[نصيحة] نصيحة دعوية للشباب من معالي الشيخ اللحيدان حفظه الله

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد:

فهذه نصيحة دعوية للشباب من معالي الشيخ اللحيدان حفظه الله

السائل: معالي الشيخ نأمل من معاليكم توجيه للشباب وتحذيرهم من الانحراف الذي ضلل كثيرا منهم
الشيخ حفظه الله: أشكرك على هذا الطلب، لا شك أن أمر الانحراف أمر خطير النبي صلاة الله وسلامه عليه يقول: " وإياكم والغلو في الدين " والله جل وعلا لما ذكر أهل الكتاب وغلوهم إنما ذكر ذلك منها لنا مما يقتضي تحذيرنا من الغلو، والذي يقول دين الله وسط بين الجافي والغالي.
نصيحتي للشباب أن يحسنوا ملاقاة العلماء ومساءلتهم، وأن يتأدبوا في أسئلتهم وأن يكون همهم معرفة الحق، وأن يكثروا من القراءة كتب السنة وسيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين والأئمة، ليعرفوا كيف تكون المواقف في أيام الفتن، فينبغي للإنسان ألا يغتر بفهمه إذا فهمه أمرا فإن السنة متعددة الروايات، ينبغي للإنسان إذا سمع أمرا أن لا يظن أنه هو السنة كلها، وإذا أشكل عليه أمر فليسأل أهل العلم الراسخين فيه، يتجنب الذين عندهم مبادرة دون تأمل.
نصيحتي للشباب أن يقرؤوا في سِيَّرِ الصحابة، من رحمة الله لهذه الأمة أنه ما من فتنة طرأت وحدثت إلا وكان وُجِدَ مثلها في صدر الإسلام، من أول الفتن الخطيرة في صدر الإسلام قصة عثمان رضي الله عنه وأرضاه ثالث الخلفاء الراشدين الذي قال عنه النبي صلى الله عليه آله وسلم: " ما على عثمان ما فعل بعد اليوم " الذي جهز جيش العسرة، فهي أول فتنة وأول باب شر فُتِحَ على المسلمين، لا شك أن قتل عمر رضي الله عنه كان كسرا للباب الذي كان حائلا بين الناس والفتن _فنصيحتي في طبعها_ ، ثم تتابعت الفتن في عهد علي رضي الله عنه وأرضاه فخرجت الخوارج وكفروا الناس ويقال عنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان، لأن أهل الأوثان يريدون أن يدعوهم إلى الدين، وما حصل ذلك إلا بسبب الغلو الذي لم يصْحَبْهُ حكمة ورَوِيَّة وفقه في الدين، وإن اطلع الإنسان على كلام الفقهاء فقط النبي يقول في الحديث المخرج في الصحيحين: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " والفقه في الدين ليس مجرد معرفة الأقوال، معرفة مراد الله ومعرفة مراد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والنظر فيما جاء عن الله وعن رسوله.
فنصيحتي للشباب في كل مكان إذا لاحت لهم فكرة أو ظنوا أن هذا العمل هو الأحسن وأن ما سواه خطأ أن يرجعوا إلى أهل العلم الراسخين فيه، ثم إن الطوائف والتجمعات والأحزاب والشيع خلاف منهج الإسلام، المسلمون يد واحدة يسعى بذمتهم أدناهم، الشيع والجماعات أول جماعة كانت فتقا بالإسلام هي كانت قصة عثمان رضي الله عنه والخروج عليه، ثم تعددت المشاكل ولذلك لما قال حذيفة لعمر رضي الله عنهما عن الفتن قال: " فتنة الرجل في أهله وماله تكفرها الصلاة " كما في الجامع قال لا أسأل عن ذلك أتسأل عن التي تموج كموج البحر؟ قال نعم قال مالك ولها؟! إن بينك وبينها بابا مغلقا، فقال عمر رضي الله عنه: أيُفتح الباب أم يكسر؟ قال: بل يكسر، قال: أحري به ألا يغلق؟ قال: أجل. تلاميذ حذيفة سألوا حذيفة وقالوا: وهل كان عمر يعرف الباب؟ من الباب؟ قال: نعم يعرفه كما يعرف الذين كلمة غير مفهومة، فأسأل الله أن يصلح شباب المسلمين في كل مكان وأن يوفقهم لتحصيل العلم النافع، ثم إني أحث طلاب العلم الشباب أن ينهلوا من العلم النافع من فقه القرآن والسنة ويكثروا مطالعة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقرؤوا " يسروا ولا تعسروا "، " ما دخل الرفق في شيء إلا زانه "، " الحياء من الإيمان "، " إن الحياء لا يأتي إلا بخير " إلى غير ذلك.. الذي يقرؤونه في السنة، لا يحول أحد كتابه فيه عدد من الأحاديث ثم يرى أنه أصبح عالم الدنيا ووحيدها والله المستعان.

للاستماع للنصيحة من هنا لا حرمتم قبولها -آمين.