|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
[خطبة] الوفاء بالعهد- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ
الوفاء بالعهد- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا؛ ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. عباد الله، الوفاء بالعهد خصلة كريمة من خصال الإيمان وخلق عظيم من أخلاق الإسلام وللأسف فرط البعض في هذا الجانب فرطوا في الوفاء بالعهود فندر الوفاء فيها في هذه الأيام فما تسمع إلا مواعد معسولة وعهود مسموعة أو مرئية أو منقولة ولكن أين الالتزام بذلك. أيها المسلم، وعندما تتأمل في القرآن العزيز وفي سنة محمد صلى الله عليه وسلم تجد للوفاء بالعهد أهمية عظيمة وترى الأوامر تصدر من رب العالمين بالوفاء بالعهود والتزامها قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)، وقال جل جلاله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، وقال أيضاً آمر بذلك: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ). أيها المسلم، وقال جل وعلا: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)، وقال: (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهداً ولا يشدنه حتى ينقضي أمده أو يمدد إليهم على سواء"، وهو صلى الله عليه وسلم إذا وجه سرية أو جيشاً أوصى قائدهم بتقوى الله في نفسه ثم قال: "اغزوا بسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا". أيها المسلم، وإذا تأملت نصوص الكتاب والسنة ترى للوفاء بالعهود فضائل عظيمة ومنزلة كبيرة وترى الثواب المترتب على ذلك والعقوبة الشديدة على المخل بها. أيها المسلم، أخبرنا ربنا أنه لا أحد أفضل أوفى من عهد الذي عهده فقال: (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّه)، والوفاء بالعهود خلق أنبياء الله ورسله قال الله عن خليله إبراهيم (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى)، وقال عن إسماعيل عليه السلام: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً* وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً)، ومحمد صلى الله عليه وسلم من أعظم الخلق وفاء بالعهود والتزام بها مع الكل مع خصومه وأعدائه فضلا مع أصحابه وأولياءه ولهذا عرف عنه الصدق والأمانة سأل هرقل أبا سفيان عن محمد صلى الله عليه وسلم أيغدر؟، قال: لا ولكن وإياه في مدة لا ندري ما هو صانع فيها. والوفاء بالعهود خلق أولياء الله المتقين (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ* الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ)، والوفاء بالعهود من خصال المؤمنين الذين مدحوا بها قال جل وعلا: (وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)، والوفاء بالعهود لأسباب التقوى وعلامات التقوى (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)، والوفاء بالعهد من الخصال التي يحبها الله (فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)، والوفاء بالعهد سبب للخير في الدنيا والآخرة (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً* لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ)، والوفاء بالعهود سببا لتكفير السيئات ورفع الأجور قال جل وعلا: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لأكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار). أخي المسلم، العهد لا يلتزم به المسلم قولا أو فعلا وهو شامل لما بين العبد وبين ربه وبينه وبين عباد الله وشامل ما بين الجماعات والأفراد فأولا وقبل كل شيء أفضل عهد عليك عهد الله لك بالإيمان به وإخلاص الدين له (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)، (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا)، إن عبادتك لله وإخلاصك الدين لله وصرفك كل أنواع العبادة من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة لله وحده تنفيذاً للعهد الذي أخذ عليه. أيها المسلم، عهد الله عليك بالالتزام بأركان دينك فلما نطقت بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وحسبت في عداد المسلمين فلا بد من تنفيذ هذا العهد بأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم وتحج تصلي كما أمرك الله وكما عهد إليك رسوله صلى الله عليه وسلم القائل: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، فتؤدي هذه الصلاة كاملة الأركان والواجبات في وقتها المحدد شرعا مطمئنا فيها راغباً فيها محباً لها تؤدي الزكاة التي فرضها الله في مالك وتصوم وتحج وتلتزم واجبات الإسلام. الأبوان