بسم الله الرحمن الرحيم
أكتب يا تاريخ : هي الحرب السابعة !!
إنّ أنامل التاريخ لا تشفق على صفحات الزمان, إذا جردت حوادث الأيام ووقائع الأزمان
ولذا كان أسعد الخلق مآلا, من أتعب نفسه سهرا في تفكير صائب, يقاضي به نفسه مقاضاة يحكم فيها بحكم جادّ يترسّم فيه منزلة هذه النفس في أسطر تاريخ الأمم
وإنّ من شهامة الساعي لدخول التاريخ, أن يحاول جاهدا أن ينقر بمنقار عقله في زهر طيب الرائحة, بهيّ المنظر, جميل المخبر, حتى يُدوّن في ديوان الكرامة , فذلكم المجكّ الذي لا يرحم أهل الندامة
أمّا مجرّد دخول التاريخ, من غير نظر إلى موطن النقش, أفي نقش الرجال تربّع برجليه, أم في نقش الأراذل بصم بيديه, فذلك شيء يجيده حتى سفاء المجانين
ولا أجد كفاية من الأسطر إلا مثالا واحدا أضربه على دخول شريف للتاريخ , وولوج فيه بأقدام الذلّ من مستحقّي التوبيخ
الحرب السابعة سنة : 1432 - 1433 هجرية
حربّ دمّاج
في هذه السنة المباركة, علّق منشور الكرامة , وقام فيها جهاد الصدق فكان على أهل دماج أبهى علامة
في هذه السنة : غرّد بلبل الشهادة في دمّاج, فانتبهت أسماع الأُسد له بكل ابتهاج
في هذه السنة : عُرضت أساور الموت في سبيل الله المذهّبة, فقدم تجّار الصدق لشرائها فكانت في أيديهم مجرّبة
في هذه السنة : نجوم الشجاعة تلألأت في سماء دماج , فأبصرها الحوثيّ فظنّها برقا خاطفا فهرب هروب المحتاج
في هذه السنة : قطعت شجرة الضريع , التي تعالت أوراقها المزيّفة بشعار ( الموت لأمريكا الموت لإسرائل )
نعم في هذه السنة : سقطت هذه الشجرة بمناشير الكرامة من أرض دماج
جاء أهل القذارة على حين غفلة من أنفسهم , حتى يستظلّوا بأوراقها, كعادتهم, وإذا بأشعّة الجهاد في سبيل الباري تحرق جلودهم الثعبانية
هل يعرف الفاحص : أن الحوثيّ , له من ( الحروب ) ستّة , يفخر بها على جهال الأمة , وأصحاب الغفلة
هل يعرف العاقل : أنّ كلّ حروبه الستّة كان يقودها في وجه دولة بأكملها , بسلاحها و عتادها و جيشها ؟!
هل يعرف اللبيب : أن في الحرب الخامسة , تدخّلت دولة ( قطر) للوساطة بين الحوثيين و ( دولة اليمن ) فكانت الهدنة و المصالحة , وجاء من الحوثيين من يفاوض دولة اليمن
هل يعرف صاحب الفهامة : أن في الحرب السادسة , تقاتل الحوثيون مع دولتين وهما دولة اليمن و دولة السعودية
إذا لم يعرف القارئ هذا فليعرفه الآن
ثمّ ماذا ؟!!
هي الحرب السابعة
وشعارها
{ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }
فمع معرفتي لمسالك ( القذارة ) في عقل الحوثيّ , إلاّ أنّي في هذا الموطن لا أدري - يعلم الله - كيف سيكت الحوثي لسلالته عن هذه الحرب
هل يكتب : أننا حاصرنا قرية صغيرة جدّا
هل يكتب : أن حصارنا فاق الشهرين
هل يكتب : أننا قصفناهم بأشد الأسلحة و أثقلها
هل سيكتب : أننا جابهنا طلبة لعلم أصاغر في أعمارهم
هل سيكتب : أنّ جندنا تساقطوا في أرض دماج كتساقط الأوراق
لا أظنّ أنه سيطتب شيئا من هذا
أمّ أن بوق التقيّة و الكذب سينفخ في أبناء الحوثي قائلا لهم :
في هذه السنة : حاصرنا أهل دماج و طوقوا علينا !
في هذه السنة : قصفنا أهل دماج بطائرات أمريكا !
ومع كل هذه القوة , تمكنا من أخذ أرض دماج , وكان النصر حليفنا
لكن سيصعب على الحوثي إثبات ذلك :
فدماج هي القرية الصغيرة التي ستبقى معالمها توضّح أنها ليس القرية التي تبادر بالمهاجمة أو تتقدم للمحاصرة
وكذلك : كيف سيثبت الحوثي أن طائرات دماج قد قصفته, فأين هي آثار القصف ؟!
هي معادلة ستحيّر الحوثي كثيرا , والذي يهمنا هو التقرير الذي سيقدمه العقلاء عن هذه الحرب
من عظيم مهانة الحوثي في الحرب السابعة
من أشدّ الألغاز التي ماكنت أظن أني سأجدها في هذه الحرب, هو أن أركان الرفض والزندقة في هذا العصر, لم يحركوا ساكنا , تجاه ذيولهم العفنة من الحوثيين
فلم نجد من المراجع من ينتصر لهم !
ولم نجد من المواقع الإخبارية الرافضية من يشيد بحربهم !
ولم نر من القنوات الصفوية من ينشر أخبارهم !
كانت مهانة وإذلال عظيم من عند الله سبحانة
بخلاف حروبهم الستّة الماضية حين كانت إيران وكل الروافض من المناصرين علنا للحوثيين الأراذل
فما هو السبب في تقلب الموازين يا ترى ؟!
لعلّ حوثيا يجيب
أبو معاذ محمد مرابط
23 / محرم / 1433 هـ