند قبر النبي معتقِدا بأن الدعاء مستجاب فهو داخل في هذا الباب من التغليظ في ذلك ومشابِه لليهود والنصارى الذين كانوا يخصون قبور أنبيائهم بالصلاة والعبادة قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه من حديث عاشة رضي الله عنها قال رسول الله عليه وسلم أو لما نزل بالنبي الموت تُحدِّث عائشة ويحدِّث ابن عباس كلاهما من علماء الصحابة يحدِّثون شاهدين على النبي شهود عدول شاهدين أنه قال عندما نزل به الموت طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم بها رفعها وقال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذِّر مما صنعوا؛ قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: ((ولو لا ذلك لأُبرِز قبرُه)). فانظر رحمك الله كيف كانت رواية الحديث عند رمق الأخير من الدنا في سكرات الموت حتى لا يحتج مبتدع أو مشرك بعدها أن النبي نسخ ذلك وأجاز الصلاة عند قبور الأنبياء والدعاء عندها فهذا آخر كلامه من الدنيا فلا ناسخ بعده فقال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" مما يدل على أهمية التوحيد وأن الداعي إلى الله لا ينبغي أن يُغفل هذه القضية فإن النبي ذكرها حتى عند وفاته ومات عنها وهو التحذير عن وسائل الشرك فكيف بالشرك نفسه؟ نسأل الله العافية. فليُعلم إذَن هذا وليُعلَّم الأولاد لأن الولد سبحان الله ينشأ على ما عوَّده أبوه إن اعتاد أن الوالد كان يقتاد به إلى المدينة لفضل البقاء للمدينة يومين سفرا لترابها والبقاء في موضع بقي فيه النبي من غير النظر إلى ما ذكره شيخ الإسلام وضابط ذلك فإن الولد كذلك سيقول لأحفاد هذا الجد يلّا نذهب إلى المدينة يومين ثلاث ويُفهمهم أن التعبد بالبقاء فيها على وجه السفر لا أصل له ولو نذر وإنما يذهب سفرا ليصلي في المسجد النبوي كما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. للاستماع والتحميل عبر المرفقات
__________________
••||🌸☁ ولي زفرات -لو لم أكتب- لقتلتني •• هنا أقيد الشوارد والفوائد .. أقلم ما ضاق به صدري .. وأترك ما قد ينفعني بعد انتهاء عمري .. عسى أُفيد قارئا .. أو أسلي محزونا 👈🏻هذه حديقتي .. 🌸🌿 فاقطفوا منها ماطاب لكم🌷 #عبق_التفاؤل 🌷 ••||🌸 https://t.me/aaba9_attafa2ol التعديل الأخير تم بواسطة أم سمية ; 02-05-2012 الساعة 06:08AM |
#2
|
|||
|
|||
__________________
••||🌸☁ ولي زفرات -لو لم أكتب- لقتلتني •• هنا أقيد الشوارد والفوائد .. أقلم ما ضاق به صدري .. وأترك ما قد ينفعني بعد انتهاء عمري .. عسى أُفيد قارئا .. أو أسلي محزونا 👈🏻هذه حديقتي .. 🌸🌿 فاقطفوا منها ماطاب لكم🌷 #عبق_التفاؤل 🌷 ••||🌸 https://t.me/aaba9_attafa2ol |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[دورة علمية] دورة علمية لمراجعة كتاب التوحيد للشيخ ماهر القحطاني ولمدة أسبوع اعتباراً من السبت | معرفة السنن والآثار | منبر الدروس العلمية | 1 | 18-07-2011 11:07PM |
[صوتي] محاضرة [ إرشاد الأنام إلى أحكام السلام ] للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني | أبو أحمد زياد الأردني | محاضرات منهجية | 2 | 12-03-2010 02:41AM |
شهر الله المحرَّم - سنن ومحدثـات -للشيخ فركوس حفظه الله | أبو حمزة مأمون | منبر الرقائق والترغيب والترهيب | 0 | 02-01-2010 03:22PM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |
درس شرح كتاب القواعد الأربعة للشيخ ماهر القحطاني يبدأ بإذن الله السبت 7/6 | طارق بن حسن | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 1 | 24-07-2004 12:41AM |