|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ردع الشيخ المحدث مقبل الوادعي لجناية علي رضا على كتب العلل واستخفافه ببعض المتقدمين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فاعلم أيها المسلم أن العلم فضاح لغير أهله ومهما حاول مدعيه رفع نفسه بتقميش التزكيات فلابد يوما لإخ الجهل أن يسقط في تيه الجاه سقوط لايقوم بعده إلا بتوبة نصوح وتراجع عن سفه عقله وغرور قلمه ولزوم أهل العلم والإعتراف بفضلهم بدلا من التواقح عليهم فمن أراد بأهل الحديث شرا مكر به فعلم العلل لايقدر عليه إلا من علا كعبه في الحديث الشريف ودق فهمه وكان حافظا جامعا للأحاديث والآثار من أو جه متعددة وهم حفاظ السلف وأئمة المتقدمين فلاينبغي للمبتدئين أمثال علي رضا ولو قمش تزكياته والتي لم ينص عالي الكعب من أهل العلم أنه نصف محدث أن يتجرأ على كتبهم ويستخف بتعليلهم فكل طريق مهجور عندهم بلاخلاف فلاينبغي أن يكون مقبول عندنا ولو باختلاف (((ولقد قال الشيخ العلامة مقبل الوادعي في رده على استخفاف علي رضا وتهريجه في كتابه غارة الفصل)) وبعد قراءة تلك الجريدة طالعت بعض تحقيقات علي رضا ، وإذا به تِيهٌ واستخفاف ببعض العلماء ، فرأيت أنه يلزمني أن أبين له حقيقة خطئه حتى لا يتجرأ على علماء آخرين ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) [ النساء: 148] . ويقول : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) [النحل :126] ، ويقول في معرض المدح : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) [ الشورى :39-43] . ولو كانت المسألة تتعلق بشخصي لما رددت عليه ، فمن أنا حتى أضيع الوقت في الدفاع عن نفسي ؟ ولكن المسألة فيها هجوم على كتب العلل من كثير من العصريين ، واستخفاف بعلماء الحديث الأقدمين ؛ فلذلك استعنت بالله وتركت بعض مشاريعي من أجل الرد على علي رضا وسميت الرد : " غارة الفِصَل على المعتدين على كتب العِلَل " . وليس علي هو المقصود نفسه ، بل كثير من العصريين الذين يستخفون بأقوال أئمة العلل000 وإليك أيها القاريء الكريم نسخة هدية مجانية من الكتاب 000فاسعد بها واحذر المتعالمين المتطاولين على نقلة العلم وأهله مثل علي رضا 000 غَارَةُ الفِصَلِ عَلَىَ المُعْتَدِيْنَ عَلَىَ كُتُبِ العِلَلِ لأبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنزل فيه : ( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر ) [الكوثر:1-3] . وأشهد أن لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له المنزل في كتابه : ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرًا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ) [آل عمران : 186] . أما بعد : ففي الوقت الذي قام الإعلام من الداخل والخارج بحملة شرسة على دعوة أهل السنة باليمن ، حملهم الغيظ لما رأوا إقبال المجتمع اليمني عليها ، ولما لها من محبة في قلوب المحبين للخير، وكنا نتوقع من إخواننا بنجد وبأرض الحرمين وبمصر وغيرهم ممن عرف حقيقة دعوة إخوانهم أهل السنة باليمن ، كنا نتوقع منهم أن يدافعوا عن إخوانهم الذين نفع الله بهم ، ودحر بهم التصوف والتشيع والحزبية الممقوتة ، بل دحر بهم الشيوعي، والبعثي ، والناصري ، وجميع فرق الضلال ، في ذلك الوقت نفسه وافتنا جريدة سخيفة يكتب فيها علي رضا أربعة أحاديث من " أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة " بعنوان: ( ما هكذا تُعَلُّ الأحاديث) . وقد رد عليَّ غير واحد ولا أبالي بردودهم ولا أرد عليها وتموت ، بل يكون إخراجها سببًا لنصر السنة . والعلماء من زمن قديم يرد بعضهم على بعض ، فأبوحاتم وأبو زرعة قد بينا بعض أخطاء الإمام البخاري في " تاريخه " ، والدارقطني قد انتقد على البخاري ومسلم قدر مائتي حديث ، والخطيب في كتابه" موضح أوهام الجمع والتفريق " يرد على البخاري بعض أوهامه في " التاريخ" ، ولم يزل العلماء يختلفون في صحة بعض الأحاديث وضعفها وفي توثيق الرجل وتجريحه ولقد أحسن من قال : وجدال أهل العلم ليس بضائري ما بين غالبهم من المغلوب وبعد قراءة تلك الجريدة طالعت بعض تحقيقات علي رضا ، وإذا به تِيهٌ واستخفاف ببعض العلماء ، فرأيت أنه يلزمني أن أبين له حقيقة خطئه حتى لا يتجرأ على علماء آخرين ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) [ النساء: 148] . ويقول : (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) [النحل :126] ، ويقول في معرض المدح : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم * ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) [ الشورى :39-43] . ولو كانت المسألة تتعلق بشخصي لما رددت عليه ، فمن أنا حتى أضيع الوقت في الدفاع عن نفسي ؟ ولكن المسألة فيها هجوم على كتب العلل من كثير من العصريين ، واستخفاف بعلماء الحديث الأقدمين ؛ فلذلك استعنت بالله وتركت بعض مشاريعي من أجل الرد على علي رضا وسميت الرد : " غارة الفِصَل على المعتدين على كتب العِلَل " . وليس علي هو المقصود نفسه ، بل كثير من العصريين الذين يستخفون بأقوال أئمة العلل ، وقد كننت عازماً على التخشين ؛ فشفع بعض إخواننا الأفاضل من ساكني المدينة في الرفق به . وقد كنت ذكرت بعض النقولات المفيدة في مقدمة " أحاديث ظاهرها الصحة " فيما يتعلق بعلم العلل لو راجعها علي لما وقع فيما وقع فيه . ولما رأيتها لم تُغن شيئًا رأيت أن أذكر فوائد من كتب العلل لعلها تسهل على القارئ بعض إشكالات كتب العلل . والحق أن كتب العلل فوق مستوانا فقد طلب مني بعض إخواني في الله أن أدرِّسهم في "كتاب العلل" لابن أبي حاتم ؛ فقلت لهم : لا أستطيع أخشى أن نقرأ الحديث ونعتقد ضعفه ،ويكون في " الصحيحين" أو غيرهما عن صحابي آخر أو من طريق أخرى عن ذلك الصحابي فهي تحتاج إلى حافظ يعلم أن الحديث في كتاب آخر صحيح كما تقدم ، أو أنه مُعلِّ من جميع طرقه . وإنني أحمد الله فبسبب كثرة الممارسة لهذا الفن في الكتابة على تتبع الدارقطني واستدراكه على البخاري ومسلم وهو من كتب العلل فقد سهلت عليَّ بعض الشيء ، ومع هذا فلا أزال أهاب هذا الفن وكتابي " أحاديث معلة ظاهرها الصحة " أغلبها نقل من كتب علمائنا رحمهم الله . ولا تظن أن كلام علي رضا قد أثر عليَّ ، فأنا آلفُ للمصارعة ، وصدري بحمد الله رحب للانتقاد ، والذي يهاب الرد عليه ما يؤلف ، فزيادة على ثلاثين مؤلفًا وقسط كبير من الأشرطة وأعداء الدعوة كثير ، والحسدة أكثر ثم أتوقع أنه لا يرد عليَّ ؟!! . ما سلم الله من بريته ولا نبي الهدي فكيف أنا وكذا بحمد الله لم يزدد الناس إلا رغبة في الكتاب وصدق من قال : وإذا أراد الله نشــر فضيلـة طـويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار في جزل الغضى ما كان يعرف طيب نشر العود فبعد أن خرجت الجريدة أتاني بعض الإخوة من أصحاب دور النشر وألح عليَّ في نشره فقلت : لا أستطيع قد وعدت الأخ الناشر الأول . وكذا تكالب وسائل الإعلام على دعوة أهل السنة ما زادت الناس إلا وثوقاً بالدعوة والقائمين عليها ، فكثير من الناس يعلم حقيقة دعوتنا وحقيقة وسائل الإعلام ، فلك الحمد يا ربنا أنت الذي صبَّرتنا ونصرتنا ورددتهم خائبين خاسرين ، فالفضل لك وحدك فأنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير ، وحسبنا الله نعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير . **** فوائد وقواعد قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي " (ج2 ص756) : قاعدة مهمة : حذاق النقاد من الحفاظ لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم بالرجال وأحاديث كل واحد منهم ، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا الحديث يشبه حديث فلان ولا يشبه حديث فلان فيعللون الأحاديث بذلك . وهذا مما لا يعبَّر عنه بعبارة تحصره ، وإنما يرجع فيه أهله إلى مجرد الفهم والمعرفة ، التي خصوا بها عن سائر أهل العلم ، كما سبق ذكره في غير موضع . • فمن ذلك : • سعد بن سنان ، ويقال سنان بن سعد : يروي عن أنس ويروي عنه أهل مصر . قال أحمد : تركت حديثه ، حديثه حديث مضطرب ، وقال : يشبه حديثه حديث الحسن ، لا يشبه أحاديث سنان ، نقله عبد الله بن أحمد عن أبيه . ومراده : أن الأحاديث التي يرويها عن أنس مرفوعة ، إنما تشبه كلام الحسن البصري أو مراسيله . وقال الجوزجاني : أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس . • حديث شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر: روى عنه أحاديث : منها : حديث ابن المنكدر عن جابر مرفوعاً: " من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة .. "الحديث ، وقد خرجه البخاري في " صحيحه " . وله علة : ذكرها ابن أبي حاتم عن أبيه قال : قد طعن في هذا الحديث ، وكان عَرض شعيب عن أي حمزة بن المنكدر كتابًا فأمر بقراءته عليه فعرف بعضًا وأنكر بعضًا وقال لابنه أو ابن أخيه : اكتب هذا الأحاديث ، فدوَّن شعيب ذلك الكتاب ، ولم تثبت رواية شعيب تلك الأحاديث على الناس، وعرض عليَّ بعض تلك الكتب فرأيتها متشابهة لحديث إسحاق عن أبي فروة ، وهذا الحديث من تلك الأحاديث . قلت : ومصداق ما ذكره أبو حاتم أن شعيب بن أبي حمزة روى عن ابن المنكدر عن جابر حديث الاستفتاح في الصلاة بنحو سياق حديث علي . وروي عن شعيب عن ابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة ، فرجع الحديث إلى الأعرج . وإنما رواه الناس عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب . ومن جملة من رواه عن الأعرج بهذا الإسناد : إسحاق بن أبي فروة . وقيل : إنه رواه عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج . وروي عن محمد بن حمير عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي فروة وابن المنكدر عن الأعرج عن محمد بن مسلمة . رواه حيوة عن شعيب عن إسحاق عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن محمد بن مسلمة ، فظهر بهذا أن الحديث عند شعيب عن أبي فروة . وكذا قال أبو حاتم الرازي : هذا الحديث من حديث إسحاق بن أبي فروة يرويه شعيب عنه . وحاصل الأمر : أن حديث الاستفتاح رواه شعيب عن اسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر ، فمنهم من ترك إسحاق وذكر ابن المنكدر ، ومنهم من كنى عنه ، فقال : عن ابن المنكدر وآخر ، وكذا وقع في " سنن النسائي " . وهذا مما لا يجوز فعله ، وهو أن يروي الرجل حديثًا عن اثنين : أحدهما مطعون فيه ، و الآخر ثقة ، فيترك ذكر المطعون فيه ويذكر الثقة . وقد نص الإمام أحمد على ذلك ، وعَلَّلَه بأنه ربما كان في حديث الضعيف شيء ليس في حديث الثقة وهو كما قال ، فإنه ربما كان سياق الحديث للضعيف وحديث الآخر محمولٌ عليه . فهذا الحديث يرجع إلى رواية إسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر ، ويرجع إلى حديث الأعرج ، ورواية الأعرج له معروفة عن ابن أبي رافع عن علي ، وهو الصواب عند النسائي والدارقطني وغيرهما . وهذا الاضطراب في الحديث الظاهر أنه من ابن أبي فروة لسوء حفظه وكثرة اضطرابه في الأحاديث ، وهو يروي عن ابن المنكدر ، وقد روى هذا الحديث يزيد بن عياض بن جعدبة عن ابن المنكدر عن