|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
صور من أذى المسلم - خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ
صور من أذى المسلم أمَّا بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى. عبادَ الله، بنى الإسلام الروابط بين المجتمع المسلم على أساس الأخوة والمحبة والاحترام والتقدير قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، وقال: "التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت للناس ما يحب أن يأتوه إليه". أيها المسلم، ولأجل تقوية هذه الرابطة الإيمانية وإحيائها فقد حرم الشرع الضرر بالمسلم بأي صورة من صور الضرر قولية أو فعلية حسية أو معنوية يقول الله جل وعلا: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، وقال أيضًا: "لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحيائنا"، وأذى المسلم يترتبه عقوبة عظيمة من سخط الله ووعيده للمؤذي بأنواع الوعيد فمن ذلكم قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه – وفي لفظ – فإن ذلك يؤذيه والله يكره أذى المؤمن"، ومن عقوبة مؤذي المسلمين ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في قوله من آذى المسلمين في طرقاتهم حلت عليهم لعنتهم"، ومن أذى العقوبة أذى المسلمين أن الله يسلط على من كشف أسرارهم وفضحهم أن يسلط الله عليه من يكشف عورته ويفضحه ولو في جوف بيته يقول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يصل إيمانه إلى قلبه لا تؤذ المسلمين ولا تتبع عوراتهم فمن تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع عورته أخزاه ولو في جوف رحله"، ونظر عبدالله بن عمر إلى الكعبة فقال ما أعظمك وما أعظم حرمتك وإن حرمة المؤمن لعند الله أعظم من حرمتك، ومن آثار إيذاء المسلمين أن المؤذين هم متوعد بالنار ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة ذكروا من صلاتها بالليل وصيام النهار إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال صلى الله عليه وسلم: "لا خير فيها هي في النار"، ومن عقوبة الإيذاء أن أذى المسلم من الذنوب التي لا تغفر لا بد فيها من المقاصة يوم القيامة يقول صلى الله عليه وسلم: "من كان له عند أخيه مظلمة من دم أو مال أو عرض فليتحلل منه اليوم قبل ألا يكون منه دينار ولا درهم إن كان له حسنات أخذ من حسناته وإن انقضت حسناته قبل أن يوفى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليهم ثم طرح في النار، والأذى ظلم والله جل وعلا يعاقب الظالم ويستجيب دعوة المظلوم "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، ترفع إلى الله وتفتح أبواب السماء ويقول الله: (لأنصرنك ولو بعد حين). أخي المسلم، أذى المسلم يكون في أشياء إما في دينه أو في نفسه أو في عرضه أو ماله أو في عقله أو في مصالحه العامة، فمن الأذى أذى المسلم في دينه أولئك الذين يؤذون أهل الإسلام يتسلطون عليهم بالشبه الضالة والآراء المنحرفة ليغيروهم عن فطرتهم ويحرفوهم عن منهجهم الصحيح بالدعاية المضللة والشبه الباطلة أو حملهم على مخالفة الشرع بكل ما أوتوا من قوة يقول الله: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)، ومن صور إيذاء المسلم أن تؤذيه بنفسه بالقتل فما دونه فكل ذلك أذى له يقول الله جل وعلا: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ)، ويقول: (مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، (َمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، وفي الحديث: "لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرام". أيها المسلم، ومن آذى المسلم في نفسه آذاه بضربه أو نهب ماله أو قذفه ونسبة ما هو براء إليه يقول صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من المفلس فيكم؟"، قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا دينار له ولا متاع قال: "ولكن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بأعمال أمثال الجبال يأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليهم ثم طرح في النار"، ومن آذى المسلم أن تؤذيه في عرضه بإغتيابه بالسعي في النميمة برميه بالبهتان بإحداث الصور الخليعة وتدميجها حتى تنسبها إليه وتحاول الضغط بذلك على المسلم أو المسلمة كل هذا من أذى المسلمين في أعراضهم "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، ومن صور أذى المسلم أن تؤذيه في ماله بالسرقة من ماله بالاغتصاب في ماله بجحود الحق الواجب عليك أداؤه بمماطلة صاحب الحق وتأخيره وإرجاءه بلا عذر كل هذا من إيذاء الأموال لأن الواجب احترام أموال المسلمين فلا سرقة ولا اغتصاب ولا إتلاف ولا تأخير للحقوق يقول صلى الله عليه وسلم: "من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين"، ومن صور أذى المسلم أن تؤذيه في عقله فالمروجون للمخدرات والمسكرات والمسوقون لها والساعون في نشرها بين أفراد المجتمع أولئك مؤذون للمسلمين بلا شك وجانب الأذى لهم لأن في هذه المخدرات إفساد العقول وطمس الكرامة ومسخ لقيم الإنسان حتى يعيش أشد من الحيوان الضاري كل ذلك إيذاء للمسلمين فنشر المخدرات والأفلام الماجنة الخبيثة أو المشاركة في إقامة المحطات الفضائية التي تنشر الإجرام والفساد والأفلام الهابطة والمسلسلات القبيحة من شارك في هذا فهو ممن يعين على الإثم والعدوان فليحذر المسلمون والمنتسب للإسلام أن يشاركوا فيما فيه حرب لعقول الأمة أو حرب لأفكارها وقيمها فإن ذلك من أذى المسلمين، ومن صور أذى المسلم أن تلحق الضرر به بالسحر تارة أو بالسخرية و الاستهزاء به وانتقاصه والطعن فيه بلا حق ومن صور أذى المسلم أخي أن تلحق الضرر به بالمصالح لعامة الأمة برفع الأسعار باحتكارها باحتكار السلع بالتآمر على المجتمع برفع الأسعار تحت أي غطاء كان أو أي وسيلة يمكن الهدف رفع الأسعار وإلحاق الضرر بالمحتاج والمسكين مع أن هؤلاء إذا نظرت إلى حقيقة أمرهم وجدت أن أرباحهم ليست أرباح يسيرة وليست مئة في المئة أحيانًا قد يربحون مئات في المئة ويبيعون ما يساوي خمسة ريالات فيما ورد بمئتين أو أكثر فهم رابحون في كل الصور ومع هذا الربح الهائل المتواصل ومع التسهيلات المهمة في الموانئ الجوية والبرية والبحرية مع هذا فهم يتواصون برفع الأسعار بلا سبب مبرر إنما هو التحايل والتآمر بالفساد مما يوجب الأخذ على أيدي أولئك وتسعير السلع وتقديرها بما يناسب ألا يترك لهؤلاء أن يتصرفوا كيف يشاءون وكيف يريدون بلا خجل ولا حياء ومن صور أذى المسلم أن تؤذي بالعمل المناط بك ترضي أرباب العمل الخاضعين لسلطتك تؤذيهم إما بتأخير حقوقهم إما بظلمهم إما بالتقدير غير النافع لهم إما بمعاملة القسوة والشدة وفي الحديث: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فأرفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فأشقق عليه"، ومن أنواع الأذى بالمسلمين إيذائهم في طرقاتهم بأن لا يتمكنوا من السعي فيها أو يسلكوها في عدم الارتياح بذلك ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وتميط الأذى عن الطريق صدقة"، وقال أيضًا: "اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل"، وقال: "اتقوا اللاعنين" قالوا وما اللاعنان قال: "الذي يتبرز في طريق الناس وفي ظلهم"، كل هذا من أذى المسلمين ومن آذاهم في طرقاتهم حلت عليهم لعنتهم ومن صور أذى المسلم أن تؤذيه بالكذب عليه فتشهد عليهم زورًا وعدوانا لينتقص حقه لتحط من قيمته ليذهب ماله ليذهب حقه تسلط عليه ظلمًا وعدوانا يؤخذ مالًا بلا حق أو يسقط حقه تلحق به الآذى بشهادة كاذبة جائرة والله يقول: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاما)، ويقول: (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، ومن صور آذى المسلم أن تؤذي من يجب عليك برهما والإحسان إليهما وهما الأبوان فتؤذيهما بسوء المعاملة تؤذيهما بالأقوال البذيئة الدالة على ضجرك منهما وعدم فرحك بهما تؤذيهما بالأقوال السيئة والأعمال المخالفة فلا خدمة ولا إحسان ولا رجس بالقول وإنما جفاء وغلظة وقلة حياء والله يقول: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، ومن صور الأذى أن تؤذي الخدم والأجراء تؤذيهم بأن تحملهم ما لا يطيقون تؤذيهم بأن تؤخر استحقاقاتهم تؤذيهم بأن تحملهم على تغيير العقود الذي بينك وبينهم تؤذيهم بأنواع الأذى الذي حرمه الله عليك "أعطوا العامل أجره قبل أن يجف عرقه"، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)، ومن أذى المسلمين إيذاء الجار والإساءة إليه في الحديث: "لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه"، ومن صور أذى المسلمين ألا تنصر أخاك في الأماكن الذي يخذل فيها وينتهك من عرضه