|
English |
|
25-03-2017, 03:51PM
|
مشرف - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 380
|
|
حسن الخلق (لفضيلة الشيخ / ماهر القحطاني حفظه الله)
|
|
|
|
خطبة الجمعة 25 من جماد الآخر لعام 1438
بعنوان ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ (آل عمران:102) ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾(النساء : 1)(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾)﴿الأحزاب : ٧١- ٧٠ ﴾
: أما بعد
إن خير الحديث كتابُ الله وأفضل الهدي، هديُ محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور مُحدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أيها الناس اتقوا الله ولا تكونوا من الغافلين فإنكم غدا بين يدي الله من المحاسبين والله يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات ويفرح بها بل ويبدل السيئات من بعد ظلم العبد لنفسه وتوبته لربه حسنات ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها جزاء لمن آمن بالله وتاب إليه وأناب واتبع رسول رب الأرض والسماوات صلى الله عليه وسلم وكونوا في الدنيا كأنكم غرباء إذا أمسيتم عباد الله فلا تنتظروا الصباح وإذا أصبحتم فلا تنتظروا المساء وليأخذ أحدكم من شبابه إن كان شابا لهرمه ومن صحته لسقمه ومن حياته لموته فإن الدنيا دار ممر والآخرة هي دار المستقر فتزودو عباد الله من ممركم إلى مستقركم فتزودو في الممر إلى المستقر وتأهلوا ليوم العرض على ربكم فاليوم عمل ولا جزاء وغدا جزاء ولا عمل وقد أقبلت الآخرة فما أسرع زوال الدنيا أعمار أمتي يقول النبي بين الستين والسبعين وقل ما يجوز ذلك وقال بعثت أنا والساعة كهاتين فبقي إلى قيام الساعة كفضل الوسطى على السبابة. قليل!إن الساعة تأتيكم عباد الله بغتة فاتقوا الله وأنيبوا إليه
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل عليه عُمَرُ وهو على حَصيرٍ قد أثَّر في جَنبِه فقال: يا نبيَّ اللهِ لوِ اتَّخَذتَ فِراشًا أَوثَرَ من هذا فقال: ما لي وللدُّنيا ما مَثَلي وما مَثَلُ الدُّنيا إلا كراكِبٍ سار في يَومٍ صائِفٍ فاستَظَلَّ تحتَ شجرةٍ ساعةً من نهارٍ ثم راح وترَكها.
عباد الله واحسرتاه على كثير من عباد الله فقد أدركوا عبادات كثيرة بفضل الله الصلوات جماعات,الصدقات,صيام رمضان,الأضحية ,شهود العيدين ,قراءة القرآن....
وغفلو عن عبادة عظيمة جليلة حتى مات كثير منهم ولم يتنسك بها على وجهها ففاته خير عظيم,
· عبادة هي في الآخرة والدنيا للعبد مفيدة تكسب العبد حب الخلق ودعائهم له بعد موته بل حب الخالق وحب رسوله صلى الله عليه وسلم لمن تنسك بها
· وسيكون صاحبها أقرب الناس منزلا من النبي يوم القيامة وهو أحبهم إليه صلى الله عليه وسلم
· من تنسك بها كان ثواب تنسكه بها في الحسنات أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة
· وإنما بعث النبي ليتمم تلك العبادة صلى الله عليه وسلم
· و إن صاحبها ليدرك عند التنسك بها إذا أخلص لله لا لتجارة أو لدنيا يريدها أو امرأة ينكحها بل أخلص فيها لله جل في علاه فإذا أخلص فيها لله جل في علاه أدرك بتنسكه بهذه العبادة درجة الصائم القائم
· وكان أكمل المؤمنين إيمانا وبني له بيتا في أعلى الجنة
إنها عبادة حسن الخلق ومجاهدة النفس تقربا الى الله في تحصيلها لإرادة رضاه ودخول الجنة والنجاة من النار لا لأجل عرض من الدنيا
حسن الخلق عباد الله روى ابن سعد في الطبقات عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ وروى الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكْملَ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا . وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم)
إشارة إلى أن الرجل قد يحسن أخلاقه ساعه عند الزيارة له في بيته أو عند زيارة غيره أو في مجتمعه لكن تنكشف أخلاقه عند أهله بطول الممارسة فتبرز سيئات اخلاقه حينئذ فإن كان عند أهله حسن الخلق فسيكون كذلك في مجمل حياته
وقد خرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا)
و عن أبي الدرداء قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من شيءٍ يُوضَعُ في الميزانِ أثقلُ من حُسْنِ الخُلُقِ، وإن صاحبَ حُسْنِ الخُلُقِ ليبْلُغُ به درجةَ صاحبِ الصومِ والصلاةِ))
وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي في الآخرةِ أساوِئُكم أخلاقًا الثَّرثارونَ المُتَفْيهِقونَ المُتشدِّقونَ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (المتفيهقون المتكبرون)
عباد الله اقبلو على هذه العبادة العظيمة قبل وفاتكم فإنها أثقل ما يوضع في ميزانكم ولكن لا يكون معيار العبد في الصلاح بحسن خلقه مع الخلق فقط ويعتقد أن في ذلك فقد المستراح فمن الناس من يرى طيب الخلق وحسن خلقهم فقط في تعاملهم مع الخلق حتى لو رأه مقيما على معصية مع الله سبحانه وتعالى عياذا بالله , فكل خير يتوجه به إلى الخلق من صدق وعمل فالله سبحانه وتعالى أولى به مما يليق به لا إله إلا هو فينبغي المؤمن أن يصدق مع الله سبحانه وتعالى ويصدق بوعده ويحسن الظن فيه وأنه إذا قام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الله ينصره وإذا عمل صالحا فإنه يسعده و يدخله الجنة فحينئذ يكون عبدا صالحا وهو الذي يحسن الخلق مع الخلق ويقوم بحق الخالق.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم انا نسألك الهدى والتقى و العفاف و الغنى اللهم و آت نفوسنا تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله .وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