الأعرج عن ابن أبي رافع عن علي . وقد كان بعض المدلسين يسمع الحديث من ضعيف فيرويه عنه ويدلسه معه عن ثقة لم يسمعه منه ، فيظن أنه سمعه منهما ، كما روى معمر عن ثابت وأبان وغير واحد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى عن الشغار. قال أحمد : هذا عمل أبان – يعني أنه حديث أبان – وإنما معمر يعني لعله دلسه ، ذكره الخلال عن الهلال بن العلاء الرقي عن أحمد . • ومن هذا المعنى : أن ابن عيينة كان يروي عن ليث وابن أبي نجيح جميعًا عن مجاهد عن أبي معمر عن علي حديث القيام للجنازة . قال الحميدي : فكنا إذا وقفناه عليه لم يدخل في الإسناد أبا معمر إلى في حديث ليث خاصة . يعني أن حديث ابن أبي نجيح كان يرويه عن مجاهد عن علي منقطعًا، وقد رواه ابن المديني وغيره عن ابن عيينة بهذين الإسنادين . ورواه ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح وحده ، وذكر في إسناده مجاهدًا وهو وَهْمٌ . قال يعقوب بن شيبة : كان سفيان بن عيينة ربما يحدث بالحديث عن اثنين فيسند الكلام عن أحدهما ، فإذا حدث به عن الآخر على الانفراد أوقفه أو أرسله. • معقله بن عبيد الله الجزري : لقد سبق قول أحمد : إن حديثه عن أبي الزبير يشبه حديث ابن لهيعة ، وظهر مصداق قول أحمد إن أحاديثه عن أبي الزبير مثل أحاديث ابن لهيعة سواء كحديث اللمعة في الوضوء وغيره . وقد كانوا يستدلون باتفاق حديث الرجلين في اللفظ على أن أحدهما أخذه عن صاحبه . كما قال ابن معين في مطرف بن مازن : إنه قابل كتبه عن ابن جريج ومعمر فإذا هي مثل كتب هشام بن يوسف سواء ، وكان هشام يقول : لم يسمعها من ابن جريج ومعمر إنما أخذها من كتبي . قال يحيى : فعلمت أن مطرقًا كذاب ، يعني علم صدق قول هشام عنه . *ومن ذلك : قول أحمد وأبي حاتم في أحاديث الدراوردي عن عبيد الله بن عمر : إنها تشبه أحاديث عبد الله بن عمر . *ومن ذلك : ما ذكره البرذعي قال : قال لي أبو زرعة : خالد بن يزيد المصري وسعيد بن أبي هلال صدوقان وربما وقع في قلبي من حسن حديثهما. قال : وقال لي أبو حاتم : أخاف أن يكون بعضها مراسيل عن ابن أبي فروة وابن سمعان . انتهى . ومعنى ذلك انه عرض حديثهما على حديث ابن أبي فروة وابن سمعان فوجده يشبهه ، ولا يشبه حديث الثقات الذين يحدثان عنهم ، فخاف أن يكونا أخذا حديث ابن أبي فروة وابن سمعان ودلساه عن شيوخهما . • ومن ذلك : أن مسلمًا خرَّج في " صحيحه " عن القواريري عن أبي بكر الحنفي عن عاصم بن محمد العمري ثنا سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " قال الله عز وجل : أبتلي عبدي المؤمن فإن لم يشكني إلى عواده أطلقته من أساري ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه …" الحديث. قال الحافظ أبو الفضل بن عمار الهروي الشهيد رحمه الله : هذا حديث منكر وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه .وعبدالله ابن سعيد شديد الضعف . قال يحي القطان : ما رأيت أحدًا أضعف منه . ورواه معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة ، وهو يشبه أحاديث عبد الله بن سعيد . انتهى . • ومن ذلك : قول ابن المديني في حديث الفضل بن عباس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في خطبة الوداع ، الذي رواه القاسم بن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبيه عن عطاء عن الفضل: إنه يشبه أحاديث القصاص وليس يشبه أحاديث عطاء عن أبي رباح . • ومن ذلك : حديث يرويه عمر بن يزيد الرفاء عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما بال أقوام يشرفون المترفين ، ويستخفون بالعابدين ، ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم ، وما خالف اهواءهم تركوه … ) الحديث . قال ابن عدي : هذا يعرف بعمر بن يزيد عن شعبة ، وهو بهذا الإسناد باطل . قال العقيلي : وليس لهذا الحديث أصل من حديث شعبة . قال : وهذا الكلام عندي والله أعلم يشبه كلام عبد الله بن المسور الهاشمي المدايني وكان يضع الحديث ، وقد روى عمرو بن مرة عنه ؛ فلعل هذا الشيخ حمله عن رجل عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن المسور مرسلاً وأحاله على شعبه . انتهى . والأمر على ما ذكره العقيلي رحمه الله. وقد روى عمرو بن مرة عن ابن المسور المدايني حديثًا آخر أصله مرسل عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : لما نزل قوله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) [ الأنعام :125] ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح … " الحديث . فهذا هو أصل الحديث ثم وصله قوم وجعلوا له إسنادًا موصولاً مع اختلافهم فيه . قال الدارقطني : يرويه عمرو بن مرة ، واختلف عنه ؛ فرواه مالك ابن مغول عن عمرو بن مرة عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، قاله عبد الله بن محمد بن المغيرة تفرد بذلك . ورواه زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود ، قاله أبوعبد الرحيم عن زيد . وخالفه يزيد بن سناه فرواه عن زيد عن عمرو بن مرة عن عبد الله ابن الحارث عن ابن مسعود ، وقال وكيع : عن المسعودي عن عمرو ابن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله . وكلها وَهْم ،والصواب : عن عمرو بن مرة عن أبي جعفر عبد الله ابن المسور مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كذلك قاله الثوري . وعبد الله بن المسور هذا متروك ، وهو عبد الله بن المسور بن عون ابن جعفر بن أبي طالب . انتهى . والصحيح عن وكيع ، كما رواه الثوري فقد خرَّجه وكيع في " كتاب الزهد " عن