عهد عليك وميثاق ملتزم به أن تبر بهما وتحسن إليهما وتنفق عليهما وتقوم بإكرامهما والرفق بهما والرحمة بهما وسؤال الله المغفرة والرحمة (وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً). أخي المسلم، معاملتك مع الآخرين لابد أن توفي بالعهد (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)، لا بد أن توفي بذلك فأعظم ذلك العلاقة الزوجية فإن حقيقة عقد الزواج انتقال مسؤولية المرأة إلى مسؤولية الرجل ولذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج"، فلا بد من الالتزام بالعقد الذي بينك وبين المرأة وتنفيذ كل بنوده ما لم يخالف شرع الله. أيها المسلم، أبناؤك من ذكور وإناث عهد عليك تربيتهم وتوجيههم والأخذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)، فإذا أخللت بهذا العهد لم تكن موفياً به حقا لأن حقيقة الوفاء به التربية والتوجيه والدعوة إلى الخير وأن تكون قدوة صالحة لهم في توجيههم لما يحبه الله ويرضاه والله يهد من يشاء ويضل من يشاء. أخي المسلم، جيرانك أنت ملتزم بعهد الإحسان إليهم لأن الله يقول: (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)، فيجب أن توفي للجار حقه إحسان إليه كف الأذى عنه بذل المعروف له تحمل بعض أخطاءه لتكون من الموفين من العهود في هذا. أخي المسلم، أخي المسلم، الوظيفة التي اؤتمنت عليها والتزمت بها واجب عليك أداء حقوقها زماناً وأداء والإخلاص بذلك لله وأن تؤدي الواجب الوظيفي أداء شرعيا لتعلم أنها أمانة وعهد عندك يجب أن توفي به حق الوفاء (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً). أيها المسلم، ما التزمت به من عقود بينك وبين أفراد أو شركات يجب أن توفي به وأن تطبقه بدقة وأمانة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، ومن لازم فوائد العقود أن تبرئ ذمتك مما التزمت به فتؤدي العمل التي ضمنته أداء كاملا وفاء بالعهد المأخوذ عليك. أيها المسلم، وإن كنت ممن وكل إليه مصالح الأمة ومصالحها العليا ومشاريعها النافعة فإن العهد المأخوذ عليك أن تتقي الله فيما تنفذ أن تتقي الله فيما وكل إليك من أعمال فتنفذه على الوجه المطلوب لا تخادع ولا ترتشي ولا تجامل ولا تخن بل كن صادقاً فيما وكل إليك من أعمال فتنفذه تنفيذاً كاملا متقياً الله فيه مراقباً الله في سرك وعلانيتك (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ* وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)، إن كون العبد ينفذ ما أمر بتنفيذه كاملا أمانة وديانة تدل على إيمان في القلب لا يخشى من مراقبة الخلق ومحاسبتهم ولكن يخشى من مراقبة الله قبل كل شيء وعلم الله وإطلاعه عليه وأن ما عهد إليه من مشاريع ينفذها نفذها طاعة لله إخلاصاً لله لم يظلم ولم يبخس ولم يستهتر ويتناسى بل أدى الواجب عليه تقوى لله وطاعته، قد يستفزه الشيطان ويزين له أكل المال بالباطل وأن هذه المشاريع ينفذها اسماً لا حقيقة ويتبين بعد حين تتبين الأخطاء والتقصير والإساءة فيندم ولا ينفع الندم لا بد من عهد وأمانة وصدق فيما تنفذ من أمور حتى يكون ما أخذت من مال في محله وإن خنت كان ذلك المال مالا عليك حرام تعذب به يوم لقاء الله وقد تعذب بالدنيا فيسلب الله عنك عافيتك وصحتك ويبتليك بما يبتليك به من الأمراض ويوم القيامة أشد العذاب نسأل الله السلامة والعافية، في الحديث "من استعملناه على عمل فرزقناه عليه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول"، فالمنفذون لمشاريع الأمة وخدماتها المختلفة إن يكن عندهم إيمان صادق نفذوها طاعة لله ومراقبة لأمره وإن يكن الإيمان ضعيف تهاونوا واستهتروا وحاولوا الإيجاد الأعذار من هنا وهناك تبريراً لخيانتهم ومواقفهم السلبية الدالة على انتفاء الإيمان. أيها المسلم، ومن العهود التي تلتزم بها أيها المسلم احترام المستأمنين والمعاهدين ومن ارتبط معهم بعهود وآمان وذمة فإن ذلك يجب عليك الوفاء (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)، وفي الحديث: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة" ذلك أن الالتزام بالمواثيق الدولية والواجبات يجب على المسلم احترامها لأن دين الإسلام دين الوفاء دين الوفاء والعدل وكذلك حق العمال لهم حقوق كما للكفيل حق فحق الكفيل أن ينفذ عمله وأن يؤدى الواجب وحق العامل أن يعطى أجره في وقته وأن لا يبخص شيء منه ولا يظلم شيء منه فبإلتزام المسلمين بالعهود والمواثيق والأمانات فيما بينهم وبين ربهم وما بينهم وبين عباد الله تكون السعادة في هذه الدنيا وإنما يصيب الخلل والنقص عندما يضيع المسلم عهد الله