عباد الله كما أن الصلاة عبادة والصيام عبادة وقراءة القرآن عبادة والصدقة عبادة وقيام الليل عبادة وصلاة الضحى عبادة فحسن الخلق عبادة أيضا فيشترط فيها مايشترط في بقية الأعمال حتى تقبل من العبد فتنفعه يوم القيامة عند الرحيم الرحمن :
الشرط الأول :ينبغي أن يخلص في حسن الخلق وليس يحسن خلقه ليتجنب مشاكل الخلق خوفا منهم أو يريد تجارته أن تمضي أو يريد أن يذكر رياء بالقول الحسن أبدا! بل يكون خالصا لوجه الله يريد أن ينجيه الله بحسن خلقه مع العباد من عذابه يوم القيامة قال تعالى {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ} فاقصدوا بحسن الخلق وجه الله والدار الآخرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال قال اللهُ تباركَ وتعالَى : أنا أغنَى الشركاءِ عن الشركِ . مَن عمِل عملًا أشرك فيه معِي غيرِي ، تركتُه وشركَه ( من عمل عملا يعني تعبدي كالحج والصلاة وحسن الخلق)
الشرط الثاني :أن يكون الذي يريد أن يحسن خلقه متابعا لرسول الله في حسن الخلق فلا يظن في شيء أنه من حسن الخلق ولم يكن ذلك الأمر على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم . حدثني رجل من الأطباء أنه دخل على طبيب وطبيبة وهما يتمازحان ويضحكان في خلوة , فأنكر عليهما بالدليل الشرعي (من رأى منكم منكرا فلغيره) نهى المرأة أن تتغنج للرجل حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض فيكون في قلبه وقلبها الوقاع المحرم عياذا بالله فما كان من ذلك الرجل إلا أن قال للطبيب الصالح قال له أعط الإسلام صورة حسنة يعني وكن حسن الخلق, هل ينافي حسن الخلق إنكار المنكر وهل ينافي حسن الخلق الزجر أحيانا إذا أحتيج إليه كلا. فإن موسى مرة مع أنه بعث باللين في القول والخطاب {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا} قال لفرعون مرة {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لبعض أصحابه يزجره لما عير رجل بأمه قال يا ابن السوداء , قال أعيرته بأمه إنك إمرؤ فيك جاهلية) وقال صلى الله عليه وسلم (من تعزى بعزى الجاهلية (ذكر مفاخر آبائه دون الإنتساب للإسلام فخرا به بل فخر بآبائه مع جهلهم ,وأنه ينتسب لقبيلة كذا وكذا) فأعضوه بهني أبيه ولاتكنوا) وهذا فيه شدة لإصلاحه.
قال شيخ الإسلام (والرجل لأخيه كاليد يغسل بعضها بعضا ) فأحيانا اليد عند التغسيل تحتاج الى شئ من التخشين ليزول القلح فهذا من حسن الخلق مع الخلق إصلاحهم ولو كان مقتضى ذلك الشدة وتكون في مكانها لين حينئذ
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن أكمل الناس خلقا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال الله فيه في كتابه لا إله إلا هو {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} فكان حسن الخلق سجية له اللهم صلي عليه . خرج البخاري عن انس (كنتُ أمشي مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعليهِ بُرْدٌ نجرانيٌّ غليظُ الحاشيةِ ، فأدركَهُ أعرابيٌّ فجذبَهُ جذبةً شديدةً ، حتى نظرتُ إلى صفحةِ عاتِقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قد أَثَّرَتْ بهِ حاشيةُ الرداءِ من شِدَّةِ جذبتِهِ ، ثم قال : مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندكَ ، فالتفتَ إليهِ فضحكَ ، ثم أمرَ لهُ بعطاءٍ .) وحينئذ عمل بقوله تعالى {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} فاستفزه الاعرابي وجبذه جبذة شديدة , هذا استفزاز يغضب الشخص ,فحينئذ كظم غيظه النبي وعفا عنه تبين عفوه في تبسمه إليه فلم يرد عليه صلى الله عليه وسلم والله يحب المحسنين فأعطاه العطاء فكان خلقه الحسن وقد قالت عائشة كان خلقه القرآن سجية له {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين}َ فحسن الخلق احتمال الأذى والإحسان لمن أساء إليك ووصل من قطعك ولو اتهمك أنك طامع فيه وصل من قطعك وبذل المعروف للخلق والتغافل تسعة أعشار الأخلاق تعلم فلاناً يسيء إليك تتغافل وتسلم عليه كأنه ما فعل لك ولا اغتابك ولا نمّ فيك في ظهر الغيب تستقبله بوجه طلق فالبر شيء هين وجه طلق ولسان لين
أسأله أن يحشرنا في جملة من حسن أخلاقهم فنكون من أقرب الناس منزلا من النبى وأحبهم اليه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم إنا نسألك الهدى والتقى و العفاف و الغنى اللهم و آت نفوسنا تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
|
|
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عمر القفاص ; 06-04-2017 الساعة 11:40PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|