المسعودي عن عمرو ابن مرة عن أبي جعفر عبدالله بن مسور عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلاً . وما ذكره الدارقطني عن وكيع لا يثبت عنه . *ومن ذلك : ما ذكره عبد الله بن الإمام أحمد في " كتاب العلل " قال : حدثني أبومعمر نا أبو اسامة قال : كنت عند سفيان الثوري فحدثه زائدة عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير : ( فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) [ الزمر : 68 ] قال : هم الشهداء . فقال له سفيان : إنك لثقة وإنك لتحدثنا عن ثقة ، وما يقبل قلبي أن هذا من حديث سلمة ، فدعا بكتاب فكتب من سفيان بن سعيد إلى شعبة … وجاء كتاب شعبة : من شعبة إلى سفيان : إني لم أحدث بهذا عن سلمة ، ولكن حدثني عمارة بن أبي حفصة عن حجر الهجري عن سعيد بن جبير . • ومن ذلك : أنهم يعرفون الكلام الذي يشبه كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، من الكلام الذي لا يشبه كلامه . قال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه : تعلم صحة الحديث بعدالة ناقليه ، وإن يكون كلامًا يصلح أن يكون مثله كلام النبوة ، ويعرف سقمه وإنكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته ، والله أعلم . فائدة نفيسة تدل على تيقظ علماء الحديث واستيعابهم فنهم وأنهم لا يجارون في ذلك قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي " ( ص732) : ذكر الأسانيد التي لا يثبت منها شيء ، أو لا يثبت منها إلا شيء يسير مع انه قد روي بها أكثر من ذلك . • قتادة عن الحسن عن انس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : هذه السلسلة قال البرديجي : لا يثبت منها حديث أصلاً من رواية الثقات . • قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال البرديجي : هذه الأحاديث كلها معلولة ، وليس عند شعبة منها شيء ، وعند سعيد بن أبي عروبة منها حديث ، وعند هشام آخر وفيهما نظر . • يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن صلى الله عليه وعلى آله وسلم : قال البرديجي : قال ابن المديني : لم يصح منها شيء بهذا الإسناد . وقال البرديجي : لا يصح منها شيء إلى من حديث سليمان بن بلال من حديث ابن أبي أويس عن أخيه عنه قال : وسائر ذلك مراسيل وصلها قوم ليسوا بأقوياء . • يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس : قال البرديجي : هي صحاح وهي ثلاثة أحاديث ، منها حديث فيه اضطراب ، وسائر حديث يحيى عن أنس فيها نظر . • حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر : قال سليمان بن حرب : لم يصح بهذا الإسناد إلا حديث واحد ، وأنكر حديث نافع عن ابن عمر عن عمر في تقبيل الحجر . وقال : ليس هو عن أيوب قط . وحديث حماد عن نافع عن ابن عمر عن عمر في تقبيل الحجر رواه غير واحد عنه، وخرجه مسلم في " صحيحه " . ورواه ابن علية عن أيوب قال : نبئت أن عمر قبل الحجر . كذا رواه مرسلاً . • يحيى بن الجزار عن علي : قال شبابة : عن شعبة : لم يسمع يحيى بن الجزار من علي إلا ثلاثة أشياء : منها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام على فرضة من فرض الخندق ، وأن رجلاً جاء إلى علي فقال : أي يوم هذا ؟ . • الحسن عن سمرة : قيل : إنه لم يسمع منه سوى حديث العقيقة وقيل : لم يسمع منه شيئًا بالكلية وقد ذكرنا ذلك غير مرة . • حميد الطويل عن أنس : قال أبو داود الطيالسي : قال شعبة : إنما روى حميد عن أنس ما سمعه منه : خمسة أحاديث . قال أبو داود : قال حماد بن سلمة : عامة ما يروي حميد عن أنس لم يسمعه منه ، إنما عامتها سمعه من ثابت . وذكر العجلي عن يحيى بن معين عن أبي عبيدة الحداد قال : قال شعبة : لم يسمع حميد من أنس إلى أربعة وعشرين حديثًا . • الزبير بن عدي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : قال ابن معين : ليس له إلا حديث واحد يعني حديث : " لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه " ، وكذا قال ابن حبان . وقال أبو حاتم الرازي : له عنه أربعة أحاديث أو خمسة . وروى بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزبير عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نسخة نحو عشرين حديثًا وهي موضوعة ، قاله أبو حاتم وغيره . • الأعمش : قيل: إنه سمع من أنس حديثًا واحدًا ، وقيل : إنه لم يسمع منه شيئاً . وقد سبق ذلك مستوفى في أول الكتاب . • الزهري : قيل : إنه لم يسمع من ابن عمر ، وقيل : سمع منه حديثين ، كذا ذكره محمد بن يحيى عن عبد الرزاق عن معمر . • أبو إسحاق عن الحارث : لم يسمع منه غير أربعة أحاديث ، والباقي كتاب أخذه ، كذا قاله شعبة ، وكذا قال العجلي وغيره ، وقال الإمام أحمد : سمعت أبا بكر ابن عياش قال : قل ما سمع أبو إسحاق من الحارث : ثلاثة أحاديث . • الحكم عن مقسم : روى عنه كثيرًا ، ولم يسمع منه سوى أربعة أحاديث ، قاله شعبة . قال أبو داود : ليس فيها سند واحد ، يعنى : كلها موقوفات . وذكر ابن المديني عن يحيى بن سعيد عن شعبة أنه قال : هي خمسة أحاديث وعدها شعبة : حديث الوتر ، وحديث القنوت ، وحديث عزمة الطلاق ، وحديث جزاء ما قتل من النعم ، وحديث الرجل يأتي امرأته وهي حائض . • قتادة عن أبي العالية : قال شعبة : لم يسمع منه إلا أربعة أحاديث ، حديث يونس بن متى ، وحديث ابن عمر في الصلاة ،وحديث : " القضاة ثلاثة " ، وحديث ابن عباس : شهد عندي رجال مرضيون وأرضاهم عندي عمر الحديث . وقد خرجا له في " الصحيحين " عن أبي العالية حديثين آخرين : أحدهما : حديث دعاء الكرب ، والثاني : حديث رؤية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة أسرى به موسى وغيره من الأنبياء . • أبو سفيان طلحة بن نافع : قال شعبة وابن عيينة : روايته عن جابر إنما هي صحيفة ، ومرادهما أنه كتاب أخذه فرواه عن جابر ولم يسمعه . وروي عن شعبة قال : حديث أبي سفيان عن جابر إنما هو كتاب سليمان اليشكري . وقال ابن المديني : قال معلى الرازي عن يحيى بن أبي زائدة ، قال سمعت يزيد الدالاني قال : لم يسمع أبو سفيان من جابر إلا أربعة أحاديث . وذكر الترمذي في " علله " عن البخاري قال : كان يزيد أبو خالد الدالاني يقول : أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أشياء ، ثم قال البخاري : وما يدريه ؟ أو ما يرضى أن رأسًا برأس ، حتى يقول مثل هذا ؟ يشير البخاري إلى أن أبا خالد في نفسه ليس بقوي فكيف يتكلم في غيره . وأثبت البخاري سماع أبي سفيان من جابر ، وقال في " تاريخه " : قال لنا مسدد عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان : جاورت جابرًا بمكة ستة أشهر . قال : وقال علي : سمعت عبد الرحمن قال : قال لي هشيم عن العلاء قال : قال لي أبو سفيان : كنت أحفظ وكان سليمان اليشكري يكتب ، يعني : عن جابر. وخرج مسلم حديث أبي سفيان عن جابر ، وخرجه البخاري مقرونًا . • الأعمش : قيل : إنه لم يسمع من مجاهد إلا أربعة أحاديث ، قاله ابن المبارك عن هشيم . وذكر ابن أبي حاتم بإسناده عن وكيع قال : كنا نتبع ما سمع الأعمش من مجاهد ؛ فإذا هي سبعة أو ثمانية . وحكى الكرابيسي أنه سمع علي بن المديني يقول: لم يصح عندنا سماع الأعمش من مجاهد إلا نحوًا من ستة أو سبعة . قال علي : وكذلك سمعت يحيى وعبد الرحمن يقولان في الأعمش. وقال الترمذي في " علله " : قللت للبخاري : يقولون : لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث ؟ قال : ريح ليس بشيء ، لقد عددت له أحاديث كثيرة نحوًا من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها : ثنا مجاهد . وكذا نقل الكرابيسي عن الشاذكوني أن الأعمش سمع من مجاهد أقل من ثلاثين حديثًا . ومما أختلف في سماع الأعمش له من مجاهد ، حديث ابن عمر : " كن في الدنيا كأنك غريب " والبخاري يرى أنه سمعه الأعمش من مجاهد ، وخرجه في " صحيحه " كذلك ، وأنكر ذلك جماعة ، وقد ذكرناه في " كتاب الزهد " . • الأعمش عن أبي سفيان : قال الكرابيسي : حدثنا علي بن المديني وسليمان الشاذكوني قالا : روى الأعمش عن أبي سفيان أكثر من مائة ، لم يسمع منها إلا أربعة . قال علي : وسمعت يحيى يقول ذلك . وذكر البزار في " مسنده " أن الأعمش لم يسمع من أبي سفيان قال : وقد روى عنه نحو مائة حديث . كذا قال ، وهو بعيد ، وحديث الأعمش عن أبي سفيان مخرج في " الصحيح " . • سفيان بن عيينة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قال العقيلي : ليس لسفيان بهذا الإسناد غير أربعة أحاديث : " مثل الجليس الصالح " ، و " المؤمن للمؤمن كالبنيان " و " اشفعوا إليَّ فلتؤجروا " و " الخازن الأمين " . قال : ليس عنده غير هذه الأربعة . وروى إبراهيم بن بشار عن سفيان بهذا الإسناد حديث : " كلكم راع " ، قال : وليس له أصل ولم يتابع إبراهيم عليه أحد عن ابن عيينة . • سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ذكر بعض الحفاظ أنه لا يصح بهذا الإسناد غير ستة أحاديث أو سبعة ، قال : وأظهر بعضهم كتابًا كله بهذا الإسناد ، فظهر كذبه وافتضح . • هشيم : لم يصح له السماع من الزهري إلا أربعة أحاديث ، منها :حديث السقيفة ، قاله الإمام أحمد . قال أحمد : وسمع هشيم من جابر – يعني الجعفي – حديثين . • حجاج بن أرطأة : قال أبو نعيم الفضل بن دكين : لم يسمع حجاج من عمرو بن شعيب إلا أربعة أحاديث ، والباقي عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، يعني : أنه يدلس بقية حديثه عن عمرو عن العرزمي . وقال شعبة : أحاديث الحكم عن مجاهد كتاب إلا ما قال : سمعت . *** تيقـظ علمائنا رحمهم الله للوقوف على حقيقة الأسانيد المدلسة قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي " (ص693) : ذكر بعض الأسانيد التي كان رواتها يسقطون منها الضعيف غالبًا • فمن ذلك : رواية عبد الرزاق عن ابن جريج عن صفوان بن سليم : قال أبو عثمان البرذعي سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول رأيت عند عبد الرزاق عن ابن جريج عن صفوان بن سليم أحاديث حسانًا فسألته عنها ، فقال : أي شيء تصنع بها ؟ هي من أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى ، قال أبو مسعود : فتركتها ولم أسمعها . انتهى . ويقال : إن ابن جريج كان يدلس أحاديث صفوان عن أبن أبي يحيى . *وكذلك أحاديث : • ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب : قال ابن المديني : لم يسمع منه ، وإنما أخذ حديثه عنه عن ابن أبي يحيى . وقال ابن المديني أيضًا : وكل ما في كتاب ابن جريج أخبرت عن داود بن الحصين ، وأخبرت عن صالح مولى التوأمة فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى . • ومنها : رواية عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس : وقد قيل : إنها كلها مأخوذة عن ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة . وله حديث في اللعان عن عكرمة . قال أحمد : إنما رواه عن ابن أبي يحيى . وقد ذكرناه في أبواب اللعان . وله حديث أخر في الحجامة . وحديث في الاكتحال ، وقد ذكرناهما أيضًا . وقد سئل عنهما عباد ؟ فقال : حدثينهما ابن أبي يحيى عن داود بن عكرمة. • ومنها : أحاديث متعددة يرويها الحسن بن ذكوان عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي . يرويها عنه عبد الوارث بن سعيد . إنما رواها الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد الواسطي – وهو كذاب متهم بالوضع – عن حبيب ثم أسقط عمرًا من إسنادها، وكلها بواطيل قاله الإمام أحمد ، وقال ابن المديني نحو ذلك . وقال ابن معين : بين الحسن وحبيب رجل غير ثقة . وقال أيضًا : لم يسمع الحسن من حبيب ، إنما سمع حديثه من عمرو بن خالد عنه وعمرو متروك . وقد ذكرنا من هذا الأحاديث أحاديث متعددة متفرقة في الكتاب وبيَّنا علتها. وروي عن ابن جريح عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعًا حديثًا في كشف الفخذ . قال أبو حاتم : لم يسمعه ابن جريج من حبيب ، فأرى أن ابن جريج أخذه عن الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب . وقال ابن المديني : أحاديث حبيب عن عاصم بن ضمرة لا تصح إنما هي مأخوذة عن عمرو بن خالد الواسطي . ولكن ذكر يعقوب بن شيبة عن ابن المديني أنه قال في حديث ابن جريج هذا : رأيته في كتب ابن جريج أخبرني إسماعيل بن مسلم عن حبيب . وحبيب قال أبو حاتم : لا تثبت له رواية عن عاصم ، وقد سبق ذكر حديث الفخذ في أبواب الأدب . • ومنها : أحاديث يرويها عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن عتبة بن حميد عن عبادة بن نُسي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قد قيل : إنها كلها مأخوذة عن محمد بن سعيد المصلوب في الزندقة المشهور بالكذب والوضع ، وأنه قد أسقط اسمه من الإسناد بين عتبة وعبادة . *ومن جملتها : حديث المنديل بعد الوضوء، وقد سبق في كتاب الطهارة. *** نماذج من عناية علماء الحديث المتقدمين بحفظ الحديث وإتقانه • قال العقيلي رحمه الله في " الضعفاء " في ترجمة عبد الله بن دينار مولى ابن عمر : وقد روى عن عبد الله بن دينار شعبة وسفيان الثوري ومالك بن أنس وابن عيينة أحاديث متقاربة ، عند شعبة عنه نحو عشرين حديثًا ، وعند الثوري نحو ثلاثين حديثًا ، وعند مالك نحوها وعند ابن عيينة بضعة عشر حديثًا . وأما رواية المشايخ عنه ففيها اضطراب فأنت ترى أن الإمام محمد ابن عمرو بن موسى العقيلي يحفظ ما لكل من هؤلاء الأئمة عن عبد الله بن دينار . • قال الإمام أحمد رحمه الله كما في " العلل " ( ج2 ص349) : كنت أنا وعلي بن المديني فذكرنا أثبت من يروي عن الزهري ، فقال علي : سفيان بن عيينة ، وقلت أنا : مالك بن انس ، وقلت : مالك أقل خطأ عن الزهري ، وابن عيينة يخطئ في نحو من عشرين حديثًا عن الزهري في حديث كذا وحديث كذا فذكرت منها ثمانية عشر حديثًا وقلت : هات ما أخطأ فيه مالك فجاء بحديثين أو ثلاثة ، فرجعت فنظرت فيما أخطأ فيه ابن عيينة فإذا هي أكثر من عشرين حديثًا. • وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في " ملحق شرح علل الترمذي الصغير" (ص580) بتحقيق عتر : • وذكر عبد الله بن أحمد أنه سمع يحيى بن معين قيل له : تحفظ عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه مسح على الجبيرة . قال يحيى : باطل ، ما حدث به معمر قط . ثم قال يحيى : عليه مائة بدنة مقلدة مجللة إن كان معمر حدث بهذا قط ، هذا باطل ، ولو حدث بهذا عبد الرزاق كان حلال الدم ، من حدث بهذا عن عبد الرزاق ؟ قالوا فلان ، وفي بعض النسخ : قالوا محمد بن يحيى ، قال : لا والله ما حدث به معمر وعليه حجة من ههنا إلى مكة إن كان معمر يحدث بهذا . • قال عبد الله بن أحمد : هذا الحديث يروونه عن إسرائيل عن عمرو ابن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وعمرو بن خالد لا يساوي شيئًا . فهذا يدل على تأكد يحيى بن معين رحمه الله ووثوقه بما يقول . حدث حديثين امرأة إن فهمت وإلا فعشره قد ذكرنا في مقدمة " أحاديث معلة ظاهرها الصحة " عن أهل العلم : أن الحديث قد يكون معلاًّ من طريق ، وصحيحًا من طريق أخرى ، أو من طرق أخرى ، أو عن صحابي آخر ، وكان ذلك التنبيه كافيًا ؛ ولكن لبعد كثير من طلبة العلم عن علم العلل يظنون أن أعل الحديث من جميع طرقه ، فأحتاج إلى أن أنقل عن أهل العلم بتوسع أنهم لا يعنون بالعلة أن الحديث معل من جميع طرقه إلا إذا نصوا على ذلك . والله المستعان . • قولهم : هذا حديث منكر أو باطل أو موضوع أو ضعيف بهذا الإسناد : • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1125) : • سألت أبي عن حديث رواه المؤمل بن أسماعيل عن عبد الله العمري عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى عن بيع الطعام حتى يقبض . قال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث ( 1126) : • سألت أبي عن حديث رواه عبد الصمد بن عبد الوارث عن الحسن ابن أبي جعفر عن بديل عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " خصلتان لا يحل منعهما : الماء والنار " . قال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1378) : سألت أبي عن حديث كتبته عن نصر بن داود بن طوق بواسط قدم علينا من الكوفة عن يحيى بن إسماعيل الواسطي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لا يقتل أحد بسب أحد إلا بسب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم " . فسمعت أبي يقول : هذا حديث باطل بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1500) : سألت أبي عن حديث رواه محمد بن آدم بن سليمان المصيصي عن حفص بن غياث عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال : كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نأكل ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام . قال أبي : قد تابعه على روايته ابن أبي شيبة عن حفص ، وإنما هو حفص عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، وهذا حديث لا أصل له بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1612): سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي عمر العدني عن سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : سئل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عنها يوم عرفة – يعني العتيرة . قال أبي : هو حديث منكر ، يعني بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1697) : سألت أبي عن حديث رواه مؤمل بن إسماعيل عن سفيان بن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " بئس ما لأحدهم أن يقول : نسية آية كذا وكذا ، ولكن نُسِّي " . قال أبي : هذا حديث منكر – يعني بهذا الإسناد . *قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1815) : سألت أبي عن حديث رواه علي بن ميمون الرقي عن محمد بن كثير عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال : قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقال : يا رسول الله أخبرني بعمل إذا أنا عملته أحبني الله عز وجل وأحبني الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " أزهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس " . فقال أبي : هذا أيضًا حديث باطل – يعني بهذا الإسناد . • قال أبن أبي حاتم في " العلل " حديث (1840) : سألت أبي عن حديث رواه مسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي عبيدة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من بنى من البنيان فوق ما يكفيه كلف أن يحمله يوم القيامة على عنقه من أرض السبع " . قال أبي : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1841) : سألت أبي عن حديث رواه المسيب بن واضح عن يوسف بن أٍسباط عن مالك بن مغول عن منصور عن خيثمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " الندم توبة " . قال أبي : هذا حديث باطل بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1888) : سألت أبي عن حديث رواه عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " . قال أبي : هذا حديث منكر جدًا بهذا الإسناد. • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1949) : سألت أبي عن حديث رواه أبو هارون البكاء عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " حسب امرئ من الإيمان أن يقول : رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولاً " . قال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (1953) : سألت أبي عن حديث رواه أبو غرارة محمد بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الرفق يمن والخرق شؤم ، وإذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم باب الرفق ،وإن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه ،وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه ، وإن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ،ولو كان الحياء رجلاً كان رجلاً صالحًا ،وإن الفحش من الفجور والفجور من النار ولو كان الفحش رجلاً كان رجل سوء إن الله لم يخلقني فاحشًا " قال أبي : هذا حديث منكر ، قال بهذا الإسناد هو منكر . • قال ابن أبي حاتم رحمه الله في " العلل " حديث رقم (2014) : وسمعت أبي وذكر حديثًا رواه بيان بن عمرو أبو محمد المحاربي عن سالم ابن نوح عن سعيد عن قتادة عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الصبر عند الصدمة الأولى " . فقال أبي : هذا حديث باطل بهذا الإسناد ، وبيان شيخ مجهول . • قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (2108) : سألت أبا زرعة عن حديث رواه وهب بن راشد البصري بالرقة وكان جليسًا لجعفر بن برقان عن ثابت البناني عن أنس قال : قيل يا رسول الله لم ينم فلان البارحة ؟ قال : " ولم ؟ " قال : لدغته عقرب ، قال : " أما إنه لو قال حين أوى إلى فراشه : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره " . قال أبي : هذا حديث منكر ، يعني بهذا الإسناد ، ووهب ضعيف الحديث . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث(2197) : سألت أبي عن حديث رواه أبو الجواب عن سعير بن الخمس عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " من صنع إليه معروف فقال : جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء " . قال أبي : هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل" حديث (2414) . سألت أبي عن حديث رواه يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيزابن محمد عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذئاب عن عمه ويزيد ابن هرمز عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "إن من الشعر حكمة " . قال أبي : هذا حديث بهذا الإسناد منكر . • قال ابن أبي حاتم في "العلل " حديث (2549) : سألت أبي عن حديث حدثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي ختن ابن منيع عن داود بن منيع عن داود بن عبد الحميد الكوفي نزيل الموصل عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال في حجة الوداع : " نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع " الحديث . فقال أبي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2570) : سألت أبي عن حديث رواه الأحوص بن جواب عن سفيان بن