[صوتي] حكم أخذ السكر في العزاء

بسم الله الرحمن الرحيم

عندنا في المغرب إذا مات الميت يأتي الناس إلى العزاء ويحضرون السكر، فهل نأخذه؟

أجاب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

درس شرح أحكام الجنائز وبدعها للإمام الألباني رحمه الله
الجمعة 13/شوال/1430هـ الموافق 2/10/2009

لتحميل الفتوى أنقر هنا

التفريغ

لماذا يُحضرون السكَّر؟؟! ما جرى العُرف بأنَّه طعام لأهل الميِّت, يعني الآن لو أتيت إنسان (كلمة غير مفهومة) بسكَّر اسْتَقَّلَ و اسْتَهْجَلَ. فأنا ائتي إلى ناس بهديَّة, سكَّر و هم يستطعون يشترون البَقَائِل.. ليش؟ (أحد الطلاب يتكلَّم) أي نعم..فهذا أظنُّ فيه إعتقاد, أن يِحَلِّي أيامك بعد الوفاة أو نحو ذلك أو أنَّه سببٌ للفأل. فإذا كان مع هذا الإعتقاد فهذا باطل لأنَّه لا معنى عندي انَّه يجيب له سكَّر .. يعني ماهو بحلوة غالية أو (اصنعوا لآل جعفر طَّعام) أو نحو ذلك.. فما معنى السكَّر حين إذن و هو فيه بياض و فيه حَلَى؟؟
أي نعم, فهذه عادة يُنظر فيها لاعتقادهم, ما سببه؟. ثمَّ العزاء بثلاثة أيَّام بدعة يعني جَعَل من السُنَّة ثلاثة أيَّام للعزاء هذا من مُحدثات الدِّين و إذا جمعوا النَّاس على الخِيَام أو التِّيازير هذه مع الكراسي و أتوا بالقهوجيَّة يصبُّون و أتوا بإنسان يقرأ لهم فصار مأتم و قد أجمع العلماء كما ذكر أبو بكر الطَّتويشي صاحب كتاب (غير مفهومة) و البدع على تحريم المآتم بإجماع فلا وجه للتَّشكيك في منعه لأنَّهم أجمعوا على تحريمه و هو أنَّه يُسمَّى مأتم و قِيل سُمِّيَ مأتم لأنَّ الذِّي أراده أهل الميِّت أو أراده النَّاس مأتم, ما تمّ. نعم. و أنَّه يجدِّد كما قال الشَّافعيَّة الأحزان و النَّفقات فلا وجه لهذا الاجتماع الذِّي يتكلَّف فيه للميِّت و صبُّ القهوة و لكأنَّك و الله تنظر إلى وليمة. هذا لا يناسب فمشيت بجانب هذا العزاء فوجدت من الأنوار الباهرة و الألوان ما ظنَّيت أنَّه وليمة و كان مأتمًا عياذًا بالله. فهذا من بِدَعِ العوام التِّي لا ينبغي مُجراتهم فيها.
أمَّا الجلوس للعزاء فمع قيام هذا المقتضى الجديد كما فَهِمَ بعض فقهاء العصر من اتِّساع المدن بحيث أنَّه يشقُّ عليه المسكين, يأتي من مكان بعيد و لا يجدك فتقول أنا بعد العصر متفرِّغ لاتِّساع المدن و حصول مقتضى جديد من اتساع المدن فهذا قيل لا بأس به حتَّى في المقبرة قالوا لا بأس إذا اجتمعوا حتَّى يسلِّم عليه من جهة أنَّ هذا من اتساع المدن و حصول مُقتضِي جديد ما كان عند السَّلف. فقد قِيلَ لا بأس بهذا.