|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
المسلم من سَلِم المسلمون من لسانه ويده للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبيّ بعده أمّا بعد : قال عليه الصَّلاة والسلام (المُسلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لسَانِهِ وَيَدِه) قال الألباني سنده صحيح أخرجه أبو داود وإسناده صحيح على شرط البخاري. وقد أخرجه في "صحيحه" . فقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه على كتاب فضل الإسلام معلّقا على هذا الحديث : هذا تفسير للمسلم بأنه (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ), وها هنا وجهان لتفسير المسلم بهذا الوصف، ومعلوم أن المسلم هو من شهد الشهادتين وأتى بالأركان, المسلم من صَدَقَ وبَرَّ, المسلم من لم يأتِ المحرمات، المسلم إلى آخره، فثمَّ صفات كثيرة للمسلم , فَلِمَ حصر هنا وصف المسلم بأنه من سلم المسلمون من لسانه ويده ؟ والجواب عن هذا من وجهين: الوجه الأول : أنه هنا وصف المسلم بهذا الوصف لأجل قلة من يسلم المسلمون من ألسنتهم وأيديهم، فهو وإن كان آتيا بالأركان الخمسة؛ لكنه قلَّ من يكون بصاحب غيبة أو وقوع في الأعراض, أو قذف، أو قد يعتدي بيده، أو أن يعتدي على أملاك الغير، أو أن يتصرف في أملاك الغير بغير إذنهم، إلى آخره، هذا قليل في المسلمين كما هو الواقع. فإذًا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبَّه بهذه الخصلة على أنَّ من أتى بهذه الخصلة وهم القليل فهم أحرى أن يأتوا بالخصال الأخرى من خصال الإسلام. الوجه الثاني : أنه وصف المسلم بهذا الوصف لشدة الحاجة إليه، للتنبيه على أن هذا الوصف وهذا الواجب وهو سلامة المسلمين من اللسان والْيَدِ أن هذا واجب من واجبات الإسلام، ويجب أن يتعاهده المسلم؛ لأن المسلم الكامل هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا جاء مبيَّنا في آيات كثيرة في الحض على أن المسلم يجب أن يسلم المسلمون من لسانه كما قال جل وعلا (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )[الحجرات:12] وقال أيضا جل وعلا (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ) [النساء:148]، وقال أيضا جل جلاله ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ )[الإسراء:53]، وقال جل وعلا (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) [الحجر:85]، ونحو ذلك من الآيات التي فيها نقاء المسلم وأنه صاحب قول طيب وأنه لا يخوض في أعراض إخوانه المؤمنين، وكذلك ما صح عنه عليه الصلاة والسلام في حديث أبي بكر وغيره أنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال في حجة الوداع : فَإِنّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ, كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هََذَا, فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، وفي حديث آخر أيضا في الصحيح : كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ. دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ. وإذا كان كذلك فوجب حينئذ أن يَسْلَم كل مسلم من المسلم الآخر في اللسان واليد والاعتداء على العرض أو على المال أو على ما يختص به أخوه المسلم. فإذًا على أحد هذين الوجهين أو على الوجهين معا يدل ذلك على أن مما يفسر به الإسلام التفسير الصحيح : أن المسلم الحق هو من يسلم المسلمون من لسانه ويده ، أما إذا كان وقَّاعا في أعراض إخوانه المؤمنين لا يحفظ لسانه لا من غيبة ولا من نميمة ولا من كذب ، وينتصر لنفسه بالباطل ويعتدي, هذا لم يأتِ بحقيقة الإسلام المطلوب من المؤمن ؛ لأن الإسلام المطلوب من المؤمن منه ما يتعبد به ربه جل وعلا بأداء حق الله جل جلاله وأداء حق نبيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ثم بأداء حقوق العباد وخاصة المسلمين في أن يسلموا من اللسان واليد وأنواع الاعتداء إذا تبين هذا فإن تفسير الأول ينبغي أن يُنظر فيه دائما وهو الارتباط القائم ما بين تحقيق الإسلام وسلامة المسلمين من لسان المسلم ويده, تحقيق الإسلام فيمن حققه وعبد الله جل وعلا حقا وحقق الشهادتين وأقام الصلاة آتى الزكاة وصام وتعبد لله جل وعلا ذلا وخضوعا وانقيادا، فإنه حينئذ سَيَتَنَكَّف بأن يؤذي مسلما سواء أكان ذلك المسلم قريبا له في النسب أم لم يكن قريبا له, سواء أكان جارا له أم لم يكن جارا له، فكيف إذن يكون المسلم إذ والديه؟ أو إذا آذى أهله؟ أو إذا آذى جيرانه؟ أو إذا آذى من يعاشرهم دائما؟ وهكذا. جزى الله خيرا شيخنا صالح وحفظه الله ورعاه ونفعنا بما قال
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 03-07-2011 الساعة 11:31AM |
#2
|
|||
|
|||
وقال صاحب أضواء البيان رحمه الله في شرحه لآية (فاصفح الصفح الجميل) : قوله تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}الحجر ، أمر الله جل وعلا نبيه عليه الصلاة والسلام في هذه الآية الكريمة أن يصفح عمن أساء الصفح الجميل؛ أي: بالحلم والإغضاء، وقال علي وابن عباس: الصفح الجميل: الرضا بغير عتاب. وَأَمْرُه صلَّى الله عليه وسلم يشمل حكمه للأمة ؛ لأنه قدوتهم والمشرع لهم . وبين تعالى ذلك المعنى في مواضع أُخر؛ كقوله: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} رحم الله العلامة الامين الشنقيطي رحمة واسعة
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#3
|
|||
|
|||
وقال ابن سعدي رحمه الله في تفسيره : { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } أي: ما خلقناهما عبثا وباطلا كما يظن ذلك أعداء الله، بل ما خلقناهما { إِلا بِالْحَقِّ } الذي منه أن يكونا بما فيهما دالتين على كمال خالقهما، واقتداره، وسعة رحمته وحكمته، وعلمه المحيط، وأنه الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، { وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ } لا ريب فيها لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } وهو الصفح الذي لا أذية فيه بل يقابل إساءة المسيء بالإحسان، وذنبه بالغفران، لتنال من ربك جزيل الأجر والثواب، فإن كل ما هو آت فهو قريب، وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا.
وهو: أن المأمور به هو الصفح الجميل أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد والأذية القولية والفعلية، دون الصفح الذي ليس بجميل، وهو الصفح في غير محله، فلا يصفح حيث اقتضى المقام العقوبة، كعقوبة المعتدين الظالمين الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة، وهذا هو المعنى . والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المسلمون،سلم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|