#1
|
|||
|
|||
إذا عزم العبد السفر إلى الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين أما بعد : فقد ذكر إبن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد تحت قوله : (فصل) إذا عزم العبد على السفر إلى الله عرضت له الخوادع والقواطع فينخدع أولا بالشهوات والرياسات والملاذ والمناكح والملابس فإن وقف معها انقطع وإن رفضها ولم يقف معها وصدق في طلبه ابتلي بوطء عقبه وتقبيل يده والتوسعة له في المجلس والإشارة إليه في الدعاء ورجاء بركته ونحو ذلك فإن وقف معه انقطع به عن الله وكان حظه منه وإن قطعه ولم يقف معه ابتلي بالكرامات والكشوفات فإن وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظه ، وإن لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلي والفراغ من الدنيا فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود وإن لم يقف معه وسار ناظرا إلى مراد الله منه بحيث يكون عبده الموقوف على محابه ومراضيه أينما كانت وكيف كانت ، تعب بها أو استراح تنعم أو تألم لايختار لنفسه غير ما يختاره له سيده ووليه ، واقف مع أمره ينفذه بحسب الإمكان ونفسه عنده أهون عليه أن يقدم راحتها ولذتها على مرضاة وأمر سيده *فهذا هو العبد الذي وصل ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيء البتة ... وبالله التوفيق . انتهى كلامه رحمه الله وجعل منزلته في عليين آمين ... _فأوصيكم ونفسي بلزوم عتبة العبودية لله وحده لاشريك له على ماجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا فقط يصل المسلم للسعادة المرجوة بإذن الله عز وجل وكما قيل : من لزم عتبة العبودية رام السعادة الأبدية والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|