الحسن(1) عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " من أولي معروفاً فقال : جزاك الله خيرًا؛ فقد أبلغ في الثناء " . فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2571) : سألت أبي عن حديث رواه أبو سعيد مولى بني هاشم عن يحيى ابن أبي سليمان عن سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إذا سمعتم نهيق الحمار أو نباح الكلب أو صراخ الديك فتعوذوا بالله من الشيطان فإنهم يرون ما لا ترون " . فسمعت أبي يقول : هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2577) : سألت أبي عن حديث حدثنا به عطية بن بقية عن أبي بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :" أنا سابق العرب إلى الجنة ، وصهيب سابق الروم إلى الجنة وبلال سابق الحبشة إلى الجنة ، وسلمان سابق الفرس إلى الجنة " . وسمعت أبي وأبا زرعة جميعًا يقولان : هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في "العلل " حديث (2607) : سألت أبي عن حديث رواه محمد بن بكار عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : " إن الملك في قريش " قال أبي :هذا حديث منكر بهذا الإسناد . • قال ابن أبي حاتم في " العلل " حديث (2677) : سئل أبو زرعة عن حديث رواه داود بن مهران عن عبدالرحمن بن مالك بن مغول عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لأبي بكر وعمر : " هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، لا تخبرهما يا علي " . قال أبو زرعة : هذا حديث باطل ، يعني بهذا الإسناد ،وامتنع أن يحدثنا وقال : أضربوا عليه . قال ابن الصلاح في " المقدمة " (ج2 ص 746) مع "النكت " للحافظ ابن حجر بتحقيق الشيخ الفاضل: ربيع بن هادي : قال : قد تقع العلة في الإسناد وهو الأكثر وقد تقع في المتن .. إلى آخره قال الحافظ : إذا وقعت العلة فيل الإسناد قد تقدح وقد لا تقدح ،وإذا قدحت فقد تخصه وقد تستلزم القدح في المتن ،وكذا القول في المتن سواء . • الأقسام التي تقع فيها العلة : فالأقسام على هذا ستة : 1- فمثال ما وقعت العلة في الإسناد ولم تقدح مطلقاً : ما يوجد مثلاً من حديث مدلس بالعنعنة ، فإن ذلك علة توجب التوقف عن قبوله ، فإذا وجد من طريق أخرى قد صرح فيها بالسماع تبين أن العلة غير قادحة . وكذا إذا اختلف في الإسناد على بعض رواته ، فإن ظاهر ذلك يوجب التوقف عنه ، فإن أمكن الجمع بينها على طريقة أهل الحديث بالقرائن التي تحف الإسناد تبين أن تلك العلة غير قادحة . مثال العلة القادحة في الإسناد : 2- ومثال ما وقعت العلة فيه في الإسناد وتقدح فيه دون المتن : ما مثل به المصنف من إبدال راوٍ ثقة براوٍ ثقة ،وهو بقسم المقلوب أليق ، فإن أبدل راوٍ ضعيف براوٍ ثقة وتبين الوهم فيه ؛ استلزم القدح في المتن أيضاً إن لم يكن له طريق إن لم يكن له طريق أخرى صحيحة . ومن أغمض ذلك : أن يكون الضعيف موافقًا للثقة في نعته . ومثال ذلك : ما وقع لأبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي أحد الثقات عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو من ثقات الشاميين قدم الكوفة فكتب عنه أهلها ولم يسمع منه أبو أسامة ، ثم قدم بعد ذلك الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو من ضعفاء الشاميين ، فسمع منه أبو أسامة وسأله عن اسمه ، فقال عبد الرحمن بن يزيد ، فظن أبو أسامه أنه ابن جابر فصار يحدث عنه وينسبه من قبل نفسه فيقول : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، فوقعت المناكير في رواية أبي أسامة عن ابن جابر ، وهما ثقتان فلم يفطن لذلك إلا أهل النقد ، فميزوا ذلك ونصوا عليه كالبخاري وأبي حاتم وغير واحد . العلة قد تكون في المتن وهي غير قادحة : 3-ومثال ما وقع العلة في المتن دون الإسناد ولا تقدح فيهما : ما وقع من اختلاف ألفاظ كثيرة من أحاديث " الصحيحين " ، إذا أمكن رد الجميع إلى معنى واحد فإن القدح ينتفي عنها . وسنزيد ذلك إيضاحًا في النوع الآتي إن شاء الله تعالى . 4- ومثال ما وقعت العلة فيه في المتن واستلزمت القدح في الإسناد : ما يرويه راوٍ بالمعنى الذي ظنه يكون خطأ ، والمراد بلفظ الحديث غير ذلك ، فإن ذلك يستلزم القدح في الراوي فيعلل الإسناد . 5- ومثال ما وقعت العلة في المتن دون الإسناد : ما ذكره المصنف من أحد الألفاظ الواردة في حديث أنس رضي الله عنه وهي قوله : ( ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها ) ، فإن أصل الحديث في "الصحيحين" . فلفظ البخاري : ( كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين ) . ولفظ مسلم في رواية له : نفي الجهر، وفي رواية أخرى : نفي القراءة . *** وتتم في الحلقة الثانية [ ماهر بن ظافر القحطاني ] المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار qahtany5@hotmail.com
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 0 والزوار 14) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طالب العلم والكتب للشيخ صالح آل الشيخ | ابو رقية عاصم السلفي | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 0 | 01-09-2007 10:15PM |
الثمر الداني بجمع ثـــنــاء أهل العلم على الشيخ محمد ناصر الدين الألباني | ماهر بن ظافر القحطاني | مكتبة معرفة السنن والآثار العلمية | 0 | 14-07-2005 01:26AM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |
لقاء مع الشيخ صالح آل الشيخ متعلق بفتنة التكفير (بخوص التفجيرات الأخيرة ) | ماهر بن ظافر القحطاني | السنن الصحيحة المهجورة | 0 | 23-12-2003 10:20AM |