وينتقص من حرمته يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم ينصر أخاه المسلم في موضع ينتهك لحرمته وينتقص فيه من عرضه إلا نصره الله في موضع يحب نصرته فيه وما من مسلم يخذل أخاه في موطن ينتهك من حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في يوم يحب نصرته فيه"، فإذا سمعت من يخوضه المسلمين وينتقص حرماتهم وينتهك أعراضهم فدافع عن أخاك المسلم وبرئ ساحته وأسكت من يقول فيه بلا حق فإن هذا معتد لابد من الأخذ على يده ومن صور أذى المسلمين ما بينه النبي بقوله: "من أكل ثومًا أو كراثا فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم"، ومن صور الأذى أن تقيم دعوى كيدية لا أصل لها ولا مبرر لها ولكن لتأخذ مالًا بغير حق أو تحط من قيمة ذلك الإنسان أو تكدر صفو حياته والله يعلم إنك لكاذب وفي الحديث: "من خاصم في باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع"، ومن صور أذى المسلم أيضًا أن تؤذي أرحامك بقطيعتهم والإساءة إليهم ومن صور أذى المسلم أيضًا أن تفرق بين الزوجين بغير حق يقول صلى الله عليه وسلم: "ملعون من خبب امرأة على زوجها"، ومن صور الأذى تخطي رقاب الناس يوم الجمعة يقول صلى الله عليه وسلم لما رأى تخطي رقاب الناس قال: "اجلس فقد آذيت وآنيت"، ومن صور آذى المسلمين الإساءات الكاذبة والإرجافات الباطلة بأن ينشر قولًا أو يتحدث عن حادثة لا أصل لها ولكن ليوجد البلبلة في المجتمع ويوجد قيلًا وقال والله يعلم أن ما أشاعه وأرجف به كذب وافتراء لكن لأجل إيذاء الناس وإشغالهم بالأمور التي لا قيمة لها فليكن المسلم على حذر من المسلمين وليذكر قوله تعالى: (يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً* وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً* وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدْ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه أنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى. عِبادَ الله، يقول الله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ). أخي المسلم، الذي يحب أن تشيع الفاحشة من يدعوا إلى الإجرام من يدعوا إلى الفساد من يسهل أمر الفساد من ينشر الأفلام الخليعة والمسلسلات الهابطة التي يحب إشاعة الفاحشة وينسب للمسلم ما لم يقله ويدمجه في الأفلام الخليعة وينسب الفساد والإفساد إلى البراء منه الذي يحب أن تشيع الفاحشة من يفرح بالسوء يفرح بانحرافهم عن دينهم يفرح بالسفور يفرح بالفجور يفرح بالمعاصي وانتشارها إن المؤمن حقًا يغيضه كل معصية ويحب الخير للمسلمين فهو لا يدعو إلى المعاصي ولا ينشرها ولذا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمة معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل العمل بالليل فيستره الله ويقول يا فلان فعلت البارحة كذا وكذا" بات يستره ربه وأصبح يفضح نفسه فاحذر أخي المسلم إذا ابتليت بمعصية فتب إلى الله بما بينك وبين الله واحذر أن تكون داعيًا لها أو مرغبًا فيها أو حمل الناس عليها أو مسهلًا أمرها فإن ذلك معصية لله ورسوله أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا وإياكم دعاة خير وهدى إنه على كل شيء قدير. واعلموارحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار، وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبدالله ورسوله محمد، كما أمركم بذلك ربُّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا ووُلاةَ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ، عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم وفقه لكل خير، اللهم كن له عونًا في كل ما أهمه، اللهم انصر به دينك وأعل به كلمتك، اللهم اِجمَعْ به كلمةَ الأُمَّةِ على الخير، وبارك له في مساعيه واجعل مساعيه فيما يقدم إليك زلفى،اللهم حقق له ما نوى إليه من الخير وما أراد من الخير واجمع به كلمة الأمة ووحد به صفوفها على الخير، واجعله سببًا لحقن الدماء واجتماع القلوب إنك على كل شيء قدير اللهم شد عضده بولي عهده سلطان بن عبدالعزيز ووفقه للصواب فيما يقول ويفعل وارزقه الصحة والسلامة والعافية، اللهم وفق النائب الثاني لكل خير وأعنه على مسؤوليته إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون. حفـظ
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|