وعندما يتساهل ولا يبالي ويغاب عنه خوف الله في تنفيذ أموره فهذه مصيبة عظيمة إن عهد الله لنا فرائض افترضها علينا ونواه نهانا عنها فيجب أن نلتزم بها قولاً وعملا لنكون من المؤمنين حقا إن من أعظم العهود المأخوذة على المسلم أن يطيع الله ورسوله ويطيع ولاة أمره فيما يأمرونه به من الخير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)، فحق الراعي على رعيته أن يكونوا له سامعين مطيعين ساعين في جمع الكلمة ووحدة الصف واجتماع الكلمة على الخير والهدى والراعي عليه القيام بما يجب لهم في كل أحوالهم والتعاون معهم على ما يسعد الأمة ويرتقي بها لكل خير أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأِشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى. عباد الله، إن إخوانكم من جنودكم البواسل يخوضون معركة شريفة معركة شريفة عزيزة معركة بين الإيمان والكفر بين الضلال والشقاء بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان يقاتلون قوما لا خلاق لهم قوما لا دين لهم قوما أرادوا الفساد والإفساد قوم أرادوا نشر الشر بين صفوف الأمة ليسوا بغاة ولا محاربين ولكنهم أمة مجرمة مفسدة ذات عقيدة منحرفة وديانات مختلفة وهم طاعة لأعداء الإسلام من كل جانب بينهم وبين أعداء الإسلام المختلفين تواثق وصلة لأن الكل عدو لهذا الدين عدو لهذا البلد المسلم الآمن المطمئن المستقر عدو لمقدسات الإسلام عدو للقرآن والسنة إن أولئك يخوضون معركة شريفة إن من قتل فشهيد ومن عاش فسعيد إنهم يقاتلون بقلوب قوية وعقيدة ثابتة وفكر سليم يجاهدون في سبيل الله فعلى الجميع أن يفهم ذلك وأن يعلم أنها معركة بين حق وباطل وبين هدى وضلال وبين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن معركة لإقامة الحق وردع الباطل ودفع المضلين ولكن ولله الحمد إن الله ضامن نصره لعباده المؤمنين (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، فإخواننا في الجبهة أناس مؤمنون أهل عقيدة سليمة يقاتلون عن عقيدة ويدافعون عن إيمان صادق ويقاومون شرذمة فاسدة سيئة الأخلاق والعقيدة مرتبطة بأعداء الإسلام من كل جانب ولكن كما قال الله: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)، فعليكم الدعاء لهم بالثبات والقوة والاستقامة وأن ينزل الله الرعب في قلوب أعدائهم ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويوفقهم للعمل الصالح ويجعل من مات منهم شهيدا ومن عاش سعيداً إنه على كل شيء قدير، إن فهم ذلك أمر مطلوب ليس الأمر سهل ولكنه صراع بين حق وباطل بين هدى وضلال بين من يريد نشر الفساد والشرك والباطل وغوية الأمة من يخدمون أعداء الإسلام مطايا لأعداء الإسلام مهما قالوا ومهما زعموا فهم أعداء عن الداء ولكن العاقبة للتقوى ونسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة. واعلموا رحمكم الله أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة؛ ومن شذ شذ في النار، وصلوا رحمكم الله على عبدالله ورسوله محمد امتثال لأمر ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن،اللهم من قصدنا وقصد ديننا وإخواننا بسوء فأجعل شره في نحره واجعل تدبيره تدمير عليه، اللهم فرق كلمتهم وشتت أمرهم وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد على القوم المجرمين، اللهم ثبت أقدام إخواننا وسدد خطاهم وأعنهم على الخير، اللهم ألهمهم الصواب، اللهم كن لهم عونا في كل ما أهمهم إنك على كل شيء قدير، اللهم وفقهم لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين، اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز لكل خير، اللهم أيده بنصرك واحفظه بحفظك، اللهم كن له عونا ونصيرا في كل ما أهمه، اللهم أره الحق حقا وارزقه إتباعه وأره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه ودله على كل عمل تحبه وترضاه، اللهم وشد أزره بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز وبارك له في عمره وعمله وألبسه بالصحة والسلامة والعافية واجعل مقدمه مقدم خير وسعادة إنك على كل شيء قدير، اللهم وفق النائب الثاني لكل خير وأعنه على مسؤوليته إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك وبلاغ إلى حين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثتنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا هدم ولا غرق، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على عموم نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. استمـاع
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|