|
English |
|
01-09-2016, 07:12AM
|
إداري - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
|
|
آفة العلم استعماله بعد طلبه في غير ما أنزل نصيحة هامة من الشيخ ماهر القحطانى
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
( آفة العلم استعماله بعد طلبه في غير ما أنزل )
إن من أعظم الجرائم والذنوب الموبقة لدين المرء و دنياه و تمام خسارته في اخراه استعمال العلم الذي نزل من الرب لهداية الناس و انقاذهم من جحيم الاخرة و شقاوة الدنيا لغير ما أنزل له و اتخاذه غرضا للأهواء و الشهوات فمن فعل فإنه لا يبارك له فيه و إن من بركته صلاح أمر الدنيا و الدين
قال الشافعي من أراد الدنيا فليطلب العلم و من أراد الآخرة فليطلب العلم
و ذلك أنه إذا طلبه يبتغي به وجه الله و النجاة من عذابه سبحانه و شقاء الدنيا و الفوز برضاه و جنته فإن الله سيحبه و ييسر له طريق الجنة و يبارك له في عمله الصالح و من كان يمشي على خطى ثابتة صحيحة بالعلم فاخلص و اتبع لينال الجنة كان من أهل السعادة في الدنيا و الآخرة لأن لب السعادة و اساسها و حقيقتها ما يخلق في القلب من بهجة و راحة و قناعة بما قسم و لذة و سرور و انما يخلق ذلك الله لا الدرهم و لا الدينار و لا الجاه عند عباد الواحد القهار
روى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ و إنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ و فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَنْ تعلَّمَ علْمًا مما يُبْتَغَى بِهِ وجْهُ اللهِ ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إلَّا ليصيبَ بِهِ عرَضًا منَ الدنيا ، لم يجدْ عَرْفَ الجنةِ يومَ القيامَةِ "(رائحتها) و إن من اثار الاخلاص العمل بالعلم و من اعظم اثاره الوقار و العمل بصمت و حسن السمت و الصدق و الصبر على الاخلاص و منازعة الهوى و تحمل الاذى عند تبليغه و هوان الناس على مبلغة في ذات الله الذي هو نعم المولى و نعم النصير لا اله غيره
قال الحسن البصري إن الله أخذ على العلماء ثلاثا في العلم الذي حملوه لا يشترون به ثمنا قليلا و لا يتبعون فيه الهوى و لا يخشون فيه أحدا( أخبار القضاة لوكيع ص 200)
قال تعالى " فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا " النساء 135 و قال تعالى " الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا " الأحزاب 39
قال بن كثير: يبلغون رسالات الله أي إلى خلقه ويؤدونها بأماناتها و يخشونه "أي يخافونه و لا يخافون أحدا سواه فلا تمنعهم سطوة أحد عن إبلاغ رسالات الله تعالى " و كفى بالله حسيبا "أي وكفى بالله ناصرا ومعينا
وسيد الناس في هذا المقام بل و في كل مقام محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قام بأداء الرسالة و إبلاغها إلى أهل المشارق و المغارب إلى جميع أنواع بني آدم و أظهر الله تعالى كلمته و دينه و شرعه على جميع الأديان قال شيخنا بن باز من دعا إلى الله بعلم و حكمة و اخلاص كما دعا نبينا دخل الناس على إثر دعوته في دين الله افواجا او كما قال (بالمعنى)
وقال تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ " ( آل عمران 187) فاياك عبدالله ان تطلب العلم أو تبلغه للشرف و الجاه و طلب الثناء و العلو على الخلق في الأرض أو تتخذه غرضا لدنيا تصيبها أو امرأة تنكحها أو لمال أو لمنصب وجاه و إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين فان احسست انك تورطت في شيء من ذلك فواصل واجتهد لتغيير النية و لا تتوقف عن العمل فقد قال الله تعالى" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت 69 و قال سبحانه " قد أفلح من زكاها , وقد خاب من دساها " الشمس9 و ان الله تكفل ان يبدل للتائب السيئات مهما عظمت حسنات فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ )
و علاج ذلك أن يعلم ويعتقد فيجزم بقلبه على ذلك أن الذي يضر و ينفع حقيقة هو الله فهو الذي يمرض ويعافي ويخفض ويرفع فهو عليم بذات الصدور و هو على كل شيء قدير و انه لا يأتيه من الناس من خير و رحمة فلا ممسك له و لا مانع له إلا هو فحينئذ يتوكل عليه ويطلب ما عنده ويزهد فيما عند الناس فالانس و الجن يموتون و هو حي لا يموت و ما كان له فسيبقى و ما كان لغيره فسيضمحل و يفنى
فاللهم واتي نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
كتبها ينصح بها نفسه ثم من قرأها
أخوكم /
أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
منقول من رسائل الشيخ فى وسائل التواصل الإجتماعى
|
|
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 20-03-2017 الساعة 09:31PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|