#1
|
|||
|
|||
الفائدة من دراسة الملل والنحل (الفرق) ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : *فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة. "حسن صحيح ابن ماجة ( 3991 ) ، صحيح الجامع الصغير ( 1083 ) " *عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة . "صحيح الروض أيضا ، الظلال ( 64 ) ، الصحيحة ( 204 و 1492 ) " . *وكان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول : " كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه " ._ فهذا ما أخبرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام بأن الفرقة حاصلة في هذه الأمة لا محالة كما حصلت فيمن قبلنا فالواجب معرفة صفات الفرقة الناجية وما يضادها في التوجه والمعتقد وانحرف عن المسار الذي رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار عليه أصحابه من بعده ، *فنقدم مقدمة لما سنستفيده من تلك الدراسة التي خالف فيها أصحاب تلك الفرق التي على غير طريق السلف ، وكما قال الشاعر : عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه …ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه ** فدراستنا للفرق ليس إقراراً بها وإنما ندرسها للتفرق الحاصل بين المسلمين، والذي نرجوه من وراء هذه الدراسة أن تحقق أهدافاً طيبة في خدمة الإسلام، وفي كسر حدة الخلافات التي مزقت المسلمين وفرقتهم إلى فرق وأحزاب. والتي تهدف كذلك إلى جمع كلمتهم، ولفت أنظارهم إلى مواقع الخلاف فيما بينهم؛ ليبتعدوا عما وقع في هذه الأمة، فإن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، فهي نوع من أنواع العلاج لتلك المآسي الحالَّة بالمسلمين، وسبب من الأسباب التي بإذن الله ستنفع فمعرفة الدواء النافع يتوقف على معرفة الداء. - يحتاج المسلمون لجمع كلمتهم، وإعادة مجدهم وعزهم وانتصارهم على جحافل الكفر والطغيان إلى العودة الصادقة والنية الخالصة لما كان عليه سلف الأمة ، فإن الأسس التي قام عليها عز الإسلام والمسلمين فيما سبق لا تزال كما هي على مر الأيام والليالي "كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم" . ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وتلك الأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها كثيرة نذكرمنها : 1- تذكير المسلمين بما كان عليه أسلافهم من العزة والكرامة والمنعة حينما كانوا يداً واحدة، وعلى قلب رجل واحد . 2- لفت أنظارهم إلى الحال الذي يعيشونه، ومدى ما لحقهم من الخسارة بسبب تفرقهم. 3- توجيه الأمة الإسلامية إلى الوحدة فيما بينهم، وذلك بالتركيز على ذم التفرق وبيان مساوئه، وبيان محاسن اتحاد المسلمين، وجمعهم على طريق واحد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم . 4- تبصير المسلمين بأسباب الخلافات التي مزقتهم ليجتنبوها ويتدارسوها فيما بينهم بعزم قوي وصدق نية. 5- معرفة ما يطرأ على العقيدة الإسلامية الصحيحة من أفكار وآراء هدامة مخالفة وبعيدة عن طريقه الواضحة. 6- رصد تلك الحركات والأفكار التي يقوم بها أولئك الخارجون عن الخط السوي والصراط المستقيم؛ لتعرية دورهم الخطر في تفريق وحدة الأمة الإسلامية بتعريف الناس بأمرهم، وجلاء حقيقتهم للتحذير منهم، وبيان ما يقومون به من خدمة تلك الأفكار وترويجها.ذلك أنه ما من بلاء كان فيما سبق من الزمان إلا وهو موجود اليوم في وضوح تام؛ فلكل قوم وارث . 7- حتى تبقى الفرقة الناجية علماً يهتدى به بعيدة عن تلك الشوائب الطارئة على العقيدة. 8- وصل حاضر هذه الأمة بماضيها، وبيان منشأ جذور الخلافات بينهم والتي أدت إلى تفرقهم فيما مضى من الزمان للتحذير منها، وللرد على أولئك الذين يحاولون دعوة المسلمين إلى قطع صلتهم بماضيهم، والبناء من جديد كما يزعمون. 9- ثم إن دراستنا للفرق يراد من وراءه دعوة علماء المسلمين إلى القيام بدارسته وفحصه واستبعاد كل ما من شأنه أن يخرج بالمسلمين عن عقيدتهم الصحيحة أو يفرق كلمتهم. ""وهذا والعلم عند الله هو أنجح الطرق وأقربها إلى إشعار المخالفين بالإنصاف وطلب الحق للاستدلال على خلافهم وخروجهم عن الصواب من كتبهم ومن كلام علمائهم لقطع كل حجة مخالفة بعد ذلك"". ""والتأليف في شأن الفرق يحتاج إلى: إثبات ما نقل عن الفرقة إليها والتأكد من نسبته وأخذ ذلك من مصادره الموثوقة ثم فهمه على الوجه الصحيح ثم نقد آراء تلك الفرقة على وفق منهج أهل السنة والجماعة ولزوم الإنصاف والصدق والتجرد عن الهوى والعصبية . ** فأسأل الله أن يعيننا ويثبتنا على الطريق الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . ""كماأرشدنا عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض "" . [ رواه مالك بلاغا والحاكم موصولا بإسناد حسن ] . والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|